غالبية مسؤولي إدارة بايدن يؤيّدون «التصعيد لمنع التصعيد» في لبنان

بعد خلاف نادر مع إسرائيل

سُحُب الدخان تتصاعد جرّاء غارة إسرائيلية على مدينة صور جنوب لبنان (رويترز)
سُحُب الدخان تتصاعد جرّاء غارة إسرائيلية على مدينة صور جنوب لبنان (رويترز)
TT
20

غالبية مسؤولي إدارة بايدن يؤيّدون «التصعيد لمنع التصعيد» في لبنان

سُحُب الدخان تتصاعد جرّاء غارة إسرائيلية على مدينة صور جنوب لبنان (رويترز)
سُحُب الدخان تتصاعد جرّاء غارة إسرائيلية على مدينة صور جنوب لبنان (رويترز)

مع تصاعُد وتيرة الحرب المندلعة بين إسرائيل و«حزب الله»، كما تشير إليه طبيعة الغارات الإسرائيلية، و«رسائل» الحزب فوق تل أبيب، طُرح تساؤل عمّا إذا كان هناك «خلاف» جِدّي أميركي إسرائيلي حول كيفية التعامل مع «حزب الله»؟

تقول وسائل إعلام أميركية عدة، إن إدارة الرئيس جو بايدن التي عملت منذ انفجار الحرب بغزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على منع توسّعها، كانت تسعى في الوقت نفسه إلى منع تحوّل «حرب المساندة» (كما يطلق عليها «حزب الله») إلى حرب أوسع، قد لا يكون بالإمكان منع تمدُّدها، والسبب أن الجهة المتورّطة بها هذه المرة تُعَدّ «دُرّة تاج» أدوات إيران الإقليمية (حسب وصف أدبيات محورها)، ما قد يجعل من الصعب على إيران السكوت على ضربها، خلافاً لسلوكها مع حرب غزة.

حرب الإسناد حرب كاملة

يقول المسؤولون الأميركيون إن القتال المندلع منذ فتح «حزب الله» جبهة الإسناد، تحوّل الآن إلى حرب، حتى ولو لم يتم تسميتها رسمياً، وبعد الغارات الجوية الإسرائيلية، والهجمات الصاروخية التي استخدم فيها «حزب الله»، الأربعاء، للمرة الأولى، صاروخاً باليستياً متوسطاً، مستهدِفاً وسط إسرائيل، نقل موقع «أكسيوس» عن نائب مستشار الأمن القومي، جون فاينر، قوله إنه ينذر بتفاقم الحرب كثيراً. وقال فاينر: «هناك صراع في لبنان... لكن هذه الحرب قد تكون أكبر بكثير، وما يُقلِقنا للغاية هو حرب أوسع نطاقاً».

وأضاف: «إن حرباً أكبر ليست في مصلحة إسرائيل، ولن تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم».

وفيما بدا أنه خلاف بين واشنطن وتل أبيب للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عام، قال المسؤولون إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أن الحل الدبلوماسي مع «حزب الله» لا يزال ممكناً، وأن الحملة العسكرية يمكن أن تعرقل هذه الجهود. وفي الأيام التي سبقت الغارات الجوية الإسرائيلية ضد لبنان، حذّر المسؤولون الأميركيون الحكومة الإسرائيلية من أن مثل هذه الإستراتيجية من المرجّح أن تسرّع انزلاق المنطقة نحو الحرب. ومع ذلك مضت إسرائيل في هجومها، على الرغم من التحذيرات التي نقلها المبعوث الرئاسي آموس هوكستين قبل يوم واحد من بدء غاراتها الجوية على «حزب الله».

توافق مع نظرة تل أبيب

وحسب تقرير لموقع «بوليتيكو» فإن المسؤولين الإسرائيليين لم يقلّلوا من أهمية مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكنهم اختلفوا حول كيفية التوصل إلى اتفاق، وأبلغوا الولايات المتحدة أن الوقت قد حان «للتصعيد من أجل وقف التصعيد»، وهذا يعني ضرب «حزب الله» بقوة كافية، بحيث يشعر بأنه مُجبَر على المشاركة في المحادثات لإنهاء الصراع.

