قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف مناطق في جنوب لبنان

من آثار الغارة الإسرائيلية على وادي الكفور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
من آثار الغارة الإسرائيلية على وادي الكفور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف مناطق في جنوب لبنان

من آثار الغارة الإسرائيلية على وادي الكفور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
من آثار الغارة الإسرائيلية على وادي الكفور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قصفت المدفعية الإسرائيلية، اليوم السبت، عددا من المناطق في جنوب لبنان وسط تحليق الطيران المسيّر الإسرائيلي.

وطاول القصف المنطقة الواقعة بين بلدتي حداثا والطيري، ومنطقة خلة وردة عند أطراف بلدة عيتا الشعب الحدودية وأطراف بلدة مارون الراس وحرج بلدة كونين وبلدة مركبا، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وحلق الطيران المسير الإسرائيلي صباح اليوم في أجواء قرى وبلدات قضاء صور وصولا حتى مجرى نهر الليطاني في منطقة القاسمية.

وسقط 10 قتلى و5 جرحى في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجرا على منطقة وادي الكفور في الجنوب.

وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان حزب الله مساندة «غزة»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الالمانية.


مقالات ذات صلة

لبنان: 10 قتلى و 3 جرحى بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في النبطية

المشرق العربي دخان يتصاعد في قرى حدودية بجنوب لبنان نتيجة قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

لبنان: 10 قتلى و 3 جرحى بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في النبطية

قالت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت مبكر اليوم (السبت)، إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة النبطية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا مباحثات عبد العاطي وميقاتي في بيروت (الخارجة المصرية)

مصر تؤكد مواصلة دعم لبنان في مواجهة التحديات

أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، «اهتمام مصر البالغ باستقرار لبنان ومواصلة دعمه في مواجهة التحديات المحدقة به».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي لوحة من ضمن حملة إعلانية تنتشر في بيروت تحمل عنوان «بيكفي تعبنا.. لا نريد الحرب» (إ.ب.أ)

أزمات وكوارث متلاحقة تُنهك اللبنانيين

جاءت الهزتان الأرضيتان اللتان ضربتا لبنان، كما الأردن وسوريا، الثلاثاء والجمعة، بمثابة قطرة المياه التي أدت لطوفان كوب اللبنانيين.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رفقة نظيريه الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبريطاني ديفيد لامي في القدس في 16 أغسطس 2024 (رويترز)

إسرائيل تتوقع من حلفائها مساندتها ضد إيران في حال تعرضها لهجوم

تتوقع إسرائيل من فرنسا والمملكة المتحدة أن تقولا لإيران بشكل واضح وعلني إنه ممنوع مهاجمة إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق أطلقت علامة تجارية لتصميم الأزياء خاصة بها (صور باتريسيا داغر)

باتريسيا داغر لـ«الشرق الأوسط»: أرفضُ كوميديا لا تفي موضوعاتها بالمستوى

بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية باتريسيا داغر، الأفضل أن تجتهد وتحفر في الصخر على أن تزحف وتقرع الأبواب من دون جدوى.

فيفيان حداد (بيروت)

«حزب الله» يفضل حصر عملياته بمزارع شبعا... فهل عاد إلى «قواعد الاشتباك»؟

آثار قصف إسرائيلي على تلال كفر شوبا المحاذية للحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
آثار قصف إسرائيلي على تلال كفر شوبا المحاذية للحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يفضل حصر عملياته بمزارع شبعا... فهل عاد إلى «قواعد الاشتباك»؟

آثار قصف إسرائيلي على تلال كفر شوبا المحاذية للحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
آثار قصف إسرائيلي على تلال كفر شوبا المحاذية للحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

سجلت الوقائع الميدانية في جنوب لبنان عودة «حزب الله» إلى «قواعد الاشتباك» السابقة، وحصر عملياته ضمن مناطق مزارع شعبا وتلال كفر شوبا التي يعدّها لبنان أرضاً لبنانية محتلة، مستهدفاً مواقع عسكرية ونقاط تجسس إسرائيلية. فمن يتابع بيانات الحزب يلاحظ أن الهجمات التي يشنها الحزب اللبناني المدعوم من إيران تتركز في الفترة الأخيرة بمنطقة المزارع إذا ما كان هو المبادر، فيما تكون عملياته في المناطق الأخرى تحت عنوان الردود على الهجمات الإسرائيلية.

