حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
TT

حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)

كشفت دراسة أميركية أن إطعام الأبقار التي ترعى في المراعي الطبيعية مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية يمكن أن يقلل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عنها، دون التأثير على صحتها أو وزنها.

وأوضح باحثون في جامعة كاليفورنيا أن هذه الدراسة تُعد الأولى عالمياً التي تطبق مكملات الأعشاب البحرية على أبقار الرعي الطبيعي، بعد نجاحات سابقة في الأبقار الحلوب والمزارع المكثفة، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «PNAS».

وتُعد الأبقار من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان، وهو غاز دفيء قوي يسهم بشكل كبير في تغير المناخ. وتنتج الثروة الحيوانية نحو 14.5 في المائة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، مع إطلاق الميثان بشكل أساسي أثناء عملية الهضم، حيث تعمل البكتيريا على تخمير الألياف الغذائية التي تتناولها الأبقار، ما يؤدي إلى إنتاج الميثان الذي يتم إطلاقه مع التجشؤ. وتكون انبعاثات الميثان أعلى لدى الأبقار التي تعتمد على الرعي الطبيعي بسبب تناولها كميات كبيرة من الأعشاب الغنية بالألياف.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأعشاب البحرية خفضت انبعاثات الميثان بنسبة 82 في المائة في أبقار المزارع، وبأكثر من 50 في المائة لدى الأبقار الحلوب.

وفي الدراسة الجديدة، قُسّمت 24 بقرة في المراعي الطبيعية إلى مجموعتين؛ الأولى تلقت مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية، والأخرى لم تتلقَّ أي مكملات.

أُجري الاختبار على مدار 10 أسابيع في ولاية مونتانا الأميركية؛ حيث أظهرت النتائج أن الأبقار التي تناولت المكملات انخفضت انبعاثاتها من الميثان بنسبة 40 في المائة.

ووفق الباحثين، تُصنع هذه المكملات من أعشاب بحرية، مثل «Asparagopsis» وتعمل المواد الفعالة فيها كـ«البروموفورم» على تقليل نشاط البكتيريا المنتجة للميثان في المعدة دون التأثير على عملية الهضم.

وأشار البروفسور إرمياس كيبريب، الباحث الرئيس في قسم علوم الحيوان بجامعة كاليفورنيا، إلى أهمية توفير هذه المكملات لتحسين استدامة الزراعة الرعوية وتلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم مع تقليل الأثر البيئي.

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن «تقديم هذه المكملات للأبقار في نظم الرعي المفتوحة؛ خصوصاً خلال فصل الشتاء أو عند ندرة الأعشاب، يمكن أن يكون حلاً عملياً يُسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً».


مقالات ذات صلة

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

يوميات الشرق نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، وأن الكوكب لم يعرف المحيطات، وفق دراسة أجرتها جامعة كامبريدج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فحوص التصوير المقطعي المحوسب تستخدم في فحص سرطان الرئة (جامعة لوما ليندا الأميركية)

فحص سرطان الرئة يكشف أمراض القلب

توصلت دراسة كندية إلى أن فحوص التصوير المقطعي المحوسب المستخدمة في فحص سرطان الرئة يمكن أن تكشف أيضاً أمراضاً في القلب، مثل وجود تراكمات الكالسيوم في الشرايين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)

التعليم في سن الرابعة يعزز اكتساب لغة ثانية

أظهرت دراسة كندية أن التعليم بسن الرابعة من خلال الالتحاق برياض الأطفال له تأثير كبير في تعزيز اكتساب الأطفال للغة ثانية

صحتك تحتوي روائح الجسم على مجموعة من الإشارات الكيميائية التي تتأثر بالحالة العاطفية للشخص (معهد كارولينسكا)

روائح الجسد تعزز العلاج النفسي للقلق

أظهرت دراسة جديدة شارك فيها باحثون في السويد، أن روائح الجسد المصاحبة للحالات العاطفية للإنسان قد تكون لها القدرة على تعزيز التأثيرات المخففة للقلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم مفتاح إضاءة للمساعدة في تحديد موقع المصباح أثناء الليل (تكساس إيه آند إم للهندسة)

