صندوق جديد يستهدف 3.4 مليار دولار لتعزيز الأسهم اليابانية

«نيكي» يتراجع مع صعود الين... وعوائد السندات ترتفع

ينظر الزوار إلى لوحة أسعار الأسهم الإلكترونية في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
ينظر الزوار إلى لوحة أسعار الأسهم الإلكترونية في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
TT

صندوق جديد يستهدف 3.4 مليار دولار لتعزيز الأسهم اليابانية

ينظر الزوار إلى لوحة أسعار الأسهم الإلكترونية في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
ينظر الزوار إلى لوحة أسعار الأسهم الإلكترونية في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)

تسعى شركة «أسيت مانغمنت وان»، التابعة لمجموعة «ميزوهو»، إلى جمع نصف تريليون ين (3.4 مليار دولار) لأول صندوق أسهم ياباني يستثمر في شركات كبيرة، في رهان على أن المستثمرين العالميين سيتمسكون بالأسهم اليابانية حتى بعد انهيار السوق في أوائل أغسطس (آب) الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، نوريوكي سوغيهارا، في مقابلة مع «رويترز»، إن الصندوق الجديد سيستثمر في 50 من كبرى شركات اليابان، وهو أول صندوق في «أسيت مانغمنت وان» يركّز على الشركات المحلية الكبيرة. وقال إن «إيه إم - وان» التي تدير أكثر من 69 تريليون ين (470 مليار دولار) حتى نهاية يوليو (تموز) تهدف في نهاية المطاف إلى جذب 500 مليار ين من إسهامات المستثمرين للصندوق، دون أن يحدد إطاراً زمنياً.

كما أطلق مدير الصندوق صندوقاً مشتركاً يدعم ليس فقط الشركات المدرجة، وإنما أيضاً غير المدرجة، من مرحلة غير المدرجة وبعد طرحها العام الأولي. وتشير هذه التحركات إلى الثقة بأن الارتفاع المتألق في الأسهم اليابانية يمكن أن يمتد، بعد تعويض معظم الخسائر التي تكبّدتها في أغسطس، وأن الاهتمام العالمي سيبقى.

وقال سوغيهارا: «التركيز على الأسهم اليابانية يعني أننا ملتزمون بتحويل السوق اليابانية».

وفي الخامس من أغسطس (آب)، عانى مؤشر «نيكي» الياباني من أكبر هزيمة له منذ «الاثنين الأسود» في عام 1987، إذ انخفض بنسبة 12.4 في المائة، بعد أن أثار ارتفاع مفاجئ في الين الياباني قلق المستثمرين. وقد تعافى السهم منذ ذلك الحين من هذا الانخفاض، ليُتداول يوم الاثنين عند المستويات التي كان يُتداول بها في أواخر يوليو.

وعلق سوغيهارا مؤكداً أن الانخفاض الحاد كان نتيجة في الغالب لتعديلات الحيازات من قبل تجار الزخم قصير الأجل، ولم تتغيّر أساسيات السوق.

وسجّلت الأسهم اليابانية مستويات قياسية مرتفعة في يوليو؛ بفضل التدفقات من المستثمرين الأجانب الذين اجتذبهم الاقتصاد المتعافي ودفع حوكمة الشركات إلى تحسين عوائد المساهمين.

وقال سوغيهارا إن الأسهم اليابانية لا تزال مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية إلى حد ما، ولديها زخم، وقد تفوّقت بالعملة المحلية على الأسهم الأميركية على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأضاف: «بدأ المستثمرون يلاحظون ذلك».

ويوم الثلاثاء، انخفض مؤشر «نيكي» قليلاً مع تأثير الين الأكثر صلابة على معنويات المستثمرين، رغم أن المصارف قدمت نقطة مضيئة وسط ارتفاع عوائد السندات في الداخل والخارج.

وأنهى «نيكي» التعاملات منخفضاً 0.04 في المائة عند 38686.31 نقطة، متخلياً عن مكاسب مبكرة مع تغيير الين لمساره؛ ليرتفع بنحو 0.5 في المائة مقابل الدولار من أدنى مستوى في أسبوعين سجله في وقت سابق من الجلسة.

وتقدّم مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً الذي يضم نسبة أقل من شركات التكنولوجيا وشركات التصدير الأخرى بنسبة 0.64 في المائة. وارتفع مؤشر فرعي لأسهم القيمة بنسبة 0.91 في المائة، متفوقاً على ارتفاع بنسبة 0.35 في المائة في أسهم النمو.

وفي الوقت نفسه، ساد جو من الحذر السوق قبل عرض مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية الرئيسية هذا الأسبوع، خصوصاً أرقام الرواتب غير الزراعية الشهرية المقرر صدورها يوم الجمعة.

كما سجّلت عائدات السندات الحكومية اليابانية قصيرة الأجل أعلى مستوى في شهر يوم الثلاثاء، بعد أن أضر مزاد أضعف من المتوقع لسندات لأجل عشر سنوات بالمعنويات.

