إسرائيل تتأهب وتستدعي الاحتياط وتُعدّ الملاجئ

تخشى رداً غير تقليدي من «حزب الله»

بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت (رويترز)
بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت (رويترز)
TT

إسرائيل تتأهب وتستدعي الاحتياط وتُعدّ الملاجئ

بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت (رويترز)
بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت (رويترز)

التزمت إسرائيل الصمت أمس ولم تتبن عملية تفجير أجهزة الاتصال (البيجر) التابعة لـ«حزب الله» التي أوقعت مئات الإصابات في صفوف عناصره في لبنان وسوريا.

وفيما تلقى الوزراء تعليمات بألا يطلقوا أي تصريحات، أُفيد بأن القيادة الإسرائيلية اتخذت إجراءات احتياطية تحسباً لرد غير تقليدي من الحزب اللبناني.

وكشفت مصادر عسكرية عن أن الجنود والضباط في جيش الاحتياط تلقوا الأمر الرقم 8، الذي يُلزمهم بالحضور إلى القواعد العسكرية. وقامت الجبهة الداخلية بإجراءات تأهب غير عادية، يتم من خلالها إنعاش أوامر الاحتياط وإعداد الملاجئ.

وأكدت مصادر أمنية وسياسية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، جمّد قراره إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، وتوجه كلاهما معاً مع قادة الجيش وأركان الحرب إلى مقر القيادة السري تحت الأرض، لإدارة التطورات القادمة والتداول في سبل الرد على «حزب الله» فيما لو قام بهجوم كبير.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» أطلق نحو 90 قذيفة صاروخية على إسرائيل

شؤون إقليمية حافلة تسير بينما يتصاعد الدخان على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في شمال إسرائيل، 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» أطلق نحو 90 قذيفة صاروخية على إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إن جماعة «حزب الله» اللبنانية أطلقت نحو 90 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية يراقبون المتظاهرين المتدينين وهم يغلقون الشارع أثناء مظاهرة ضد التجنيد الإجباري في القدس في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يصدر 7 آلاف أمر تجنيد لأفراد من يهود الحريديم

سيرسل الجيش الإسرائيلي 7 آلاف أمر تجنيد لأفراد من مجتمع الحريديم اليهودي المتدين الأسبوع المقبل، في خطوة وافق عليها وزير الدفاع يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ أشخاص يدخلون مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، الولايات المتحدة، 26 يناير 2017 (رويترز)

واشنطن تعرب عن «قلق بالغ» من «تزايد» عنف المستوطنين في الضفة الغربية

دعت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل، اليوم (الاثنين)، إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة العنف الذي يرتكبه مستوطنون في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها القناة 12 الإسرائيلية للمتهم الرئيسي في قضية التسريب

«هدية بن غفير إلى نتنياهو»... ماذا نعرف عن المتهم الرئيسي بفضيحة التسريبات؟

على الرغم من محاولات بنيامين نتنياهو والمقربين منه تقزيم «فضيحة التسريبات» فجّر الإعلان عن اعتقال ضابط جديد كبير في الجيش كمتهم بالقضية مزيداً من الجدل بشأنها

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ صورة مدمجة تظهر المرشحَين للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

65 % من الإسرائيليين يعتقدون أن فوز ترمب بالانتخابات سيكون الأفضل لإسرائيل

قبل يوم واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أظهر استطلاع جديد للرأي أن الإسرائيليين يعتقدون أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب سيكون الأفضل لمصالح إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»

يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»

يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)

يشرف الفلسطيني باسم أبو عون على تقديم فرشوحة شاورما الديك الرومي الغزاوية لزبائن مطعمه الصغير في شرق القاهرة، حيث انتشرت مؤخراً مطاعم فلسطينية تشكّل ما ينظر إليه على أنه «غزة صغيرة».

بعد أقلّ من 4 أشهر فقط على عبوره وعائلته الكبيرة إلى مصر في فبراير (شباط) الماضي، افتتح أبو عون (56 عاماً) مطعماً ضمن خطته للاستقرار في القاهرة، وتأسيس «حياة جديدة». ومثله كثير من الغزاويين الذين حالفهم الحظ بالخروج من لهيب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، إلى مصر.

سمّى مطعمه «حي الرمال»، تيمناً بحيّه في مدينة غزة المدمّرة. يجلس في المكان فلسطينيون يتبادلون الحديث باللهجة الغزاوية، وهم يتناولون بنهم سندويتشات بخبز الفرشوحة الفلسطيني، لُفّت بورق على شكل الكوفية الفلسطينية، يقدمّها نادل غزاوي مبتسم طُبع علم فلسطين على كمّ قميصه القرمزي.

يقدم نادل سندويتشات شاورما الديك الرومي على الطريقة الغزاوية ملفوفة بورق يحمل نقش الكوفية في مطعم «حي الرمال» المملوك لفلسطينيين بالقاهرة (أ.ف.ب)

ويقول أبو عون: «لو توقّفت الحرب الآن في غزة، سأحتاج سنتين أو 3 على الأقل لأقلع مجدداً بحياتي. لأن كل شيء ممسوح هناك. الأمور صعبة ولن تتحسّن بين يوم وليلة».

ويتابع بأسى أنها «حرب شرسة غير مسبوقة في حياتي. حرب إبادة ضد البشر والحجر».

وبجوار محلّه في ضاحية مدينة نصر بشرق القاهرة، رُسم علما مصر وفلسطين متشابكين على أحد الجدران.

