ارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد في المائة يوم الخميس، معوضة خسائر الجلسة السابقة مع تجدد المخاوف بشأن التوتر في الشرق الأوسط قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. وبحلول الساعة 03:02 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 95 سنتاً أو 1.27 في المائة إلى 75.91 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع دولار (1.41 في المائة) مسجِّلة 71.77 دولار للبرميل، وذلك وسط قلق بشأن الإمدادات بعد تبادل كثيف للنيران بين إسرائيل و«حزب الله».
وزادت أسعار الخام نحو 4 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، ما يسهم في تعويض خسائر الأسبوع الماضي التي بلغت أكثر من 7 في المائة نتيجة مخاوف بشأن الطلب في الصين وتراجع احتمالات تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في «فيليب نوفا»: «التقلبات الحادة في أسعار النفط هي مزيج من ردود الفعل الفنية على حالة عدم اليقين في المستقبل».
وأضافت: «في ظل الافتقار إلى المحفز الداعم ومع المشاعر المتوترة في جميع أنحاء أسواق النفط، فإن ارتفاع أسعار النفط عند أي عنوان إضافي لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط يبدو مبرراً تماماً».
وقالت وسائل إعلام سورية رسمية إن إسرائيل شنّت غارات على العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح الخميس، في أحدث هجوم من نوعه وسط الحرب في غزة. وجاء ذلك في أعقاب غارات إسرائيلية سابقة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأربعاء، وبعد أن قال «حزب الله» إنه أطلق صواريخ موجهة بدقة لأول مرة على أهداف إسرائيلية.
وتأتي عمليات تبادل إطلاق النار المكثفة في الوقت الذي تبذل فيه واشنطن جهداً كبيراً أخيراً من أجل السلام بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» وحركة «حماس» المدعومتين من إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد تغير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
وقال ساشديفا من «فيليب نوفا» إن التقلبات الحالية قبل أسبوع حاسم من الانتخابات الأميركية، يتبعه قرار السياسة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، تضمن قوة جذب كافية للتسبب في تقلبات أكثر جنوناً، على الرغم من أن الإمدادات لا تزال وفيرة.
ومن شأن خفض أسعار الفائدة بأقل من المتوقع أن يخفف من تقليص تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يؤثر بدوره على النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 5.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» لارتفاع قدره 270 ألف برميل.
وعلى الرغم من تراكم المخزونات، لا يزال الطلب الضمني مرتفعاً، وفقاً لمحللي «إي أن زد» في مذكرة للعملاء. كما جاء الدعم على صعيد الطلب على النفط من الطلب الأقوى على المقطرات، وفقاً لمحللي «جي بي مورغان» في مذكرة للعملاء، ما يسلط الضوء على الطلب القوي على السفر في آسيا والانخفاضات المستمرة في مخزونات المقطرات في الكثير من الأسواق الرئيسية.