1,4 مليون فتاة حُرمن من الدراسة في أفغانستان منذ عودة «طالبان»

فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية قبل حرمانهن من التعليم في عموم أفغانستان (إ.ب.أ)
فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية قبل حرمانهن من التعليم في عموم أفغانستان (إ.ب.أ)
TT

1,4 مليون فتاة حُرمن من الدراسة في أفغانستان منذ عودة «طالبان»

فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية قبل حرمانهن من التعليم في عموم أفغانستان (إ.ب.أ)
فتيات أفغانيات يذهبن إلى المدرسة الابتدائية قبل حرمانهن من التعليم في عموم أفغانستان (إ.ب.أ)

أفادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الخميس، أن ما لا يقل عن 1,4 مليون فتاة في أفغانستان حُرمن من التعليم الثانوي منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، ما يعرّض مستقبل جيل كامل للخطر.

وقالت اليونسكو في بيان إن الوصول إلى التعليم الأساسي تراجع أيضا بشكل حاد، حيث انخفض عدد الفتيات والفتيان الملتحقين بالمدارس بنحو 1,1 مليون، بينما تحتفل سلطات طالبان بمرور ثلاث سنوات على استعادتها السلطة في 15 أغسطس (آب) 2021.

وأعربت المنظمة الأممية عن قلقها "إزاء العواقب الضارة لهذا المعدل المتزايد لعدم الالتحاق بالمدارس الذي قد يؤدي إلى زيادة عمالة الأطفال والزواج المبكر". أضافت "في غضون ثلاث سنوات فقط، قضت سلطات الأمر الواقع تقريبا على عقدين من التقدم المطرد للتعليم في أفغانستان، ومستقبل جيل كامل أصبح الآن في خطر".

وأشارت المنظمة إلى أن هناك الآن نحو 2,5 مليون فتاة حرمن من حقهن في التعليم، وهو ما يمثل 80% من الفتيات الأفغانيات في سن الدراسة. وفرضت إدارة طالبان التي لا تعترف بها أي دولة أخرى قيودا على النساء وصفتها الأمم المتحدة بأنها "نظام فصل بين الجنسين".

وأفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. وقالت اليونسكو "نتيجة الحظر الذي فرضته سلطات الأمر الواقع، حُرمت نحو 1,4 مليون فتاة من الوصول إلى التعليم الثانوي بشكل متعمد منذ عام 2021".

ويمثل هذا زيادة قدرها 300 ألف فتاة منذ الإحصاء السابق الذي أجرته المنظمة الأممية في أبريل (نيسان) 2023.

وحضت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي المجتمع الدولي على البقاء متأهبا من أجل "تحقيق إعادة فتح المدارس والجامعات دون قيد أو شرط أمام الفتيات والنساء الأفغانيات". وقالت اليونسكو إن عدد تلاميذ المدارس الابتدائية في أفغانستان تراجع أيضا، حيث سجل 5,7 مليون فتاة وفتى عام 2022، مقارنة ب6,8 مليون عام 2019.

وحمّلت المنظمة مسؤولية هذا الانخفاض لقرار السلطات بمنع المعلمات من تدريس الصبيان، فضلا عن افتقار الأهالي للحوافز التي تدفعهم إلى إرسال أطفالهم للمدارس. وأشار بيان اليونسكو إلى أن الالتحاق بالتعليم العالي مثير للقلق أيضا، حيث انخفض عدد طلاب الجامعات بنسبة 53% منذ عام 2021.

وقالت اليونسكو "نتيجة لذلك، ستواجه البلاد بسرعة نقصا في الخريجين المدربين على الوظائف الأكثر مهارة، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل التنمية".


