هاريس وترمب وهاريس يتبادلان الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب»

المرشحة الديمقراطية تباشر حملة دعائية مكثّفة بعد انتقاد مشاركاتها الخجولة مع الإعلام

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
TT

هاريس وترمب وهاريس يتبادلان الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب»

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

مع دخول السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلته الأخيرة، تبادَل المرشحان؛ الجمهوري دونالد ترمب، والديمقراطية كامالا هاريس، الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب».

وأطلقت هاريس، وزميلها المترشح على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس؛ تيم والز، حملة دعائية مكثّفة، الأحد، فظهر الاثنان في عدد من المقابلات مع شخصيات إعلامية بارزة، في رد واضح على انتقادات الجمهوريين الذين انتقدوا مشاركاتها الخجولة مع الصحافة، وأيضاً رداً على حملة هاشتاغ أطلقها السيناتور جيه دي فانس، زميل الرئيس السابق ترمب في الترشح، بعنوان «#WheresKamala» (أين كامالا هاريس؟).

ولم تكن الانتقادات من الجمهوريين فقط، بل عبّر عدد من الديمقراطيين أيضاً عن مخاوفهم من أن حملة هاريس تخشى المخاطرة، وتتجنّب الأسئلة الصعبة، ما أثار الجدل حول قدراتها في الحديث دون خطابات مُعَدّة مسبقاً.

وقال تقرير للموقع الإخباري الأميركي «أكسيوس»، إن حملة هاريس أجرت مقابلات أقل من أي مرشح رئاسي في التاريخ الحديث؛ إذ منذ دخولها السباق الرئاسي في أواخر يوليو (تموز) بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، واجهت نائبة الرئيس انتقادات متكرّرة حول مشاركتها المحدودة مع وسائل الإعلام، وكانت أول مقابلة لها في 29 أغسطس (آب) مع شبكة «سي إن إن»، وشاركت مع أوبرا وينفري في فعالية بعنوان «Unite For America» في 19 سبتمبر (أيلول) بولاية ميشيغان.

اتهامات متبادلة

المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس بولاية نيفادا (أ.ب.أ)

وواجهت هاريس هذه الانتقادات بمشاركتها في بودكاست الشهير «Call Her Daddy»، الأحد، حيث شنّت هجوماً لاذعاً ضد منافسها الجمهوري دونالد ترمب الذي اتهمها مراراً بـ«عدم الكفاءة»، والذكاء المحدود. وكرّرت نائبة الرئيس الديمقراطية تنديدها بالعنف ضد المرأة، ودافعت عن الحق في الإجهاض، مشيرةً إلى «أكاذيب» ترمب الذي اتهمها بأنها تؤيد «إعدام أطفال» في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل. وقالت هاريس: «إنه أمر غير دقيق، ومهين بشكل فاضح، أن يوحي بأن هذا يحدث، وبأن نساءً يفعلن ذلك»، مشدّدةً على أن تصريحات «هذا الرجل مليئة بالأكاذيب».

وبينما حاول ترمب مراراً تصوير نفسه على أنه «حامي» النساء خلال حملته الانتخابية، أشارت هاريس إلى أن «هذا هو الرجل نفسه الذي قال إنه يجب معاقبة النساء لأنهن أجهضن».

ويشكّل الإجهاض إحدى القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية التي يأمل الديمقراطيون في الاستفادة منها، بينما يحاول الرئيس السابق تجنّب اتخاذ موقف واضح، مشيراً إلى أن القرار يجب أن يكون متروكاً للولايات .

ماراثون إعلامي

ويمثّل بودكاست «Call Her Daddy» المرحلة الأولى من ماراثون إعلامي سيشهد ظهور هاريس على مدار الأسبوع في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية في أوقات الذروة، ويجتذب البودكاست عدداً كبيراً من النساء وشباب جيل الألفية، وقد تحدثت خلاله عن حقوق الإنجاب، والقضايا الاقتصادية، كما هاجمت السيناتور جي دي فانس والجمهوريين الذين أطلقوا هجمات ضد النساء اللاتي لم ينجبن، بعنوان «سيدات القطط بلا أطفال»، في إشارة غير مباشرة إلى هاريس، وردّت هاريس على هذه التصريحات بأنها شريرة ودنيئة.

وفي الاقتصاد سلّطت هاريس الضوء على ما ستقدّمه من خصم ضريبي لقيمة 6 آلاف دولار للأُسر التي لديها أطفال أقل من عام واحد، وقالت إنها ستواصل العمل من أجل تخفيف ديون الطلاب إذا تم انتخابها.

