إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
TT
20

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

تقدم أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع بحق زعماء إسرائيل و«حماس»، بسبب الجرائم التي تتهمهم بارتكابها في غزة، رؤى مهمة حول مدى اختصاص المحكمة وحدود سلطتها.

وقدم تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت؛ ورئيس الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، الذي قد يكون ما زال على قيد الحياة.

لماذا تدعي المحكمة الاختصاص في هذه القضية؟

لقد انضمت أكثر من 120 دولة إلى معاهدة دولية، وهي نظام روما الأساسي، وهي أعضاء في المحكمة. تأسست المحكمة، التي يقع مقرها في لاهاي في هولندا، منذ أكثر من عقدين من الزمان لمقاضاة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجريمة العدوان.

واتهمت المحكمة نتنياهو وغالانت باستخدام التجويع كسلاح حرب، من بين تهم أخرى، في الصراع مع «حماس» في غزة.

واتهمت المحكمة محمد الضيف، أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي واحتجاز الرهائن.

لا تعترف الدول القوية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين، بسلطة المحكمة. ولم تصادق على نظام روما الأساسي، ولا تحترم المذكرات الدولية الصادرة عن المحكمة ولن تسلم مواطنيها للمحاكمة.

لا إسرائيل ولا فلسطين عضوان في المحكمة. ولكن في حين لا تعترف العديد من الدول بدولة فلسطين، فقد فعلت المحكمة ذلك منذ عام 2015، عندما وقع قادة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على جزء كبير من الضفة الغربية.

وعلى الرغم من سيطرة «حماس» على غزة منذ عام 2007 ولا تعترف الجماعة المسلحة بخضوعها لدولة فلسطينية، فقد قضت المحكمة بأن لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وقال ديفيد شيفر، السفير الأميركي السابق والمفاوض الرئيسي في النظام الأساسي الذي أنشأ المحكمة: «أود أن أزعم أن هذا يجعل تصرفات (حماس) أكثر عرضة للمحكمة الجنائية الدولية. إن السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا تقتصر على (حماس) فقط، بل إن (حماس) أثبتت دورها كسلطة حاكمة لذلك الجزء من دولة فلسطين، وبالتالي فإن هذه السلطة تحمل المسؤولية، بما في ذلك ارتكاب جرائم فظيعة».

ومن الأهمية بمكان بالنسبة لسلطة المحكمة أن اختصاصها يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء. ويمنح نظام روما الأساسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، سلطة إحالة جرائم الفظائع المرتكبة في أي دولة -عضو في المحكمة الدولية أم لا- إلى الهيئة القانونية للتحقيق.

وقد أحال مجلس الأمن السودان إلى المحكمة في عام 2005 بشأن الوضع الإنساني في دارفور، وأحال ليبيا في عام 2011 رغم أن كلتا الدولتين ليست عضواً في المحكمة.

وقال الخبراء إنه نظراً للتوترات الحالية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة)، فمن غير المرجح أن يحيل المجلس بالإجماع فرداً إلى المحكمة للمحاكمة في أي وقت قريب.

وأشار شفير إلى أنه «نظراً للطبيعة غير الوظيفية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، فمن غير المرجح أن تنجو أي إحالة مقترحة لأي حالة معينة في العالم من الفيتو».

هل سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء؟

بالفعل، سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء، فروسيا ليست عضواً في المحكمة، ولكن في عام 2023 أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن غزو موسكو الكامل لأوكرانيا، التي لم تصبح عضواً بعد ولكنها منحت المحكمة الاختصاص ودعتها للتحقيق.

كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق عمر حسن البشير، الرئيس السابق للسودان، والعقيد معمر القذافي، الزعيم السابق لليبيا. ولا تتمتع أي من الدولتين بعضوية المحكمة.

في عام 2017، بدأ المدعي العام للمحكمة التحقيق في مزاعم جرائم الحرب في أفغانستان، بما في ذلك أي جرائم ربما ارتكبها الأميركيون. ورداً على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة في ذلك الوقت، وألغت تأشيرة دخولها. وأسقطت المحكمة تحقيقاتها في وقت لاحق.

هل يمكن للمحكمة إنفاذ أوامر الاعتقال؟

في حين أن نطاق المحكمة قد يكون عالمياً تقريباً من الناحية النظرية، فإن قوتها في نهاية المطاف في أيدي أعضائها.

