مصر لطرح قضايا «ندرة المياه» دولياً وأفريقياً خلال «أسبوع القاهرة»

ينطلق (الأحد) لمناقشة تحديات الموارد

وزير الري المصري خلال اجتماع «اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء المياه الأفارقة» في القاهرة  (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال اجتماع «اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء المياه الأفارقة» في القاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لطرح قضايا «ندرة المياه» دولياً وأفريقياً خلال «أسبوع القاهرة»

وزير الري المصري خلال اجتماع «اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء المياه الأفارقة» في القاهرة  (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال اجتماع «اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء المياه الأفارقة» في القاهرة (الري المصرية)

تطرح مصر قضية «ندرة الموارد المائية»، وتأثيرات التغيرات المناخية على المياه، للنقاش مع مسؤولين ومتخصصين دوليين وأفارقة، خلال فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه»، الذي سينطلق، الأحد، بالعاصمة المصرية، ويتزامن ذلك مع استضافة القاهرة مؤتمر «أسبوع المياه الأفريقي» التاسع، الأحد.

وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

وأعلنت «الري المصرية» عن انعقاد النسخة السابعة لمؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه» على مدار 5 أيام، تحت عنوان «المياه والمناخ: بناء مجتمعات قادرة على الصمود»، بمشاركة 29 منظمة إقليمية ودولية متخصصة في المياه.

و«أسبوع القاهرة للمياه» مؤتمر تنظمه وزارة الري المصرية بشكل سنوي منذ عام 2018، بمشاركة متخصصين دوليين في مجال المياه، وممثّلين للمنظمات الدولية المعنية بالمياه، ويناقش أبرز التحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر وأفريقيا والعالم.

وأكّد وزير الري المصري، هاني سويلم، أهمية النسخة السابعة لمؤتمر القاهرة، وقال إنها «تستهدف تعزيز التعاون الدولي، وتقديم رؤى موحدة، تعكس احتياجات دول العالم، وخصوصاً الدول الأفريقية، في مجالات المياه والمناخ»، حسب «الري المصرية».

وزير الري المصري خلال لقائه في القاهرة رئيس المجلس العالمي للمياه (الري المصرية)

وعشية انطلاق فعاليات مؤتمرَي «القاهرة للمياه» و«أسبوع المياه الأفريقي»، ترأّس وزير الري المصري، (وهو الرئيس الحالي لمجلس وزراء المياه الأفارقة «الأمكاو»)، اجتماع «اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء المياه الأفارقة» بالقاهرة، السبت، مؤكداً ضرورة «منح الأولوية لتنفيذ المبادرات القارّية والعالمية المعنية بالمياه بالقارة الأفريقية».

وقال خبير المياه الدولي، ضياء القوصي، إن «أسبوع القاهرة للمياه» سوف يناقش بعض التحديات المائية التي تواجه الموارد، من بينها، «مخاطر سد النهضة الإثيوبي على مصر والسودان، وتأثيرات التغيرات المناخية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر «يستهدف طرح حلول للاستفادة من كميات المياه المهدرة في دول حوض نهر النيل».

وأشار وزير الري المصري، خلال استقباله رئيس المجلس العالمي للمياه، لوي فوشون، السبت، إلى «معاناة عديد من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من الشح المائي»، ودعا إلى «تعزيز دور المجلس العالمي لدعم إجراءات تلك الدول، في التعامل مع هذه التحديات».

و«أسبوع المياه الأفريقي» مؤتمر دوري، ينظمه مجلس وزراء المياه الأفارقة «الأمكاو»، ويُعدّ منصة تجمع كبار خبراء المياه وصُنّاع السياسات المائية في أفريقيا والمعالم، لمناقشة التحديات المتعلقة بالمياه في أفريقيا.

ويرى أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن «مؤتمر القاهرة للمياه بات منصة دولية سنوية لتبادل الأفكار والرؤى بشان آلية تنمية الموارد المائية في مصر والدول المشاركة فيه»، وقال إنه «يستهدف طرح أحدث وسائل تنمية المياه، خصوصاً في مشروعات التحلية ومعالجة مياه الصرف».

