حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

بهشلي انتقد دعم واشنطن لـ«العمال الكردستاني»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)
TT

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلِّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس رجب طيب إردوغان في هذا الصدد.

وانتقد دولت بهشلي، بشدة، الدعم الأميركي المقدم لحزب «العمال» الكردستاني، المصنف «منظمةً إرهابيةً»، ووجَّه اتهاماً لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، وثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي، بخدمة أميركا بعد أن كان خادماً لزعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان، ما أثار رد فعل من جانب الحزب.

وبعدما سبق وأقدم بهشلي بشكل مفاجئ على مصافحة نواب الحزب بالبرلمان، خلال افتتاح دورته الجديدة في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال بهشلي، أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه بالبرلمان (الثلاثاء)، إن حزب «العمال» الكردستاني لا يمكنه تمثيل الأكراد، وإن «أولئك الذين كانوا خدماً للزعيم الإرهابي (عبد الله أوجلان)، بالأمس، أصبحوا الآن خدماً لأميركا».

رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي متحدثاً أمام البرلمان (من حسابه في «إكس»)

وأضاف: «لا يمكننا التضحية بأبناء الأمة التركية النبلاء من أجل أولاد بايدن (الرئيس الأميركي) بالتبني، دعونا نتحد جميعاً شعباً تركياً واحداً».

لا خلاف مع إردوغان

ونفى بهشلي، بشكل قاطع، ما تردد في أروقة السياسة التركية عن وجود خلاف في الرأي مع الرئيس رجب طيب إردوغان، قائلاً إنه «عندما يتعلق الأمر بالوطن والأمة والعلم، فمن واجبي أن أذكّر القلوب التي عليها غشاوة، والعيون العمياء، بأنه لن يكون هناك انفصال أو انقسام بيني وبين رئيسنا إردوغان، وسيستمر (تحالف الشعب) من أجل مستقبل تركيا».

وأضاف أن العلاقة بينه وبين إردوغان «عميقة وغير قائمة على انتظار المقابل، وليست لدينا مصلحة في مناصب أو كراسي».

دعوة بهشلي للسماح لأوجلان بالحديث بالبرلمان تفجّر جدلاً سياسياً واسعاً في تركيا (أرشيفية)

وانشغلت الأوساط السياسية في تركيا، في الأسابيع الأخيرة، بالحديث عن خلاف بين إردوغان وبهشلي حول التعاطي مع المشكلة الكردية وحلها؛ بسبب عدم قبول إردوغان الدعوة التي أطلقها بهشلي فجأة في 22 أكتوبر، للسماح لأوجلان، المحكوم بالسجن مدى الحياة في تركيا، بالحديث أمام البرلمان، وإعلان انتهاء الإرهاب، وحل حزب «العمال» الكردستاني وإلقاء سلاحه.

وقال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، إنه علم من مقربين للرئيس رجب طيب إردوغان بأنه لم يكن على دراية مسبقة بالدعوة التي أطلقها بهشلي للسماح بحضور أوجلان من سجنه في إيمرالي (غرب تركيا) للحديث في البرلمان وإعلان «انتهاء الإرهاب»، وحل «منظمة حزب العمال» الكردستاني وإلقاء أسلحتها، وأنه طلب تسجيلاً لما قاله بهشلي من أجل الاستماع إليه.

تباين تجاه الحل الكردي

وكان إردوغان أيّد مصافحة بهشلي نواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، خلال افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة في الأول من أكتوبر الماضي، بعد صمت استمرّ أسبوعاً، لكنه تجنب التعليق على دعوة بهشلي أوجلان للحديث في البرلمان.

ورفض إردوغان ما يتردد عن وجود خلاف في الرأي مع بهشلي، قائلاً: «لا يوجد مجال للإرهاب أو السياسات المدعومة من الإرهاب في مستقبل تركيا، بوصفنا (تحالف الشعب)، نحن متفقون تماماً بشأن هذه القضية».

بهشلي صافح النواب الأكراد بالبرلمان في بداية أكتوبر ثم وصفهم الثلاثاء بخدم أوجلان وأبناء بايدن بالتبني (إعلام تركي)

بدوره، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في مقابلة تلفزيونية، إنه «إذا كان هناك توجه للسلام في البلاد، فلا يجب أن تنظر (منظمة حزب العمال الكردستاني) الإرهابية إلى ذلك على أنه فرصة بالنسبة لها، فالمنظمات الإرهابية لا تتأسس حتى تلقي سلاحها، وليس لدينا خيار لصنع السلام مع (العمال الكردستاني)».

ورأى أوزال أن جوهر الأمر هو أن يعترفوا أولاً (تحالف الشعب) بأن هناك مشكلة كردية في تركيا.

