بعد أسبوع قاسٍ تخللته موجة بيع... النفط يتعافى ويرتفع دولاراً واحداً

مضخات النفط في حقل مزارع بالقرب من كيندرسلي بساسكاتشوان بكندا (رويترز)
مضخات النفط في حقل مزارع بالقرب من كيندرسلي بساسكاتشوان بكندا (رويترز)
TT

بعد أسبوع قاسٍ تخللته موجة بيع... النفط يتعافى ويرتفع دولاراً واحداً

مضخات النفط في حقل مزارع بالقرب من كيندرسلي بساسكاتشوان بكندا (رويترز)
مضخات النفط في حقل مزارع بالقرب من كيندرسلي بساسكاتشوان بكندا (رويترز)

قفزت العقود الآجلة للنفط دولاراً واحداً، في التعاملات المبكرة، يوم الاثنين، مع اقتراب إعصار محتمل من ساحل الخليج الأميركي، وتعافي الأسواق من موجة بيع، عقب بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت أضعف من المتوقع، يوم الجمعة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي دولاراً واحداً، أو 1.48 في المائة إلى 68.67 دولار للبرميل، بحلول الساعة 01:46 بتوقيت غرينتش.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 99 سنتاً، أو 1.39 في المائة إلى 72.05 دولار للبرميل.

وقال محللون إن ارتفاع الأسعار كان، في جانبٍ منه، ردّ فعل على إعصار محتمل في ساحل الخليج الأميركي.

وقال «المركز الوطني الأميركي للأعاصير» إنه من المتوقع أن يشهد نظام الطقس في جنوب غربي خليج المكسيك التحول إلى إعصار، قبل أن يصل إلى ساحل الخليج الأميركي الشمالي الغربي. ويمثل ساحل الخليج الأميركي نحو 60 في المائة من طاقة التكرير الأميركية.

وقالت محللة السوق المستقلة، تينا تنغ: «تعافت الأسواق، إلى حدٍّ ما، من عمليات البيع، الأسبوع الماضي».

وكان برنت قد انخفض عند إغلاق يوم الجمعة بنسبة 10 في المائة على مستوى الأسبوع، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 8 في المائة إلى أدنى مستوى إغلاق منذ يونيو (حزيران) 2023.

وقال محللون من بنك «إيه.إن.زد»، في مذكرة: «سجل النفط الخام أكبر انخفاض أسبوعي له في 11 شهراً، وسط أجواء اقتصادية قاتمة. أثارت بيانات الوظائف الضعيفة في الولايات المتحدة، يوم الجمعة، مخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط في أكبر مستهلك في العالم».

وأظهر تقريرٌ لوزارة العمل الأميركية ارتفاع عدد الوظائف بالقطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة بنحو 142 ألف وظيفة، خلال أغسطس (آب) الماضي، مقارنة بتقديرات اقتصاديين في استطلاع لـ«رويترز» بزيادتها 160 ألفاً. وأشار التقرير إلى تعديل بيانات يوليو (تموز) بالخفض إلى 89 ألف وظيفة.

وقال محللون إن انخفاض معدل البطالة يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفّض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط، هذا الشهر، بدلاً من خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية.

ومِن شأن انخفاض أسعار الفائدة أن يزيد الطلب على النفط، من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وجعل النفط أرخص لحاملي العملات الأخرى غير الدولار. لكن ضعف الطلب استمر في الحد من ارتفاع الأسعار.

وانخفضت هوامش التكرير في آسيا إلى أدنى مستوياتها الموسمية منذ عام 2020 بسبب ضعف الطلب من أكبر اقتصادين في العالم.


