الانتخابات الأميركية: هاريس تلعب ورقة السن والصحة في مواجهة ترمب

خطابات المرشح الجمهوري «تطول» وتصبح «مشوشة» بشكل متزايد

دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)
TT

الانتخابات الأميركية: هاريس تلعب ورقة السن والصحة في مواجهة ترمب

دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

من المقرر أن تنشر كامالا هاريس (59 عاماً)، السبت، تقريراً طبياً يؤكد أنّها تتمتّع «بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة الولايات المتحدة»، وفق ما أفاد أحد مستشاري حملتها الانتخابية.

وقال المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- إنّ نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية تأمل، من خلال هذا التقرير الذي لم يُنشر بالكامل بعد، في أن يؤجّج الجدل بشأن قدرات منافسها الجمهوري دونالد ترمب، البالغ من العمر 78 عاماً، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وهيمنت الأسئلة المتعلّقة بسن وصحّة الرئيس جو بايدن (81 عاماً) الجسدية والعقلية على حملته الانتخابية، إلى أن انسحب من السباق الرئاسي في يوليو (تموز) في أعقاب مناظرة كارثية تواجه فيها مع الرئيس الجمهوري السابق.

ومنذ ذلك الحين، نادراً ما جرى التطرّق إلى هذه القضية في وسائل الإعلام، ولم يكن لها تأثير ملحوظ على استطلاعات الرأي التي لا تزال متقاربة، على الرغم من الفارق الكبير في السن بين كامالا هاريس ودونالد ترمب.

«هوس بالماضي»

من هذا المنطلق، ترغب نائبة الرئيس في إعادة طرح هذا الموضوع لصالحها، الأمر الذي دفع فريق حملتها إلى إعارة اهتمام خاص إلى تقارير نُشرت مؤخراً في صحيفة «نيويورك تايمز».

وأشار أحدها إلى أن الملياردير الذي تعرّض لانتقادات واسعة النطاق من قبل خصومه، لأنّه لم يكن شفافاً بشأن صحّته عندما كان رئيساً، لم ينشر تقريراً طبياً حديثاً.

وحلّل تقرير آخر للصحيفة الأميركية خطابات ترمب الأخيرة، وخلُص إلى أنّها «تطول» وتصبح «مشوشة» و«سوقية» بشكل متزايد، وتزداد «هوساً بالماضي».

ولا يمكن إنكار أن الرئيس السابق، الذي يتمتع بشعبية واسعة، يشارك في كثير من التجمّعات، كما يقوم بكثير من الجولات الانتخابية. ولكن لا يظهر عليه إرهاق مماثل لذلك الذي غالباً ما بدا على بايدن من مشيته وملامحه وكلامه.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنّ سنّه ليست مسألة مهمّة بالنسبة إلى الناخبين.

فقد ذكر استطلاع أجراه معهد «غالوب»، ونُشر في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، أنّ 41 في المائة من الناخبين يعدّون المرشح الجمهوري أكبر سنّاً من أن يصبح رئيساً، وهي نسبة لم تتغيّر كثيراً عمّا كانت عليه قبل دخول كامالا هاريس حملة الانتخابات الرئاسية.

ووفق معهد «غالوب»، أعرب 37 في المائة من الناخبين عن الرأي ذاته في يونيو (حزيران)، في حين عَدّ ثلثا الأميركيين أنّ جو بايدن كان أكبر سناً من أن يبقى في البيت الأبيض لولاية ثانية.


مقالات ذات صلة

إيران تبحث عن مَخرج... ولا ثقة بـ«مكائد» إسرائيل

شؤون إقليمية جندية إسرائيلية تقف بجوار بقايا صاروخ باليستي من طراز عماد في قاعدة جولس العسكرية بعد أيام من الهجوم الإيراني (رويترز)

إيران تبحث عن مَخرج... ولا ثقة بـ«مكائد» إسرائيل

أكّدت مصادر أميركية، وأخرى من دول المنطقة، أن إيران لم تحصل حتى الساعة على تطمينات جدّية بأن الضربة الإسرائيلية المتوقعة محدودة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس (أ.ب)

لإحراج ترمب... هاريس تعتزم نشر بياناتها الطبية

كشف أحد مساعدي كامالا هاريس عن أن نائبة الرئيس الأميركي المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي تعتزم الكشف علناً عن بياناتها الطبية اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مواطنون على شاطئ شبه خالٍ مع بدء المجتمع في التعافي من إعصار «ميلتون» في فلوريدا (أ.ف.ب)

لماذا يرفض سكان من فلوريدا مغادرة منازلهم رغم الإعصار «ميلتون»؟

رغم أن ولاية فلوريدا معرّضة بشدة للكوارث الناجمة عن تغير المناخ، لا يبدو أن هناك ما يضعف جاذبيتها لعدد من سكانها.