وبينما عدّ بعض مستشاري بايدن الهجوم الإسرائيلي على أجهزة «البيجر»، بمثابة «مسيرة متهورة نحو الحرب»، وافق البيت الأبيض في نهاية المطاف على ما وصفه الإسرائيليون بخطة «خفض التصعيد من خلال التصعيد»، حسب مسؤولين أميركيين، ويبرِّر هؤلاء تصعيد الصراع مع «حزب الله»، وموافقتهم على «وجهة نظر إسرائيل»، بأن المحادثات التي أجراها هوكستين الأسبوع الماضي، أظهرت أن الحزب لم يُظهر أي علامات على رغبته في الانخراط بمحادثات دبلوماسية جادة، وبرغم ذلك قال بعض المسؤولين في البنتاغون والاستخبارات إنهم ليسوا واثقين من أن «استراتيجية التصعيد» ستنجح في حضّ «حزب الله» على الانخراط دبلوماسياً.

منع الحرب البرية

وبرغم التردد الذي أظهرته إيران حتى الآن في المشاركة بشكل مباشر في القتال بلبنان، قال مسؤولون أميركيون إن هدف الولايات المتحدة الآن هو منع الغزو البري الإسرائيلي للبنان، وردع إيران عن التدخل لدعم «حزب الله»، وهو ما قامت إدارة بايدن بإبلاغه للإسرائيليين، متعهّدةً في الوقت نفسه بالدفاع عن إسرائيل، وقال نائب مستشار الأمن القومي، فاينر: «لقد دافعنا عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني في أبريل (نيسان)، ونحن على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى عندما تحاول إيران مهاجمة إسرائيل».

وعلى هامش أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك، تتجه الأنظار إلى الاتصالات التي ينخرط فيها كبار المسؤولين الأميركيين مع العديد من المسؤولين الغربيين والإقليميين، لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي لوقف القتال في لبنان. وقال فاينر: «إننا نرى طريقاً لتهدئة الوضع في الشمال، ونعمل عليه الآن في نيويورك، وفي العواصم حول العالم».

غير أن السيناتور الديمقراطي جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لتعنُّته في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، ما أدى إلى تعثّر أي تقدّم دبلوماسي. وقال: «إذا كان لدينا وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أعتقد أنه ستكون هناك طرق دبلوماسية لتقليل التهديد من لبنان، والسماح لإسرائيل باستعادة مواطنيها بالقرب من حدودها»، وهو ما يرفضه نتنياهو، عادّاً ذلك محاولة من إيران عبر «حزب الله» الذي ربط «حرب إسناده» به؛ للحفاظ على ما تبقى له من «أوراق فلسطينية».


مقالات ذات صلة

«ترمب 2028»... الرئيس الأميركي يروّج لولاية ثالثة عبر سلع معروضة للبيع بمتجره

الولايات المتحدة​ قميص للبيع في متجر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإلكتروني يُظهر شعار «ترمب 2028»  (متجر ترمب الإلكتروني)

«ترمب 2028»... الرئيس الأميركي يروّج لولاية ثالثة عبر سلع معروضة للبيع بمتجره

يبيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلعاً تحمل شعار «ترمب 2028»، في إشارة إلى احتمال ترشحه للبيت الأبيض، وهو أمر محظور بموجب الدستور الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«الناتو»: أميركا والأوروبيون متفقون بشأن تهديد روسيا طويل الأمد

قال مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين متفقون على أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب سيلتقي صحافياً أضيفَ خطأً إلى مجموعة لتنسيق الهجمات على الحوثيين

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن صحافياً أضيفَ بالخطأ إلى مجموعة تضم مسؤولين كباراً لتبادل المعلومات بشأن خطط الهجوم على الحوثيين، سيجري مقابلة معه اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب ينتقد الصين لتراجعها عن صفقة لشراء طائرات بوينغ

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، الصين لتراجعها عن صفقة لشراء طائرات بوينغ جديدة على خلفية أزمة الرسوم الجمركية والحرب التجارية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من داخل حرم جامعة هارفارد الأميركية (أ.ف.ب)

ترمب يتهم جامعة هارفارد بأنها «مؤسسة معادية للسامية» و«تهديد للديمقراطية»

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، جامعة هارفارد المرموقة بأنها «مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية» و«تهديد للديمقراطية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«ترمب 2028»... الرئيس الأميركي يروّج لولاية ثالثة عبر سلع معروضة للبيع بمتجره

قميص للبيع في متجر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإلكتروني يُظهر شعار «ترمب 2028»  (متجر ترمب الإلكتروني)
قميص للبيع في متجر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإلكتروني يُظهر شعار «ترمب 2028» (متجر ترمب الإلكتروني)
TT
20