مقالات ذات صلة

ممثلة أفغانستان في «الأولمبية الدولية» تأمل أن تُغيّر «طالبان» موقفها من حقوق النساء

آسيا الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)

ممثلة أفغانستان في «الأولمبية الدولية» تأمل أن تُغيّر «طالبان» موقفها من حقوق النساء

رأت عضو اللجنة الأولمبية الدولية عن أفغانستان، سميرة أصغري، أن على «طالبان» إدراك أنه إذا أرادت يوماً أن تحظى بقبول دولي، فعليها احترام حق النساء في التعليم

«الشرق الأوسط» (باريس) «الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا مسعود خان يقوم بفرز الجوارب المصنوعة حديثاً تمهيداً لتعبئتها في ورشة عمل للجوارب يعمل بها بالكامل رجالٌ من ذوي الإعاقة في مدينة هرات غرب أفغانستان يوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 (أ.ب)

أفغانستان: ناجٍ من تفجير يؤسس مصنع جوارب يمنح الأمل بتوظيف ذوي الإعاقة

في غرفة صغيرة تتوسط مدينة هرات، الواقعة في أقصى الغرب الأفغاني، يدفع شهاب الدين نفسه بيديه فوق أرضية الورشة متجهاً نحو كومة من الجوارب التي خرجت لتوها من الفرز.

«الشرق الأوسط» (كابول -هرات (أفغانستان) )
آسيا عناصر من الشرطة الأفغانية خلال حفل تخرج اليوم الخميس في جلال آباد (إ.ب.أ) play-circle

بفتوى وتعهدات رسمية... «طالبان» تقدم تطمينات ضمنية لباكستان

تسعى «طالبان» لاحتواء التوتر مع باكستان بفتوى وتعهد رسمي بعدم استخدام أراضي أفغانستان لهجمات عبر الحدود، في محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد بعد هجمات دامية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ تم تصوير روح الله. ر. الذي لم يرغب في إظهار وجهه أو الكشف عن اسم عائلته خوفاً من إدارة الهجرة والجمارك الأميركية منزله في نورث هايلاندز - كاليفورنيا الجمعة 5 ديسمبر 2025 (اب)

تزايد اعتقالات الأفغان من قِبل إدارة الهجرة الأميركية في أعقاب هجوم الحرس الوطني

شرعت السلطات الفيدرالية في حملة اعتقالات متزايدة بحق الأفغان، حيث يخضع الأفغان لرقابة شديدة بعد أيام من إطلاق النار على اثنين من جنود الحرس الوطني.

«الشرق الأوسط» ( ساكرامنتو (كاليفورنيا))
الولايات المتحدة​ العقيد جوناثان فون انضم إلى سلاح مشاة البحرية قبل أحداث 11 سبتمبر (نيويورك تايمز)

اختيار ضابط سابق في مشاة البحرية لقيادة فرق الدفاع في غوانتانامو

اختير العقيد جوناثان فون، الذي انضم إلى سلاح مشاة البحرية قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، مع عودة القضاة إلى خليج غوانتانامو. واختارت إدارة ترمب عقيداً في مشاة…

كارول روزنبرغ (واشنطن )

المساجد في إندونيسيا لم تسلم من الفيضانات

رجل يستعد لأداء صلاة الجمعة أمام مسجد الإحسان الذي دمرت الفيضانات جزءاً منه في آتشيه تاميانغ بإندونيسيا (أ.ف.ب)
رجل يستعد لأداء صلاة الجمعة أمام مسجد الإحسان الذي دمرت الفيضانات جزءاً منه في آتشيه تاميانغ بإندونيسيا (أ.ف.ب)
TT

المساجد في إندونيسيا لم تسلم من الفيضانات

رجل يستعد لأداء صلاة الجمعة أمام مسجد الإحسان الذي دمرت الفيضانات جزءاً منه في آتشيه تاميانغ بإندونيسيا (أ.ف.ب)
رجل يستعد لأداء صلاة الجمعة أمام مسجد الإحسان الذي دمرت الفيضانات جزءاً منه في آتشيه تاميانغ بإندونيسيا (أ.ف.ب)

في جزيرة سومطرة الإندونيسية التي اجتاحتها فيضانات أسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل، منعت آلاف الأشجار التي اقتلعتها السيول المصلّين من الوصول إلى المساجد، الجمعة.

وبلغت حصيلة الفيضانات، وهي من الأسوأ التي شهدتها سومطرة في شمال الجزيرة في الفترة الأخيرة، بما في ذلك في آتشيه (التي تعرّضت لتسونامي في 2004)، 995 قتيلاً و226 مفقوداً ونحو 890 ألف نازح، الجمعة، حسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.

