كيف تعرف ما إذا كان استخدام هاتفك الذكي يؤثر على حياتك المهنية؟

ما يمكنك فعله حيال ذلك؟

بينما أصبح اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية أمراً طبيعياً فإنه قد يكون ضاراً جداً بالحياة المهنية (شاترستوك)
بينما أصبح اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية أمراً طبيعياً فإنه قد يكون ضاراً جداً بالحياة المهنية (شاترستوك)
TT

كيف تعرف ما إذا كان استخدام هاتفك الذكي يؤثر على حياتك المهنية؟

بينما أصبح اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية أمراً طبيعياً فإنه قد يكون ضاراً جداً بالحياة المهنية (شاترستوك)
بينما أصبح اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية أمراً طبيعياً فإنه قد يكون ضاراً جداً بالحياة المهنية (شاترستوك)

إذا كنت مثل معظم الناس، أصبح هاتفك جزءاً لا يتجزأ من جسمك؛ فأنت تلقائياً تلتفت إليه كلما تلقيت رسالة أو إشعاراً جديداً، وأحياناً كرد فعل غير مقصود للشعور بالملل. هذه العادة الصغيرة قد لا تسبب مشاكل في حياتك الشخصية فقط، بل أيضاً في العمل.

يقضي الناس وقتاً طويلاً على تطبيقات هواتفهم الذكية لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال الرسائل النصية، أو التحقق من البريد الإلكتروني...

تحذر صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية من أنه بينما أصبح اعتمادنا المتزايد واستخدامنا للهواتف الذكية أمراً طبيعياً في بعض البيئات الاجتماعية، فإنه قد يكون ضاراً جداً بالحياة المهنية إذا لم نكن حذرين؛ قد لا تنتبه لمعلومات مهمة، أو تتراجع إنتاجيتك، أو تترك انطباعاً سيئاً، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان فرص مثل الترقيات أو خسارة وظيفة.

يقول أندرو مكاسكيل، خبير التوظيف في منصة «لينكد» إنه «من الصعب جداً تغيير تصور شخص ما عنك، حتى لو كان خاطئاً».

ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة «غالوب»، أفاد نحو 58 في المائة من البالغين الأميركيين بأنهم يستخدمون هواتفهم الذكية أكثر من اللازم، وهو ارتفاع ملحوظ من 39 في المائة قالوا ذلك في عام 2015.

وتمتد المشكلة حتى إلى مقابلات العمل، حيث يمكن للمرشحين ارتكاب خطأ النظر إلى هواتفهم أثناء التحدث مع مسؤولي التوظيف.

إذا كان أصدقاؤك وعائلتك، الذين يعرفونك ويحبونك، يزعجهم استخدامك لهاتفك، فكّر في الانطباعات التي قد تتركها على الأشخاص الذين هم أقل أُلفة بك.

إليك ما يمكنك فعله للسيطرة على علاقتك بهاتفك في العمل:

  • تتبع استخدامك: ابدأ بتتبع مقدار استخدامك للهاتف، ومتى، ولأي غرض. يمكنك توثيق هذه الملاحظات في مكان ما لتساعدك في تغيير سلوكك.
  • الاستعانة بالأشخاص الموثوق بهم في دائرتك: وسؤالهم عما إذا كانوا يجدون استخدامك للهاتف مشكلة أو مشتتاً للانتباه.
  • ديتوكس (عملية التخلص من السموم في الجسم): قم بتحديد مدة زمنية معينة كأسبوع مثلاً تقلل فيه استخدامك بشكل كبير. ومن شأن ذلك أن يساعدك على إعادة ضبط نفسك وفهم علاقتك الحالية بهاتفك. يقول ماثيو جينتسكوف، الأستاذ في جامعة ستانفورد الذي درس الإدمان الرقمي: «شعر الكثير من الأشخاص الذين دفعناهم للحد من استخدامهم لهواتفهم بسعادة حقيقية أنهم فعلوا ذلك». وأضاف: «تقوم مجموعة كبيرة من الناس بإعادة ضبط أنفسهم لجعل استخدامهم يتراجع بعد عملية الديتوكس».
  • تغيير إعدادات الإشعارات: بحيث تحدد التطبيقات التي ترغب بتلقي تنبيهاتها، أو تحديد أوقات محددة لتلقي تلك التنبيهات.
  • الاستفادة من ميزات «عدم الإزعاج» على هاتفك.
  • لا تستخدم هاتفك في أي مكان يتطلب الانخراط والتواصل البصري: وهذا يعني إبقاء هاتفك مغلقاً أثناء الاجتماعات، والمقابلات، وحتى في المحادثات غير الرسمية مع الزملاء. إذا كنت بحاجة إلى التقاط هاتفك للبحث عن شيء متعلق بالمناقشة أو التعامل مع شيء عاجل، فأبلغ الآخرين بما يحدث، كأن تقول: «دعني أبحث عن ذلك».
  • استخدم الكمبيوتر المحمول: لتجنب إغراء تطبيقات الهاتف والإشعارات.
  • إذا كنت ستذهب إلى مقابلة، ففكّر في تدوين الملاحظات بخط اليد بدلاً من الملاحظات الرقمية لتجنب الانطباعات السيئة غير المقصودة.

