كوريا ترفع حظر البيع على المكشوف بالكامل في مارس المقبل

«المركزي» يؤكد أن النمو والاستقرار المالي مفتاحا خفض الفائدة

رجلان يمرّان أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في البورصة بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
رجلان يمرّان أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في البورصة بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
TT

كوريا ترفع حظر البيع على المكشوف بالكامل في مارس المقبل

رجلان يمرّان أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في البورصة بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
رجلان يمرّان أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في البورصة بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي في كوريا الجنوبية إن النمو الاقتصادي والاستقرار المالي هما عاملان رئيسيان، ينبغي لمجلس السياسة النقدية أن يأخذهما في الاعتبار عند تحديد توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة.

ونُقل عن عضو مجلس السياسة المكون من سبعة مقاعد في «بنك كوريا»، هوانغ كون إيل، قوله في تقرير ربع سنوي للسياسة صدر يوم الخميس: «ينبغي لنا أن ندرس في الوقت نفسه تأثير خفض أسعار الفائدة في النمو والاستقرار المالي»، مشيراً إلى أن تباطؤ الطلب المحلي يزيد من الحاجة إلى استجابات استباقية، لكن ديون الأسر بلغت مستوى يشكّل مخاطر مالية.

وأضاف هوانغ أن هناك حاجة إلى مزيج مناسب بين السياسة المالية والتنظيمات الاحترازية الكلية لتقليل التنازلات بين الهدفين السياسيين.

وأبقى بنك كوريا الجنوبية خلال الشهر الماضي على أسعار الفائدة عند 3.50 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أواخر عام 2008، لكنه جدّد التوقعات بتخفيف السياسة النقدية في وقت قريب، وهو ما يتوقعه بعض المحللين في وقت مبكر من اجتماعه المقبل في 11 أكتوبر (تشرين الأول).

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة أن أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي كانوا حذرين الشهر الماضي بشأن خفض أسعار الفائدة، إذ كانوا قلقين بشأن المخاطر المتزايدة التي تهدد الاستقرار المالي رغم تباطؤ التضخم.

وفي التقرير ربع السنوي، قال البنك المركزي إن هناك حالة من عدم اليقين بشأن آفاق سوق الإسكان، ومن المتوقع أن يتحسّن الطلب المحلي تدريجياً مع ارتفاع أرباح الشركات وانخفاض التضخم؛ مما يعزّز القوة الشرائية للمستهلكين.

وفي الأسواق المالية، قال «بنك كوريا» إن احتمالات انخفاض عائدات سندات الخزانة بصفة حادة في الأمد القريب ضئيلة، ومن غير المرجح أن يكون للقوة الأخيرة في الين الياباني تأثير سلبي في الوون الكوري أو تدفقات رأس المال.

وفي سياق منفصل، قالت الهيئة التنظيمية المالية في كوريا الجنوبية يوم الخميس، إن السلطات تعتزم رفع الحظر بالكامل على البيع على المكشوف للأسهم في مارس (آذار) من العام المقبل، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك منذ خمس سنوات.

وقال رئيس لجنة الخدمات المالية، كيم بيونغ هوان: «سنهدف إلى استئناف البيع على المكشوف بالكامل في نهاية مارس من العام المقبل من خلال تعديل القانون وإعداد نظام».

ومنذ فرض حظر كامل على البيع على المكشوف على سوق الأسهم المحلية في مارس 2020، عندما هزّت جائحة «كوفيد - 19» الأسواق المالية العالمية، كانت السلطات ترفع الحظر تدريجياً ثم تعيد فرضه.

وفي أحدث خطوة، أعادت السلطات فرض حظر على مستوى السوق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بعد العثور على صفقات غير قانونية من قِبل بعض البنوك الأجنبية، ومدّدته حتى الربع الأول من عام 2025 لإعداد نظام قادر على اكتشاف ممارسات السوق غير المشروعة.

وفي تعليقاته على الإصلاحات الحكومية الجارية في سوق رأس المال، قال كيم في إفادة صحافية إنه يريد من التكتلات الكبرى أن تشارك بنشاط في «برنامج تعزيز القيمة للشركات». وحتى الآن، قدّمت تسع شركات، بما في ذلك «هيونداي موتورز» وشركات مالية، ملفات تنظيمية للإفصاح عن خططها لتعزيز القيمة السوقية، من بين أكثر من 800 شركة مدرجة. ويشجع برنامج الإصلاح الشركات على تقديم تدابير طوعية مثل زيادة توزيعات الأرباح على المساهمين؛ للمساعدة في معالجة انخفاض قيمة الأسهم المحلية.

