«من قتل الحريري؟»... وثائقي يعيد إلى الأذهان الاغتيال الذي هزّ لبنان

الحلقة الأولى تأخذنا إلى بدايات الحريري لحظة الانفجار والتحقيق الدولي

تظهر صور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في موقع ضريحه وسط بيروت يوم 16 يناير 2014 (رويترز)
تظهر صور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في موقع ضريحه وسط بيروت يوم 16 يناير 2014 (رويترز)
TT

«من قتل الحريري؟»... وثائقي يعيد إلى الأذهان الاغتيال الذي هزّ لبنان

تظهر صور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في موقع ضريحه وسط بيروت يوم 16 يناير 2014 (رويترز)
تظهر صور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في موقع ضريحه وسط بيروت يوم 16 يناير 2014 (رويترز)

في 14 فبراير (شباط) 2005، رُجّت العاصمة اللبنانية بيروت بانفجار أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصاً.

انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة «تي إن تي» أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت.

وكان من بين القتلى كثير من حراس الحريري ووزير الاقتصاد اللبناني الأسبق باسل فليحان.

وفي وثائقي بعنوان «من قتل رفيق الحريري؟»، يعرض على حلقتين: اليوم (الجمعة)، وغداً (السبت)، أعادت قناة «العربية» إلى أذهان اللبنانيين والعالم، الأحداث كلها، لحظة الاغتيال، ما سبقها وتلاها، وذكّرت بواحدة من أحلك اللحظات في تاريخ لبنان بعد 19 عاماً.

يبدأ الوثائقي بسرد الأحداث التي سبقت الاغتيال الكبير، يوم كان من المفترض أن يكون الناس يحتفلون بعيد الحب، يروي أحد المرافقين لحظة خروج الحريري من مجلس النواب وتوجّهه مع موكبه عبر طريق السان جورج.

مشاهد الفوضى والدمار وصدمة الناس في موقع الانفجار... والدموع.

الحفرة التي خلّفها الانفجار الذي أودى بحياة الحريري

في المشاهد تظهر السيارات المشتعلة والأبنية المحطمة والجثث. وقال أحد المرافقين: «كأن العالم كان يهتز».

استُهدف موكب الحريري، الذي كان يسير بالقرب من فندق سان جورج، بقنبلة هائلة، مخلفاً حفرة بعرض 10 أمتار، ومقتل 22 شخصاً على الأقل، بمن فيهم الحريري. وقد أحدث اغتياله صدمة في لبنان.

وصف أحد المرافقين، الذي كان موجوداً بالقرب من الموقع، المشهد في الدقائق التي تلت الانفجار: «صعدت من السطح وقفزت إلى الأرض. كانت الدماء في كل مكان. كنا نحاول أن نفهم ما حدث، لكن لم يكن لدينا سوى ثوانٍ فقط للتصرف».

المحكمة الدولية وتضليل العدالة

يذهب الوثائقي إلى مطالب اللبنانيين بإنشاء محكمة دولية لمعرفة الحقيقة. تم استدعاء خبراء دوليين لمساعدة المحققين اللبنانيين. وبدأت فرق الأدلة الجنائية في تمشيط مسرح الحادث بحثاً عن أي دليل يمكن أن يفسر كيفية تدبير مثل هذا الانفجار القوي في قلب بيروت.

اكتشف المحققون شظية صغيرة من شاحنة ميتسوبيشي كانتر صغيرة، وهي السيارة التي استُخدمت لنقل المتفجرات. وقد ربط هذا الدليل الحاسم لاحقاً بين الهجوم وشبكة متطورة للغاية من العملاء.

إلا أن شريط فيديو وجد معلقاً على شجرة أعلن فيه رجل يدعى أبو عدس مسؤوليته عن الاغتيال. إلا أن المحققين لم يجدوا أي روابط موثوقة بين أبو عدس والجناة الفعليين. وأصبح من الواضح أن الفيديو كان مجرد خدعة تهدف إلى تضليل التحقيق.

تظهر صور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في موقع ضريحه وسط بيروت يوم 16 يناير 2014 (رويترز)

البدايات

يذهب الوثائقي إلى بدايات الحريري في المملكة العربية السعودية.

يقول السياسي اللبناني مروان حمادة: «كان الرئيس الحريري يقول دائماً إن لحم أكتافه من خير المملكة».

أنشأ شركته الخاصة للمقاولات عام 1969. وقد برز دور الشركة في عمليات الإعمار المتسارعة التي كانت المملكة تشهدها في تلك الفترة.

يحكي كيف قام بشراء شركة أوجيه الفرنسية ودمجها في شركته.