الفلسطيني باسم أبو عون أمام مطعمه في شرق القاهرة (أ.ف.ب)

ولجأ عدد كبير من الفلسطينيين إلى هذا الحيّ المصري الذي تسكنه إجمالاً عائلات من الطبقة المتوسطة. ورغم حصولهم على تصاريح إقامة مؤقتة، فتح رجال أعمال فلسطينيون فيه ما لا يقل عن 15 مطعماً تنوعت بين الشاورما والحلويات والفلافل، والمقاهي التي باتت مقصداً للجالية الغزاوية.

ويتابع أبو عون: «لدي مسؤولية عائلة وأولاد في الجامعات... فكرت في أنّ أستقرّ هنا وأعيد تأهيل نفسي».

كان أبو عون يملك فرعين لمطعم يحمل اسم «تركي» في قطاع غزة أصبحا ركاماً. فترك كلّ شيء وغادر القطاع حاملاً مبلغاً صغيراً لا يشكّل كلّ ما يملك.

مجازفة كبيرة

ودخل أبو عون وعائلته مصر ضمن أكثر من 120 ألف فلسطيني وصلوا إلى البلاد بين نوفمبر (تشرين الثاني) ومايو (أيار) الماضيين، بحسب البيانات الرسمية، عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج قبل أن يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، ما تسبّب في إقفاله.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

فتح رجال أعمال فلسطينيون ما لا يقل عن 15 مطعماً تنوعت بين الشاورما والحلويات والفلافل والمقاهي التي باتت مقصداً للجالية الغزاوية بشرق القاهرة (أ.ف.ب)

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمّر وعمليات برية، ما تسبّب في مقتل ما لا يقل عن 43 ألفاً و259 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس».

ودخل الفلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية، أو عبر قوائم رسمية أدرجت أسماؤهم عليها، ومنهم من لجأ إلى شركة «هلا» الخاصة في مصر التي تنظّم عمليات الخروج مقابل مبالغ مالية.

ولم يكن قرار افتتاح المطعم سهلاً على أبو عون؛ لكنّه اليوم يعدّه «أفضل قرار» اتخذه.

ويقول بينما يعاين طبق السلطة الغزاوية المميزة، وهي خليط من الصلصة وقطع البصل الصغيرة، يقدّم لعائلة من آسيا الوسطى: «كانت مجازفة كبيرة... فكرت أن أعيش لسنة بالمبلغ الذي خرجت به أو أفتح مشروعاً، والأرزاق على الله».

ويلاقي المطعم إقبالاً، وفق ما يقول أبو عون مبتسماً، مضيفاً: «سأفتتح فرعاً ثانياً وسنتوسّع».

وقبالة مطعمه، يوجد مطعم سوري. وبالقرب منه، محل «كاظم» المعروف منذ عقود في غزة، والذي افتتح صاحبه الفلسطيني فرعاً له في ضاحية نصر تحت اسم «بوظة وبراد» في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويقدّم المحل الذي اكتظّ بالزبائن المصريين، المثلجات فوق مشروب مثلج في كوب ترشّ على وجهه حبات الفستق.

ويقول صاحب المحل كنعان كاظم (66 عاماً): «هناك نوع من الخوف والرهبة أن تفتتح مشروعاً في بلد لا يعرفك الناس به».

لكنّه يتابع بتحدٍّ، وقد وقف إلى جانبه أبناؤه: «إذا حُكم علينا ألا نعود (إلى غزة)، فلا بدّ أن نتكيّف مع الوضع الجديد ونبدأ حياة جديدة».

ويأمل كاظم في أن يعود إلى غزة، لكنّ ابنه نادر الذي يدير المحلّ قرّر الاستقرار في مصر.

ويقول نادر، وهو أب لطفل وطفلة: «المجال هنا أوسع وأكثر أماناً واستقراراً، بالإضافة إلى أن البلاد تشكّل سوقاً كبيرة» بعدد سكانها الذي يناهز 107 ملايين.

وأضاف: «المكان الذي ترتاح فيه، تحبّ أن تعيش وتشتغل فيه، وتربّي أطفالك فيه، وتعدّ لهم مستقبلهم. هذا ما أشعر به في مصر».

«البقاء طويلاً»

وتُشعِر سلسلة المحال والمطاعم الفلسطينية المتراصة، الغزاوي بشار محمد (25 عاماً)، بـ«الطمأنينة والراحة».

ويقول الشاب بعدما تناول وجبة شاورما دجاج ساخنة: «وجود المطاعم الفلسطينية بهذا العدد يبني مجتمعاً فلسطينياً حولها ويساعد في البقاء طويلاً»، ويضيف أنها «بمثابة غزة صغيرة تذكرني بروح وجمال غزة».

نادل يقدم سندويتشات شاورما ملفوفة بورق يحمل نقش الكوفية في مطعم «حي الرمال» بالقاهرة (أ.ف.ب)

وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، باتت غزة «غير صالحة للسكن» بسبب الدمار الهائل وتدمير البنى التحتية، بحسب الأمم المتحدة.

ويروي محمد أن عدداً كبيراً من أقاربه قتلوا في الحرب بقطاع غزة. واشترى الشاب الحاصل على شهادة في إدارة الأعمال حاسوباً آلياً محمولاً، ودرس التسويق الإلكتروني لكسب العيش.

وبعدما يأخذ نفساً عميقاً، يقول بأسى: «صعب أن أعود إلى غزة. لم تبقَ حياة هناك... لا بد أنّ أؤسس حياة جديدة هنا».