«ترمب 2028»... الرئيس الأميركي يروّج لولاية ثالثة عبر سلع معروضة للبيع بمتجره

قميص للبيع في متجر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإلكتروني يُظهر شعار «ترمب 2028»  (متجر ترمب الإلكتروني)
قميص للبيع في متجر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإلكتروني يُظهر شعار «ترمب 2028» (متجر ترمب الإلكتروني)

يبيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلعاً تحمل شعار «ترمب 2028»، في إشارة إلى احتمال ترشحه للبيت الأبيض لولاية ثالثة، وهو أمر محظور بموجب الدستور الأميركي، وفقاً لصحيفة «تليغراف».

يعرض الموقع الرسمي للرئيس الأميركي قبعاته الحمراء الشهيرة، بالإضافة إلى قمصان ومبرّدات علب تحمل الشعار. كما تتضمن القمصان عبارة «أعد كتابة القواعد» بين قوسين.

وعلى الرغم من أن ترمب سيُمنع من تولي الرئاسة لأكثر من فترتين، بموجب التعديل الثاني والعشرين للدستور، الذي يحظر ذلك صراحة، فقد صرّح الرئيس البالغ من العمر 78 عاماً بأنه يفكر في الترشح لولاية ثالثة، وقال، في مارس (آذار)، إنه «لا يمزح» بشأن طموحاته، وإن «هناك طرقاً» لتحقيق ذلك.

وكان تحديد مدة ولايتين تقليداً غير مكتوب يعود إلى عهد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، الذي قرر، على نحوٍ شهير، عدم الترشح لولاية ثالثة لأنه قال إنه لا يريد أن تكون الدولة الجديدة عبارة عن نظام ملكي

قبعة تُظهر شعار «ترمب 2028» (متجر ترمب الإلكتروني)
قبعة تُظهر شعار «ترمب 2028» (متجر ترمب الإلكتروني)

واتبع رؤساء البلاد هذا التقليد إلى حد كبير حتى عهد فرانكلين ديلانو روزفلت، الرئيس الثاني والثلاثين، الذي قضى 3 ولايات كاملة في منصبه قبل وفاته، بعد أشهر قليلة من ولايته الرابعة عام 1945.

ثم أُقرّ رسمياً عام 1951 الحدّ الأقصى لولايتين من خلال التعديل الثاني والعشرين، الذي ينصّ على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين».

ومع ذلك، شجّع العديد من مؤيدي ترمب فكرة ترشحه مجدداً في عام 2028.

وصرح ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق لعدة أشهر خلال ولاية ترمب الأولى، لشبكة «نيوز نيشن»، الشهر الماضي، بأن الرئيس «سيترشح ويفوز مجدداً في عام 2028».

وأظهر استطلاع رأي أجرته «رويترز - إبسوس»، ونُشر يوم الأربعاء، أن أغلبية ضئيلة من الجمهوريين يرون أن الرئيس لا ينبغي أن يترشح لولاية ثالثة. وقال ثلاثة أرباع المشاركين إنه لا ينبغي أن يترشح مرة أخرى.

لكن حتى بين السياسيين الجمهوريين، تتزايد شعبية فكرة ولاية ثالثة؛ حيث قدّم النائب عن ولاية تينيسي، آندي أوغلز، قراراً في مجلس النواب لتعديل الدستور لتمكين ترمب من الترشح مجدداً.

ومع ذلك، من غير المرجَّح أن ينجح هذا الاقتراح نظراً للشروط الصارمة لإقراره؛ إذ تلزم موافقة أغلبية ثلثي مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين عليه، ثم تصديق ثلاثة أرباع المجالس التشريعية للولايات عليه.

ورغم هذه العوائق، يبدو أن ترمب وحلفاءه يروّجون لهذه الفكرة.

ونشر ابنه الثاني، إريك، رابطاً للمنتجات على حسابه على منصة «إكس»، مرفقاً بصورة لقميص «ترمب 2028»، كما ظهر إريك مرتدياً القبعة الحمراء الجديدة.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال ترمب إنه «يرغب» في منافسة باراك أوباما، الذي يُحظر عليه دستورياً الترشح بعد ولايتين.

وعندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كان سيترشح ضد أوباما إذا ترشح الرئيس السابق لولاية ثالثة، قال ترمب: «أُحب ذلك، سيكون جيداً. أرغب في ذلك».