عام دراسي ينطلق في مصر وسط ضوابط للحدّ من «الغياب» بالمدارس

تشديد على مواجهة «الدروس الخصوصية» وتقليل «كثافة الفصول»

انطلاق الدراسة بمدارس محافظة كفر الشيخ (محافظة كفر الشيخ)
انطلاق الدراسة بمدارس محافظة كفر الشيخ (محافظة كفر الشيخ)
TT

عام دراسي ينطلق في مصر وسط ضوابط للحدّ من «الغياب» بالمدارس

انطلاق الدراسة بمدارس محافظة كفر الشيخ (محافظة كفر الشيخ)
انطلاق الدراسة بمدارس محافظة كفر الشيخ (محافظة كفر الشيخ)

انطلق العام الدراسي الجديد، السبت، في 12 محافظة مصرية، فيما تنطلق الدراسة، الأحد، بباقي المحافظات، لينتظم نحو 25 مليون طالب فيما يقرب من 60 ألف مدرسة، وسط ضوابط وزارة التربية والتعليم الجديدة للحدّ من «الغياب» بالمدارس، ومواجهة «الدروس الخصوصية».

وزار وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، عدداً من المدارس بمحافظات صعيد مصر، مشدّداً على حسن استقبال الطلاب، وتنظيم دخول وخروج الطلاب مع المتابعة والإشراف من قِبل المعلمين، ومؤكداً أن الوزارة تسعى لتوفير منظومة تعليمية متميزة للطلاب تُغنيهم عن أي مصادر خارجية للتعليم، وتهيئة المناخ المناسب، والجيد، والآمِن، والصحي للطلاب أثناء العملية التعليمية؛ حتى يتمكّنوا من أداء واجباتهم، مع ضمان انتظام العملية التعليمية بمختلف المدارس.

كما اطمأن الوزير، خلال الجولة التفقدية، على وصول جميع الكتب الدراسية وتوزيعها على المدارس، وحرص أيضاً على متابعة الإجراءات والآليات المُعلَنة لتوزيع الكثافات الطلابية، والقرارات والتعليمات الوزارية الخاصة بانتظام وانضباط العام الدراسي.

ووجّه بالمتابعة المستمرة للمدارس، مشدّداً على متابعة انتظام حضور الطلاب، وأداء الواجبات المدرسية، وكذلك الالتزام بالشرح على الشاشات التفاعلية، واستخدام المعامل خلال حصص العلوم والفيزياء والكيمياء.

وشهدت المدارس حضوراً كبيراً في أول أيام الدراسة، كما شهدت حضوراً كاملاً من المعلمين والإداريين والهيئات المعاونة، حسب متابعات وسائل إعلام محلية.

وكان وزير التعليم قد استبق بدْء الدراسة بالتأكيد على أن الوزارة تسعى جاهدةً لتطوير المنظومة التعليمية، والعمل على انتظام العام الدراسي، مشدّداً على مواجهة أي تعليم يتم خارج المدرسة (في إشارة إلى الدروس الخصوصية)، من خلال تقديم منظومة تعليمية منضبطة داخل المدارس، وموضحاً أنه سيتم إتاحة منصة تعليمية رقمية تقدّم محتوى تعليمياً شاملاً خلال الفترة المقبلة.

وزير التربية والتعليم المصري يزور إحدى مدارس محافظة سوهاج (التربية والتعليم)

وأكّدت وزارة التربية والتعليم تنفيذ ضوابط وآليات ضبط العملية التعليمية، وعودة الطلاب للمدارس، وتحفيزهم من خلال تنفيذ لائحة الانضباط المدرسي التي أصدرتها الوزارة، حيث حدّدت لائحة الانضباط المدرسي دورَ وواجبات أولياء الأمور لتحقيق الانضباط، وانتظام العملية التعليمية؛ كونَ أولياء الأمور العنصرَ الأهم في العملية التعليمية بعد المعلم والطالب.

وطالبت الوزارة أولياء الأمور بـ«الالتزام بالقواعد والتعليمات التربوية المقرّرة من المدرسة، والالتزام بالقواعد القانونية والانضباطية المقرّرة بمعرفة المدرسة؛ للحفاظ على سير العملية التعليمية».

مؤسِّسة «ائتلاف أولياء أمور مصر»، الخبيرة التربوية والاجتماعية، داليا الحزاوي، أشارت إلى أن تأكيد وزير التعليم على ضوابط العام الدراسي، وما سبقه من إعلان وزارة التربية والتعليم لائحةً جديدة للانضباط المدرسي التي من خلالها يتم تنظيم العلاقة بين أطراف العملية التعليمية، «يُسهم في خلق بيئة تعليمية تتّسم بالانضباط وتعزيز السلوكيات الإيجابية، وفي نفس الوقت الاهتمام بتوفير بيئة تعليمية آمِنة ومشجِّعة للطلاب على التعلّم».