مقالات ذات صلة

«البترول الكويتية» أكبر مُورّد لوقود الطائرات لشمال غربي أوروبا في 2023

الاقتصاد مؤسسة البترول الكويتية (كونا)

«البترول الكويتية» أكبر مُورّد لوقود الطائرات لشمال غربي أوروبا في 2023

قال مدير التسويق الدولي بمؤسسة البترول الكويتية، خالد أحمد الصباح، يوم الاثنين، إن المؤسسة كانت أكبر مُورّد لوقود الطائرات إلى شمال غربي أوروبا العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد بهذا الاستحواذ سيرتفع عدد منصات الحفر المرفوعة لـ«أديس» في جنوب شرقي آسيا إلى سبع (موقع الشركة)

«أديس» القابضة السعودية تستحوذ على منصتين مرفوعتين في جنوب شرقي آسيا

أعلنت شركة «أديس» القابضة السعودية استحواذها، من خلال شركتها التابعة «أدیس إنترناشیونال ھولدینغ»، على منصتين مرفوعتين متعاقد عليهما في منطقة جنوب شرقي آسیا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون تنفيذيون في قطاع الطاقة يحضرون المؤتمر السنوي الأربعين للنفط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة (رويترز)

الطلب على النفط يخيّم على مؤتمر «أبيك 2024» في سنغافورة

تهيمن المخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط في آسيا والصين وخطط منتجي «أوبك بلس»، على المناقشات في أكبر تجمع سنوي لتجار الطاقة في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شمال افريقيا عملاء ينتظرون دورهم في أحد البنوك بمدينة مصراتة غرب ليبيا (أ.ف.ب)

​ترقب ليبي لإنهاء أزمة «المركزي» وتشغيل النفط لمواجهة «تردٍّ معيشي»

تترقب الأوساط الليبية اجتماعاً لممثلي «المجالس الثلاثة» برعاية أممية علّه ينهي الصراع على المصرف ويُعيد تشغيل النفط وذلك للحد من الأزمات المعيشية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد قالت «بوان» إن هذا الاستحواذ يعكس التزامها استراتيجيتها المتعلقلة بمواصلة البحث عن فرص الاستثمار الجديدة (موقع الشركة على «فيسبوك»)

«بوان» السعودية تستحوذ على «بتروناش» مقابل 175 مليون دولار

أعلنت شركة «بوان» السعودية، يوم الأحد، أنها وقّعت مذكرة تفاهم مُلزمة مع شركة «بتروناش» العالمية المحدودة للاستحواذ على كامل حصص ملكية شركة «بتروناش» القابضة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

طاجيكستان لتنفيذ اتفاقيات مع السعودية بشأن تطوير المشاريع الاستثمارية

سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
TT

طاجيكستان لتنفيذ اتفاقيات مع السعودية بشأن تطوير المشاريع الاستثمارية

سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)
سفير طاجيكستان لدى السعودية أكرم كريمي (الشرق الأوسط)

كشف دبلوماسي طاجيكي عن مشاورات تجري حالياً على المستويين الحكومي والخاص بين بلاده والسعودية، لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه سابقاً بشأن إقامة الشراكات وتطوير المشاريع الاستثمارية، بالتوازي مع الكشف عن تنسيق ثنائي لعقد الدورة المقبلة لاجتماعات اللجنة المشتركة الطاجيكية السعودية في الرياض، قبل نهاية العام الحالي.

وقال سفير طاجيكستان لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أكرم كريمي: «إدراكاً لأهمية تعزيز العلاقات الطاجيكية السعودية على جميع المستويات، وتنفيذاً لتوجيهات القيادتين، يعمل الجانبان، الآن، على إيجاد السبل والآليات الكفيلة برفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين».

وأضاف كريمي: «خلال الفترة الماضية، عقدت اجتماعات اللجنة الطاجيكية السعودية المشتركة التي تُعدّ الآلية الأهم لتفعيل التعاون المتعدد الأوجه بين البلدين، وأسفرت الاجتماعات عن وضع خريطة طريق لتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية».