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال (من حسابه في «إكس»)

ووسط هذا الجدل، استقبل إردوغان بهشلي بالقصر الرئاسي في أنقرة، الخميس الماضي، ولم يكشف أي من الجانبين عمّا دار خلال اللقاء.

إردوغان خلال استقباله بهشلي في القصر الرئاسي بأنقرة الخميس الماضي (الرئاسة التركية)

ورداً على ما قاله بهشلي في اجتماع مجموعة حزبه بالبرلمان، قالت الرئيسة المشاركة لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تولاي حاتم أوغللاري: «يجب أن يعلم الجميع أننا (بصفتنا حزباً)، والأكراد لم نسعَ للحصول على (تأشيرات) لشنِّ عملية عسكرية عبر الحدود، ولم نعيِّن أوصياء على البلديات رغماً عن إرادة الشعب، ولم نتبع طريقاً مسدوداً، بل نبحث عن حل ديمقراطي داخلي، وسنواصل نضالنا، ولن نسمح لأحد بأن يلطخه بالوحل».

وأضافت أوغللاري، أمام اجتماع مجموعة حزبها بالبرلمان: «أقول ذلك لأولئك الذين يقولون إنه لا توجد مشكلة كردية في تركيا (في إشارة إلى إردوغان وبهشلي)، هناك مشكلة كردية في هذه المنطقة، وبصفتنا حزباً نؤيد السلام المشرف على أسس ديمقراطية، ولهذا السبب، يجب رفع العزلة عن السيد أوجلان وتمكينه من استعادة حريته».


مقالات ذات صلة

تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال أيام بموافقة إردوغان

شؤون إقليمية مظاهرة لأنصار أوجلان في تركيا للمطالبة بالإفراج عنه (أرشيفية - رويترز)

تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال أيام بموافقة إردوغان

أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا أن لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين مدى الحياة عبد الله أوجلان ستنطلق هذا الأسبوع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مظاهرة دعم لـ«قسد» في القامشلي بمحافظة الحسكة ضد التصعيد التركي (أ.ف.ب)

صدام أميركي تركي حول دعم «الوحدات الكردية»... وإردوغان يتعهد بتصفيتها

تصاعدت الخلافات التركية الأميركية حول التعامل مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، في حين أكد الرئيس إردوغان أن التنظيمات الإرهابية لن تجد من يدعمها في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حضوره قمة الدول الثماني النامية بالقاهرة (المكتب الإعلامي للرئاسة التركية-إ.ب.أ)

إردوغان يدعو إلى القضاء على «داعش» وحزب العمال الكردستاني في سوريا

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الجمعة، إلى «القضاء» على «المنظمات الإرهابية» في سوريا، مشيراً إلى تنظيم «داعش»، وأيضاً حزب العمال الكردستاني.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي التأهّب التركي - الكردي على أشده في شمال شرقي سوريا

التأهّب التركي - الكردي على أشده في شمال شرقي سوريا

نفت تركيا ما أعلنته أميركا بشأن اتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار مع «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، في منبج معتبرة أن ذلك قد يكون «زلة لسان» من جانب واشنطن.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من قوات «قسد» في عين العرب (كوباني) بعد إعلان تمديد وقف إطلاق النار (رويترز)

هدوء حذر في منبج وعين العرب بعد تمديد وقف إطلاق النار

ساد هدوء حذر في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات ومنبج في غرب النهر (شمال شرقي سوريا) بعد توافق أميركي - تركي على تمديد وقف إطلاق النار.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل 10 جنود إيرانيين في حادث سقوط حافلة غرب البلاد

جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل 10 جنود إيرانيين في حادث سقوط حافلة غرب البلاد

جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)
جنود إيرانيون خلال احتفال في طهران (أرشيفية - رويترز)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أن 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقالت التقارير إن 17 شخصاً آخرين كانوا على متن الحافلة أصيبوا بجروح، حيث جرى نقلهم إلى مستشفيات في المنطقة.

وأضافت التقارير أن الجنود العشرة الذين لقوا حتفهم كانوا في طريقهم إلى ثكنة عسكرية في مدينة بل دوختار على مسافة نحو 100 كيلومتر من الحدود مع العراق.

وقالت الشرطة المحلية إن السائق فقد السيطرة على الحافلة؛ ما أسفر عن سقوطها في وادٍ.

وتُودِي حوادث الطرق بحياة نحو 20 ألف شخص في إيران سنوياً. وتعزو الشرطة ارتفاع معدل الحوادث إلى المركبات القديمة وغير الآمنة، وعدم الالتزام بقواعد المرور، وتجاوُز السرعة.