لا يمكن للمحكمة محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم غيابياً وليس لديها آلية لمحاكمة المتهمين. إنها تعتمد على الدول الأعضاء للعمل كجهات منفذة واحتجاز المشتبه بهم قبل أن يتمكنوا من المثول للمحاكمة في لاهاي. ومع ذلك، لا تلتزم جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، إنه دعا نتنياهو لزيارة بلاده، وهي عضو في المحكمة، وأنه سيتجاهل التزامه الرسمي بالتصرف بناءً على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

في سبتمبر (أيلول)، زار بوتين منغوليا، وهي عضو آخر، من دون أن يتم القبض عليه.

وزار البشير جنوب أفريقيا، وهي أيضاً عضو، لحضور قمة الاتحاد الأفريقي لعام 2015.


مقالات ذات صلة

ترمب: نقترب من إعادة الرهائن في غزة

المشرق العربي فلسطينيون ينقلون رجلاً مصاباً بعد غارة إسرائيلية استهدفت أمس حي الشجاعية في مدينة غزة (رويترز)

ترمب: نقترب من إعادة الرهائن في غزة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أن تقدماً يتحقق فيما يتعلق بإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وأن واشنطن تتواصل مع إسرائيل وحركة «حماس»، قائلاً:

ميشال أبونجم ( باريس) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الطالب محمود خليل خلال احتجاجات جامعة كولومبيا بنيويورك (أ.ب)

قضية محمود خليل: إدارة ترمب تستشهد بسلطتها في ترحيل أشخاص بسبب «معتقداتهم» 

قالت «أسوشييتد برس» إن الحكومة الأميركية قدّمت مذكرة تشير إلى سلطة الإدارة في طرد غير المواطنين الذين يُلحق وجودهم في البلاد الضرر بمصالح السياسة الخارجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي فلسطينيون يُخرجون جريحاً من تحت أنقاض مبنى تعرض للقصف في حي الشجاعية شرق غزة (رويترز) play-circle

مسؤولون إسرائيليون: «حماس» أبدت بعض المرونة فيما يتعلق بمفاوضات غزة

نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم (الخميس)، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حركة «حماس» أبدت بعض المرونة فيما يتعلق بالمفاوضات للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جانب من الأسرى المفرج عنهم (أ.ب)

10 أسرى من غزة مفرج عنهم حديثاً يشكون تعرضهم لانتهاكات في سجون إسرائيل

قال 10 فلسطينيين من غزة أفرجت عنهم القوات الإسرائيلية وعادوا إلى القطاع يوم الخميس، إنهم تعرضوا لانتهاكات أثناء احتجازهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز) play-circle

ترمب يشير إلى تقدم في «محادثات غزة»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، إن تقدماً يتحقق فيما يتعلق بإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإن واشنطن تتواصل مع إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران تُهدد بـ«الردع» في «النووي» وأميركا تُذكّر بالقوة

صورة نشرتها «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» لرئيسها محمد إسلامي لدى استقباله شمخاني في معرض للصناعة النووية مطلع فبراير الماضي
صورة نشرتها «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» لرئيسها محمد إسلامي لدى استقباله شمخاني في معرض للصناعة النووية مطلع فبراير الماضي
TT
20

إيران تُهدد بـ«الردع» في «النووي» وأميركا تُذكّر بالقوة

صورة نشرتها «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» لرئيسها محمد إسلامي لدى استقباله شمخاني في معرض للصناعة النووية مطلع فبراير الماضي
صورة نشرتها «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» لرئيسها محمد إسلامي لدى استقباله شمخاني في معرض للصناعة النووية مطلع فبراير الماضي

عشية محادثات مصيرية في عُمان، تبادل مسؤولون أميركيون وإيرانيون تحذيرات عالية المستوى؛ وفي حين لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخيار عسكري تقوده إسرائيل حال فشل الحلول الدبلوماسية، حذر مستشار للمرشد الإيراني من «إجراءات رادعة» إذا استمرت الضغوط.

وتجري السبت محادثات بين المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بشأن البرنامج النووي لطهران.

وقال علي شمخاني، الممثل الخاص للمرشد الإيراني في المفاوضات النووية، إن «وضع إيران تحت طائلة هجوم عسكري محتمل، قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات ردعية، أبرزها طرد المفتشين ووقف التعاون معهم، ونقل المواد النووية المخصبة لمواقع داخلية آمنة وسرية».

وقال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن إيران هي التي تقرر ما إذا كان نشر واشنطن لقاذفات «بي 2» في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران.