أثارت فتاوى أطلقها دعاة مصريون بشأن تربية الحيوانات الأليفة، ومنها القطط، وكذلك عمل المرأة، انتقادات وجدلاً واسعاً بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ما دفع دار الإفتاء المصرية للرد عليها.
وتصدّر اسم الداعية الإسلامي المصري عبد الله رشدي، الباحث في شؤون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، «التريند» بعد منشورات متتالية على حساباته حول المرأة العاملة.
وانتقد «رشدي» في منشور له «المرأة التي تجعل عملَها والتَّزَلُّفَ لمديرِها أهمَّ من طاعة زوجِها»، مشدداً على أن «الزوج أولى من العمل».
بئست المرأة التي تصنع كما ترون..تجعل عملَها والتَّزَلُّفَ لمديرِها أهمَّ من طاعة زوجِها!زوجُكِ وطاعتُه أولا ثمَّ العمل عاشراً وبإذن زوجِك أيضاً ومع مراعاة ضوابط الشرع في الاختلاط والمَلْبَسِ.وللمُتذاكين والمُتَحذلِقات:المنشور يتكلم عن التي "تفعل" ما في الصورةلا عن غيرها. pic.twitter.com/JwskkCxYpL
— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) September 1, 2024
ثم وجّه في منشور آخر الزوجَ الذي يجد تعالياً من زوجته بـ«إخراجها من حياته»، وهي المنشورات التي تفاعلت مع «السوشيال ميديا»، موجِّهةً سهام نقدها للداعية، مشيرةً إلى أنه يتعمّد إثارة الجدل والبلبلة في الفضاء الإلكتروني لتصدّر «التريند».
واستهجن آخرون ما قاله الداعية واصفين إياه فتنةً مجتمعية، وطالبوه بالعدول عن كلامه، وتصحيح موقفه. كما أشار آخرون إلى أن صاحب المنشور فجّر العديد من الأزمات بتصريحات وآراء وفتاوى مثيرة للجدل، وقُدِّم ضده عدد من البلاغات بدعوى إهانة المرأة، وإثارة الفتن الطائفية.
وتناقل روّاد آخرون منشوراً نشرته الصفحات الرسمية لدار الإفتاء المصرية، الثلاثاء، لتوضيح حُكم خروج المرأة للعمل للإنفاق على أسرتها، مشيرةً إلى أن «المرأة التي تخرج للعمل للإنفاق على نفسها أو بيتها لها بابٌ عظيم من أبواب الأجر والثواب».
وفي المقابل، برّر آخرون موقف الداعية، بداعي أن عمل المرأة هو لـ«الضرورة فقط»، وأن بيتها يظل «أولوية»، لكنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أن النموذج الذي يتحدث عنه رشدي هي «حالات لا تمثل الغالبية في مجتمعاتنا».
على صعيد موازٍ، أطلق أحد مشايخ وزارة الأوقاف المصرية، الداعية محمد أبو بكر، فتوى مثيرة للجدل، كشف خلالها عن حكم تربية القطط، وأفادت الفتوى بتحريم الإسراف في إنفاق الأموال على طعامها.
وأكّد الشيخ، خلال برنامج تلفزيوني، أن الأصل في القطط أن تكون في الشوارع، وليس في البيوت، مشيراً إلى أن الأموال التي تُنفق تخرج للعمل للإنفاق على طعام القطط يجب أن توجّه للبشر الأكثر احتياجاً.
وهو ما تفاعل معه عدد كبير من روّاد التواصل الاجتماعي بانتقاد صاحب الفتوى، كما طالب البعض بمحاسبة مَن يفتي؛ لكون الفتوى نفسها أو بيتها لها أهلها.
واهتم جانب كبير بابٌ عظيم من التعليقات بإبراز أهمية الرحمة والعطف على الحيوانات، مذكّرين بقصة الرجل الذي دخل الجنة لسقيه كلباً، والمرأة التي دخلت النار لتعذيبها قطة.
لكن الشيخ أبو بكر عاد مجدداً ليؤكد أنه «لا يحرّم إطعام الحيوان أبواب الأجر والثواب، وقد لا يكون للأسرة عائلٌ أو علاجه، لكنه ضد الإسراف ساعٍ على متطلبات المعيشة غيرها، كما أخبر القرآن الكريم في صرف الأموال على الحيوانات». قصَّة موسى عليه السلام عن الفتاتين اللَّتين كانتا ترعيان الغنم لأبيهما {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى...
وبشكل واسع تناقل عدد من روّاد التواصل الاجتماعي فتوَى صادرة من — دار الإفتاء المصريّة بجواز تربية القطط ورعايتها، التي جاءت كرد فعل على الفتوى.
ومع تفاعل دار الإفتاء مع الفتويَين الأخيرتين، أبدى البعض إشفاقهم على الدار لملاحقتها تلك الفتاوى.
وكان مفتي الديار المصرية، الدكتور نظير عياد، أكّد الأسبوع الماضي، أنّ «دار الإفتاء المصرية ملتزمة بتقديم الفتاوى التي تستند إلى العلم الشرعي الصحيح، وتأخذ في الاعتبار التطورات المعاصرة لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة».
وأضاف، خلال استقباله وكيل لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان) ورئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أسامة العبد: «نسعى دائماً إلى تطوير آليات الفتوى، وجعلها أكثر ارتباطاً بواقعنا المعاصر، بما يُسهم في تعزيز دَور الفتوى في توجيه الناس نحو الخير والصواب، ويحقّق المصلحة العامة للوطن والأمة».