بعد طرح ميزة الاجتماعات الافتراضية... هل ستنافس «إكس» «زووم» و«مايكروسوفت»؟

تشير تقارير إلى نمو سوق التطبيقات الخاصة بالاجتماعات عبر الإنترنت بنسبة تزيد على 400 % منذ «جائحة كوفيد» (أ.ف.ب)
تشير تقارير إلى نمو سوق التطبيقات الخاصة بالاجتماعات عبر الإنترنت بنسبة تزيد على 400 % منذ «جائحة كوفيد» (أ.ف.ب)
TT

بعد طرح ميزة الاجتماعات الافتراضية... هل ستنافس «إكس» «زووم» و«مايكروسوفت»؟

تشير تقارير إلى نمو سوق التطبيقات الخاصة بالاجتماعات عبر الإنترنت بنسبة تزيد على 400 % منذ «جائحة كوفيد» (أ.ف.ب)
تشير تقارير إلى نمو سوق التطبيقات الخاصة بالاجتماعات عبر الإنترنت بنسبة تزيد على 400 % منذ «جائحة كوفيد» (أ.ف.ب)

تستعد شركة «إكس» (المعروفة سابقاً باسم «تويتر») لإطلاق ميزة جديدة قريباً، تتيح للمستخدمين استضافة مؤتمرات واجتماعات عبر الإنترنت بسهولة تامة، مشابهة تماماً للخدمات التي تقدمها تطبيقات مثل «زووم» (Zoom)، «وميت غوغل» (Google Meet)، «مايكروسوفت تيمز» (Microsoft Teams). تأتي هذه الخطوة بوصفها جزءاً من استراتيجية «إكس»، لتعزيز منصتها وتحويلها من مجرد شبكة اجتماعية إلى مركز شامل للتواصل والعمل.

تفاصيل الميزة الجديدة

الميزة الجديدة ستتيح للمستخدمين إنشاء غرف اجتماعات افتراضية، يمكن الانضمام إليها بسهولة من خلال روابط مباشرة. سيتمكّن المشاركون من استخدام الفيديو والصوت للتواصل، بالإضافة إلى إمكانية مشاركة الشاشات، تماماً كما هو الحال في التطبيقات المنافسة، مثل: «زووم» و«ميت غوغل». وستكون هذه الخدمة متاحة للأفراد والشركات على حد سواء، مع تقديم ميزات إضافية إلى الشركات، مثل: تسجيل الاجتماعات، وإدارة الدعوات، والتحكم في صلاحيات المشاركين.

تأثير الميزة في السوق

من المتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير في التطبيقات المنافسة، وذلك نظراً إلى قاعدة المستخدمين الكبيرة التي تمتلكها «إكس». قد يجد المستخدمون الحاليون لتطبيقات، مثل: «زووم» و«ميت غوغل» و«مايكروسوفت تيمز»، أنفسهم يميلون إلى استخدام «إكس» لعقد الاجتماعات بفضل التكامل مع منصتهم الاجتماعية المفضلة. إذا نجحت «إكس» في توفير تجربة مستخدم سلسة، فقد تبدأ الشركات إعادة النظر في استخدام التطبيقات الأخرى لصالح التوحيد على منصة واحدة.

احتمالية تبني الشركات والأفراد الميزة

إحدى القضايا التي قد تواجهها «إكس» هي مدى استعداد الشركات لاعتماد هذه الميزة الجديدة. الشركات غالباً ما تكون مترددة في التبديل بين الأدوات، خصوصاً إذا كانت بالفعل مستثمرة في أنظمة أخرى، ولديها البنية التحتية اللازمة لدعم تلك الأنظمة. ولكن إذا تمكّنت «إكس» من تقديم ميزات مبتكرة أو تكلفة أقل مقارنة بالمنافسين، فإن هذا قد يجذب الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

إحصائيات وتأثير السوق

تشير بعض التقارير إلى أن سوق التطبيقات الخاصة بالاجتماعات عبر الإنترنت نمت بنسبة تزيد على 400 في المائة منذ جائحة «كوفيد-19» (COVID-19)، مع هيمنة «زووم» و«مايكروسوفت تيمز» «وميت غوغل» على هذا المجال. في عام 2023 كانت «زووم» تمتلك نحو 300 مليون مستخدم نشط يومياً، في حين كان «ميت غوغل» يخدم أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يومياً. دخول «إكس» إلى هذه السوق قد يؤدي إلى إعادة توزيع هذه الأرقام، خصوصاً إذا نجحت في تقديم تجربة متكاملة وجذابة.

على الرغم من ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو بناء سمعة في سوق مليئة بالمنافسين الأقوياء الذين يمتلكون بالفعل قاعدة مستخدمين ضخمة وميزات متقدمة. سيتعيّن على «إكس» أن تثبت نفسها بصفتها لاعباً قوياً في هذا المجال من خلال الابتكار وتقديم خدمات قيمة إلى المستخدمين.

مع إطلاق ميزة استضافة المؤتمرات والاجتماعات عبر الإنترنت، تتطلّع «إكس» إلى توسيع نطاق استخدام منصتها، لتشمل عالم الأعمال والاتصالات المهنية. من المتوقع أن يؤثر هذا التحديث في التطبيقات المنافسة بصورة كبيرة، ولكنه أيضاً يعتمد بشكل كبير على كيفية استقبال المستخدمين هذه الميزة الجديدة. في النهاية، قد يكون دخول «إكس» في هذه السوق بمثابة خطوة استراتيجية ناجحة أو تحدياً كبيراً، بناءً على مدى فاعلية الميزة وقدرتها على تلبية احتياجات المستخدمين.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا لوحة الشحن اللاسلكية «كيو آي 2 تريو» من «ساتيشي»

حان الوقت لترقية شواحنك اللاسلكية

لوحات وحاملات بمعيار أحدث

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تركّز الدراسة على ثلاثة أنظمة استشعار بصرية لتحسين جودة الأغذية المجففة.

نسيم رمضان (لندن)

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
TT

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)
«ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)

شهد عام 2024 تطوراً متسارعاً للذكاء الاصطناعي، فارضاً تحديات كبيرة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم. وبينما تستعد الشركات للمعضلات التكنولوجية والأخلاقية المقبلة، يدعو قادة الصناعة إلى اتباع نهج أكثر توازناً لتبني الذكاء الاصطناعي. من كفاءة الطاقة وجودة البيانات إلى التسويق الشخصي والاستخدام الأخلاقي، يتشكل عام 2025 ليكون عاماً محورياً في ثورة الذكاء الاصطناعي.

البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي

أثارت متطلبات الذكاء الاصطناعي للطاقة مخاوف بشأن تأثيره البيئي. ووفقاً لجيري ويليامز، كبير مسؤولي البيئة في شركة «ساس» (SAS)، فإن مسؤولية تقليل البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي تقع على عاتق كل من مقدمي الخدمات السحابية ومستخدمي الذكاء الاصطناعي. تستهلك نماذج الذكاء الاصطناعي غير الفعّالة، مدفوعة بالاندفاع نحو تبني التكنولوجيا، كميات هائلة من موارد السحابة. ويؤكد ويليامز أن «الكفاءة الأكبر في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ستقلل من النفايات واستهلاك الطاقة، مما يقلل من التأثير البيئي».

يشبّه برايان هاريس، كبير مسؤولي التكنولوجيا في «ساس»، الجهود بالتقدم المحرز في كفاءة الطاقة في صناعات الأجهزة والسيارات. يمكن أن يؤدي تسريع تدريب النماذج وتحسين الكفاءة الخوارزمية إلى خفض متطلبات الذكاء الاصطناعي للطاقة بشكل كبير، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة للذكاء الاصطناعي.

«ساس»: يقسم الذكاء الاصطناعي التوليدي الشركات إلى قادة ومتخلفين بناءً على جودة البيانات (شاترستوك)

من المبالغة إلى القيمة العملية

لقد ولّدت الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي انقساماً بين المنظمات. تتوقع مارينيلا بروفي، رئيسة «استراتيجية سوق الذكاء الاصطناعي/ الجيل العالمي» في «ساس»، أنه بحلول عام 2025 ستتفوق بعض الشركات بالذكاء الاصطناعي التوليدي، متجاوزة المنافسين بإطلاق المنتجات بشكل أسرع وتجارب العملاء المخصصة. ومع ذلك، قد تتخلى شركات أخرى عن مشاريع الذكاء الاصطناعي بسبب ضعف جودة البيانات. وتنصح بروفي أن المنظمات تحتاج إلى التراجع ومعالجة مشكلات البيانات الشاملة، مشددة على أن البيانات الجيدة ضرورية لأداء الذكاء الاصطناعي الفعال.

يتحول الذكاء الاصطناعي التوليدي من كونه «لعبة جديدة لامعة» إلى أداة عملية تقدم نتائج أعمال ملموسة. ويقترح جاريد بيترسون، نائب الرئيس الأول لهندسة المنصات في «ساس» تبسيط الأساليب المتبعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي والتركيز على التطبيقات المستهدفة. ويشمل ذلك الجمع بين نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) ونماذج اللغة الصغيرة المتخصصة (SLMs) لتحقيق نتائج أكثر تحديداً وكفاءة.