مقالات ذات صلة

5 أطعمة ابتعد عنها حتى لا تصاب بـ«الخرف»

صحتك هناك أنواع من الأغذية غير الصحية تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف (أ.ف.ب)

5 أطعمة ابتعد عنها حتى لا تصاب بـ«الخرف»

عندما نتسوق طعام الأسبوع، غالباً ما نركز على الطعام الذي نشتهيه هذه الفترة، والخضراوات والفواكه المتاحة، لكن الخبراء الآن يطلبون إضافة اعتبار جديد لأذهاننا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم اكتشاف نحو 52 ألف حالة إصابة بالكوليرا في 17 دولة حول العالم في شهر يوليو (د.ب.أ)

«الصحة العالمية»: اكتشاف 52 ألف حالة كوليرا على مستوى العالم في يوليو

أعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف اليوم الخميس، اكتشاف نحو 52 ألف حالة إصابة بالكوليرا في 17 دولة حول العالم في شهر يوليو (تموز) الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا طفل يعاني من جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)

السويد ترصد أول إصابة بالسلالة الجديدة من جدري القردة خارج أفريقيا

أعلنت وكالة الصحة العامة في السويد، الخميس، رصد أول إصابة خارج أفريقيا بالسلالة الجديدة من جدري القردة الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية «طارئة صحية عالمية».

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)

نظام غذائي قد يتصدى لسرطان البنكرياس... تعرف عليه

أشارت دراسة مبكرة إلى أن اتباع نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» ويقضي عليها بشكل فعال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يعد سرطان عنق الرحم الذي تصاب به نسبة كبيرة من النساء بين سن 35 و44 رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم وفق ما أظهرت دراسة امتدت 5 سنوات

«الشرق الأوسط» (لندن)

طلاء مرن فائق الرقة لتوليد الطاقة من ضوء الشمس

علماء الفيزياء بجامعة أكسفورد يبتكرون مادة جديدة شديدة المرونة يمكن تطبيقها على أي سطح تقريبًا لتوليد الطاقة من الشمس (Martin Small)
علماء الفيزياء بجامعة أكسفورد يبتكرون مادة جديدة شديدة المرونة يمكن تطبيقها على أي سطح تقريبًا لتوليد الطاقة من الشمس (Martin Small)
TT

طلاء مرن فائق الرقة لتوليد الطاقة من ضوء الشمس

علماء الفيزياء بجامعة أكسفورد يبتكرون مادة جديدة شديدة المرونة يمكن تطبيقها على أي سطح تقريبًا لتوليد الطاقة من الشمس (Martin Small)
علماء الفيزياء بجامعة أكسفورد يبتكرون مادة جديدة شديدة المرونة يمكن تطبيقها على أي سطح تقريبًا لتوليد الطاقة من الشمس (Martin Small)

كشف العلماء في قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد نهجاً جديداً لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، يمكن أن يحوّل مستقبل الطاقة المتجددة. وتبتعد هذه الطريقة المبتكَرة عن الاعتماد التقليدي على الألواح الشمسية القائمة على السيليكون، وتقدِّم بديلاً أكثر تنوعاً واستدامةً.

تتضمّن التكنولوجيا الجديدة طلاء أشياء مثل المباني والمركبات، وحتى الهواتف المحمولة، بمادة مرنة فائقة الرقة، يمكنها توليد الطاقة من ضوء الشمس.

التكنولوجيا وراء الابتكار

يكمُن جوهر هذا الابتكار في مادة جديدة تمتص الضوء، وهي رقيقة ومرنة بشكل مدهش، تكدّس هذه المادة طبقات متعدّدة تمتص الضوء في خلية شمسية واحدة، ويسمح هذا النهج متعدّد الوصلات للمادة بتسخير طيف أوسع من ضوء الشمس، ما يزيد بشكل كبير من كمية الطاقة المولَّدة.

وللمرة الأولى، تم اعتماد هذه المادة الجديدة لتوفير كفاءة طاقة تزيد عن 27 في المائة، أي على قدم المساواة مع أفضل الخلايا الكهروضوئية القائمة على السيليكون المتاحة حالياً، وقد تم منح الشهادة من المعهد الوطني الياباني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا (AIST)، ما يؤكد بشكل أكبر على إمكانات المادة قبل نشر الدراسة البحثية في وقت لاحق من هذا العام.

أبرز الدكتور شوايفينج هو، زميل ما بعد الدكتوراه في الفيزياء بجامعة أكسفورد، التقدم السريع الذي أصبح ممكناً من خلال هذا النهج متعدّد الوصلات. وقال إنه «في غضون 5 سنوات فقط قمنا بزيادة كفاءة تحويل الطاقة من حوالي 6 في المائة إلى أكثر من 27 في المائة، وهو ما يقترب من حدود ما يمكن أن تحقّقه الخلايا الكهروضوئية أحادية الطبقة اليوم». وأضاف: «نعتقد أن هذا النهج يمكن أن يؤدي في النهاية إلى كفاءات أكبر، ربما تتجاوز 45 في المائة».