نازك الحريري

في الجزء الأول من الوثائقي تتحدث زوجة الرئيس الراحل عن اللحظات الأولى للانفجار، كانت في باريس، تحاول الاتصال به على هاتفه الخاص، لكن دون جدوى. تتذكر ما قاله لها إنه بحال لم تستطع الوصول إليه في يوم من الأيام عليها أن تتصل بالرئيس الفرنسي (آنذاك) جاك شيراك.

توجه الرئيس شيراك من الإليزيه إلى منزل نازك الحريري، كان شكل وجهه دليلها على أن شيئاً ما حصل لرفيق الحريري.

رفيق ونازك الحريري

وعن الحب، تروي نازك الحريري، تقول: «هناك أشياء تحكى، وأشياء لا تحكى».

تعود بالذكريات لأغاني وردة الجزائرية، وكيف كان يرسل لها أغانيها، عندما تسافر كانت تتلقاها، و«كأنها باقة من الورد».


مقالات ذات صلة

تململ داخل بيئة «حزب الله» نتيجة البطء في دفع التعويضات والمحسوبية

المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني أمام مبنى مدمر في بلدة الخيام في جنوب لبنان (رويترز)

تململ داخل بيئة «حزب الله» نتيجة البطء في دفع التعويضات والمحسوبية

رغم التطمينات التي يحاول «حزب الله» بثّها في أوساط جمهوره فإن التململ من التباطؤ في دفع التعويضات والمحسوبيات بدأ يتوسّع تدريجياً في بيئته.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلتقي بوزير العدل هنري خوري (مكتب رئاسة الوزراء)

وزير العدل اللبناني يأمل بكشف مصير المفقودين من مواطنيه

سلّم وزير العدل اللبناني هنري خوري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أسماء المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، كما تسلّم منه قائمة بأسماء السجناء السوريين في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد نجيب ميقاتي (وسط الصورة من اليسار) في صورة مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (وسط الصورة من اليمين) والوزراء بعد اجتماع وزاري في مدينة صور (مكتب رئيس الوزراء)

السندات الدولية تنذر بمقاضاة لبنان أمام القضاء الأميركي

بلغت السندات اللبنانية السيادية السقوف المرتقبة للارتفاع بنسبة قاربت 100 في المائة من أدنى مستوياتها في الأسواق المالية الدولية.

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي إردوغان مستقبلاً جنبلاط في أنقرة الثلاثاء (الرئاسة التركية - إكس)

إردوغان التقى جنبلاط بأنقرة عشية لقاء الشرع في دمشق

جاءت زيارة جنبلاط المفاجئة لتركيا، وسط تسريبات تحدثت عن احتمال قيامه بدور وساطة بين تركيا والإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تقوم بدورية في بلدة الخيام جنوب لبنان (أ.ف.ب)

بسبب خروقات وقف إطلاق النار... لبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل

قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن احتجاجاً شديداً على الخروقات التي ترتكبها إسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«هدنة غزة»: مفاوضات «متأرجحة» ومصير «مهدد» للرهائن

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: مفاوضات «متأرجحة» ومصير «مهدد» للرهائن

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

وسط تسريبات إعلام إسرائيلي عن صعوبات تعيق إبرام اتفاق في قطاع غزة، تحدث رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن وجود «تقدم جزئي»، دون تحديد موعد عقد الصفقة المرتقبة، وسط تحذيرات من «حماس» بشأن مصير الرهائن.

المشهد التفاوضي، حسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، سيظل «متأرجحاً بين تقدم وظهور فجوات»، مرجعين ذلك إلى «تعنت ومناورات» بدأت من نتنياهو بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب حتى لو وصل الأمر لتعطيل الاتفاق قليلاً وتوسيع جبهة الرد على الحوثيين في اليمن، مستدركين: «لكن بأي حال لن يتجاوز رئيس الوزراء مهلة ترمب بشأن إبرام الصفقة قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل».

وكشفت خارجية قطر، الثلاثاء، عن أن مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة «مستمرة»، داعية الجميع إلى «التعاون» مع الوساطة، وفق ما نقله إعلام قطري، وذلك غداة حديث صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الاثنين، عن مصدر لم تسمه، بأنه «لا يوجد تقدم حقيقي في المفاوضات».

تتماشى تقديرات الصحيفة مع ما ذكرته «القناة 13» الإسرائيلية، الأحد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين بأن «التفاؤل الذي ساد الأسبوع الماضي بشأن إمكانية صياغة اتفاق مبدئي قد تبدد بسبب تصاعد الخلافات وعدم وجود بوادر لانفراجة قريبة في المحادثات، خصوصاً مع استمرار التباين حول قوائم الأسرى ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر».