صعود الذكاء الاصطناعي المتخصص

مع تحول نماذج اللغة الكبيرة إلى سلعة أساسية في عام 2025، ستحول المنظمات تركيزها إلى تطبيقات محددة المجال مبنية على هذه النماذج. يتوقع أودو سغلافو، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي التطبيقي والنمذجة في «ساس»، انهيار نماذج تسعير الذكاء الاصطناعي للقدرات الأساسية ما يفسح المجال للابتكار في الحلول المخصصة والمفتوحة المصدر. سيعطي مشهد الذكاء الاصطناعي اللامركزي الأولوية للتكامل والتخصص. إن انتشار الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة السحابية يدفع ما يسميه ستو برادلي، نائب الرئيس الأول لحلول المخاطر والاحتيال والامتثال في «ساس»، «بالترشيد العظيم لتكنولوجيا المعلومات». ومن المقرر أن تعمل الشركات على تبسيط الأنظمة المنعزلة من خلال الاستفادة من المنصات السحابية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وتعد هذه المنصات بمزيد من المرونة وخفض التكاليف وقدرات البيانات المتكاملة التي تمتد عبر دورة حياة العميل بالكامل.

ومن المتوقع أن يتوسع المسوقون إلى ما هو أبعد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تركز على الإنتاجية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية المتقدمة في عام 2025. وتشير جينيفر تشيس، مديرة التسويق الرئيسية في «ساس»، إلى أنها قد تتحول إلى أدوات مثل البيانات الاصطناعية والتوائم الرقمية والتعلم العميق ما سيمكن من تجارب شخصية مع احترام خصوصية العملاء. وسيؤدي هذا التطور إلى تعزيز الميزة التنافسية ونمو الإيرادات عبر الصناعات.

«ساس»: ينمو إنفاق منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على الذكاء الاصطناعي بنسبة 37% ليصل إلى 7.2 مليار دولار بحلول 2026 (أدوبي)

معالجة التحديات الأخلاقية

لقد أدت قدرات الذكاء الاصطناعي على النطاق والتخصيص إلى ظهور مخاطر أيضاً. يحذر ستيفن تيل، رئيس قسم استشارات حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي في «ساس»، من هجمات الذكاء الاصطناعي التي قد تتلاعب بالمعايير الاجتماعية، أو تعطل الانتخابات، أو تنشر معلومات مضللة. ويؤكد تيل أنه يجب على قادة الأعمال قيادة المحادثة حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي من خلال وضع المبادئ والضوابط.

هذا وتواجه المجتمعات الديمقراطية حاجة متزايدة إلى حماية الخطاب المدني والمعايير الثقافية، مما يؤكد على أهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي الشفافة والأخلاقية.

فرصة بقيمة 7.2 مليار دولار

تبرز منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لاعباً رئيسياً في ثورة الذكاء الاصطناعي. وفقاً لتوقعات (IDC)، من المقرر أن ينمو الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في المنطقة بنسبة 37 في المائة سنوياً، ليصل إلى 7.2 مليار دولار بحلول عام 2026. يسلط ألكسندر تيخونوف، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في «ساس»، الضوء على إمكانات المنطقة قائلاً: «نحن ملتزمون بإضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى حلول GenAI وتمكين الشركات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل النمو».

من جانبه يؤكد جاي أبشيرش، كبير مسؤولي المعلومات في «SAS»، أن المنظمات التي تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي هي على استعداد للقيادة في عام 2025، وستقوم بأتمتة المهام الروتينية، ويعد أن تمكين اتخاذ القرارات بشكل أسرع، والتعرف بشكل أسرع على الفرص، والابتكار المتسارع ستحدد «عمالقة الغد» في مشهد الذكاء الاصطناعي التنافسي.

الطريق إلى الأمام

مع بدء عام 2025، يتطور مشهد الذكاء الاصطناعي من المبالغة إلى القيمة العملية، حيث تتنقل الشركات بين الفرص والتحديات عبر المسؤولية البيئية وجودة البيانات والاستخدام الأخلاقي. إن الشركات التي تتبنى كفاءة الذكاء الاصطناعي وتتخصص في التطبيقات وتعالج قضايا الحوكمة لن تزدهر فحسب، بل ستشكل أيضاً مستقبل الصناعات في جميع أنحاء العالم. ففي مناطق مثل منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، حيث يتسارع الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، تتمتع المنظمات بفرصة فريدة لقيادة هذا التحول، ودفع الابتكار مع تعزيز الممارسات المستدامة والأخلاقية.

ويبقى السؤال: مَن الذي سيرتفع إلى مستوى التحدي ويصبح عمالقة الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