مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

مخاوف اندلاع حرب إقليمية تضع أنقرة ودمشق أمام ضرورة التطبيع

المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
TT

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

وعلى الرغم من الصعوبات، التي يبدو أنها تعترض عقد لقاء إردوغان والأسد وفي مقدمتها الشروط المتبادلة بين أنقرة ودمشق وعلى رأسها الخلاف حول سحب تركيا قواتها من شمال سوريا، أكدت المصادر أن اللقاء يعد أهم خطوة لتطبيع العلاقات، بحسب ما نقل الكاتب بصحيفة «حرييت» المقرب من دوائر السلطة في تركيا، عبد القادر سيلفي، الجمعة.

وقالت المصادر إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد أو الاتفاق على مكان اللقاء، لكن الاتصالات مستمرة على خط أنقرة - موسكو - دمشق.

القوات التركية في شمال سوريا تشكل نقطة خلاف بين دمشق وأنقرة (أرشيفية)

 

تضارب حول الشروط

وعدّ وزير الدفاع التركي يشار غولر، في مقابلة تلفزيونية، الخميس، أن وضع دمشق شروطاً، مثل الانسحاب العسكري من شمال سوريا، للبدء بالمحادثات هو بمثابة «رفض للاستقرار والسلام».

وقال غولر إن الرئيس إردوغان أكد أنه يمكن البدء بمحادثات سلام مع الحكومة في سوريا، مضيفاً: «قد نعقد اجتماعات على مستوى الوزراء، ويجب على حكومة الرئيس بشار الأسد القبول بدستور شامل وإجراء انتخابات حرة، وستكون تركيا مستعدة للعمل مع من يصل إلى السلطة بعد الانتخابات».

وسبق أن أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الحوار مع المسؤولين السوريين مستمر حول مكان وموعد اللقاء بين إردوغان والأسد، مشيراً إلى أنه قد يُعقد في دولة ثالثة حال الاتفاق عليه.

وقال فيدان إن الجانب السوري مستعد لعقد اجتماع دون أي شروط مسبقة، قائلاً: «ما رأيته في اتصالاتي مع الطرف الآخر هو أنهم منفتحون على التفاوض، لا توجد شروط مسبقة تم إبلاغنا بها حتى الآن، وعلى سبيل المثال، عندما يقال يجب على الجيش التركي أن ينسحب، أقول لهذا السبب هناك حاجة إلى المفاوضات».

وزير الخارجية التركي أكد أن المسؤولين السوريين تحدثوا حول مفاوضات بلا شروط مسبقة (الخارجية التركية)

ضرورة التطبيع

وقال الكاتب عبد القادر سيلفي، في مقاله بـ«حرييت»، الجمعة، إنه مع «خطر اتساع حرب غزة إلى مناطق أخرى بالمنطقة، أصبح تطبيع العلاقات التركية - السورية مهماً؛ لأن أي أزمة في المثلث الإسرائيلي - اللبناني - الإيراني ستؤثر على البلدين أكثر من غيرهما».

واستبعد سيلفي احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي وقع في فخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حرب أوكرانيا، لكن يبدو أن عقل الدولة الإيرانية لن يقع في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «وهذا أمر مهم ومفيد لمنطقتنا، وعلينا أن ندعم إيران في هذه القضية».

وأضاف: «رغم ذلك، إذا نجح المخطط الأميركي - الإسرائيلي في نقل الحرب إلى لبنان، فإن أجراس الإنذار تدق بالنسبة لسوريا، ومثل هذا التطور الخطير سيؤثر على تركيا أيضاً بعمق».

ولفت سيلفي إلى تصريحات المستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، دوغلاس ماكغريغور، قبل أيام، بشأن إعداد الولايات المتحدة لمهاجمة تركيا، عبر تزويد «حزب العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب الكردية» بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.

وقال: «من المفهوم أن الدولة العميقة في أميركا تستعد لحرب طويلة الأمد تعمل على دمج تركيا فيها»، مستنداً إلى تصريحات العسكري الأميركي السابق، التي قال فيها إن «الحرب بين تركيا وإسرائيل على الأبواب، وإن إردوغان يحاول إبعاد بلاده عن الحرب، لكن أميركا تجهز (حزب العمال الكردستاني) لمهاجمة تركيا».

