ورش «النقد السينمائي» تجتذب الأطفال في الرياض

شهدت الورشة مشاركة أعمار مختلفة من الأطفال (الشرق الأوسط)
شهدت الورشة مشاركة أعمار مختلفة من الأطفال (الشرق الأوسط)
TT
20

ورش «النقد السينمائي» تجتذب الأطفال في الرياض

شهدت الورشة مشاركة أعمار مختلفة من الأطفال (الشرق الأوسط)
شهدت الورشة مشاركة أعمار مختلفة من الأطفال (الشرق الأوسط)

رغبة الطفل السعودي فيصل العتيبي في العمل بمجال التمثيل دفعته للمشاركة في النسخة الثانية من مؤتمر «النقد السينمائي» في الرياض، مشاركاً مجموعة من زملائه في المرحلة العمرية نفسها تقريباً بالورشة التي نُظمت ضمن فعاليات المؤتمر بعنوان «كيف نشاهد الأفلام؟» والتي أقيمت بركن الأطفال في المؤتمر الذي يناقش قضايا سينمائية عدة.

على مدار أكثر من ساعتين واصلت المبرمجة التونسية نورس الرويسي الورشة مع الأطفال من الفتيان والفتيات مع رسومات ومناقشات وعرض لفيلم تحريك، بالإضافة إلى أحاديث ورسومات قام بها الأطفال قبل اختتام الورشة التي شهدت مشاركة أكثر من 15 طفلاً.

وحرص مسؤولو «هيئة الأفلام»، الجهة المنظمة للمؤتمر، على تسجيل بيانات الطلاب وذويهم ومعرفة انطباعاتهم بعد الانتهاء من الورش.

الطفل فيصل العتيبي مع المبرمجة التونسية بعد الرسم في الورشة (الشرق الأوسط)
الطفل فيصل العتيبي مع المبرمجة التونسية بعد الرسم في الورشة (الشرق الأوسط)

ويقول الطفل فيصل ابن الـ12 عاماً، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يحب مشاهدة الأفلام مع عائلته ويرغب في أن يكون ممثلاً عندما يكبر، مشيراً إلى رغبته في دراسة السينما التي دفعته للحضور ليعلم عن التمثيل، فيما تحدثت الطالبة الزهراء التي تدرس بالصف السادس الابتدائي عن إعجابها بالورشة ورسمها مشهداً اختارته من أحداث الفيلم.

وتبدي المبرمجة التونسية نورس الرويسي لـ«الشرق الأوسط» سعادتها بالتجربة التي تهدف لتثقيف الأطفال سينمائياً بتعليمهم كيف يشاهدون الفيلم ويفكرون فيما يقدمه الشريط السينمائي، مشيرةً إلى أنها حرصت على سؤالهم عن آخر الأفلام التي شاهدوها وما أعجبهم بها قبل أن تبدأ في عرض فيلم التحريك اللبناني القصير «كيف تحولت جدتي إلى كرسي؟»، والذي لا يتضمن سوى كلمة واحدة فقط.

أب سعودي يصطحب أبناءه لحضور الورشة (الشرق الأوسط)
أب سعودي يصطحب أبناءه لحضور الورشة (الشرق الأوسط)

وأضافت أنها ناقشت مع الأطفال الفيلم وما فهموه من أحداثه، بالإضافة إلى مناقشة نهاية الفيلم والتفكير في نهايات مختلفة من وجهة نظرهم بالإضافة إلى رسم مشهد من الفيلم يقومون باختياره، وهو ما لاقى تفاعلاً من الأطفال بشكل كبير.

وعدّت المخرجة السعودية، هناء العمير، وجود أنشطة للأطفال ضمن فعاليات المؤتمر «تطوراً مهماً في نسخته الثانية التي يناقش خلالها عادة قضايا يمكن وصفها بـ(النخبوية)»، مشيرةً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «إشراك الأطفال في مثل هذا المؤتمر يعكس الاهتمام بالأجيال القادمة وتنشئتهم على النقد السينمائي من مراحل عمرية مبكرة».

رأي دعمه الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن النسخة الثانية من المنتدى تضمنت أكثر من فعالية للأطفال بحضور عدد كبير من الأطفال الذين برز اهتمامهم بالسينما من خلال الورش التي تضمنت عرض أكثر من فيلم بما يتناسب مع المراحل العمرية المختلفة المشاركة.

جانب من مشاركات الأطفال في الورشة (الشرق الأوسط)
جانب من مشاركات الأطفال في الورشة (الشرق الأوسط)

وأوضح أن جزءاً من أهداف المؤتمر مرتبط بنشر الثقافة السينمائية، الأمر الذي يستهدف مختلف الأجيال وليس فئة محددة فحسب، مشيراً إلى أن برنامج «ركن الأطفال» من ضمن البرامج التي حظيت بإقبال على مدار أيام المؤتمر بزيادة عدد الأطفال يومياً الذين يحضرون الورش.

وعودة إلى المبرمجة التونسية التي تتحدث عن المناقشات الثرية التي أجرتها مع الأطفال الذين تحدثوا عن حرص بعضهم على مشاهدة الأفلام السعودية والأميركية في الصالات السينمائية، بالإضافة إلى متابعتهم أحدث الأفلام، بما فيها الأفلام المتوقع طرحها قريباً.

وأضافت نورس الرويسي أن اهتمام الأطفال بالسينما والحديث عن الأفلام عكس بذرة ثقافية يمكن البناء عليها مستقبلاً من خلال مزيد من الفعاليات المشابهة التي ستساعد على تقديم جيل جديد من السينمائيين السعوديين.


مقالات ذات صلة

«مولد أمة» يصوَّر التاريخ منحازاً ويدين «الأفارقة»

سينما ليليان غيش في لقطة من «مولد أمّة»  (غريفيث بروكشنز).

«مولد أمة» يصوَّر التاريخ منحازاً ويدين «الأفارقة»

في عام 1916، أقدم رجل أبيض يُدعى هنري بروك على إطلاق النار على فتى أسود يبلغ من العمر 15 عاماً يُدعى إدوارد ماسون، وذلك بعد مشاهدته لفيلم «مولد أُمّة»

محمد رُضا (لندن)
سينما «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

شاشة الناقد: وثائقيات عن التاريخ والفن والسياسة

يوفّر هذا الفيلم عن مغنِّي «البيتلز» جون لينون وزوجته أونو يوكو، معلومات ووثائق يمكن تقسيمها إلى ما هو شخصي وما هو عام.

محمد رُضا (لندن: محمد رُضا)
يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)

ختام لامع لـ«أفلام السعودية» بتتويج 7 بجوائز «النخلة الذهبية»

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، اختطف فيلم «سلمى وقمر» للمخرجة عهد كامل، النخلة الذهبية لأفضل فيلم.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بحفل ختام المهرجان (إدارة المهرجان)

سيطرة نسائية على جوائز مهرجان «جمعية الفيلم» بمصر

استحوذ فيلما «رحلة 404» لمنى زكي، و«الهوى سلطان» لمنة شلبي، على نصيب الأسد من جوائز الدورة الـ51 لمهرجان جمعية الفيلم بمصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

ليس فيلم «قطار الأطفال» من الصنف الذي يضيِّع وقت المشاهد. فيه من الثراء الإنساني والتاريخي والسينمائي ما يكفي لإشباع العين والفكر معاً.

كريستين حبيب (بيروت)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.