عالمة بحرية تقدم تفسيراً للغز «الحوت الجاسوس»: هرب من قاعدة روسية

الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
TT
20

عالمة بحرية تقدم تفسيراً للغز «الحوت الجاسوس»: هرب من قاعدة روسية

الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)
الحوت «هفالديمير» (أ.ف.ب)

قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن لغز الحوت الذي عُثر عليه نافقاً قبالة سواحل النرويج منذ أشهر، وقيل إنه «جاسوس روسي»، يبدو أنه تم حله على يد عالمة بحرية.

وذكرت أن ذلك الحوت الأبيض، الذي أطلق عليه السكان المحليون اسم «هفالديمير»، كان تصدر عناوين الأخبار قبل 5 سنوات، وسط تكهنات واسعة النطاق بأنه جاسوس بسبب وجود حزام حوله، وكان ذلك غير عادي؛ لأن الحوت الأبيض كان نادراً ما يُرى في تلك المنطقة، وكان يوجد حزام به يحمل كاميرا، حمل كلمات بالإنجليزية «معدات سانت بطرسبرغ»، ولفت الانتباه عندما اقترب من الصيادين قبالة ساحل النرويج.

وساعد صياد في إزالة الحزام من الحوت، الذي سبح بعد ذلك إلى ميناء هامرفست القريب، حيث عاش لعدة أشهر، ويبدو أنه لم يتمكن من اصطياد الأسماك لتناولها، لكنه جذب انتباه الزوار.

ومن جانبها، قالت الدكتورة أولغا شباك إنها تعتقد أن الحوت كان بالفعل ينتمي إلى الجيش الروسي، وهرب من قاعدة بحرية في الدائرة القطبية الشمالية، ولكنها لا تعتقد أنه كان جاسوساً بل كان يتدرب لحراسة القاعدة، وهرب لأنه «مشاغب».

ولطالما رفضت روسيا تأكيد أو نفي تدريب الحوت من قبل جيشها.

لكن شباك، التي عملت في روسيا في مجال أبحاث الثدييات البحرية منذ التسعينات حتى عودتها إلى موطنها أوكرانيا في عام 2022، قالت لـ«بي بي سي»: «بالنسبة لي هذا مؤكد بنسبة 100 في المائة».

واستندت الخبيرة في روايتها إلى محادثات مع أصدقاء وزملاء سابقين في روسيا، ظهرت في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية، حمل عنوان «أسرار الحوت الجاسوس».

وقالت إيف جوردان، الباحثة من هيئة المسح النرويجية للحيتان القاتلة: «كان من الواضح جداً أن هذا الحوت قد تم تدريبه على وضع أنفه على أي شيء يبدو وكأنه هدف لأنه كان يفعل ذلك في كل مرة، لكننا لا نعرف نوع المنشأة التي كان فيها، لذلك لا نعرف ما تم تدريبه عليه».

واتخذت النرويج ترتيبات لمراقبة وإطعام الحوت الأبيض، بعد أن انبهرت بقصته، وأطلقت عليه اسم «هفالديمير»؛ إشارة إلى «هفال» وهي كلمة نرويجية تعني: الحوت، واسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولم ترغب شباك في ذكر أسماء مصادرها في روسيا من أجل سلامتهم، لكنها قالت إنها أُبلغت أنه عندما ظهر الحوت الأبيض في النرويج، حدده خبراء الثدييات البحرية الروسية على الفور على أنه أحد حيواناتهم.

وقالت: «وصلت رسالة من خلال أطباء بيطريين ومدربين، أنهم يفتقدون الحوت (أندروها)».

وفقاً لشباك، تم الإمساك بأندروها/هفالديمير لأول مرة في عام 2013 في بحر أوخوتسك في أقصى شرق روسيا، وبعد عام تم نقله من منشأة مملوكة لمركز دولفيناريوم في سانت بطرسبرغ إلى البرنامج العسكري في القطب الشمالي الروسي.

وذكرت: «أعتقد أنهم عندما بدأوا تدريبه في المياه المفتوحة، كانوا واثقين من أنه لن يسبح بعيداً، لكنه هرب، وما سمعته من الرجال الذين اعتادوا أن يكونوا معه هو أنه كان ذكياً؛ لذا فهو اختيار جيد للتدريب، ولكن في الوقت نفسه، كان مشاغباً إلى حد ما، لذلك لم يفاجأوا بأنه تخلى عن متابعة القارب وذهب إلى حيث أراد».

ووفقاً لـ«بي بي سي»، أُظهِرت صور الأقمار الاصطناعية القاعدة البحرية الروسية، ما يشير إلى أنه من الممكن أن يكون الموطن القديم للحوت.

وذكر الصحافي النرويجي توماس نيلسن: «قد يخبرنا موقع الحيتان البيضاء بالقرب من الغواصات والسفن أنها جزء من نظام حراسة».

ومن جانبها، لم تتطرق روسيا رسمياً أبداً إلى الادعاء بأن الحوت تم تدريبه من قبل جيشها، لكن موسكو لديها تاريخ طويل في تدريب الثدييات البحرية لأغراض عسكرية.

وقال العقيد الاحتياطي الروسي فيكتور بارانيتس في حديثه في عام 2019: «إذا كنا نستخدم هذا الحوت للتجسس، فهل تعتقد حقاً أننا سنرفق رقم هاتف محمول مع الرسالة الرجاء الاتصال بهذا الرقم؟».

وللأسف، فإن قصة الحوت المذهلة ليس لها نهاية سعيدة، فبعد أن تعلم إطعام نفسه، أمضى سنوات في السفر جنوباً على طول ساحل النرويج وفي 2023 تم رصده قبالة ساحل السويد.

وفي 2024 تم العثور على جثته عائمة في البحر، بالقرب من الساحل الجنوبي الغربي للنرويج، فهل تمكنت الذراع الطويلة لروسيا من اللحاق به؟ يبدو أن الأمر ليس كذلك.

فعلى الرغم من أن بعض منظمات حقوق الحيوان رجحت أن الحوت قد تم إطلاق النار عليه، فإن هذا التفسير لم يتم تقديمه.

رفضت الشرطة النرويجية هذا الأمر، وقالت إنه لا يوجد ما يشير إلى أن النشاط البشري تسبب بشكل مباشر في وفاة الحوت.

وكشف فحص ما بعد الوفاة عن أن الحوت نفق بعد أن علقت عصا في فمه.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطالب روسيا بـ«رد واضح» على مقترح الهدنة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب) play-circle

زيلينسكي يطالب روسيا بـ«رد واضح» على مقترح الهدنة

طالب الرئيس الأوكراني، الاثنين، روسيا، بـ«رد واضح» على مسألة إن كانت توافق على وقف إطلاق النار على الأهداف المدنية، وهو مقترح أشارت موسكو إلى أنها ستدرسه.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

بوتين يعزز حملته على المعارضة بقوانين جديدة

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجموعة من القوانين التي من شأنها تكثيف الحملة على المعارضة بعد أكثر من 3 سنوات من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح على الخطوط الأمامية في منطقة زابوريجيا (أ.ب)

ترمب يضغط على أوكرانيا من أجل تقديم تنازلات لإنهاء الحرب

أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلاً بإمكانية أن تسفر الاجتماعات بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين والأوروبيين عن بداية النهاية للحرب.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال حفل توقيع اتفاقيات في موسكو بروسيا في 17 يناير 2025 (رويترز)

بوتين يقر رسمياً معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران

أفادت «وكالة الإعلام الروسية» الرسمية، الاثنين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقَّع قانوناً للتصديق رسمياً على معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

«الكرملين»: بوتين لم يأمر بتمديد وقف إطلاق النار في أوكرانيا

نقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف قوله اليوم الأحد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أمراً بتمديد وقف إطلاق النار بأوكرانيا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
TT
20

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)

سلّط معرض ⁧فني، انطلق في الرياض الاثنين، الضوء على فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، من خلال أعمال تتيح للجمهور خوض تجربة فنية فريدة، واكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن، وتأمل الحدود بين الإنسان والآلة.

ويقدم معرض «مكننة» الذي افتتح أبوابه في مركز الدرعية لفنون المستقبل، رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، وعلى ممارسات فن الإعلام الجديد في العالم العربي، بمشاركة أكثر من 40 فناناً عربياً لاستكشاف تصوراتهم في توظيف التقنيات المعاصرة للتعبير الفني، وتكيفهم معها للتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والتراث الثقافي والتحديات المعاصرة.

ويحتفي المعرض بإبداعات فناني الإعلام الجديد العرب، ويضعهم في قلب الحوار العالمي حول تأثير التكنولوجيا على الفن والمجتمع، من خلال 4 رحلات فكرية، هي «مكننة، الاستقلالية، التموجات، الغليتش»، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية، واختيرت لاستكشاف الحضور العربي في قلب الحوارات الرقمية المعاصرة.

اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)
اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرضه الفني الثاني «مَكْنَنَة... أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي».

ويقدّم المعرض التاريخ الغني لفنون الوسائط الجديدة في العالم العربي من خلال أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال، ويستلهم عنوانه من الكلمة العربية «مَكْنَنَة»، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ويطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا توظيفها وتحدّوها لصياغة مفرداتهم الإبداعية الخاصة.

وتتفاعل الأعمال المختارة مع سياقات اجتماعية وسياسية راهنة، بدءاً من الاحتجاجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية، وجماليات الغليتشات.

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)
70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)

رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)
رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)

ريادة سعودية في احتضان الفنون الرقمية

إلى جانب ما يعكسه معرض «مكننة» من تاريخ غني للفنانين العرب الذين خاضوا تجارب مع وسائط تكنولوجية غير تقليدية، في إطار التجدد والتفاعل مع قضايا العصر، يمثل المعرض من جهة أخرى ريادة السعودية في احتضان الفنون الرقمية، وجهود قطاعها الثقافي للاحتفاء بريادة الفنانين العرب، وفتح الأبواب أمام المبتكرين في مجالي الفن والتكنولوجيا عبر طيف ملهم من المواهب والأعمال الفنية.

المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)
المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)

ويفتح المعرض آفاق التأمل في مستقبل الفنون الرقمية والوسائط الجديدة، في أروقة أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي انطلق كصرح للفنون والبحوث والتعليم، يهدف إلى ريادة الآفاق الجديدة للممارسة الإبداعية في تخصصات متنوعة، يتقاطع فيها الفن مع العلوم والتكنولوجيا.

وأُسّس المركز السعودي ليكون مساحة للمُبدعين من حول العالم للتعاون والتفكير والابتكار، مركّزاً على البحث والتوثيق وإنتاج الأعمال الفنية الجديدة المُلهمة.

ويقدّم المركز فرصةً للفنانين والباحثين للمشاركة في أنشطته المقرّرة، من فعاليات عامة وبرامج تعليمية وبرامج إقامة للفنانين والباحثين، إسهاماً منه في إثراء المشهد الفني في السعودية، وتعزيز مكانتها كوُجهة عالمية لفنون الوسائط الجديدة والرقمية، مع إبراز مواهب الفنانين الفاعلين في المنطقة ليتركوا بصمتهم المؤثرة في الفن والعلوم والتكنولوجيا.