تلك الخلافات تأتي وسط إعلان حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في بيان مشترك، السبت، إحراز تقدُّم باتِّجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأكيد الفصائل أن «إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى، إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة»، وذلك في أعقاب محادثات جرت قبل يوم في القاهرة.

غير أن نتنياهو أكّد إحراز بعض التقدم في المفاوضات الجارية، لكنه تحدث عن عدم معرفة متى ستظهر نتائج ذلك، وذلك خلال كلمة ألقاها في الكنيست، الاثنين، عن «إنجازات عظيمة» عسكرياً حققها، بينما اتهمه زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بأنه «المسؤول عن تعطيل إنجاز صفقة الرهائن».

وفي ظل ذلك التضارب، يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن يستمر تأرجح المفاوضات بين إعلانات تقدم ووجود فجوات، في ظل استمرار نتنياهو في المناورة حتى آخر لحظة للحصول على مكاسب، وتمسك إسرائيل بالحصول على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء والأموات رغم أنه «مطلب يؤخر الوصول لاتفاق».

امرأة فلسطينية يتم إنقاذها من سيارة إسعاف بعد إصابتها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط غزة (أ.ف.ب)

ويعتقد الخبير المصري في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، اللواء سمير فرج، أن نتنياهو يواصل عادته السابقة، كلما اقترب أي اتفاق من النجاح، وهي إضافة شروط وعراقيل جديدة، مرجحاً أن يكون حديثه عن «وجود بعض التقدم تهدئةً لأسر الرهائن وسط تصاعد الانتقادات ضده».

ووسط هذه التوقعات بتأخر إعلان اتفاق هدنة جديد، حذر مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب مستشار الأمن القومي، مايك والتز، من أن الإدارة الجديدة لن تتسامح أبداً مع احتجاز رهائن أميركيين، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، و«سوف يكون هناك ثمن باهظ للغاية»، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل»، الاثنين.

وذكرت «كتائب القسام»، التابعة لحركة «حماس»، أن مصير بعض الأسرى يعتمد على سلوك القوات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم «الكتائب»، أبو عبيدة، في بيان، إن «مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق التي تتعرض للعدوان».

ولا يرى مطاوع أي اهتمام سيحدث جراء تهديدات «حماس» بشأن مصير الرهائن، مؤكداً «أن تكرار تلك الدعاية أفقدها أهميتها في ظل التعود الإسرائيلي الرسمي عليها دون أن يُحدث قلق أُسرِ الرهائن فارقاً... ولن يعير نتنياهو كذلك أي اهتمام بالرهائن أو مصيرهم، وربما مهلة ترمب شجعته بشكل أكبر، بأن الأمر سينتهي في موعد ليس بعيداً، وبالتالي سيعمل قبل ذلك على تعزيز مكاسبه الشخصية والسياسية والضغوط على المفاوضات».

ويرى فرج أن «تهديدات (حماس) بشأن الرهائن طبيعية في ظل إمكانية استهدافهم من جانب إسرائيل مع استمرار الحرب على قطاع غزة»، مؤكداً أن نتنياهو لن يهتم بذلك، موضحاً أن تحذيرات واشنطن لن يكون لها أثر في حماية الرهائن إلا باتفاق قريب وضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لوقف تصعيده المحتمل بالمنطقة.

وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، للمرة الأولى علناً، بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال زعيم حركة «حماس»، إسماعيل هنية، بإيران في يوليو (تموز) الماضي، وهدّد باتخاذ إجراءات مماثلة ضد قيادة جماعة الحوثي المتمردة في اليمن.

وقد يستغل نتنياهو ملف توجيه الضربات للحوثيين لقلب طاولة مفاوضات غزة، وخلط الأوراق وممارسة ضغوط إضافية لتحقيق مكاسب أكبر، مثلما يتوقع مطاوع.

وبالتالي، فقد يستمر تأرجُح المفاوضات صعوداً وهبوطاً مع عراقيل نتنياهو، وفق مطاوع، مستدركاً: «لكن سيتم إبرام هدنة قبل تنصيب ترمب بوقت قليل أو كثير بخلاف ما كان متوقعاً للهدنة أن تتم الأيام المقبلة وقبل نهاية العام».

ويتوقع فرج أن يستمر نتنياهو في المناورة، مع احتمال أن يبرم الصفقة مع قرب تنصيب ترمب أو الأسبوع الأول من توليه السلطة، لعدم منح مكاسب لإدارة جو بايدن، وجعلها حصرية لحليفه الرئيس الأميركي الجديد.