فخر واعتزاز... ومسيرة عطاء وازدهار... خالص التهنئة لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وللجميع، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السعودي 94، نسأل الله أن يُدِيم على وطننا العز والرخاء.
بهذه الكلمات تفاعل الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة، فيما تحوّلت مقرّات الأندية السعودية إلى ساحات احتفال شعبية مذهلة، ارتدى خلالها اللاعبون المحليون والأجانب الزي السعودي الرسمي، وحملوا على أكتافهم السيوف، وتناولوا القهوة السعودية والتمور في أجواء مُبهِجة واستثنائية.
وتحظى الرياضة السعودية بدعم لا محدود، قفز بها خطوات كبيرة نحو فضاء العالمية، ليس على صعيد كرة القدم فحسب، بل في مختلف الألعاب.
وتقف السعودية على بُعد أشهر من إعلان استضافتها رسمياً لمنافسات كأس العالم 2034، بعد أن تقدَّمت بملف ضخم حظي باهتمام ورعاية كبيرة من جانب ولي العهد؛ حيث كشفت السعودية عن المُدن المستضيفة لمباريات المونديال، وعن تصاميم الملاعب المقرَّر إنشاؤها قبل حلول المونديال الكبير.
كما تواصل السعودية رحلتها في برنامج تخصيص الأندية الرياضية واستثمارها، الرحلة التي بدأت بـ8 أندية، هي: الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، وكذلك الدرعية والقادسية ونيوم والعلا، قبل أن تتبعها بـ6 أندية أخرى تم طرحها، وهي أندية: الزلفي والنهضة والأخدود والأنصار والعروبة والخلود، على أن تعقبها بقية الأندية ضمن برنامج وطني كبير.
من جهته، عرض نادي القادسية مجسّماً متكاملاً عن مشروع ملعب «أرامكو» الذي بدأ تشييده فعلاً في طريق الخبر الدمام السريع، بالمنطقة الشرقية، ليكون أحد ملاعب المنطقة، وواحداً من الملاعب الرياضية الذي ستشارك في استضافة مباريات بطولة كأس آسيا 2027، وأيضاً نهائيات كأس العالم 2034.
وقبل أن يشارك في استضافة الحدثين الرياضيين العملاقين في المملكة خلال عقد من الزمن، سيكون ملعب «أرامكو» المستضيف الرسمي لمباريات فريق القادسية بدوري المحترفين السعودي، وغيره من المسابقات التي يشارك فيها النادي الذي بات مملوكاً بالكامل لكبرى الشركات النفطية في العالم.
وتزامن عرض المجسّم مع الاحتفالات الضخمة التي نُظِّمت في النادي، الاثنين، بمناسبة اليوم الوطني السعودي 94، حيث توافدت العائلات والأفراد في مدينة الخبر وبقية مدن المنطقة الشرقية؛ للمشاركة في هذه الاحتفالات الوطنية.
ويُعدّ ملعب «أرامكو» تحفة معمارية، ووجهة رياضية واجتماعية جديدة في المنطقة الشرقية، ويهدف إلى تقديم تجربة استثنائية في الملاعب الرياضية، وليكون واحداً من أهم معالم المنطقة الشرقية، وتحديداً محافظة الخبر.
ويتَّسع الملعب لـ47.000 مشجّع، وسيكون مكيفاً بالكامل، حيث يرجَّح افتتاحه أواخر العام المقبل 2025، أو مطلع 2026، أي قبل عام على الأقل من انطلاق منافسات كأس آسيا التي ستستضيفها المملكة للمرة الأولى.
ولا يَبعُد ملعب «أرامكو» عن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وهو واحد من أكبر المراكز الثقافية في العالم، وأكثرها قيمةً وثراءً، من حيث المحتويات، واستخدام التقنية، واستضافة الأحداث الثقافية والندوات الكبرى التي لا تقتصر على الجانب الثقافي، بل إنه ينظم سنوياً ندوات رياضية كبرى على مستوى العالم، شارك في آخرها المدرّب البرتغالي الشهير «مورينيو» قبل أشهر قليلة.
وعُرف عن «أرامكو» السعودية اهتمامها بالجودة والجانب التقني، ما يجعل المشروع المقبل الذي ينفَّذ بالتعاون مع شركة «روشن»، واحداً من أهم المشاريع المرتقبة التي سيكون لها أثر كبير في النهوض بالرياضة بالمنطقة الشرقية.
وبالنسبة لفلسفة تصميم هذا الملعب، فقد تمت بشكل مستوحًى من «دوامات المياه»، حيث إن الخبر تضم واحدة من أكبر مشاريع تحلية المياه المالحة حول العالم، والذي يزوّد غالبية المناطق بالمياه المحلّاة بعد تنقيتها بأحدث الطرق والتقنيات من بحر الخليج العربي.
ويمكن الوصول إلى الملعب الجديد عبر جميع مناطق المنطقة الشرقية، ولا يبعد عن مطار الملك فهد الدولي سوى 40 كيلومتراً تقريباً، كما أنه لا يبعد عن أبرز الأندية، مثل الاتفاق والنهضة والقادسية، إلا ببضع كيلومترات، ويقع في الشارع الأهم الذي يربط أهم مدينتين صناعيتين وتجاريتين في المنطقة الشرقية، وعلى بُعد كيلومترات قليلة أيضاً من ميناء الملك عبد العزيز بالدمام؛ أحد أهم الموانئ السعودية.