رئيس موريتانيا يعلن عن «حوار سياسي جديد لترسيخ الديمقراطية»

استعرض أبرز إنجازات حكومته في خطاب الاستقلال الوطني

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
TT

رئيس موريتانيا يعلن عن «حوار سياسي جديد لترسيخ الديمقراطية»

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)

قال رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني إنه سيتم إطلاق «حوار سياسي يناقش الوحدة الوطنية، ويعزز المسار الديمقراطي»، داعياً إلى الاستفادة من التجارب السابقة، ووضع آلية جديدة لضمان نجاح هذا الحوار.

وأوضح رئيس الجمهورية، خلال خطاب ألقاه ليلة الخميس، بمناسبة الذكرى الـ64 لعيد الاستقلال، الذي تناقلته وكالة الأنباء الرسمية والصحف المحلية، أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة الاتصال بمختلف القوى السياسية؛ للتحضير لحوار وطني يتناول قضايا الوحدة الوطنية والمسار الديمقراطي، مشدداً على أنه يريد لهذا الحوار أن يكون «صريحاً»، وتترفع أطرافه عما وصفه بـ«المشاكسات، وعن الانسياق وراء تحقيق مكاسب شخصية، أو حزبية ضيقة على حساب الصالح العام»، داعياً في هذا السياق إلى اقتراح «آلية ومنهجية جديدتين لضمان نجاح الحوار».

وأضاف رئيس الجمهورية أن الحكومة ستبدأ في الأشهر المقبلة الاتصال بمختلف الأطراف السياسية، من موالاة ومعارضة، للتشاور حول أنسب السبل للتحضير الجيد «لحوار يتناول كل القضايا الكبرى، وخصوصاً ما تعلق منها بتعزيز الوحدة الوطنية، والانسجام المجتمعي وترسيخ نظامنا الديمقراطي»، مشدداً على أنه على قناعة بأن «تجنيب البلد كل ما قد يربك مسيرته نحو البناء والنماء ليظل حراً مستقلاً مستقراً وآمناً، يتطلب دائماً التواصل والحوار والنقاش بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، حول القضايا الوطنية الكبرى»، ولذا يضيف رئيس الجمهورية: «كان تنظيم حوار جامع لكل مكونات الطيف السياسي من أبرز عناوين البرنامج الذي تقدمت به للشعب الموريتاني».

كما خصص رئيس الجمهورية فقرة من خطابه للحديث عن قطاع العدالة، حيث أشار الرئيس إلى أن ولايته الأولى شهدت اهتماماً كبيراً بقطاع العدالة، وذلك من خلال تقوية البنى التحتية للقطاع، وتزويده بالوسائل المهمة، وتحسين ظروف القضاة مادياً، وتنظيم أيام تشاورية حول «صلاح العدالة»، تمخضت عنها وثيقة وطنية هي الآن قيد التنفيذ، بحسب تعبيره.

في سياق ذلك، أشار الرئيس في خطابه إلى أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة فتح حوار مع الموالاة والمعارضة. وتوقف عند الإنجازات التي حققتها حكومته خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن هذه الجهود تستهدف تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، وموضحاً أنه لولا ما تعرضت له موريتانيا خلال بداية ولايته الأولى من صدمات خارجية عنيفة؛ كجائحة «كورونا»، والأزمات الأمنية الإقليمية والدولية الحادة، وانعكاساتها المتنوعة الهدامة، لكانت «اليومَ النتائج الجيدة التي أحرزناها أفضل وأعمق أثراً».

وأكد الرئيس أن الإنجازات التي تحققت «تأتي في إطار رؤية شاملة لتحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين».


مقالات ذات صلة

موريتانيا تتخوف من شبكات تهريب عالمية تستهدف أمنها

شمال افريقيا مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

موريتانيا تتخوف من شبكات تهريب عالمية تستهدف أمنها

أعلنت الشرطة الموريتانية أنها أحبطت محاولة تهريب 125 مهاجراً، جميعهم من الأجانب، كانوا يستعدون لركوب قارب من الشواطئ الموريتانية للوصول إلى جزر الكناري بإسبانيا

الشيخ محمد (نواكشوط)
تحليل إخباري سيارة إسعاف بموقع استهدفته غارة إسرائيلية في بيروت (رويترز)

تحليل إخباري خبراء لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع عودة «حزب الله» إلى ما كان عليه

هل الاتفاق، الذي يبدو أنه جُزّئ بين «حزب الله» و«إسرائيل»، يعني أن يدَ «الحزب» العسكرية ستبقى طليقة في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير الأول خلال استقبال زعيم المعارضة في مكتبه بنواكشوط (الوزارة الأولى)

زعيم المعارضة الموريتانية يبحث مع الوزير الأول تحضير «الحوار السياسي»

ناقش الوزير الأول الموريتاني، المختار ولد اجاي، ملف «الحوار السياسي» مع زعيم المعارضة الموريتانية، حمادي ولد سيدي المختار، خلال أول لقاء بينهما.

الشيخ محمد (نواكشوط)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

وزير خارجية فرنسا: الأزمة الإنسانية في السودان الأكبر في زمننا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
TT

وزير خارجية فرنسا: الأزمة الإنسانية في السودان الأكبر في زمننا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)

في أول جولة أفريقية له منذ تعيينه في منصبه أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، اختار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ثلاث محطات، أولاها تشاد، تليها أثيوبيا، وتنتهي في السنغال. وقال باور، في تسجيل فيديو على موقع وزارته الرسمي، إنه يتوجه الى تشاد بداية «من أجل محادثات مع السلطات التشادية، وأيضاً من أجل الالتقاء باللاجئين السودانيين» في هذا البلد. وعدّ بارو أن «الأزمة الإنسانية التي أفضى إليها النزاع السوداني تعد الكبرى في زمننا» من حيث إنها أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 13 مليون شخص، فيما 25 مليوناً آخرون يعانون من سوء التغذية، وأن لها الأولوية في جولته الأفريقية الراهنة.