ولامس العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات 0.925 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ السادس من أغسطس، قبل أن يتراجع إلى 0.92 في المائة، بارتفاع 1.5 نقطة أساس عن الجلسة السابقة.

وارتفع العائد على السندات لأجل عامين بمقدار نقطتين أساس إلى 0.385 في المائة، وارتفع العائد على السندات لأجل خمس سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 0.53 في المائة، وكلاهما أعلى مستوياته على التوالي منذ الثاني من أغسطس.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «كان من الضروري أن يكون العائد لأجل عشر سنوات أعلى قليلاً حتى يكون المزاد جذاباً».

ولم يكن العائد مرتفعاً بما يكفي؛ لأن السوق لا تضع في الحسبان رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان، في حين أن عائدات سندات الخزانة الأميركية في اتجاه هبوطي، إذ من المتوقع أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.

وقال إينادومي إن المزاد تلقى عروضاً بقيمة 3.17 ضعف المبلغ المبيع، وهو ما كان أفضل من نسبة 2.98 ضعف المبلغ في المزاد السابق، لكنه كان ضعيفاً نسبياً، مضيفاً أن أدنى سعر للمزاد كان أقل من توقعات السوق.

واستقر العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً عند 1.725 في المائة، في حين انخفض العائد على سندات الثلاثين عاماً، وارتفعت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 40 عاماً إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر، في حين ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية أيضاً بعد عطلة يوم الاثنين. وتعزّز العائدات الطويلة الأجل المرتفعة الدخل من الاستثمار والإقراض.

وفي الوقت نفسه، هبطت أسهم شركات أشباه الموصلات؛ إذ هبط سهم شركة «أدفانتست» المصنعة لمعدات اختبار الرقائق بنسبة 2.25 في المائة، بعد أن بدأ اليوم بمكاسب بلغت 3.43 في المائة. وتراجع سهم شركة «طوكيو إلكترون» العملاقة لتصنيع الآلات بنسبة 1.49 في المائة.

وتباين أداء الشركات المصدرة الأخرى؛ إذ خسرت «تويوتا موتور كورب» 0.32 في المائة، لكن «نيسان» أضافت 0.42 في المائة. وارتفع سهم «سوني كورب» 0.64 في المائة.


مقالات ذات صلة

السوق السعودية ترتفع 0.5 % وسط صعود معظم القطاعات

الاقتصاد مستثمران يراقبان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

السوق السعودية ترتفع 0.5 % وسط صعود معظم القطاعات

ارتفع مؤشر السوق السعودية خلال جلسة، الثلاثاء، بنسبة 0.5 في المائة، ليغلق عند 12173 نقطة بزيادة 63 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 6.1 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في صالة فان أندل في غراند رابيدز - ميشيغان 5 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

تصريحات ترمب… أداة فورية وحيوية في تحريك الأسواق المالية العالمية

تلعب التصريحات في عالم الاقتصاد دوراً بالغ الأهمية في تحريك الأسواق وتوجيه اتجاهاتها؛ نظراً لتأثيرها العميق والمباشر وغير المباشر على المستثمرين والمتداولين.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

الأسواق العالمية تتأرجح بانتظار بيانات التضخم الأميركية

أشارت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأميركية إلى انتعاش متواضع يوم الثلاثاء، رغم أن ارتفاع عوائد السندات والدولار القوي جعلا المستثمرين يتوخون الحذر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد أحد المستثمرين في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف لمؤشر السوق السعودية بضغط من قطاع المرافق العامة

انخفض مؤشر السوق السعودية الاثنين بعد تراجع سهم «أكوا باور» 1 في المائة وتراجع سهم «معادن» 2 في المائة بعد إنهاء مناقشات صفقة استحواذ على شركة «ألبا» البحرينية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

تراجعات أسهم «إنفيديا» تواصل الضغط على مؤشرات «وول ستريت»

تسببت التراجعات الكبيرة في أسهم «إنفيديا» وغيرها من الشركات الكبرى في الضغط على مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الاثنين، مما أبقى «وول ستريت» في حالة من الركود.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة، وهو اتجاه قد يُقلل من احتمالية قيام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي كثيراً هذا العام.

ومن المتوقع أن تعلن وزارة العمل يوم الأربعاء عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 2.8 في المائة عن العام الماضي، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت آراؤهم شركة «فاكتسيت»، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وسيكون هذا هو الارتفاع الثالث على التوالي، بعد أن انخفض التضخم إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات ونصف السنة إلى 2.4 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تأجيج المخاوف المستمرة بين عدد من الاقتصاديين، وفي الأسواق المالية من أن التضخم قد علق فوق هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. وقد أدّت مثل هذه المخاوف إلى ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة، ما أدى أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للرهون العقارية والسيارات وبطاقات الائتمان، حتى مع قيام «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي.