وأوضح شراقي لـ«الشرق الأوسط»، أن «القاهرة تحرص على عرض تطورات أزمة (سد النهضة) سنوياً خلال المؤتمر، ومخاطره على مصر والسودان»، إلى جانب «استعراض أزمة ندرة المياه في مصر، وتأثير التغيرات المناخية على محدودية المياه بدول القارة الأفريقية»، مشيراً إلى «الدراسات العلمية التي يستعرضها المؤتمر، والتي تناقش آليات التعاون لتعزيز استخدامات المياه».

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيسي، ويواجَه المشروع باعتراضات من دولتَي المصب مصر والسودان، للمطالبة باتفاق «قانوني يُنظّم عمليات ملء وتشغيل السد، بما لا يضر بحصتَيهما في المياه».


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تعلن حظراً للصادرات السودانية إلى مصر

شمال افريقيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) «الشرق الأوسط»

«الدعم السريع» تعلن حظراً للصادرات السودانية إلى مصر

أصدرت «قوات الدعم السريع» قرارات إدارية فرضت بموجبها حظراً تجارياً على تصدير السلع السودانية إلى مصر من المناطق التي تسيطر عليها في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا السيسي تحدّث عن السادات خلال افتتاح محطة قطارات «بشتيل» بالجيزة (الرئاسة المصرية)

السيسي مستعيداً سيرة السادات: يهزم خصومه في الغياب

السيسي قال في كلمته خلال افتتاح محطة قطارات «بشتيل» بالجيزة، السبت، إن «السادات كانت لديه رؤية ثاقبة، وأثبت لخصومه في هذا الوقت أن ما فعله كان الصواب».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)

القاهرة تتفادى تصعيداً كلامياً مع «قوات الدعم السريع» السودانية

تفادت مصر الانخراط في تصعيد كلامي مع «قوات الدعم السريع»، التي اتهمتها، في بيان، مساء الجمعة، بـ«عرقلة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار في السودان».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في بداية يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

الخلاف بين القاهرة و«الدعم السريع» مرشح لمزيد من التصعيد

يتجه الخلافُ بين القاهرة و«قوات الدعم السريع» في السودان إلى «مزيدٍ من التصعيد» عقب دعوة مستشار قائد «الدعم السريع»، الباشا طبيق، لإيقاف صادرات بلاده إلى مصر.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة سابقة من «الحوار الوطني» في مصر (الحوار الوطني)

مصر: «الحوار الوطني» لمناقشة مقترحات ملف «الدعم النقدي»

بدأت الأمانة الفنية لـ«الحوار الوطني» في مصر حصر المقترحات والملاحظات التي تلقتها على مدار أسبوعين بشأن ملف التحول من «الدعم العيني» إلى «النقدي».

أحمد عدلي (القاهرة )

«الدعم السريع» تعلن حظراً للصادرات السودانية إلى مصر

محمد حمدان دقلو (حميدتي) «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) «الشرق الأوسط»
TT

«الدعم السريع» تعلن حظراً للصادرات السودانية إلى مصر

محمد حمدان دقلو (حميدتي) «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) «الشرق الأوسط»

في تصعيد جديد من جانبها، دعت «قوات الدعم السريع» «الحكومة المصرية» لوقف ما أطلقت عليه «التدخل في الشؤون السودانية»، مطالبة القاهرة بالحفاظ على العلاقات الوثيقة بين البلدين، وأعقبت ذلك بقرارات إدارية، فرضت بموجبها حظراً تجارياً على تصدير السلع السودانية إلى مصر من المناطق التي تُسيطر عليها في السودان، وهو ما عَدّه محللون سودانيون تطوراً نوعياً في العلاقات السودانية المصرية.

وتعزيزاً لاتهامات قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي» لمصر بقصف قواته بالطيران الحربي التابع للجيش المصري، التي نفتها وزارة الخارجية المصرية بشدة، أعلنت «قوات الدعم السريع» مقاطعة «تجارية» شاملة مع مصر، وقررت وقف الصادرات السودانية إليها.