تقنيات ذكية لتوليد الطاقة من الأنشطة المنزلية

نجح فريق من الباحثين من جامعة «تكساس إيه آند إم» الأميركية في تطوير تقنيات ذكية مثل «حصاد الطاقة» لتوليد الطاقة من الأنشطة اليومية البسيطة داخل المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)
نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)
TT

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)
نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

رجّحت دراسة جديدة أنه ربما لم يستضف كوكب الزهرة محيطات على سطحه قط.

على الرغم من الجدل العلمي الذي احتدم لسنوات حول تاريخ كوكب الزهرة وما إذا كان يحتوي على محيطات سائلة، فإن بحثاً جديداً أجراه علماء الكيمياء الفلكية من جامعة كامبريدج يشير إلى أن الكوكب كان جافاً دائماً، وفق ما نقلته شبكة «سكاي نيوز».

صورة من مركبة الفضاء «ماجلان» التابعة لوكالة «ناسا» ومسبار «بايونير فينوس» تظهر كوكب الزهرة (رويترز)

يقول مؤلفو التقرير تيريزا كونستانتينو وأوليفر شورتل وبول ب. ريمر: «تم اقتراح تاريخين مختلفين للغاية للمياه على كوكب الزهرة: أحدهما حيث كان لكوكب الزهرة مناخ معتدل لمليارات السنين مع وجود مياه سائلة على السطح، والآخر حيث لم يتمكن كوكب الزهرة الساخن المبكر من تكثيف المياه السائلة على سطحه».

قام مؤلفو التقرير بوضع نموذج للتركيب الكيميائي الحالي للغلاف الجوي لكوكب الزهرة واكتشفوا أن «الكوكب لم يكن صالحاً للحياة على الماء السائل. كما أن كوكب الزهرة اليوم هو كوكب حار جداً». فوفق وكالة «ناسا»، يبلغ متوسط ​​درجة حرارة سطح كوكب الزهرة نحو 465 درجة مئوية وضغطه أكبر بنحو 90 مرة من ضغط الأرض عند مستوى سطح البحر، فضلاً عن كون الزهرة محاطاً بشكل دائم بسحب كثيفة سامة من حمض الكبريتيك.

في دراستهم، وجد العلماء أن باطن كوكب الزهرة يفتقر إلى الهيدروجين، ما يشير إلى أنه أكثر جفافاً من باطن الأرض. وبدلاً من التكاثف على سطح الكوكب، من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، بحسب البحث.

في عام 2016، أشار فريق من العلماء يعملون في معهد غودارد للدراسات الفضائية التابع لوكالة «ناسا» في نيويورك إلى أن كوكب الزهرة ربما كان صالحاً للسكن ذات يوم.

صورة مقدمة من وكالة «ناسا» تظهر كوكب الزهرة في بداية عبوره أمام الشمس 5 يونيو 2012 (رويترز)

استخدم الفريق نموذجاً حاسوبياً مشابهاً للنوع المستخدم للتنبؤ بتغير المناخ على الأرض. وقال مايكل واي، الباحث في معهد غودارد لدراسات الفضاء والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية، في ذلك الوقت: «يمكن تكييف العديد من الأدوات نفسها التي نستخدمها لنمذجة تغير المناخ على الأرض لدراسة المناخ على كواكب أخرى، سواء في الماضي أو الحاضر». وأضاف: «تُظهر هذه النتائج أن كوكب الزهرة القديم ربما كان مكاناً مختلفاً تماماً عما هو عليه اليوم».

وأشارت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة شيكاغو العام الماضي إلى أن كوكب الزهرة «كان غير صالح للسكن لأكثر من 70 في المائة من تاريخه، أي 4 مرات أطول من بعض التقديرات السابقة».