وقد تسبب تقرير الوظائف القوي غير المتوقع الصادر يوم الجمعة الماضي في انخفاض أسعار الأسهم والسندات، بسبب المخاوف من أن الاقتصاد السليم قد يُحافظ على ارتفاع التضخم، ما يمنع «الاحتياطي الفيدرالي» من خفض سعر الفائدة الرئيسي أكثر من ذلك.

وباستثناء فئتي الغذاء والطاقة المتقلبتين، توقع الاقتصاديون أن يظل ما يُسمى بالتضخم الأساسي عند 3.3 في المائة في ديسمبر للشهر الرابع على التوالي.

وعلى أساس شهري، من المرجح أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.3 في المائة في ديسمبر للشهر الثاني على التوالي، ومن شأن ارتفاع الأسعار بهذه الوتيرة أن يتجاوز هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة.

ومن المحتمل أن يكون جزء من الارتفاع في الأسعار مدفوعاً بعوامل لمرة واحدة، مثل قفزة أخرى في تكلفة البيض، التي كانت واحدة من أكثر فئات الأغذية تقلباً في السنوات الأخيرة. وقد أدَّى تفشي إنفلونزا الطيور إلى هلاك عدد من قطعان الدجاج، ما قلّل من المعروض من البيض.

ويتوقع الاقتصاديون بشكل عام أن ينخفض التضخم قليلاً في الأشهر المقبلة؛ حيث تنمو أسعار إيجار الشقق والأجور وتكاليف التأمين على السيارات بشكل أبطأ، ولكن ما يُلقي بظلاله على التوقعات هو السياسات التضخمية المحتملة من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، فقد اقترح الأخير زيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المصرح لهم.

يوم الثلاثاء، قال ترمب إنه سينشئ «دائرة الإيرادات الخارجية» لتحصيل الرسوم الجمركية، ما يُشير إلى أنه يتوقع فرض عدد من الرسوم في نهاية المطاف، حتى إن كان قد قال أيضاً إنه ينوي استخدامها ورقة مساومة. وخلال حملته الانتخابية، وعد بفرض رسوم تصل إلى 20 في المائة على جميع الواردات، ورسوم تصل إلى 60 في المائة على البضائع القادمة من الصين.

وفي الأسبوع الماضي، أظهر محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال ديسمبر أن الاقتصاديين في البنك المركزي يتوقعون أن يظل التضخم هذا العام كما هو تقريباً في عام 2024، مدفوعاً قليلاً بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية.

وقال رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن البنك المركزي سيُبقي على سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً، حتى يعود التضخم إلى 2 في المائة. ونتيجة ذلك، يتوقع المستثمرون في «وول ستريت» أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي مرة واحدة فقط هذا العام، من مستواه الحالي البالغ 4.3 في المائة، وفقاً لأسعار العقود الآجلة.

ولا تزال تكاليف الاقتراض الأخرى مرتفعة، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقعات ارتفاع التضخم، وقلة تخفيضات أسعار الفائدة من جانب «الاحتياطي الفيدرالي». وارتفعت معدلات الرهن العقاري، التي تتأثر بشدة بالعائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، للمرة الرابعة على التوالي الأسبوع الماضي إلى 6.9 في المائة، وهو أعلى بكثير من أدنى مستوياتها في عهد الوباء، الذي بلغ أقل من 3 في المائة.

وفي ظل مرونة سوق العمل -حيث انخفض معدل البطالة إلى مستوى متدنٍّ بلغ 4.1 في المائة الشهر الماضي- فإن المستهلكين قادرون على مواصلة الإنفاق، ودفع عجلة النمو. ومع ذلك، إذا تجاوز الطلب ما يمكن أن تنتجه الشركات، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التضخم.

في وقت سابق من هذا الشهر، اتفق عدد من الاقتصاديين البارزين، بمن في ذلك رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» السابق، بن برنانكي، على أن التعريفات الجمركية التي سيفرضها ترمب في نهاية المطاف لن يكون لها على الأرجح سوى تأثيرات طفيفة على التضخم. وقد نوقشت هذه المسألة في الاجتماع السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرنسيسكو.

وقال جيسون فورمان، أحد كبار المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة أوباما، في المؤتمر إن الرسوم قد ترفع معدل التضخم السنوي بعدة أعشار من النقطة المئوية فقط، لكنه أضاف أنه حتى زيادة بهذا الحجم قد تكون كافية للتأثير على قرارات «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن معدل الفائدة.

وقال في الرابع من يناير (كانون الثاني): «أنت في عالم تكون فيه سياسات ترمب أشبه بالأعشار، أكثر من كونها شيئاً كارثياً». وأضاف: «لكنني أعتقد أننا أيضاً في عالم يعتمد فيه اتجاه بقاء معدلات الفائدة على حالها أو انخفاضها أو ارتفاعها على تلك الأعشار».