بدء العام الدراسي الجديد بمدارس محافظة الشرقية (محافظة الشرقية)

وشدّدت الحزاوي على ضرورة التطبيق الفعلي لهذه الضوابط المعلَنة، لا سيما مواجهة الغياب، وتقليل كثافة الفصول، وتفعيل لائحة السلوك بجميع المدارس، حتى يتحقّق الهدف منها باستقرار العملية التعليمية، لافتةً إلى تحقيق ذلك من خلال وجود لجانٍ للمتابعة، وتطبيق الإجراءات الحازمة ضد المدارس التي تتخاذل عن التطبيق، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط» أنه «لو طُبِّقت التعليمات الوزارية الخاصة بانتظام وانضباط العام الدراسي، ولائحة الانضباط المدرسية كما يجب، فسوف يكون هذا العام من أفضل الأعوام الدراسية وأكثرها انضباطاً».

ومن المقرَّر أن يستمر العام الدراسي حتى 5 يونيو (حزيران) 2025، بإجمالي 33 أسبوعاً دراسياً.

وتلفت الخبيرة التربوية إلى أنه من بين حزمة القرارات المنظِّمة للمنظومة التعليمية هذا العام، تم الإعلان عن «تفعيل مجموعات الدعم المدرسية، لمحاربة الدروس الخصوصية»، مشيرةً إلى أن هذه المجموعات سوف تُسهم بشكل كبير في تقديم خدمة تعليمية مميزة، من خلال جذب المعلمين الأكفاء والمتميزين، إلى جانب مساهمتها في رفع الأعباء عن كاهل أولياء الأمور.

وفي سياق ذلك، قال نقيب المعلمين في مصر، خلف الزناتي، السبت، إن المنظومة التعليمية، وفى القلب منها المعلم، ليس هدفها التحصيل الدراسي فقط، لكن لها دور هام جداً بالتربية وتعليم القيم، والإسهام في بناء الوعي الصحيح لدى الطلاب لمعنى الدولة والحفاظ على استقرارها، والتوعية بالتحديات التي تواجهها، بجانب حسن تعليم الطلاب، وتنمية مهاراتهم، وتهيئتهم لاحتياجات سوق العمل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.


مقالات ذات صلة

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف بطرس غالي (أرشيفية)

ساويرس يجدد الجدل حول تعيين بطرس غالي بمنصب اقتصادي في مصر

جدد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، الجدل حول تعيين وزير المالية الأسبق، يوسف بطرس غالي، عضواً في «المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا بنايات على النيل في أسوان (محافظة أسوان)

مصر: اتهامات لـ«الإخوان» بترويج «شائعة» تلوث مياه الشرب

لاحقت اتهامات في مصر جماعة «الإخوان» التي تحظرها سلطات البلاد، وذلك عقب ترويج عناصرها «شائعة» تلوث مياه الشرب.

وليد عبد الرحمن (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يشارك في اجتماع وزاري حول السودان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بـ«إنهاء سريع» للقتال الدامي في السودان

طالبت مصر بالعمل سريعاً على إنهاء «القتال الدامي» في السودان، مع السماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، مؤكدةً «ضرورة الحفاظ على كل مؤسسات الدولة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
TT

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)

عاش سكان العاصمة السودانية، الخرطوم، شللاً مفاجئاً أمس، فيما قال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش شنّ قصفاً مدفعياً وجوياً لاستعادة العاصمة، هو الأكبر من نوعه منذ بداية الحرب بينه وبين «قوات الدعم السريع». وتركز الصراع، أمس، على 3 جسور استراتيجية في العاصمة المثلثة، هي «الفتيحاب» و«النيل الأبيض» و«الحلفايا».

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، تسيطر «قوات الدعم السريع» بالكامل على مدينة الخرطوم، بما في ذلك المواقع العسكرية والسيادية، وتحاصر مقر القيادة العامة للجيش الواقع شرق المدينة.

وذكر شهود أن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاول الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، فيما ادعى كل من طرفي النزاع أنه تمكن من السيطرة على الجسور.

وقال سكان إن الجيش يقوم بقصف عنيف على منطقتَي الحلفايا وشمبات، في حين يحلق الطيران بكثافة، خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري. كما أظهرت مقاطع فيديو دخاناً أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.