نتنياهو: مستعدون «دفاعياً وهجومياً» مع ترقّب هجوم إيران وحلفائها

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: مستعدون «دفاعياً وهجومياً» مع ترقّب هجوم إيران وحلفائها

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، أن إسرائيل مستعدة «دفاعياً وهجومياً» و«تمضي قدماً نحو الانتصار»، في حين يسود ترقُّب في البلاد لهجوم يُتوقّع أن تشنّه إيران وحلفاؤها.

وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل «عازمة على الدفاع» عن نفسها بعد تهديدات بالانتقام لمقتل القيادي البارز في «حزب الله»، فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو مخاطباً مجنّدين جدداً في قاعدة تل هشومير العسكرية بتل أبيب: «نمضي قدماً نحو الانتصار». وأضاف: «أدرك أن سكان إسرائيل قلقون، وأطلب منكم شيئاً واحداً: كونوا صبورين وهادئين».

وتابع: «نحن مستعدون على المستويين الدفاعي والهجومي. نحن نضرب أعداءنا، ومصممون على الدفاع عن أنفسنا».

وفي حين أعلنت إسرائيل اغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأسبوع الماضي، لم تعلّق الدولة العبرية على مقتل هنية في طهران.

إلا أن إيران و«حماس» تتّهمان إسرائيل باغتيال هنية، وقد توعّدتا مع «حزب الله» اللبناني بالانتقام.

على نحو منفصل، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، في مؤتمر صحافي، إن «هذه البلاد قادرة على الدفاع عن نفسها، بالطبع على النحو الذي يشهده أعداؤنا، وإنما أيضاً على نحو لم يشهدوه».

وتابع: «نعرف كيف نتعامل مع هذا التهديد الإيراني... مع حلفائنا نحن قادرون على مواجهتهم».

تزامنت تصريحات نتنياهو مع دخول الحرب الدائرة في غزة شهرها الحادي عشر.

اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، بينهم 39 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 39 ألفاً و677 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

ماكرون يحضّ نتانياهو على «تجنّب دوامة أعمال انتقامية»

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (ا.ف.ب)

ماكرون يحضّ نتانياهو على «تجنّب دوامة أعمال انتقامية»

حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في اتصال هاتفي الأربعاء، على «تجنّب دوامة أعمال انتقامية"، وذلك في ظلّ تصاعد…

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تداهم منزلا غرب مدينة جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

إسرائيل تواصل مداهماتها في الضفة الغربية

أعلنت السلطات الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية داهمت مخيم بلاطة للاجئين قرب مدينة نابلس، اليوم (الأربعاء)، ودمرت المقر المحلي لحركة «فتح».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة الملتقطة من موقع شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان تصاعُد الدخان أثناء قصف إسرائيلي جنوب لبنان 6 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«حزب الله» يستهدف موقع السماقة الإسرائيلي ومقر قيادة الفيلق الشمالي

أعلن «حزب الله» اللبناني في بيان، مساء الأربعاء، أن عناصره استهدفوا موقع السماقة الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، ومقر قيادة الفيلق الشمالي الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير خلال الإيجاز الصحافي اليومي بالعاصمة الأميركية واشنطن في 6 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

البيت الأبيض: قريبون من وقف إطلاق النار في غزة رغم التوتر

أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن إسرائيل وحركة «حماس» ما زالتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية يحيى السنوار يتحدّث خلال اجتماع بمدينة غزة في 30 أبريل 2022 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يتوعّد بالعثور على السنوار وتصفيته

توعّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي، الأربعاء، بالعثور على يحيى السنوار وتصفيته، بعدما سُمّي رئيساً للمكتب السياسي لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مجموعات حقوقية تدين إعدام إيران «المقيت» لمتظاهر

مدخل سجن محافظ كرمانشاه في غرب إيران (منظمة السجون الإيرانية)
مدخل سجن محافظ كرمانشاه في غرب إيران (منظمة السجون الإيرانية)
TT

مجموعات حقوقية تدين إعدام إيران «المقيت» لمتظاهر

مدخل سجن محافظ كرمانشاه في غرب إيران (منظمة السجون الإيرانية)
مدخل سجن محافظ كرمانشاه في غرب إيران (منظمة السجون الإيرانية)

واجهت إيران إدانات من مجموعات حقوقية، الأربعاء، على خلفية إعدامها شخصاً أُدين بقتل عقيد في «الحرس الثوري»، خلال احتجاجات عام 2022؛ إذ شدَّد ناشطون على أن اعترافاته انتُزعت تحت التعذيب، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويُعد غلام رضا رسائي (وهو في منتصف الثلاثينات من عمره) عاشر شخص يتم إعدامه في إيران على خلفية الاحتجاجات التي استمرت لعدة أشهر، واندلعت في سبتمبر (أيلول) 2022، بعد وفاة مهسا أميني، وهي في الحجز لدى الشرطة بدعوى سوء الحجاب.