في دار المخلصين، تعذّر على الناجين من الفيضانات أداء صلاة الجمعة في المسجد الذي أغلقت مدخله آلاف الأشجار بعدما جرفتها الأمطار الغزيرة التي تهطل منذ أسبوعين، ما حال دون إمكان الوصول إليه.

وقال أنغا (37 عاماً) الذي يتحدر من بلدة تانجونغ كارانغ المجاورة: «ليس لدينا أيّ فكرة من أين يأتي كلّ هذا الخشب».

طائرة عسكرية تتبع للجيش الإندونيسي تحمل أجولة أرز ومساعدات أخرى لضحايا الفيضانات شمال سومطرة (أ.ف.ب)

وقبل الفيضانات، كان المسجد يستقطب جمعاً غفيراً من المصلّين. أما اليوم، يضيف أنغا: «فلم يعد ممكناً الوصول إليه. وكان المسجد يقع بالقرب من نهر. لكن النهر اختفى وتحوّل إلى حقل للموت».

وأشار قرويون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الأشجار وجذوعها التي جرفها التيّار وأحاطت بالمسجد سمحت بتفادي أن يحلّ دمار أكبر به.

وعاين مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الخراب الذي أصاب الموقع حيث انتشرت الأشجار المقتلعة الآتية على الأرجح من المزارع المجاورة في محيط المسجد.

حماية أفضل للغابات

عزت السلطات الأضرار في جزء منها إلى الاستغلال الحرجي المتفلّت من الضوابط.

ويعتبر خبراء البيئة أن إزالة الغابات على نطاق واسع فاقمت الفيضانات وانهيارات التربة، بتدميرها الغطاء الحرجي الذي يثبّت عادة التربة ويحتبس التساقطات. وتعدّ إندونيسيا من البلدان التي تشهد أعلى نسب سنوية لإزالة الأحراش.

وأكّد الرئيس برابوو سوبيانتو، الذي زار، الجمعة، منطقة آتشيه تاميانغ، للضحايا أن الحكومة تعمل على تحسين الوضع.

وصرّح: «نعرف أن الظروف صعبة لكننا سنتغلّب عليها معاً»، داعياً السكان إلى «توخّي الحيطة واليقظة».

رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو زار منطقة آتشيه تاميانغ التي شهدت فيضانات والتقى بعض الضحايا (أ.ف.ب)

وتقدّم الرئيس بالاعتذار عن «القصور المحتمل»، مؤكداً: «نحن نعمل بلا كلل أو ملل». ودعا في معرض حديثه عن المسائل البيئية إلى حماية أفضل للغابات، مشدّداً: «ينبغي عدم قطع الأشجار عشوائياً».

وقال: «أطلب من الحكومات المحلية التحلّي باليقظة والسهر على طبيعتنا وحمايتها قدر المستطاع».

غير أن الاستياء متعاظم في أوساط ضحايا الفيضانات الذين ما انفكّوا يشتكون من بطء المساعدات.

وقد تبلغ كلفة الإعمار بعد الكارثة أكثر من 51 مليار روبية (3,1 مليارات دولار) وترفض الحكومة الإندونيسية طلب مساعدة دولية.

وذهب خيري رمضان (37 عاماً) إلى بلدة بابو المجاورة للصلاة، على أمل إيجاد مسجد سلم من أضرار الفيضانات. وعلق: «قد تكون بعض المساجد قد نُظّفت وأريد التغلب على الحزن الذي يسكنني».


ممثلة أفغانستان في «الأولمبية الدولية» تأمل أن تُغيّر «طالبان» موقفها من حقوق النساء

الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
TT

ممثلة أفغانستان في «الأولمبية الدولية» تأمل أن تُغيّر «طالبان» موقفها من حقوق النساء

الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)
الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)

رأت عضو اللجنة الأولمبية الدولية عن أفغانستان، سميرة أصغري، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن على السلطات الطالبانية أن تدرك أنه إذا أرادت يوماً أن تحظى بقبول دولي، فعليها احترام حقوق النساء في التعليم والرياضة.

