مباحثات تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا تدخل مراحلها النهائية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT

مباحثات تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا تدخل مراحلها النهائية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

بعد نحو شهرين على الانتخابات التشريعية، تدخل المشاورات بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء في فرنسا مراحلها النهائية، مع استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون، الاثنين، شخصيتين يتم تداول اسميهما بوصفهما أبرز الخيارات لهذا المنصب، إضافة إلى الرئيسين السابقين للجمهورية: فرنسوا هولاند، ونيكولا ساركوزي.

وتهدف هذه المداولات المتسارعة لتحديد اسم لمنصب رئيس الوزراء، قادر على تفادي إسقاطه بالغالبية في الجمعية العامة، في حين أن الانتخابات أفرزت واقعاً سياسياً معقداً في فرنسا، بعدم حصول أي من الأطراف الرئيسيين على غالبية صريحة في البرلمان.

ويستقبل ماكرون، الاثنين، رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف، والقيادي في حزب الجمهوريين (يمين) كزافييه برتران، في إطار مباحثاته بشأن تعيين رئيس جديد للوزراء، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي السابق برنار كازنوف يوم 14 مايو 2017 (أ.ف.ب)

وأكد ماكرون، الخميس، أنه يبذل «كل الجهود... لإيجاد أفضل حل للبلاد». وفي ظل الانقسام السياسي الحاد في فرنسا راهناً، تواصل حكومة رئيس الوزراء غابريال أتال تصريف الأعمال.

ويلتقي ماكرون بداية عند الساعة 08:45 صباحاً (06:45 ت.غ) كازنوف الذي يرى مراقبون أنه المرشح الأوفر حظاً.

وقال مصدر مقرب من الرئيس، إن تعيين كازنوف رئيساً للوزراء «احتمال؛ لكنه ليس مؤكداً»، مضيفاً: «إنه خيار، ولكن علينا أن ننظر من كثب».

في المقابل، أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء السابق، أنه لا يبحث عن العودة إلى هذا المنصب «لكن في حال قام بذلك، فسيكون بدافع الواجب، وتجنيب البلاد مواجهة صعوبات إضافية».

الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون يصافح رئيس البلاد الأسبق نيكولا ساركوزي في 11 نوفمبر 2023 (رويترز)

وحسب أوساط ماكرون، من المحتمل أن يتم التعيين الجديد، الثلاثاء. ويبحث ماكرون عن رئيس للوزراء لن تعرقل القوى السياسية في الجمعية الوطنية تعيينه. لذلك استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها «الجبهة الشعبية الجديدة»، التحالف اليساري الذي تصدَّر نتائج الانتخابات الأخيرة.

ويريد الرئيس الفرنسي كذلك أن يكون التكتل الوسطي جزءاً من أي غالبية مستقبلية في الجمعية الوطنية.

شغل كازنوف (61 عاماً) حقيبة الداخلية في وقت الهجمات الإرهابية الدامية عام 2015، كما عيّنه هولاند رئيساً للوزراء في الأشهر الأخيرة من ولايته.

وانسحب كازنوف من الحزب الاشتراكي في عام 2022، بعد معارضته الشديدة للتحالف مع «فرنسا الأبية»، أبرز أحزاب اليسار المتطرف في البلاد.

القيادي في حزب الجمهوريين كزافييه برتران (أ.ف.ب)

وقد يسمح ذلك لكازنوف بنيل دعم الكتلة الوسطية في الجمعية الوطنية، وتفادي حجب الثقة من قبل اليمين واليمين المتشدد. إلا أن وصوله إلى مقر رئاسة الوزراء في ماتينيون قد يتسبب في انقسام بأوساط الاشتراكيين.

رئيس وزراء يميني

وشدد منسق «فرنسا الأبية» مانويل بومبار، الأحد، على أن «برنار كازنوف لا يحظى بدعم أي من الأحزاب اليسارية الأربعة في البلاد»، مجدداً العزم على عدم منح الثقة «لأي حكومة غير (حكومة تشكّلها) لوسي كاستيه».

وعند الساعة 11:00 (09:00 ت.غ)، من المقرر أن يستقبل ماكرون الرئيس الاشتراكي السابق هولاند الذي يتوقع ألا يعارض تعيين كازنوف، على عكس سلفه اليميني نيكولا ساركوزي المقرر أن يحل ضيفاً على الإليزيه عند الساعة 12:15.

ويرغب ساركوزي في أن يتولى الحكومة «رئيس وزراء من اليمين»، ويرى في برتران (59 عاماً) «خياراً جيداً» لذلك. وسيكون برتران ضيف ماكرون بعد ساركوزي.

ولم يُخفِ رئيس حزب الجمهوريين اليميني رغبته في شغل منصب رئيس الوزراء. إلا أن ذلك لا يلقى دعم الشخصيات البارزة في الحزب الذين يرغبون في بلوغ الانتخابات الرئاسية عام 2027 وهم في صفوف المعارضة، ويرفضون أي ائتلاف أو مشاركة في الحكومة المقبلة.

كما يُفترض أن يتفق ماكرون ورئيس وزرائه على سبل التعاون في المرحلة المقبلة. ومن المتوقع أن يكون رفع سنّ التقاعد إلى 64 عاماً من بين المواضيع التي سيتم التطرق إليها بشكل خاص. ولم يحظَ إصلاح نظام التقاعد الذي دفع ماكرون باتجاهه، بتأييد شعبي، ويخشى الرئيس انهيار منجزات حققها خلال عهده.

وبات تشكيل حكومة جديدة أمراً ملحاً مع ضرورة تقديم موازنة عام 2025 إلى البرلمان، بحلول الأول من أكتوبر (تشرين الأول) على أبعد تقدير.


مقالات ذات صلة

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

ماكرون: على أوروبا ألا «تُفوض للأبد» أمنها لأميركا

عَدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، في بودابست أن الأوروبيين يجب ألا «يُفوضوا للأبد» أمنهم للأميركيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب بالبيت الأبيض في أبريل 2018 (أرشيفية - أ.ب)

علاقة مودة بين ترمب وماكرون «باتت من الماضي»

في عام 2018 زُرعت شجرة في حدائق البيت الأبيض رمزاً للصداقة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي يومها دونالد ترمب، لكنها تلفت بعد فترة قصيرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر في باريس دعماً للبنان يوم 24 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

إسرائيل تتغلب على فرنسا في المحاكم وتشارك في معرض «يورونافال»

تغلبت إسرائيل على فرنسا في المحاكم التي سمحت لشركاتها بالحضور والمشاركة في معرض «يورونافال» للصناعات الدفاعية البحرية الذي ينطلق الاثنين.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون يعترف: عسكريون فرنسيون قتلوا القيادي الجزائري العربي بن مهيدي

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بأن القيادي في «جبهة التحرير الوطني» التي قادت حرب التحرير في الجزائر، العربي بن مهيدي، «قتله عسكريون فرنسيون».

«الشرق الأوسط» (باريس)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.