وأضاف الوزير الفرنسي أن أحد أهداف زيارته عنوانه «التثبت من أن التزامات المشاركين في مؤتمر باريس لمساعدة السودان، الذي عقد في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر عن وعود بتقديم ملياري دولار، يتم تنفيذه». وبالفعل، فإن الوزير الفرنسي انتقل إلى الحدود المشتركة بين السودان وتشاد، حيث تتمركز غالبية اللاجئين السودانيين هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم.

مع اللاجئين في مخيم أدري

ومن مدينة أدري التشادية، التي زارها برفقة نظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله، حيث مخيمات اللاجئين، حثّ جان نويل بارو طرفي النزاع في السودان على وقف الأعمال القتالية والدخول في مفاوضات. والأهم من ذلك أنه دعا «القوى الخارجية المتحالفة مع المتحاربين إلى التوقف عن صبّ الزيت على النار»، لكن من غير الدخول في لعبة الأسماء، واتهام دول بعينها بالتدخل في الحرب الأهلية الدموية الدائرة في السودان، التي لا يرى أحد اليوم كيف ومتى سوف تنتهي.

صورة جوية لملاجئ مؤقتة بأدري في تشاد للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور (رويترز)

وقالت مصادر فرنسية إن باريس «تشعر بالأسى» لأنها بذلت جهوداً كبرى من أجل جمع الأسرة الدولية مرتين لمدّ يد المساعدة للسودان، المرة الأولى خلال المرحلة الانتقالية. والمرة الثانية في الربيع الماضي. والحال أن هذه الجهود ذهبت سدى. وتأسف باريس لأن حرب السودان لم تجتذب تدخلات دول بعينها فقط، وإنما مرتزقة يساهمون بها طمعاً بثروات باطن الأرض السودانية، وخصوصاً الذهب. وأعلن بارو، الخميس، أن باريس سوف «تخصص 7 ملايين يورو إضافية لدعم نشاط الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في مكافحة الكوليرا ودعم النساء والأطفال» في تشاد. وتريد باريس من زيارة الوزير لمخيمات اللاجئين إظهار أنها «تفي بوعودها» إزاء مأساة هؤلاء.

تشاد في الحياد

وإزاء الاتهامات التي تساق ضد تشاد بأنها تسمح بتمرير السلاح إلى المتحاربين في السودان، أكد وزير خارجيتها أن بلاده «تلتزم الحياد التام» في هذا الصراع. مضيفاً، كما نقلت عنه وكالات الأنباء، أن بلاده «لديها مصلحة في البقاء على الحياد قدر الإمكان» في هذه الحرب. وأفادت مصادر فرنسية أن هذه النقطة خاصة كانت موضوع بحث بين وزيري خارجية البلدين. ولفرنسا قواعد عسكرية في تشاد، تعززت بعد انسحاب قواتها من مالي والنيجر وبوركينافاسو، عقب الانقلابات التي شهدتها هذه الدول في الأعوام الثلاثة الأخيرة. وتخطط باريس لإعادة النظر في انتشار قواتها في منطقة الساحل وخليج غينيا.

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي سيلتقي الوزير الفرنسي في الأيام المقبلة (إ.ب.أ)

ومن جانب آخر، أفادت المصادر الفرنسية أن حرب السودان ستكون أحد المواضيع التي سيبحثها وزير الخارجية مع موسى فكي محمد، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي، الذي سيلتقيه في أديس أبابا. ويعبّر المسؤولون الفرنسيون عن تراجع الاهتمام الدولي بالحرب في السودان، حيث يُقدر عدد القتلى بـ150 ألفاً، فيما ربع سكان هذا البلد اضطروا للنزوح أو اللجوء، فيما الأوبئة والمجاعة والمجازر المتنقلة تفتك بالمدنيين.

حرب اجتماعية عشائرية

وفي مجموعة من التقارير، خصصتها لحرب السودان خلال الشهر الحالي، سعت صحيفة «لو موند» الفرنسية المستقلة إلى إلقاء الضوء على ما يجري في هذا البلد منذ 18 شهراً. وكتبت في أول تقاريرها أن العوامل الدافعة وراء هذه الحرب اجتماعية من جانب، ولكنها عشائرية وعرقية أيضاً. وتضيف أن «الأطراف الخارجية تستغل الصراع، وتؤججه وتنفخ في أواره بسبب التنافسات الدولية التي تغذيها الأطماع بأصول وثروات البلاد». ويضيف التقرير أن السودان هو «أحد أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، ولديه ساحل طويل على البحر الأحمر، وهو بوابة رئيسية للتجارة العالمية». وبالتالي فإن العديد من الدول لديها طموحات، وترى في دعم هذا الطرف أو ذاك خدمة لمصالحها. من هنا، تعدّ الصحيفة أن نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تبقى دون صدى، فيما الأسرة الدولية أو على الأقل الدول القادرة من بينها، تكتفي ببعض الدعم المالي والاستجابة للحاجات الإنسانية. ورغم فائدة وضرورة وأهمية كل ذلك، فإنه لن يفضي إلى وقف الحرب، ومعها الفظائع المرتكبة خلالها، وهو الأمر المؤسف حقاً.