ورغم ذلك، تؤيد أصغري، البالغة 31 عاماً والتي تعيش في المنفى للمرة الثانية، الانخراط في حوار مع حكومة «طالبان»، التي منعت الفتيات من الدراسة بعد سن الثانية عشرة، وحظرت عمل النساء في معظم الوظائف والخدمات العامة، وكذلك منعت ممارستهن الرياضة.

يلوّح الأفغان بعَلم «طالبان» بينما يحضر رجال الدين والقراء الجدد من مدرسة إسلامية أو مدرسة دينية حفل تخرُّجهم في منطقة صابري بولاية خوست 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وتُقر أصغري، التي أصبحت في عام 2018 أول شخص من أفغانستان في عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، بأن «الوضع صعب للغاية»، وأن الدفاع عن رياضة النساء في أفغانستان «يتطلب بعض الحذر».

ومع ذلك فإن لاعبة كرة السلة الدولية السابقة، مثل كثير من أبرز الرياضيات الأفغانيات، لا تتردد في التحدث علناً عن معاملة النساء تحت حكم «طالبان».

وقالت، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، عبر البريد الإلكتروني: «الواقع هو أنه عندما تتخذ موقفاً علنياً دفاعاً عن حقوق النساء تصبح هدفاً، لكنني أؤمن بشدة بالتواصل والانخراط».

وأضافت: «ما دامت (طالبان) هي الواقع على الأرض في أفغانستان، فلا يمكننا أن نُضيع الوقت دون فعل شيء. من جهتي، حاولت تسهيل النقاشات بين اللجنة الأولمبية الدولية والسلطات الحالية، مع التركيز على حقوق النساء والفتيات في الرياضة، خصوصاً الفتيات في المدارس الابتدائية اللواتي ما زلن داخل أفغانستان».

وأجرت اللجنة الأولمبية الدولية محادثات مع سلطات «طالبان» منذ عام 2021، بعد إجلاء بعض الرياضيين والمدربين الأفغان وعائلاتهم من البلاد.

وفي المفاوضات التي سبقت «أولمبياد باريس 2024»، نجحت «الأولمبية الدولية» في إشراك فريق أفغاني متوازن بين الجنسين، جميع أفراده في المنفى.

وتقول أصغري، وهي واحدة من أربعة أبناء لأمّ كانت خبيرة تجميل محترفة متقاعدة وأبٍ كان مديراً في اللجنة الأولمبية الوطنية الأفغانية، إن «المحادثات ليست دائماً سهلة»، مضيفة: «ليست الغاية منها إضفاء الشرعية على أي حكومة، لكنها مهمة جداً لخلق فرص ملموسة للأجيال القادمة من الفتيان والفتيات في أفغانستان».

«تغيير جذري»

ومع تشتت الرياضيات الأفغانيات حول العالم، يصبح تشكيل الفِرق أمراً معقداً.

ومع ذلك، شارك فريق كرة القدم النسائي، المؤلَّف من لاعبات مقيمات في أوروبا وأستراليا، مؤخراً في دورة ودية في المغرب من تنظيم الاتحاد الدولي للعبة «فيفا».

ورأت أصغري أن «هذا الدعم للرياضيات خارج أفغانستان هو مجرد خطوة أولى، وآملُ أن يتماشى (فيفا) مع المحادثات الجارية بين اللجنة الأولمبية الدولية و(طالبان)».

وتأمل أصغري أن تصل الرسالة إلى حكام أفغانستان، مضيفة: «(طالبان) تسلمت البلاد، وهي الآن تحاول الحفاظ على السلطة متجاهلةً الحقوق الأساسية للإنسان، خصوصاً حقوق النساء. من الصعب جداً أن تستمر في حكم أفغانستان بهذه الطريقة على المدى الطويل، ويجب أن تدرك (طالبان) أن قبولها دولياً مرتبط مباشرة باحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حق النساء في التعليم والرياضة».