الدكتور شوايفينج هو... زميل ما بعد الدكتوراه في الفيزياء بجامعة أكسفورد (Martin Small)

حل متعدّد الاستخدامات ومستدام

تتمثّل إحدى أهم مزايا هذه المادة الجديدة في تعدّد استخداماتها، حيث يبلغ سُمكها أكثر من ميكرون واحد، أي أرقّ بنحو 150 مرة من رقاقة السيليكون، ويمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من الأسطح، وليس فقط الألواح الشمسية التقليدية. تفتح هذه المرونة العديد من الاحتمالات لتوليد الطاقة الشمسية بطرق جديدة ومبتكرة.

ويؤكّد الدكتور جونكي وانج، زميل ما بعد الدكتوراه في برنامج ماري سكودوفسكا كوري أكشنز في قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد، أنه من خلال استخدام مواد جديدة يمكن تطبيقها طلاءً، يمكن إثبات أنه يمكن تكرار أداء السيليكون، بل وحتى تجاوزه، مع اكتساب فائدة المرونة أيضاً.

ويرى جونكي وانج أن هذا أمر بالغ الأهمية؛ لأنه يَعِد بزيادة توليد الطاقة الشمسية، دون الحاجة إلى كميات هائلة من الألواح القائمة على السيليكون، أو المزارع الشمسية المبنية خصيصاً.

ويعتقد الباحثون أن هذا النهج يمكن أن يقلّل بشكل كبير من تكلفة الطاقة الشمسية، ما يجعلها الشكل الأكثر استدامةً للطاقة المتجددة المتاحة، ومنذ عام 2010 انخفضت التكلفة العالمية المتوسطة للكهرباء الشمسية بنحو 90 في المائة، ما يجعلها أرخص بنحو الثلث من الطاقة المولَّدة من الوقود الأحفوري.

وتَعِد الابتكارات مثل هذا بمزيد من خفض التكاليف، من خلال تقليل الاعتماد على الألواح السيليكونية، والحاجة إلى مزارع شمسية واسعة النطاق.

مادة ضوئية جديدة من الأغشية الرقيقة في مختبر روبوتي تم بناؤه خصيصًا في قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد (Martin Small)

الإمكانات التجارية والتأثير المستقبلي

بدأت شركة أكسفورد للطاقة الكهروضوئية -وهي شركة انبثقت عن الجامعة لتسويق الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من «البيروفسكيت»- بالفعل في تصنيع هذه الخلايا الشمسية الجديدة على نطاق واسع في منشأتها في براندنبورغ أندر هافيل بألمانيا، ويمثل هذا المصنع أول خط تصنيع ضخم في العالم للخلايا الشمسية المترادفة المصنوعة من «البيروفسكيت» والسيليكون.

وعلى الرغم من التقدم فإن البروفيسور سنيث هنري سنيث، أستاذ الطاقة المتجددة بقسم الفيزياء بجامعة أكسفورد، يلاحظ أن المملكة المتحدة قد تخسر قيادة هذه الصناعة الناشئة دون دعم أكثر قوة. ويقول: «لقد فكّرنا في الأصل بمواقع التصنيع في المملكة المتحدة، لكن الحوافز المالية والتجارية المقدّمة في أجزاء أخرى من أوروبا والولايات المتحدة كانت أكثر إقناعاً».

ويؤكد أنه بينما ركزت المملكة المتحدة على بناء مزارع شمسية جديدة، فإن النمو الحقيقي سيأتي من تسويق ابتكارات مثل هذه. وأضاف سنيث: «يمكن أن تصبح أحدث الابتكارات في المواد والتقنيات الشمسية التي تم عرضها في مختبراتنا منصةً لصناعة جديدة، وتصنيع المواد لتوليد الطاقة الشمسية بشكل أكثر استدامةً، وبتكلفة أقل باستخدام المباني والمركبات والأشياء القائمة».

رؤية للمستقبل

يمتد التأثير المحتمل لهذه التكنولوجيا إلى ما هو أبعد من كفاءة الطاقة وخفض التكاليف، فمن خلال تمكين توليد الطاقة الشمسية على مجموعة واسعة من الأسطح، يمكن لهذا الابتكار أن يقلّل بشكل كبير من الحاجة إلى المزارع الشمسية التقليدية، ويدمج الطاقة المتجددة بشكل أكثر سلاسة في الحياة اليومية.

ومع استمرار العالم في التحول إلى مصادر طاقة أكثر خُضرةً، فإن العمل الذي يقوم به علماء أكسفورد يقدّم لمحة عن مستقبل الطاقة الشمسية، من خلال دفع حدود ما هو ممكن باستخدام المواد الكهروضوئية.