وشاركت هاريس أيضاً في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس»، وفي مقتطفات بثّتها الشبكة قبل إذاعة الحلقة كاملة، مساء الاثنين، واجهت هاريس أسئلة حول القضايا الخلافية بينها وبين ترمب، مثل قضية الهجرة، وسِجلّها في منصب نائبة للرئيس بايدن، والاختلافات بينها وبين ترمب. كما واجهت أسئلة حول موقفها من دعم إسرائيل، وعلاقتها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وموقفها من إيران، ومبادرة وقف إطلاق النار، واحتمالات توسّع الحرب إلى حرب إقليمية.

ويُعدّ برنامج «60 دقيقة» من البرامج الشهيرة التي دأبت على استضافة المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين للرئاسة، لكن هذا العام تراجع ترمب عن المشاركة في البرنامج، وكانت آخر مشاركة له في برنامج «60 دقيقة» قبل انتخابات عام 2020، حين انسحب من المقابلة مع المذيعة ليزلي ستاهل، بسبب غضبه من الأسئلة المتعلقة بروسيا، وأشار ترمب في فعالية انتخابية بمدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن إلى أنه يريد اعتذاراً قبل إجراء مقابلة معهم.

أخطاء والز

تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس (أ.ب)

بدوره، ظهر والز في برنامج «Fox News Sunday»، الأحد، في أول مقابلة له منذ أصبح مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الديمقراطي، حيث قال: «سأعترف عندما أتحدث بشكل خاطئ، سأعترف عندما أرتكب خطأ»، وواجه والز انتقادات كثيرة حول تصريحات لم تكن صادقة حول سفره إلى الصين عندما كان يعمل مدرساً، ومشاركته في الحرب، وتصريحات أخرى حول علاجات للخصوبة تلقّاها هو وزوجته.

وتشارك كل من هاريس ووالز في برامج كوميدية في وقت لاحق من الأسبوع، حيث تظهر نائبة الرئيس في برنامج «The Late Show With Stephen Colbert»، يوم الثلاثاء، بينما سيجلس والز مع جيمي كيميل يوم الاثنين في برنامج «Jimmy Kimmel Live»، وهما من أشهر البرامج الكوميدية التي تجتذب الكثير من المشاهدين، وتركز على الجوانب الشخصية للمرشحين.

وتشارك هاريس أيضاً أثناء وجودها بمدينة نيويورك يوم الثلاثاء في برنامجي «The View» و«The Howard Stern Show». وقد سبق أن شارك الرئيس بايدن في برنامج «The View» أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو برنامج اجتماعي نسائي.

وقبل أقل من شهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية تُكثّف حملة هاريس عقد اللقاءات والفعاليات الانتخابية في الولايات المتأرجحة التي تُعدّ ساحة معارك مع منافسها ترمب، ومن المقرّر أن تزور نائبة الرئيس ولاية نيفادا يوم الخميس، ثم تتوجّه يوم الجمعة إلى أريزونا، وهي ولاية متأرجحة أخرى يبدأ فيها التصويت المبكر في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ترمب وويسكونسن

جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس يتحدث إلى ممثّلي وسائل الإعلام (أ.ب.أ)

وينظر الجمهوريون إلى السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، بوصفه الأكثر لباقةً في الحديث مع وسائل الإعلام، وقد شارك مع ترمب يوم السبت في حشد انتخابي بمدينة باتلر بولاية بنسلفانيا، وهو نفس الموقع الذي شهد محاولة اغتيال ترمب الأولى التي نجا منها، وهذه المرة كان ترمب يتحدث خلف زجاج مضاد للرصاص، وهاجم فانس كلاً من بايدن وهاريس، مشيراً إلى أن خطابهما تسبّب في إطلاق النار على ترمب.

وفي تجمّع حاشد في ويسكونسن يوم الأحد، حاول ترمب استعادة الزخم الذي كان لديه قبل انسحاب بايدن من السياق، وقد خسر أصوات ولاية ويسكونسن في انتخابات عام 2020، علماً بأنه كان كسبها في السابق في انتخابات 2016، ويحاول استعادتها، كونَها تُعدّ من الولايات المتأرجحة التي تحمل 10 أصوات في المجمع الانتخابي.

الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب.أ)

وتطرّق ترمب إلى مواضيع حملته المعتادة، من السيطرة على الهجرة إلى الحدّ من التضخم، متهِماً منافِسته هاريس بأنها تريد اتباع سياسة «شيوعية»، كما وصفها بأنها «غير كفؤة بشكل صارخ»، وضرب مثالاً على ذلك بعدم استجابة الحكومة الفيدرالية، على حد قوله، لمساعدة سكان جنوب شرقي الولايات المتحدة الذين تضرّروا بشدة من إعصار هيلين. وقال ترمب إن هاريس «تريد سرقة ثروتكم، والتخلّي عنكم وعن عائلاتكم»، وطالب ترمب الناخبين في ويسكونسن بالمشاركة في التصويت المبكر بالولاية.

