وجَّه الادعاء العام في كوسوفو اتهامات إلى 45 صربياً على خلفية هجوم استهدف الشرطة العام الماضي بالقرب من الحدود مع صربيا. ومن بين المتهمين ميلان رادويتشيتش، وهو سياسي بارز من صرب كوسوفو، أفادت أنباء بأنه قاد الهجوم الإرهابي، وفقاً لما قاله رئيس مكتب المدعي العام الخاص، بليريم إيسوفاي، في العاصمة بريشتينا.
ويتعلق الحادث الذي وقع في سبتمبر (أيلول) 2023 بقيام وحدة مسلحة مكونة من 30 مقاتلاً بمهاجمة شرطة كوسوفو في قرية بانيسكا.
وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من منفذي الهجوم الصرب، وشرطي، بينما فر معظم المقاتلين إلى صربيا. وبعد أيام، اعترف رادويتشيتش، هو حليف سياسي مقرب من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بقيادته للمجموعة التي نفذت الهجوم. وبدأ الادعاء الصربي تحقيقاً في الحادث، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد ضد منفذي الهجوم.
وتشتبه السلطات الكوسوفية في أن المجموعة هدفت إلى إثارة انتفاضة مسلحة بين الأقلية الصربية في كوسوفو بهدف ضم المنطقة إلى صربيا بالقوة. وغالبية سكان كوسوفو من أصول ألبانية. وقال المدعي العام نعيم أبازي المكلف بالتحقيق في أحداث 25 سبتمبر 2023، إن هؤلاء الرجال وبينهم قائد مجموعة الكوماندوز ميلان رادويتشيتش «متهمون بتهديد النظام الدستوري وبالإرهاب وغسل الأموال». وأضاف: «خلال التحقيق، عثرنا على آليات مدرعة وضبطنا أموالاً غير مشروعة وأكثر من 1250 قطعة سلاح». وليل 24 إلى 25 سبتمبر 2023، قُتل شرطي كوسوفي وأصيب آخر في انفجار عند مدخل قرية بانجسكا على مسافة 15 كيلومتراً من الحدود الصربية.
وتحصن الرجال المشتبه في وقوفهم وراء الانفجار، وهم مجموعة شبه عسكرية مكونة من صرب مدججين بالسلاح، في دير تابع للكنيسة الأرثوذكسية الصربية.
وفي الهجوم الذي شنته قوات الأمن في كوسوفو على المجموعة، قُتل ثلاثة من أعضائها وجميعهم من صرب كوسوفو واعتقل ثلاثة آخرون. وفر الآخرون وبينهم ميلان رادويتشيتش الذي اعتقل لاحقاً في صربيا. وأدى العنف إلى عودة التوتر بين كوسوفو وصربيا. وأضاف أبازي خلال مؤتمر صحافي: «كان التحقيق في هذه القضية من الأكثر تعقيداً التي اضطرت النيابة إلى إجرائها»، مرحباً بالتعاون مع «أفضل الأجهزة الوطنية والدولية».