تمضي إسرائيل على خطين متوازيين في حربها على لبنان؛ هما الضربات العسكرية، وتلك الأمنية، وأدخلت إليهما عنصراً إضافياً الخميس، تمثل في قصف المعابر الحدودية مع سوريا في شمال شرقي لبنان، وهي منطقة تقول إسرائيل إنها خط إمداد لـ«حزب الله» نحو لبنان.
وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على لبنان بعد ساعات من رفض تل أبيب، الخميس، مقترح هدنة مع «حزب الله» طرحته دول عدة؛ أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى «النصر»، فيما ردّ «الحزب» بإطلاق صواريخ نحو شمال إسرائيل.
ونفى مكتب رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه «أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته»، مشيراً إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، «أننا سنعمّق محنة (حزب الله)، وسنواصل استهداف تشكيلات (الحزب) وقدراته العسكرية، ولا تزال هناك مهام إضافية يجب إنجازها في الجبهة الشمالية». وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزير الدفاع صدّق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.
حرب أمنية متواصلة
وفي إطار الحرب الأمنية، أكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، شن «ضربات دقيقة» على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأفاد مصدر مقرّب من «الحزب» «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن إسرائيل استهدفت قائد «وحدة المسيّرات» في «الحزب»، محمد سرور الملقّب «أبو صالح»، من دون أن يتّضح مصيره. ووفق المصدر، فإن سرور يحمل شهادة في الرياضيات، وتجاوز دوره في «حزب الله» الأراضيَ اللبنانية.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان، بأن 3 صواريخ استهدفت «شقة سكنية في مبنى من 10 طبقات في حي القائم» وهو حي مكتظ وسط الضاحية.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن قائد «الوحدة الجوية» في «حزب الله»، الذي استهدفته إسرائيل، كان مسؤولاً عن 3 مجالات رئيسية: «الطائرات المسيّرة»، و«الصواريخ الموجهة»، و«الصواريخ (أرض - جو)» التابعة للدفاعات الجوية لـ«الحزب»، والتي تستخدم للتصدي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
وهذا الهجوم الإسرائيلي هو الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعدّ معقلاً لـ«الحزب» المدعوم من إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن إسرائيل «تواصل سلسلة العمليات لاغتيال عناصر (حزب الله)، وتفكيك التشكيلات الهجومية، وتدمير الصواريخ والقذائف. لدينا مهام إضافية يجب إنجازها من أجل السماح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم. سنواصل إخراج (حزب الله) عن توازنه وتعميق معاناته».
تصعيد عسكري
وبعد نحو 18 ساعة من عدم تسجيل هجمات صاروخية من لبنان على مواقع إسرائيلية، نفذ «حزب الله»، ظهر الخميس، هجوماً على منطقة عكا وخليج حيفا، كما استهدف «حزب الله» مستوطنة كريات شمونة بِصَلْيَة من صواريخ «فلق2». وقال في بيانات متتالية إنه نفذ، بعد الظهر، 7 عمليات عسكرية، كما تصدى لطائرات حربية إسرائيلية فوق منطقة عدلون.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيانين، أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخاً، الخميس، من لبنان، تمكّن من «اعتراض بعضها». وأعلن «حزب الله» أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة «رفاييل» شمال مدينة حيفا «بِصَلْيَاتٍ من الصواريخ». كما أعلن قصف مستوطنة كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة «بصليات من صواريخ (فلق2)».
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق نحو 40 صاروخاً من لبنان خلال دقيقتين بعد ظهر الخميس، بعد انطلاق صفارات الإنذار في منطقة الجليل، مضيفاً أنه جرى اعتراض عدد منها.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي موجة كثيفة من الغارات في البقاع والهرمل والجنوب، مخلفاً أضراراً جسيمة في الممتلكات والأرواح. وشملت الغارات 3 محافظات لبنانية، هي: الجنوب، والنبطية، وبعلبك الهرمل. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى مهاجمة نحو 75 هدفاً في لبنان.
واستهدفت الغارات في الجنوب أكثر من 50 قرية وبلدة، أما في البقاع، فقد نفذ الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات، وقد أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى؛ بينهم 23 سورياً في بلدة يونين كانوا يهمون بالمغادرة إلى سوريا.
ووُصفت ليلة الأربعاء - الخميس بأنها الأعنف، وبلغ عدد القتلى في البقاع خلال 4 أيام، نحو 155 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 520.