في خطاب العرش... ملك الأردن يؤكد التمسك بالسلام العادل «لرفع الظلم التاريخي» عن الفلسطينيين

ملك الأردن عبد الله الثاني (رويترز)
ملك الأردن عبد الله الثاني (رويترز)
TT

في خطاب العرش... ملك الأردن يؤكد التمسك بالسلام العادل «لرفع الظلم التاريخي» عن الفلسطينيين

ملك الأردن عبد الله الثاني (رويترز)
ملك الأردن عبد الله الثاني (رويترز)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال خطاب العرش، في افتتاح الجلسة الأولى لمجلس الأمة اﻟ20، الاثنين، أن «السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي» عن الفلسطينيين، مؤكداً تمسُّك بلاده بهذا الحل.

وقال الملك في خطابه الذي ألقاه أمام أعضاء مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان إن «السلام العادل والمشرّف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين».

وأضاف: «سنبقى متمسكين به خياراً يعيد كامل الحقوق لأصحابها، ويمنح الأمن للجميع، رغم كل العقبات وتطرف الذين لا يؤمنون بالسلام».

وقال الملك خلال الخطاب إن «قدس العروبة ستبقى أولوية أردنية هاشمية، وسنواصل الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها، استناداً إلى الوصاية الهاشمية التي نؤديها بشرف وأمانة».

وأكد الملك أن «الأردن يقف بكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية».

وأضاف: «نعمل جاهدين من خلال تحركات عربية ودولية لوقف هذه الحرب».

ويؤكد الأردن أن «حل الدولتين» هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ويحذر دائماً من أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في سلوك هذا الطريق.

وتدعو المملكة إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين.

وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة الأردنية ووصايتها على المقدّسات الإسلامية في القدس.

وكانت القدس الشرقية وسائر مدن الضفة الغربية تخضع للإدارة الأردنية قبل احتلالها من قبل إسرائيل في حرب يونيو 1967.

وتعد الأمم المتحدة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية.

واندلعت الحرب في غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأسفر الهجوم عن 1206 قتلى غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم، أو قُتلوا في الأسر.

وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة رداً على هجوم «حماس» عن 43922 قتيلاً على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في القطاع.


مقالات ذات صلة

عبد الله الثاني يفتتح أعمال البرلمان مشدداً على «السلام العادل»

المشرق العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال افتتاح أعمال دورة جديدة للبرلمان الاثنين (رويترز)

عبد الله الثاني يفتتح أعمال البرلمان مشدداً على «السلام العادل»

شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن مستقبل بلاده «لن يخضع لسياسات لا تُلبي مصالحه»، وقال إن «السلام العادل هو السبيل لرفع الظلم عن الفلسطينيين».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية جهود وقف إطلاق النار في غزة

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا محادثات وزراء النقل في مصر والأردن والعراق بالإسكندرية (النقل المصرية)

مصر والأردن والعراق لتوسيع الشراكة في «النقل البحري»

تعزز مصر والأردن والعراق شراكتها في مجال النقل البحري، من خلال التوسع في الخطوط الملاحية وأعمال شركة «الجسر العربي» للملاحة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اجتماعهما الثنائي في 10 داونينغ ستريت في لندن ببريطانيا 6 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ملك الأردن ورئيس الوزراء البريطاني يؤكدان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

أكد الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في لقاء جمعهما اليوم (الأربعاء)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الشرطة الإسرائيلية قرب معبر جسر الملك حسين الحدودي مع الأردن (أ.ف.ب)

الحدود مع الأردن تُقلق عسكريين إسرائيليين

زعم مسؤولون إسرائيليون أن «الحدود مع الأردن مكشوفة، ولا تتمتع بالحماية اللازمة؛ ما يجعل خطر تسلل مسلحين وتنظيم هجمات من هناك مسألة وقت».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل تضع لبنان أمام خيارَي قبول الاقتراح الأميركي أو تصعيد الحرب

دخان غارة إسرائيلية يغطي بلدة الخيام اللبنانية (إ.ب.أ)
دخان غارة إسرائيلية يغطي بلدة الخيام اللبنانية (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تضع لبنان أمام خيارَي قبول الاقتراح الأميركي أو تصعيد الحرب

دخان غارة إسرائيلية يغطي بلدة الخيام اللبنانية (إ.ب.أ)
دخان غارة إسرائيلية يغطي بلدة الخيام اللبنانية (إ.ب.أ)

أكدت مصادر عسكرية في تل ابيب أن الجيش أدخل، لأول مرة منذ حرب 2006، قوات المدفعية إلى الأراضي اللبنانية، وذلك لزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية و«حزب الله». وقالت هذه المصادر إن هذه الخطوة، التي تمت قبل يومين، بالغة الأهمية الآن بعد أن دخلت مفاوضات وقف النار في أزمة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توقع هذه الأزمة، صبيحة الاثنين، إذ قال في اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن «إسرائيل تشدد الضغط العسكري في الهجمات على لبنان بانتظار رد بيروت على مسودة اتفاق وقف النار التي اقترحتها الولايات المتحدة».