وتُعدّ زيارة ترمب لولاية ويسكونسن، الأحد، هي الزيارة الرابعة خلال 8 أيام، بما يسلّط الضوء على هذه الولاية المحورية، حيث يشعر الجمهوريون بالقلق بشأن قدرة مرشحهم على كسب أصوات الولاية. وقال ترمب: «يقولون إن ويسكونسن هي على الأرجح أصعب الولايات المتأرجحة للفوز بها، لا أعتقد ذلك»، وأضاف: «إذا فُزنا بولاية ويسكونسن فسنفوز بالرئاسة». وزار ترمب لأول مرة مقاطعة دان التي تُعدّ ثاني أكثر مقاطعات ويسكونسن اكتظاظاً بالسكان وأسرعها نمواً.

لغة المال

وأنفقت حملة ترمب 35 مليون دولار على الإعلانات في ويسكونسن، بينما أنفقت حملة هاريس على الإعلانات بالولاية 31 مليون دولار، ويركّز المرشحان للسباق الرئاسي على ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، أي ولايات «الجدار الأزرق» التي صوّتت لترمب في عام 2016، وانقلبت لصالح بايدن في الانتخابات التالية، وبينما تتفاءل حملة ترمب بشأن فرص فوزه بأصوات بنسلفانيا (19 صوتاً في المجمع الانتخابي)، وكذلك ولايات «حزام الشمس»، يُنظر إلى ويسكونسن على أنها تشكّل تحدياً أكبر، وتُظهر استطلاعات الرأي أن المرشحَين متقاربان، بينما أعرب مشرّعون ومحلّلون عن قلقهم إزاء تزايد اللغة العدائية خلال الحملة الانتخابية.


مقالات ذات صلة

ترمب يلقي باللوم على «الجينات السيئة» في ارتكاب المهاجرين غير الشرعيين للجرائم

الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس بنيفادا 13 سبتمبر (رويترز)

ترمب يلقي باللوم على «الجينات السيئة» في ارتكاب المهاجرين غير الشرعيين للجرائم

زعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، أن المهاجرين غير الشرعيين ببلاده الذين ارتكبوا جرائم لديهم «جينات سيئة»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي المرشح الجمهوري دونالد ترمب يتحدث للصحافة في بنسلفانيا (فيلادلفيا) في 10 سبتمبر (إ.ب.أ)

ترمب: قطاع غزة يمكن أن يصبح «أفضل من موناكو»

رأى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب الاثنين أن قطاع غزة قد يصبح «أفضل حتى من إمارة موناكو» عند إعادة إعماره بعد الحرب المدمّرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تقرير: خطب ترمب «الغاضبة» تثير تساؤلات حول ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن خطب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الغاضبة والتي يركز فيها على الماضي، أثارت مخاوف بشأن ملاءمته لأن يصبح رئيساً مجدداً

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال إحاطة عن إعصار هيلين في نورث كارولينا (أ.ف.ب)

هاريس تلتزم «التباعد الانتخابي» مع بايدن… وتحافظ على ولائها له

مع بقاء 27 يوماً حتى الانتخابات، تحاول نائبة الرئيس كامالا هاريس الموازنة بين «الابتعاد الانتخابي» عن الرئيس جو بايدن، لتدني شعبيته، مع المحافظة على ولائها له.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كمالا هاريس تحيي منافسها دونالد ترمب وبينهما الرئيس جو بايدن وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ سبتمبر الماضي (أ.ب)

​بايدن وترمب وهاريس يحيون «ذكرى 7 أكتوبر»

تتشارك نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، الرئيس جو بايدن، الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض ظهر (الاثنين) لإحياء ذكرى «السابع من أكتوبر.

هبة القدسي (واشنطن)

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
TT

هاريس وترمب يتبادلان الاتهامات

صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

بينما دخل السباق نحو البيت الأبيض شهره الأخير، واشتدت الحملة الانتخابية، تبادلت نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب، الاتهامات بـ«عدم الكفاءة» و«الكذب».

وخلال حلولها ضيفة على «البودكاست» الشهير «كول هير دادي»، نددت المرشحة الديمقراطية بالعنف ضد المرأة، ودافعت عن الحق في الإجهاض، مشيرة إلى «أكاذيب» منافسها الجمهوري الذي اتهمها بأنها تؤيد «إعدام أطفال» في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل. وكان ترمب ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما وصف هاريس بأنها «غير كفؤة بشكل صارخ»، مستشهداً، حسب رأيه، بعدم استجابة الحكومة الفيدرالية لمساعدة المتضررين من إعصار «هيلين».