وأشارت أصغري، التي حضرت مؤخراً دورة ألعاب التضامن الإسلامي في الرياض حيث تَنافس رجال ونساء أفغان، إلى أنها تأمل في «انفراجات صغيرة» بموقف «طالبان».

وقالت: «أعتقد أيضاً أنه إذا استطعنا إيجاد ثغرات صغيرة، مثل تطوير الرياضة في المدارس الابتدائية حيث ما زالت الفتيات مسموح لهن بالدراسة حتى الصف السادس، فعلينا استغلالها. هذا لا يعني قبول قيود (طالبان)، بل عدم التخلي عن الفتيات والنساء في أفغانستان». وتابعت: «علينا التعامل مع الواقع، مع الاستمرار في الدفع نحو تغيير جذري».

وترى أصغري أن تحقيق اختراقات صغيرة كهذه يمكن أن يمنع الأضرار التي لحقت النساء خلال فترة حكم (طالبان) الأولى بين عاميْ 1996 و2001.

وقالت إنها لاحظت ذلك عند عودتها من أول فترة منفى لها في إيران، مضيفة: «ما يُقلقني بشدة هو أننا نخلق جيلاً ضائعاً آخر. أتذكر عندما كنت في الصف السادس في سن الثانية عشرة، وكانت هناك امرأة في العشرين من عمرها تجلس بجانبي في الصف نفسه؛ لأنها لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة خلال الحقبة السابقة لـ(طالبان)».

وكشفت: «لم أكن أعرف كيف أتواصل معها، وكان الأمر صعباً علينا، لكنه كان أصعب عليها لأنها فقدت سنوات كثيرة. لا يمكنني قبول حدوث ذلك مرة أخرى. لهذا السبب، حتى الفرص الصغيرة مهمة للغاية».

ورغم الصورة القاتمة، تحتفظ أصغري بالأمل وتؤمن بـ«الانخراط والحوار المستمر» مع «طالبان»، وتختم قائلة: «مستقبل أفغانستان هو هذا الجيل الشاب. علينا أن نمنحه كل فرصة ممكنة، مهما كانت صغيرة، وألا نتخلى عنه أبداً».


الحكم على رئيس الاستخبارات الباكستانية الأسبق بالسجن بعد محاكمة عسكرية

الفريق الركن فايز حميد الحليف المقرّب لرئيس الوزراء السابق عمران خان تولّى في السابق قيادة جهاز الاستخبارات الباكستانية القوي (أ.ب)
الفريق الركن فايز حميد الحليف المقرّب لرئيس الوزراء السابق عمران خان تولّى في السابق قيادة جهاز الاستخبارات الباكستانية القوي (أ.ب)
TT

الحكم على رئيس الاستخبارات الباكستانية الأسبق بالسجن بعد محاكمة عسكرية

الفريق الركن فايز حميد الحليف المقرّب لرئيس الوزراء السابق عمران خان تولّى في السابق قيادة جهاز الاستخبارات الباكستانية القوي (أ.ب)
الفريق الركن فايز حميد الحليف المقرّب لرئيس الوزراء السابق عمران خان تولّى في السابق قيادة جهاز الاستخبارات الباكستانية القوي (أ.ب)

أعلنت محكمة عسكرية باكستانية، الخميس، الحكم على الفريق أول فايز حميد، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية «آي إس آي»، بالسجن 14 عاماً، بعد إدانته بتهم تتعلق بالفساد والتدخل في السياسة وإساءة استخدام السلطة.

ويشكل الحكم لحظةً نادرةً في التاريخ السياسي الباكستاني، إذ إنها المرة الأولى التي يُحاكم فيها رئيس سابق لأقوى جهاز استخباراتي في البلاد ويُسجن على يد المؤسسة العسكرية نفسها.

ويُعدّ هذا التطور نهاية درامية لمسار صعود ضابط كان يُنظر إليه يوماً على أنه أحد أبرز مهندسي المشهد السياسي الداخلي، في بلد لطالما لعب فيه الجيش دور «صانع الملوك».

