بكثير من الابتهاج تلقى السوريون من مناهضي النظام والتدخل العسكري الروسي نبأ إسقاط الطائرة الحربية الروسية في جبال محافظة اللاذقية على الحدود مع تركيا متمنين لو أنها سقطت بصواريخ مقاتلي «الجيش السوري الحر». وطلب أحد الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي معرفة اسم الطيار التركي الذي أسقط الطائرة لإنشاء «هاشتاغ» باسمه على موقع «تويتر»، في حين كتبت الناشطة السورية المعارضة «زوزو» معزّية الشاعر السوري نزيه أبو عفش، المؤيد للتدخل الروسي والذي كتب قبل عدة أيام على صفحته ما معناه: «مسامحة القتلة مهمة الله، وأنا مهمتي إرسال القتلة إليه»، بتوقيع: «فلاديمير بوتين أبو عفش»، والذي أثار موجة انتقادات عاصفة دفعته إلى إزالة المنشور عن الصفحة.
واعتبر سوريون مناهضون للتدخل الروسي العسكري الداعم للنظام أن يوم الثلاثاء 24 / 11 / 2015 «أول الأيام السوداء للجيش الروسي في سوريا»، في أعقاب ما أعلنه مسؤول عسكري تركي أمس الثلاثاء أن طائرات تركية من طراز «إف - 16» أسقطت طائرة لا تُعرف جنسيتها بعدما انتهكت المجال الجوي قرب الحدود مع سوريا وتجاهلت التحذيرات. ووسط أنباء عن مقتل أحد الطيارين اللذين هبطا من الطائرة بالمظلات وأسر الثاني من قبل كتائب معارضة مسلحة تركمانية تقاتل في جبل التركمان بريف اللاذقية، وتوارد أنباء عن تمكن كتائب معارضة من إسقاط طائرة مروحية حربية روسية في منطقة جبل النوبة قرب مصيف سلمى، كانت تمشط المنطقة بحثا عن الطيارين الروسيين.
من جانبها قالت وسائل إعلام مقربة من النظام إن طائرة هليكوبتر حربية روسية اضطرت إلى الهبوط على جبل النوبة «وجميع أفراد طاقمها بخير»، إلا أن الفرقة الأولى الساحلية، وهي فصيل من «الجيش السوري الحر» المقاتل في ريف اللاذقية، أعلنت مسؤوليتها عن عملية إسقاط الهليكوبتر الروسية. وقالت على حسابها الرسمي على «فيسبوك» إنها دمرت «طائرة مروحية بصاروخ (تاو) على محور كفرية» بجبل الأكراد، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلانها يوم أمس فرض سيطرتها على برج الزاهية الاستراتيجي الواقع في جبل التركمان واغتنام دبابة وعدد من الرشاشات الثقيلة ومجنزرة من قوات النظام.
وفي سياق آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تعرض مجموعة ضمت مراسلي قناة «روسيا اليوم»، «وروسيا اليوم» الإنجليزية، ووكالة «تاس»، لنيران صواريخ مضادة للدبابات من نوع «تاو» أدت إلى إصابة أفرادها، وذلك أثناء زيارة المجموعة الصحافية لمواقع قوات النظام السوري المتقدمة في منطقة الداغمشلية المؤدية إلى جبل زويك الاستراتيجي، وقال مراسل «روسيا اليوم» سرجون هدايا الثلاثاء إنه موجود في المشفى بالقاعدة الجوية الروسية في حميميم، قرب مدينة جبلة، حيث يتلقى علاجًا بعد إصابته بشظيتين في يده وكتفه.
هذا، واعتبر صحافي سوري مقيم في اللاذقية، رفض الكشف عن اسمه، أن إسقاط طائرة السوخوي «سو 24» من قبل الدفاعات الجوية التركية هو «أول صفعة أو تحذير للرئيس بوتين كي يستيقظ ليعرف بأي مغطس سيغرق جيشه». وأكد الصحافي السوري لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الحدث «يعد نقطة مفصلية في اللعبة السياسية الدولية والإقليمية على وقع الحرب الجارية في سوريا»، وأردف: «لقد تسببت تركيا بحالة إرباك للروس ووضعتهم في مواجهة حقيقة أن الداخل إلى الحرب في سوريا يصعب عليه تقدير ما ينتظره».
معارضون سوريون: بدء الأيام السوداء للجيش الروسي في سوريا
وسط مشاعر ابتهاج
معارضون سوريون: بدء الأيام السوداء للجيش الروسي في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة