أهدت دار الأوبرا المصرية الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية المقرر عقدها بين 11 إلى 24 أكتوبر إلى اسم «فنان الشعب سيد درويش»، ويشارك في هذه الدورة 115 فناناً من 20 دولة عربية، يقدمون 48 حفلاً على مدى أسبوعين، بالإضافة إلى مشاركات بحثية من دول أجنبية.
ويشارك في حفلات العام الحالي مجموعة من الفنانين والموسيقيين، من بينهم علي الحجار، وهاني شاكر، وتامر عاشور، وأحمد سعد، والموسيقار عمر خيرت، وعاصي الحلاني، ووائل جسار، بالإضافة إلى عبير نعمة، ومدحت صالح، ومحمد محسن، وفؤاد زبادي، ولطفي بوشناق.
وتشهد الدورة الجديدة للمهرجان غياب عدد من الفنانين المصريين والعرب الذين اعتادوا المشاركة في الدورات السابقة، من بينهم: صابر الرباعي، وأنغام، وأصالة، وخالد سليم، وشيرين.
وقال عضو اللجنة العليا للمهرجان، الموسيقار يحيى الموجي، إنهم تواصلوا مع عدد كبير من الفنانين للمشاركة في المهرجان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعضهم كان لديه ارتباطات أخرى، والبعض الآخر وقف الأجرُ عائقاً أمام حضوره، خصوصاً الفنانين العرب، نظراً لانخفاض قيمة الجنيه وصعوبة سداد نفس الأجور التي كانوا يتقاضونها في النسخ السابقة بالدولار (الدولار يساوي 48.37 جنيه مصري)».
وتابع: «على الرغم من أهمية المهرجان وتاريخه، فإن بعض الفنانين لديهم حسابات أخرى»، مشيراً إلى أن «بعض الفنانين المصريين اعتذروا أيضاً عن المشاركة بسبب الأجر، لكن في النهاية سيظل الباب مفتوحاً أمام جميع الفنانين للوجود في الدورات المقبلة».
ويكرّم المهرجان 19 شخصية ساهموا في إثراء الحياة الفنية، وفق ما أُعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم، الخميس، في دار الأوبرا المصرية، لإعلان تفاصيل الدورة الجديدة، ومن بين المكرمين: الفنان المصري محمد منير، والموسيقار اللبناني زياد الرحباني، بالإضافة إلى الموسيقار السعودي ممدوح سيف، والفنان المغربي فؤاد زبادي، والفنان التونسي لطفي بوشناق، بجانب الشاعرين الراحلين حسين السيد، ومأمون الشناوي، وأيضاً اسم الفنان الراحل أحمد الحجار.
ويناقش المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان 4 محاور رئيسية؛ من بينها واقع الموسيقى العربية، والروافد الثقافية، بالإضافة إلى التأثيرات المتبادلة بين الموسيقى العربية وموسيقى الفلامنكو الإسبانية. كما تضمّ المسابقة المصاحبة للمهرجان 4 أقسام بمراحل عمرية مختلفة، من بينها مسابقة للتوزيع الموسيقي الأوركسترالي، حيث يُعيد المتسابق توزيع أحد مؤلفات الموسيقار سيد درويش. بالإضافة إلى ذلك، سيُنظّم معرض للخط العربي للفنانين محمد الشيمي ومحمد عطا.
ويرى الناقد الموسيقي المصري مصطفى حمدي أن قائمة المطربين المشاركين، سواء من مصر أو الدول العربية، تعكس غياباً لافتاً لكبار الفنانين، رغم مكانة المهرجان وأهميته. وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المشكلة لا تتعلّق فقط بالأجور، التي تكون أقل مما يحصل عليه الفنانون في الحفلات خارج الأوبرا، ولكن أيضاً لأسباب ترتبط بمشاكل فنية وتنظيمية في الدورات السابقة».
وأوضح حمدي: «هناك شعور لدى بعض الفنانين بأن حفلاتهم لا تخرج بالشكل المناسب أمام الجمهور في المهرجان، وغالباً ما تتكرّر مشاكل الصوت خلال الحفلات، مما يدفعهم للاعتذار عن المشاركة مرة أخرى، لكني ألوم على الفنانين المصريين الذين لم يحرصوا على دعم المهرجان».
وهذه هي المرة الثانية التي يُكرِّم فيها «الموسيقى العربية» الفنان محمد منير، بعد تكريمه في عام 2019، حيث أحيا حفلاً كبيراً ضمن فعاليات المهرجان في دورته الـ28. ويرى حمدي أن «إعادة تكريم منير مرة ثانية قد تكون اختياراً جانبه الصواب، رغم التقدير الكبير لموهبته وقيمته الفنية، لكن هذا التكرار يطرح العديد من علامات الاستفهام، خاصةً في ظل وجود العديد من الأسماء الأخرى التي تستحق التكريم».
لكن عضو اللجنة العليا للمهرجان لا يرى مشكلة في إعادة تكريم فنان كُرّم من قبل، تقديراً لمسيرته الفنية، حيث أكد الموجي أن «منير يُعدّ اليوم من أهم الأصوات الموسيقية في العالم العربي، وبالتالي تكريمه للمرة الثانية يمثل احتفاءً بمشواره وما قدمه من أعمال ستظل مع الجمهور».
وخلال المؤتمر الصحافي، أوضح الدكتور خالد داغر، مدير المهرجان، أنهم لم يطلقوا على الدورة الجديدة اسم الموسيقار المصري حلمي بكر، الذي رحل في بداية العام الحالي وكان عضواً باللجنة العليا للمهرجان لسنوات؛ لأن النسخة السابقة كانت مهداة إليه وهو على قيد الحياة.