وأشار إلى أن بلاده تعطي الأولوية، خلال الفترة المقبلة، لجذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة والتعدين والصناعة والزراعة والسياحة، متطلعاً إلى حضور المملكة عبر صندوق الاستثمارات العامة والشركات المتخصصة في الساحة الاستثمارية بطاجيكستان لتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة، مثل الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ للاستفادة من الخبرات السعودية في مجال الطاقة المتجددة.

وفي الوقت نفسه، أقرَّ كريمي بأن التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الحالي بين البلدين لا يرتقي إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات السياسية، ولا يلبي تطلعات القيادتين والشعبين، فضلاً عن عدم الاستجابة للفرص والإمكانات المتاحة للبلدين، مبيناً أن حجم التبادل التجاري حالياً في أدنى مستوياته.

الشراكات القائمة والمستقبلية

وأشار كريمي إلى أن العاصمة الطاجيكية استضافت، في نهاية عام 2022، المنتدى الاستثماري الطاجيكي السعودي الأول، بحضور وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ومشاركة شركات استثمارية سعودية، مثل «أكوا باور»، و«معادن»، و«سابك»، و«دلة البركة»، و«فواز الحكير».

وأوضح أن شركات القطاع الخاص الطاجيكي شاركت بقوة في منتدى الخليج للاستثمار مع دول آسيا الوسطى، الذي عُقد في الرياض، خلال مايو (أيار) 2024، ما أسفر عن عقود وصفقات بين الجانبين، وجذب شركات سعودية مثل «أكوا باور»، ومجموعة «فواز الحكير» لدخول السوق الاستثمارية في طاجيكستان.

شراكة تنموية

وأكد كريمي أن السعودية شريك تنموي مهم لطاجيكستان، من خلال البرامج والمشاريع التي يجري تنفيذها بالتعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مثمّناً دور المملكة بصفتها شريكاً تنموياً لبلاده، متطلعاً إلى أن تصبح المملكة واحدة من الدول الرائدة للاستثمار في بلاده.

وأشار إلى أن طاجيكستان دولة غنية بالموارد المائية، موضحاً أنها تحتل المرتبة الأولى إقليمياً، والثامنة عالمياً من حيث موارد الطاقة الكهرومائية، والتي تُقدَّر بنحو 527 مليار كيلووات/ ساعة، لكن، برأيه، لا تستغل البلاد هذه الموارد إلا بنسبة 4 أو 5 في المائة فقط.

كما لفت إلى مشاريع الطاقة «العملاقة» التي يجري تطويرها حالياً في طاجيكستان، ومشروع محطة «راغون» الكهرومائية، مبيناً أن هناك تعاوناً بين طاجيكستان والمملكة، في إطار تطوير المشروع عبر الصندوق السعودي للتنمية، حيث وقَّعت الدولتان، العام الماضي، اتفاقية قرض لهذا المشروع بقيمة 100 مليون دولار.

العلاقات السعودية الطاجيكية

وقال كريمي: «إن السعودية كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة طاجيكستان واستقلالها، وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1992، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات الثنائية نمواً سريعاً على مختلف المستويات. وأستطيع أن أقول بثقة واعتزاز إن العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين وصلت، اليوم، إلى أعلى مستوياتها، استناداً إلى الروابط الروحية والتاريخية والحضارية والثقافية بين الشعبين الطاجيكي والسعودي؛ وذلك بفضل الروابط الأخوية القوية بين قيادتينا النبيلة».

كما شدّد على أن السعودية كانت ولا تزال منذ 30 عاماً شريكاً تنموياً مهماً لطاجيكستان، بالإضافة إلى العلاقات المتميزة بين البلدين في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، وغيرها.

وأضاف كريمي: «انطلاقاً من هذه العلاقات القوية على المستويات السياسية والتنموية والإنسانية والدولية، فإننا حريصون على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي بين البلدين، ونتطلع إلى تحقيق إنجازات عملية ملحوظة في المستقبل القريب».