وفي الوقت الذي نشرت فيه أنباء متفائلة حول قرب التوصل إلى اتفاق، قال نتنياهو إن الوسيط الأميركي آموس هوكستين لن يصل إلى لبنان إذا لم يبلغه اللبنانيون مسبقاً موافقتهم على الاتفاق.

وفي الساحة السياسية الإسرائيلية يحتدم النقاش حول الحرب مع لبنان. وتشير الاستطلاعات إلى أن الأغلبية (51 في المائة) من المواطنين تعارض التوصل إلى اتفاق قبل شل قدرات «حزب الله» تماماً عن تهديد إسرائيل. وطالما يرون أن الحزب يطلق الصواريخ ويلحق الأضرار ويدخل ملايين الناس إلى الملاجئ مفزوعين يزداد تشددهم أكثر. ولا يقتنعون بموقف الجيش الذي يقول إنه «حقق معظم أهداف الحرب وبدأ الإعداد لعودة المواطنين النازحين عن بيوتهم وبلداتهم قرب الحدود مع لبنان».

وقد خرج موقع «ميدا» اليميني، المحسوب على نتنياهو، بسلسلة مقالات يعارض فيها وقف الحرب مع لبنان في الظروف الحالية، ويحتج على النية بقبول مسودة الاتفاق الذي جلبه هوكستين.

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

فهو في نظرهم «لا يضمن تصفية خطر عودة (حزب الله) إلى تهديد إسرائيل». وقال: «مصدر إحجام العدو عن مهاجمتنا يكمن في الحسم السابق له ولحلفائه. يجب أن يخشى العدو أن يهاجمنا لأنه رأى ما حدث في المرة الأخيرة التي حاول فيها. لكن في حالتنا نعرف أن إنهاء الحرب الآن باتفاق هوكستين سيجعل (حزب الله) يعلن الانتصار، وليس هذا بالأمر المقبول. يجب ضربه بطريقة لا يجرؤ فيها على القول إنه انتصر».

وكتب أحد عقائديي اليمين، نيسيم سلمي، يقول: «من بين حروب إسرائيل، هناك اثنتان فقط يعدّهما العرب خسارة: النكبة في سنة 1948، الكارثة التي فقدوا فيها أجزاء كبيرة من الأرض وتم تهجيرهم بشكل جماعي في حرب الاستقلال، والنكسة في 1967، التي خسر فيها العرب مرتفعات الجولان وسيناء وقطاع غزة وكل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن الغربي. ومقارنة بهذه الحروب، فإن الانسحاب من لبنان عام 2000 والانسحاب من غزة عام 2005 يُنظر إليهما على أنهما انتصاران لـ(حزب الله) و(حماس)».

التصفية

وقال سلمي إن المنظمات الآيديولوجية الدينية، التي تعتمد على السكان الذين يؤمنون بهذه الآيديولوجية مثل «حماس» و«حزب الله»، لا تهزم بالأرض بل بالتصفية. «فطالما تسيطران على الأراضي والسكان المتعاطفين الذين يعملون دروعاً بشرية وخلفية لوجيستية، فإن الحرب سوف تستمر. لذلك لا بد من تصفيتها».

وأضاف: «تم القضاء على هيئة الأركان العامة لـ(حزب الله) بالكامل وتم تدمير جزء كبير من منظومة الصواريخ، ولكن لم يتم القضاء على المنظمة، ولا يزال خط المواجهة المحلي الداعم لها في البقاع موجوداً، ولا يزال طفيلياً على الجمهورية اللبنانية ولا تزال خلفيته اللوجيستية من إيران إلى لبنان براً أو جواً موجودة. الجيش الإسرائيلي يتحدث عن عملية (سهام الشمال) محدودة النطاق، مع المناورة فقط بالقرب من الحدود في المناطق التي تسيطر على أراضي دولة إسرائيل، وبحسب الهدف الذي حدده على المستوى السياسي: عودة سكان الشمال إلى منازلهم. في غضون أسبوع، أو شهر، أو شهرين، سيكمل الجيش الإسرائيلي مهمته، وسيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وسيبدأ (حزب الله) على الفور في التسلح وتعزيز قوته مرة أخرى، وهذه المرة من خلال التعلم وتحسين مواجهة نظام الاستخبارات والمناورة في الجيش الإسرائيلي. ستمر سنوات قليلة وسنعود إلى التهديد نفسه، الذي كان لدينا في الشمال قبل الحرب وربما بشكل مزداد».

نداء الجنرالات

ونشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» نداء من جنرالات في الاحتياط تابعين لليمين يناشدون الحكومة احتلال الأراضي اللبنانية حتى الليطاني أولاً، ومواصلة ضرب «حزب الله» وإزالة أي تهديد من الشمال. وبعد ذلك يمكن استخدام جنوب لبنان ورقة مساومة في عملية السلام مع لبنان، ومن الممكن أن يعود إلى لبنان في حال توقيع اتفاق سلام، والذي سيختلف عن الاتفاقيات مع الأردن ومصر، وفي ضوء الدلائل القائمة هناك، من الممكن اعتباره اتفاقاً «ساخناً» مشابهاً للاتفاقيات الإبراهيمية.