أفاد مسؤولون يمنيّون وعُمّال إغاثة بأن نحو 45 شخصاً ماتوا بسبب الفيضانات، الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظتي الحديدة وحجة، ليل الثلاثاء، وبأن مئات المساكن تضرّرت نتيجة لذلك، بينما دعت الحكومة المنظّمات الإغاثية إلى إسناد جهودها في تقديم العون للمتضرّرين.
وذكرت مصادر إغاثية في محافظة الحديدة اليمنية (غرب) لـ«الشرق الأوسط» أن أكثر من 30 شخصاً تُوفوا، وأن هناك 5 مفقودين، بينما نزحت مئات الأسر من مساكنها، كما جرفت السيول الطرقات والمزارع، وغمرت المنازل في عاصمة المحافظة (الحديدة)، وعدد من المديريات التابعة لها.
وألحقت الأمطار الغزيرة، حسب المصادر، أضراراً بالغة بالمساكن والمزارع في مديرية عبس، التابعة لمحافظة حجة الواقعة شمال الحديدة، حيث توفي 6 أشخاص نتيجة الصواعق، كما تضرر نحو 400 مسكن بشكل كلي، بينما ذكرت مصادر حكومية أن 4 عسكريين ماتوا عندما جرفت السيول السيارة التي كانوا يستقلّونها في مديرية حيس، التابعة للحكومة الشرعية جنوب شرقي محافظة الحديدة.
وأجرى رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك اتصالات مكثفة مع الوزراء المعنيين ومحافِظي المحافظات المتضرّرة، وغرف الطوارئ والوحدات التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، واستمع خلالها منهم إلى تقارير أولية حول الأضرار، والجهود المبذولة للتعامل معها بشكل عاجل، ووجّه بالتركيز في المقام الأول على حماية المواطنين، وتحذيرهم بالابتعاد عن الأودية ومجاري السيول، وفق ما أوردته المصادر الرسمية.
ووفقاً للمصادر أمر بن مبارك بإعطاء جهود الإنقاذ والإغاثة للمواطنين والنازحين المتضررين من سيول الأمطار الأولوية القصوى، وتوفير البدائل اللازمة لهم في المناطق الأكثر تضرراً، وتنفيذ التدابير العاجلة لتصريف مياه السيول، وتحشيد كل الإمكانات والوسائل المتوافرة لذلك... مؤكداً على حصر الأضرار، وتحديد أولويات التدخل العاجلة المطلوب تنفيذها للتعامل مع هذه الكارثة.
ووجّه رئيس الوزراء اليمني دعوة عاجلة للمنظمات الأممية والدولية لإسناد جهود الحكومة في تقديم العون الإنساني والإغاثي الطارئ للمتضرّرين من كارثة السيول، وتلبية الاحتياجات العاجلة.
«الأرصاد» يحذّر
نبّه المركز الوطني اليمني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر السكانَ في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها بأخذ الحيطة، وحذّرهم من الوجود في بطون الأودية ومجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار، كما حذّرهم من العواصف الرعدية والرياح الشديدة.
ونبّه المركز سائقي المركبات إلى تدنّي مدى الرؤية الأفقية نتيجة هطول الأمطار، وتشكُّل السحب المنخفضة على الطرقات الجبلية، ومن الانهيارات الصخرية، وعبور الجسور الأرضية أثناء تدفق السيول.
وتوقع المركز في نشرته التحذيرية استمرار هطول أمطار متفاوتة الغزارة، مصحوبة بالعواصف الرعدية، يصاحبها رياح وتساقُط حبّات البرد على محافظات صعدة وحجة والمحويت وريمة وإب وذمار وتعز.
كما توقع أمطاراً متفاوتة الشدة، يصحبها الرعد أحياناً على أجزاء من محافظات عمران وصنعاء، والضالع، ولحج، والبيضاء، ومرتفعات أبين وشبوه، وحضرموت والمهرة، مع أجواء غائمة جزئياً إلى غائمة ومغبرة نسبياً، على المناطق الساحلية، مع هطول أمطار متفاوتة الشدة على سواحل ومرتفعات تهامة (غرب)، ومتفرقة على أجزاء من السواحل الجنوبية.
وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ذكر أن 15 شخصاً توفوا، كما تضرّر 10 آلاف شخص نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول الناتجة عنها، التي ضربت مديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب).
وأكّد المكتب الأممي أن السيول دفنت أكثر من 80 بئراً، وجرفت أراضي زراعية، وألحقت أضراراً بالمنازل والبنية التحتية، وأن وكالات الإغاثة تستجيب للاحتياجات العاجلة، وسط صعوبات في الوصول، ونقص التمويل للاستجابة السريعة.