ووفق بيان رسمي لـ«إدارة العلاقات العامة» في الجيش، فقد اعتُقل حميد في أغسطس (آب) 2024، وأُدين بأربع تهم تشمل الانخراط في أنشطة سياسية، وانتهاك قانون الأسرار الرسمية، وإساءة استخدام موارد الدولة، والتسبب بخسائر مالية جسيمة. وحُكم عليه بالسجن مع «الأشغال الشاقة» وفق المصطلح القانوني الباكستاني.

ويرى محللون أن محاكمة حميد تأتي في سياق حملة متصاعدة ضد المقربين من رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي تولى السلطة بين 2018 و2022، وكان هو من اختار حميد لرئاسة الاستخبارات. ومنذ تسلّمه قيادة الجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، يعمل المشير سيد عاصم منير على تعزيز نفوذه داخل المؤسسة العسكرية. فقد أقرّ البرلمان الشهر الماضي تعديلاً دستورياً يمنحه صلاحيات موسعة وحصانة قانونية مدى الحياة، واضعاً تحت سلطته مختلف أفرع الجيش، ومقلصاً دور القضاء الأعلى عبر نقل بعض الصلاحيات الرقابية إلى المؤسسة العسكرية.

ويرى داعمو التعديل أنه خطوة لاستقرار البلاد، بينما يصفه منتقدون بأنه تركيز غير مسبوق للسلطة. وقال محامي حميد، ميان علي أشفق، إنه يعتزم تقديم طعن بالحكم فور حصوله على نسخة رسمية من قرار المحكمة. وفي بيان الجيش، ورد أن محكمة عسكرية أخرى ستنظر في قضية منفصلة متعلقة باتهامات حول «إثارة اضطرابات سياسية بالتنسيق مع أطراف حزبية»، في إشارة يفهم منها أنها مرتبطة بالتحقيقات المستمرة في دور حميد المحتمل في احتجاجات مايو (أيار) 2023، عندما هاجم آلافٌ من أنصار عمران خان منشآت عسكرية عقب توقيفه.

كانت طموحات حميد السياسية، إذ لم يُخفِ سعيه لتولي منصب قائد الجيش - المنصب الأقوى في البلاد - قد أدت إلى توتر علاقته مع القيادة الحالية تحت إمرة المشير منير. وكان حميد أحد أربعة جنرالات مرشحين للمنصب في ذلك الحين.

كما تعود بعض الاتهامات ضده إلى فضيحة عقارية عام 2017 في إسلام آباد، حين اتُّهم مع شقيقه بمحاولة السيطرة على مشروع إسكان خاص من خلال اعتقال مالكه وابتزازه. وخلال فترة رئاسته للاستخبارات الباكستانية بين 2019 و2021، اكتسب حميد نفوذاً واسعاً، إذ طالته اتهامات المعارضة بتلفيق قضايا ضد خصوم الحكومة، والتدخل في إدارة شؤون الدولة من خلف الكواليس.

ويقول الصحافي والمحلل السياسي رضا رومي، المقيم في نيويورك، إن حميد كان يتصرف بـ«جرأة غير معتادة»، وإن محاكمته «تسلّط الضوء على مدى التجاوزات التي ظلت بلا مساءلة لسنوات».

ويرى مراقبون أن الحكم رسالة واضحة لكل من يفكر في تحدي المؤسسة العسكرية. ويقول عمر قريشي، كاتب الرأي في صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية: «إنها رسالة قوية لأنصار عمران خان بألا يتوقعوا الإفراج عنه قريباً، وأن يتراجعوا عن الاحتجاجات الأخيرة. وهي أيضاً تحذير مباشر لضباط الجيش بضرورة الالتزام بالصف». ومنذ الإطاحة بعمران خان في تصويت بحجب الثقة عام 2022، ثم منعه من الترشح وسجنه العام الماضي، تشن المؤسسة العسكرية حملةً واسعةً ضدّه وضد أنصاره. ويقول خان إن التهم الموجهة إليه ذات دوافع سياسية، فيما يتهم هو ومؤيدوه المشير منير بانتهاج الأساليب ذاتها التي اتُّهم حميد باستخدامها سابقاً لدعم حكومة خان.

* خدمة «نيويورك تايمز»