«الشرق الأوسط» (سييستا كي (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق ميغان ماركل زوجة الأمير البريطاني هاري (أ.ف.ب)

ميغان ماركل تقول إنها «من أكثر الأشخاص تعرضاً للتنمر بالعالم»

قالت دوقة ساسكس، ميغان ماركل، لفتيات صغيرات إنها كانت «واحدة من أكثر الأشخاص تعرضاً للتنمر في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)

ترمب يتعهد بـ«تحرير أميركا المحتلة»... وهاريس تحاول استمالة الناخبين الوسطيين

شن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب الجمعة مجدداً هجوماً على المهاجرين، مصراً على «شيطنتهم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس الأركان الأميركي السابق: أعتقد أن ترمب الشخص الأكثر خطورة على بلادنا

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي (رويترز)
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي (رويترز)
TT

رئيس الأركان الأميركي السابق: أعتقد أن ترمب الشخص الأكثر خطورة على بلادنا

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي (رويترز)
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي (رويترز)

وصف رئيس هيئة الأركان الأميركي السابق، مارك ميلي، الرئيس السابق دونالد ترمب بأنه «فاشي تماماً» ويعتقد أنه «الشخص الأكثر خطورة على الولايات المتحدة»، وفقاً لمقتطفات من كتاب «حرب» للصحافي المخضرم بوب ودورد الذي سيصدر قريباً.

ووفقاً لموقع هيل، قال ميلي لودورد في كتابه عن ترمب: «إنه الشخص الأكثر خطورة على الإطلاق، وكانت لدي شكوك عندما تحدثت معك عن تدهوره العقلي وما إلى ذلك، لكنني أدركت الآن أنه فاشي تماماً، إنه الآن الشخص الأكثر خطورة على هذا البلد».

ويخشى ميلي، الذي كان رئيساً لهيئة الأركان المشتركة في عهد ترمب والرئيس جو بايدن، أن تتم محاكمته عسكرياً إذا فاز ترمب بالرئاسة الشهر المقبل، لأن القائد العام لديه سلطة على الضباط المتقاعدين ويمكنه استدعاؤهم للخدمة الفعلية ومحاكمتهم عسكرياً، ومثل هذا الموقف ليس مستحيلاً، لأن ترمب أعرب في كثير من الأحيان عن رغبته في الانتقام من أولئك الذين تحدثوا ضده.

ووفقاً لودورد، حذر ميلي زملاءه السابقين من أن ترمب أعلن عما سيحاول القيام به وليس هو فقط، بل الناس من حوله، واستشهد بستيف بانون، وهو مستشار كبير سابق لترمب، الذي قدم في وقت سابق من هذا العام قائمة بالأشخاص الذين يعتقد أن ترمب يجب أن يلاحقهم إذا انتُخب لولاية ثانية، بمن في ذلك ميلي، ومديرا مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقان، أندرو ماكابي وجيمس كومي، ووزير الدفاع السابق مارك إسبر، والمدعي العام السابق بيل بار، ويقول بانون عن ميلي في الكتاب: «سنحاسبه».

وسبق أن سعى ترمب إلى استدعاء ومحاكمة كبار الضباط المتقاعدين الذين انتقدوه، ففي اجتماع عقد في المكتب البيضاوي عام 2020 مع ميلي وإسبر، ثاني وزير دفاع لترمب، «كان الرئيس آنذاك غاضباً بشأن المسؤولين العسكريين السابقين، ويليام ماكرافين وستانلي ماكريستال».

وكان ماكرافين قاد الغارة في باكستان عام 2011، التي قتلت فيها القوات الخاصة أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»، وكتب مقالاً لصحيفة «واشنطن بوست» عن ترمب، قائلاً: «لم يتبق شيء لوقف انتصار الشر».

ومكريستال، الجنرال المتقاعد في القوات الخاصة الذي قتل رجاله زعيم «القاعدة» أبو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2006، أدلى بتعليقات على شبكة «سي إن إن» وصف فيها ترمب بأنه «غير أخلاقي»، و«غير أمين».

واستدعى ترمب ميلي وإسبر إلى البيت الأبيض ولكنهما ضغطا عليه لعدم السعي إلى معاقبة ماكرافين وماكريستال، ثم اتصل ميلي بهما وحثهما على «الابتعاد عن المجال العام».

كما كتب ودورد عن تلقي ميلي «سلسلة متواصلة من التهديدات بالقتل» منذ تقاعده العام الماضي، قائلاً إنه قام بتركيب زجاج مضاد للرصاص وستائر مقاومة للانفجارات في منزله على نفقته الخاصة.

وغالباً ما تحدث ميلي ضد ترمب وفي خطاب ألقاه خلال حفل تقاعده، بدا ميلي كأنه يشير مباشرة إلى ترمب، الذي كان يسعى آنذاك إلى أن يصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة.

قال ميلي: «نحن لا نقسم اليمين لملك أو ملكة أو طاغية أو دكتاتور، ولا نقسم اليمين لدكتاتور محتمل. نحن لا نقسم اليمين لفرد نحن نؤدي اليمين الدستورية، ونؤدي اليمين لفكرة أن أميركا هي أميركا، ونحن على استعداد للموت لحمايتها».