وحذّر المك أبو شوتال، القيادي بـ«قوات الدعم السريع» من منطقة النيل الأزرق، في مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، التجارَ في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، من تصدير أي بضائع إلى مصر، وتوعدهم بالمحاسبة وفقاً لقرار صادر من المجلس الاستشاري لـ«قوات الدعم السريع».

تحذيرات للتجار

وقال أبو شوتال: «لو صدّر (التجار) فنجان صمغ عربي، أو فولاً سودانياً، أو بهيمة (حيواناً) لمصر، سيعاقب بأشد العقوبات وأردعها، وأن كل مواردنا يجب أن تذهب لدول الجوار، ما عدا مصر، وأن أي شاحنة متجهة إلى (معبر) الدبة السودانية أو مصر، يجب التعامل معها بصفتها عدواً صريحاً».

ويصدر السودان إلى مصر سلعاً زراعية وحيوانية، تشمل «الفول السوداني، والصمغ العربي والجمال والضأن» وغيرها، وهي سلع تنتج في الغالب بمناطق تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في دارفور وكردفان، بجانب الصحراء التي تعبرها الشاحنات وقوافل الإبل المتجهة إلى مصر.

وأصدر المستشار العام لـ«قوات الدعم السريع» النذير يونس أحمد، قراراً حَظَر بموجبه عبور عدد من السلع إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني، وتتضمن: «الصمغ بأنواعه، والفول السوداني، وزيت الطعام، والماشية بأنواعها (الأبقار، الإبل، الضأن، الماعز)، والسمسم، والتمباك (يُشبه القات اليمني)، والدخن والذرة، والذهب، والمعادن الأخرى، والكركديه، والأمباز (علف حيوانات)، والبامية المجففة (الويكة)».

صورة من خطاب داخلي من المستشار العام لـ«قوات الدعم السريع» النذير يونس أحمد إلى قادة ميدانيين

ويُسيطر الجيش السوداني على المناطق التي تحد مصر من جهة الشمال، وتمر عبرها سلع الصادرات إلى مصر، إلى جانب الطرق الصحراوية.

وبالحظر الذي فرضته «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على الطرق الصحراوية الرابطة بين مناطق الإنتاج ومناطق الجيش، فإن التصدير إلى مصر يصبح أكثر صعوبة وتعقيداً.

ووصفت الصحافية والناشطة المدنية، رشا عوض، الخطوة، في إفادة لـ«الشرق الأوسط»، بأنها «تطور نوعي في مسارات الحرب السودانية»، وحذّرت من «تداعياتها الخطيرة»، ومن مواجهة مفتوحة بين «الدعم السريع» ومصر. ورأت في قرار «الدعم السريع» بداية لتطور الصراع السوداني الداخلي إلى حرب «إقليمية»، وأشارت إلى احتمالات تدخل إثيوبي موازٍ.

بيد أن رشا عوض تساءلت عن مدى قدرة «قوات الدعم السريع» على توفير بدائل للمنتجين والمصدرين السودانيين، وقالت: «مَن يشتري السلع المحظورة، وهل هناك بديل آمن لسوق الصادرات المصرية؟»،

وتساءلت رشا عوض، محذرةً، ما إن كان القرار سيصبح ذريعة لتصعيد عسكري جديد في الحرب؟ وتركت إجابة السؤال مجهولة، بقولها: «هذا سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة».

وقارن المحلل السياسي، محمد لطيف، في تحليله اليومي، بين العلاقات السودانية المصرية ما بعد خطاب حميدتي وما قبله، مؤكداً أنها لن تكون على ما كانت عليه قبل الخطاب الذي أعاد «فتح عصب العلاقات السودانية المصرية، والتدخل المصري في الشأن السوداني».

ونشرت صفحات نشطاء موالين لـ«قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو لشاحنات محملة بالسلع والماشية، زعموا أنها أعيدت وهي في طريقها إلى مصر، وذلك على الرغم من أن قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، كان قد منع قواته ومؤيديه من نشر الصور والفيديوهات.