وحمل هذا التراجع دلالات سياسية، وربما عسكرية، مفادها أن الحزب ما زال يؤثر احترام «قواعد الاشتباك» ويحاذر اختراق الخطوط الحمر كي لا يعطي إسرائيل ذريعة لشنّ عملية عسكرية واسعة على لبنان. إلّا أن الخبير الأمني والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب، يرى أن الحزب «يتعامل بالمجريات الميدانية على القطعة، بحيث إنه إذا ذهب الإسرائيلي بعيداً، يصبح مضطراً للردّ في مناطق بعيدة»، مشيراً في تصريح لـ «الشرق الأوسط» إلى أن الإسرائيلي وإن «اختار أهدافاً في العمق اللبناني، إلا أنه يعتبر نفسه متقيداً بقواعد الاشتباك، حتى عندما يقصف أهدافاً في البقاع اللبناني يعدها مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة وصواريخ للحزب».

إلزام إسرائيل بتجنب المدنيين

وقال ملاعب: «عندما يختار الحزب مواقع عسكرية في مزارع شبعا والأراضي اللبنانية المحتلة، ويضرب مواقع عسكرية أو نقاط تجسس أو مراكز مستحدثة، فهذا يعني أنه يحاول إلزام الإسرائيلي بتجنّب استهداف المدنيين في لبنان».

وسارعت إسرائيل، منذ الأيام الأولى لفتح جبهة المساندة في جنوب لبنان، إلى خرق «قواعد الاشتباك» وقتل مدنيين لبنانيين، سواء في الجنوب أو البقاع، وحتى في الضاحية الجنوبية، في معرض عملية اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر. ولاحظ العميد ملاعب أن «قصف الضاحية جاء ردّاً على سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، أدى إلى مقتل 12 مدنياً، غالبيتهم من الأطفال». وقال: «عندما يتوعّد (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله بالردّ انتقاماً لقصف الضاحية واغتيال شكر، فهو يعني بذلك رداً لا يخرج عن قواعد الاشتباك ولا يعطي المبرر لانزلاق الأمور نحو الحرب».

وقصف «حزب الله»، يوم الخميس، ثكنة عسكرية مستحدثة للجيش الإسرائيلي في مستعمرة شامير التي تبعد 9 كيلومترات من الحدود اللبنانية، وهي المرة الأولى التي يقصف فيها الحزب هذه المستعمرة. وأعلن في بيان أن هذه العملية «تأتي رداً على قصف مسيرة إسرائيلية مدينة مرجعيون ووقوع ضحايا جراءها»، متوعداً بأنه «سيطوّر عملياته كلما تمادت إسرائيل في قصفها مناطق في الداخل اللبناني».

القاعدة الثابتة للحزب

ولفت العميد ملاعب إلى أن «استهداف مستعمرة شامير يأتي في سياق استهداف الحزب كل الموقع العسكرية المستحدثة، ورداً على قصف مرجعيون، وقد ميّز الحزب بينها وبين العمليات السابقة»، لافتاً إلى أن «حصر مسرح العمليات بمزارع شبعا وتلال كفر شوبا، يبقى هو القاعدة الثابتة عند الحزب، أما قصف أهداف بعيدة فهي الاستثناء، وغايته تثبيت موازين الردع مع تلّ أبيب، ويأتي رداً أو انتقاماً لعمليات إسرائيلية يضعها الحزب في خانة تخطي الخطوط الحمر».

ومع اغتيال فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية، يجد الحزب نفسه في حِلٍ من «قواعد اشتباك»، إذ حدد أمينه العام حسن نصر الله خطوط المواجهة مع الإسرائيليين في خطابي تشييع فؤاد شكر واحتفال تأبينه بعد أسبوع من الاغتيال.

الحزب: لسنا مقيدين جغرافياً

وأكد مصدر مقرّب من الحزب أن «العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة في الأيام الأخيرة قد يكون أغلبها في مزارع شبعا، لكن ليس صحيحاً أنها مقيدة بهذه البقعة الجغرافية». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ أن غامر الإسرائيلي بعملياته وخرق قواعد الاشتباك وقتل المدنيين، وآخرها كان استشهاد 6 مدنيين مع الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، بدأت المقاومة تنفيذ عمليات بعيدة واستخدام أسلحة متطورة. وقد أعلن نصر الله أنه بمعزل عن عملية الثأر لدماء شكر، فإن العمليات ستتواصل داخل فلسطين المحتلة، وأن معيار استهداف العمق الإسرائيلي رهن مسألتين: الأولى هي الردّ على الاغتيالات وقصف المسيرات، والثانية اختيار الهدف العسكري والأمني الذي يسجل في خانة المقاومة ويراكم إنجازاتها».