ليبيا: مقتل 7 وإصابة 23 في تفجير شرق العاصمة.. وتوقيف جلسة برلمان طبرق بعد اقتحامه

روما تكشف عن زيارة سرية لمبعوث الأمم المتحدة إلى مصراتة

ليبيا: مقتل 7 وإصابة 23 في تفجير شرق العاصمة.. وتوقيف جلسة برلمان طبرق بعد اقتحامه
TT

ليبيا: مقتل 7 وإصابة 23 في تفجير شرق العاصمة.. وتوقيف جلسة برلمان طبرق بعد اقتحامه

ليبيا: مقتل 7 وإصابة 23 في تفجير شرق العاصمة.. وتوقيف جلسة برلمان طبرق بعد اقتحامه

لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم أمس، وأصيب 16 آخرون في ليبيا، إثر انفجار سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش معروفة باسم بوابة مسلاتة، قرب مدينة «الخمس» على الطريق الساحلي بين طرابلس ومصراتة، واستهدفت بوابة للشرطة العسكرية ودمرتها تماما.
وقالت مصادر طبية وأمنية إن حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وسبق أن تبنى تنظيم داعش هجمات مماثلة بسيارات مفخخة، كان يقودها انتحاريون واستهدفت نقاطا أمنية ومقار عسكرية في ليبيا، التي تشهد فوضى أمنية وصراعا بين حكومتين متنافستين، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وفيما أبلغ مسؤول في مجلس النواب الليبي «الشرق الأوسط» أن رئيسه المستشار عقيلة صلح اضطر أمس إلى رفع جلسة كان يعقدها المجلس بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، بعد اقتحام مجهول للمقر، وصل فائز السراج، المرشح لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي تقترحها الأمم المتحدة، إلى المغرب في إطار جولة قادته حتى الآن إلى مصر وتونس والجزائر.
وأكد فرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم المجلس لـ«الشرق الأوسط» عملية الاقتحام بقوله: «نعم لقد تم بالفعل اقتحام الجلسة وقام رئيس المجلس برفعها»، مشيرًا إلى أن «شخصا كان يحمل عصا اقتحم الجلسة وتلفظ بألفاظ غير لائقة، وهدد النواب رفقة مجموعة أخرى تؤيده كانت خارج القاعة أمام المقر»، وتابع موضحًا أن «الشخص من طبرق، وقد كشفت التحريات أنه مدعوم من بعض النواب بهدف إفشال الجلسة، التي كان يفترض أن يتم التصويت فيها على مقترح فزان»، الخاص بلجنة الحوار الممثلة للمجلس في المفاوضات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
إلى ذلك، أوضحت وزارة الخارجية الإيطالية أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر، الذي زار ليبيا قبل يومين، قد يكون قام بزيارة غير معلنة إلى مدينة مصراتة، وذلك في أول زيارة يقوم بها بعد توليه مهام منصبه الأسبوع الماضي.
وقالت الخارجية الإيطالية في بيان، بثه موقعها الإلكتروني باللغة العربية على شبكة الإنترنت، إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جنتيلوني اجتمع في العاصمة الإيطالية روما مع كوبلر، عقب عودته من أول مهمة رسمية له في ليبيا، والتي زار فيها طبرق وطرابلس ومصراتة. وأوضح البيان أن باولو اطلع على تقديرات كوبلر حول مستقبل الاتفاق السياسي في ليبيا، مشيرًا إلى أن كوبلر الذي زار إيطاليا في أول زيارة له إلى عاصمة خارجية منذ توليه مهام منصبه، سيلتقي خلال الأيام القادمة بعدد من اللاعبين الإقليميين.
ونقل عن باولو قوله: «إن إيطاليا مستعدة لتحمل مسؤولياتها لبسط الاستقرار في البلاد، بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية»، معتبرًا أن تفويض كوبلر ينطلق من الاتفاق المقترح من قبل المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون، ويبدأ في المرحلة الحرجة التي تُنتظر فيها نتيجة تصويت أعضاء مجلس نواب طبرق على الاتفاق.
من جهته، أعلن المبعوث الأممي كوبلر في بيان وزعه أمس أنه شدد خلال زيارته الأولى إلى ليبيا على ضرورة التوقيع بشكل عاجل على الاتفاق السياسي، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وذلك لوضع حد للنزاع. وقال كوبلر في بيانه إنه التقى مع المحاورين الليبيين في طبرق وطرابلس، لافتا إلى أنه استبشر خيرًا بالمناقشات البناءة، ووعد بتكثيف الجهود لتحقيق السلام في ليبيا.
كما أوضح كوبلر أنه كرر في طبرق وطرابلس التأكيد أن حكومة وفاق وطني قوية هي الخيار الوحيد لتمكين الشعب الليبي من التصدي للمشكلات الكثيرة التي تواجهها البلاد، مؤكدًا استعداده للعمل مع الليبيين بغية تحقيق هذا الهدف بروح مليئة بالشفافية وبشكل يشمل الجميع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.