وقال كيم أيضاً، إن السلطات تتوقع هبوطاً ناعماً لتمويل مشروعات العقارات، في حين تعهّد بإدارة شاملة للمخاطر المالية في بنوك الادخار وارتفاع ديون الأسر. كما أشار إلى أن السلطات ستراقب من كثب تأثير قرار سعر الفائدة الذي يتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل على الأسواق المالية المحلية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

الاقتصاد ميدان في توبنغن بألمانيا (رويترز)

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

انكمش الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في أوروبا، للعام الثاني على التوالي في عام 2024، وفقاً للأرقام الأولية الرسمية الصادرة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد صورة جوية لمدينة الكويت (رويترز)

«الإسكوا»: الكويت بحاجة لإصلاحات هيكلية لتنويع إيراداتها وتحقيق الاستقرار المالي

قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، إن الاقتصاد الكويتي، الذي يعتمد في الغالب على الموارد الطبيعية، يواجه تحديات مستمرة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الزبائن يتسوقون بأحد أكشاك الفاكهة والخضراوات في شارع بورتوبيللو بلندن (لندن)

تراجع التضخم البريطاني بشكل غير متوقع إلى 2.5 % في ديسمبر

تباطأ التضخم في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع، الشهر الماضي، حيث انخفضت مقاييس النمو الأساسية للأسعار التي يتابعها بنك إنجلترا بشكل أكثر حدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يعود ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير في تزامن مع بدء منتدى دافوس السنوي الخامس والخمسين للقادة السياسيين ورجال الأعمال (رويترز)

ترمب يشارك بمنتدى دافوس الاقتصادي الأسبوع المقبل

قال منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم (الثلاثاء) إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيشارك عبر الإنترنت في اجتماع للمنتدى ينعقد الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يقدم بياناً حول السياسة العامة في الجمعية الوطنية (إ.ب.ا)

رئيس الوزراء الفرنسي يعلن خفض توقعات النمو إلى 0.9 % هذا العام

قال رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، في أول خطاب له أمام المشرعين في الجمعية الوطنية، يوم الثلاثاء، إن حكومته خفضت توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (باريس)

وزير الاستثمار السعودي: وكالات ائتمان الصادرات ضرورية لتثبيت سلاسل توريد المعادن

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال جلسة حوارية بمؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال جلسة حوارية بمؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)
TT

وزير الاستثمار السعودي: وكالات ائتمان الصادرات ضرورية لتثبيت سلاسل توريد المعادن

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال جلسة حوارية بمؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال جلسة حوارية بمؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)

سلّط وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الضوء على أهمية دور وكالات ائتمان الصادرات في مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الاستثمارات في قطاع التعدين، مؤكداً تعقيد هذه الصناعة ودوراتها الزمنية الطويلة وتوزيعها الجغرافي الذي يحمل معه مخاطر متعددة.

وأوضح الفالح أن بنك التصدير السعودي، الذي يديره، يعد من أبرز وكالات ائتمان الصادرات المملوكة للحكومات على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هذه الوكالات تؤدي دوراً حاسماً في توفير حلول تضمن ثبات واستمرارية سلاسل التوريد، خصوصاً في قطاع التعدين والمعادن الذي يتميز بتجزئة سلاسل توريده عالمياً.

وأشار الوزير إلى المخاطر التي تواجه هذه الصناعة، والتي تشمل الجودة والكمية والتسعير، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل الإمداد. وقدَّم مثالًا على دور بنك التصدير السعودي في هذا المجال؛ حيث أوضح أنه خلال العامين الماضيين، ونظراً للنقص الحاد في الأسمدة الفوسفورية الذي واجهته الدول الأفريقية، عمل البنك مع أحد البنوك التجارية لتوفير تسهيل ائتماني بقيمة 150 مليون دولار، ساهم في توفير الأسمدة لـ25 دولة أفريقية.

وذكر الفالح أن هذه الجهود تُسهم بشكل كبير في تثبيت استقرار سلاسل التوريد ومعالجة التحديات العالمية، وأكد أهمية هذا الدور لضمان استمرارية العمليات في صناعة معقدة مثل التعدين.

كما ركّز الوزير على أهمية التعاون الوثيق مع القطاعات الأخرى، مثل الصناعة المالية والطاقة والخدمات اللوجستية، وعَدّ تطوير الموارد البشرية عنصراً أساسياً لنجاح القطاع، قائلاً: «هذا القطاع يعتمد على المواهب البشرية والابتكار والتكنولوجيا، وما لم نستثمر في الأشخاص والتقنيات، لا يمكننا النجاح».

وفي سياق حديثه عن التحديات التي تواجه قطاع التعدين، أوضح الفالح أن «التعدين كان دائماً يدور حول التغلُّب على التحديات الصعبة، ويتطلب منا توفير رأس المال والتكنولوجيا والبشر».