وأضاف: «دائماً أؤكد على هذا، هذه الخطة ليست وليدة اليوم، لقد قاموا بإعداد (حزب العمال الكردستاني) منذ حرب الخليج الأولى، إنهم يضعون هذه الخطة للمستقبل، ويعملون على إقامة إسرائيل ثانية على حدود تركيا الجنوبية، ويجهزون (حزب العمال الكردستاني) لهذا الغرض، لقد تركوا إدارة منطقة في الأراضي السورية للحزب، ويجلبون آلاف شاحنات الأسلحة لهذا الغرض، وقاموا بنصب أنظمة دفاع جوي في المناطق التي ينشط فيها الحزب كجزء من خطة استطلاعية».

قوات أميركية ترافقها عناصر من «قسد» (أرشيفية)

 

هاجس الحرب الإقليمية

وذهب الكاتب التركي إلى أنه لولا ضغوط أنقرة لكان تم إجراء الانتخابات في شمال شرقي سوريا، في المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، أو بالأحرى «حزب العمال الكردستاني»، وإنشاء إدارة مستقلة.

وأضاف: «لقد تراجعوا عن هذه الخطط، لكنهم لم يستسلموا، أميركا تصمم المنطقة عبر الحروب والأزمات، وإذا تحول الصراع بين إسرائيل وإيران و(حزب الله) إلى حرب إقليمية، فمن الممكن أن يخلقوا وضعاً فعلياً ويجبروا (حزب العمال الكردستاني) على مهاجمة تركيا عندما تحين الفرصة وتصبح الظروف مهيأة».

وحذر من أن هذا ليس خيالاً، بل تهديد وشيك لكل من تركيا وسوريا، وإذا اندلعت حرب إقليمية فسوف تفقد دمشق ثلثي مساحة البلاد، وستواجه تركيا صعوبة في التعامل مع هذا الأمر.


مقالات ذات صلة

«عاصمة فلسطين» في سوريا... ضحية «القضية»

المشرق العربي يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)

«عاصمة فلسطين» في سوريا... ضحية «القضية»

كان مخيم اليرموك، الذي أنشئ عام 1957 على أطراف دمشق وكان يوصف بـ«عاصمة فلسطين في سوريا»، سوقاً تجارية كبيرة، وسكنه نحو مليون ونصف المليون شخص من السوريين.

بيسان الشيخ (دمشق)
المشرق العربي صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في البلاد، الأحد، أنّه طلب الإذن من السلطات الجديدة لبدء عمل ميداني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مقابل الحشد التركي ضد المسلحين الأكراد يعول «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية على وساطة أميركية - فرنسية لنزع فتيل الحرب مع أنقرة.

كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)
شؤون إقليمية الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)

تركيا تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا «في أسرع وقت ممكن»

دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا «في أسرع وقت ممكن».

«الشرق الأوسط» (دمشق)

خامنئي: إيران لا تحتاج وكلاء في المنطقة

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم
TT

خامنئي: إيران لا تحتاج وكلاء في المنطقة

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إنَّ إيران ليست بحاجة إلى قوات بالوكالة في المنطقة.

وأضاف أمام مجموعة من أنصاره أمس: «يتحدثون باستمرار عن أن الجمهورية الإسلامية فقدت قواتها الوكيلة في المنطقة، هذا ادعاء خاطئ آخر... إذا أردنا يوماً ما اتخاذ إجراء ضد العدو، فلن نحتاج وكلاء».

إلى ذلك، وفيما أعلنت كتائب «سيد الشهداء»، أحد الفصائل العراقية المنضوية في «محور المقاومة»، وقف عملياتها ضد إسرائيل في ظل تلويح الأخيرة بضربات في العراق، رفض تحالف «الفتح» الذي يقوده هادي العامري، وينضوي تحت مظلة قوى «الإطار التنسيقي»، حل «الحشد الشعبي».