أُعدم رسائي داخل سجن في مدينة كرمانشاه الثلاثاء، بعدما أُدين بقتل العقيد في «الحرس الثوري»، وفق ما أفادت به وكالة «ميزان»، منصة السلطة القضائية الإيرانية.

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن مقتل العقيد نادر بيرمي، وعرّفت عنه على أنّه رئيس استخبارات «الحرس الثوري» في محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية في غرب إيران. وكانت المحافظة من بؤر الحركة الاحتجاجية، بعد وفاة أميني.

واتّهمت مجموعات حقوقية إيران مراراً باستخدام عقوبة الإعدام ضد المحتجين، مع عدم مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة، في مسعى لترهيب المتعاطفين معهم. وتفيد المصادر نفسها بأن إيران هي الدولة الأكثر تنفيذاً لحكم الإعدام في العالم بعد الصين.

ينتمي رسائي إلى الأقلية الكردية، وهو من أتباع الديانة اليارسانية (أهل الحق). وتم إعدامه سرّاً من دون إبلاغ عائلته ولا محاميه مسبقاً، في حين أُجبرت عائلته على دفن جثته بمنطقة نائية بعيداً عن منزله، وفق ما كشفت عنه «منظمة العفو الدولية».

غلام رضا رسائي (شبكات التوصل الاجتماعي)

وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا في «منظمة العفو الدولية»، ديانا الطحاوي: «في الوقت الذي تمحور فيه اهتمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية على التوترات الإقليمية مع إسرائيل، نفَّذت السلطات الإيرانية سراً عملية إعدام تعسفي مقيتة بحق شاب تعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في الاحتجاز، بما في ذلك العنف الجنسي، قبل أن يُحكم عليه بالإعدام بعد محاكمة صورية».

«ترهيب»

وأشارت إلى أن عملية الإعدام مثال جديد «على عزم السلطات الإيرانية المميت على استخدام عقوبة الإعدام كأداة للقمع السياسي، ولزرع الرعب في قلوب الناس».

وأوضحت «منظمة العفو» بأن حكم الإعدام صدر بحقه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 «بعد محاكمة فادحة الجور استندت إلى اعترافات قسرية انتُزعت منه تحت وطأة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك الضرب والصعق بالكهرباء والخنق والعنف الجنسي».

وأشارت «منظمة حقوق الإنسان» في إيران (غير الحكومية)، ومقرها النرويج، إلى أن رسائي أفاد في المحكمة بأن اعترافاته انتُزعت تحت التعذيب، لكن القاضي تجاهل الأمر كما تجاهل شهادتين من خبيرين، بما في ذلك تقرير للطب الشرعي أكد أنه لا يمكن أن يكون هو القاتل.

وقال مدير «المنظمة»، محمود أميري مقدّم إن «حكم الإعدام صدر وطُبّق بناء على اعترافاته المشوبة بالتعذيب بهدف ترهيب العامة».

وذكرت «منظمة حقوق الإنسان» في إيران أن الجمهورية الإسلامية أعدمت 313 شخصاً على الأقل خلال هذا العام وحده.

في هذه الأثناء، تم تحويل أكثر من 20 مدانا حُكم عليهم بالإعدام بتهم تتعلّق بالمخدرات والقتل إلى زنزانات مخصصة لانتظار تنفيذ أحكام الإعدام، في سجن قزل حصار بمدينة كرج خارج طهران استعداداً لتنفيذ الأحكام بحقهم.

وأفادت مجموعات حقوقية بأن عملية الإعدام الأخيرة تظهر أن إيران لم تتوقف عن تطبيق عقوبة الإعدام منذ تنصيب الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان، الأسبوع الماضي.

ورأى «مركز عبد الرحمن بوروماند» الحقوقي، ومقره الولايات المتحدة، أن «إعدام رسائي ليس أمراً غير إنساني ورجعي فحسب، ولكنه أيضاً غير قانوني وغير عادل، حتى بموجب قوانين الجمهورية الإسلامية».