«أولمبياد باريس»: كايليا نمور توازن القلب بين فرنسا والجزائر

تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ف.ب)
تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: كايليا نمور توازن القلب بين فرنسا والجزائر

تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ف.ب)
تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ف.ب)

على شاشة هاتفها الجوال، الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية 2024 مرصّعة بقطعة من برج إيفل. وصيفة بطلة العالم لاعبة الجمباز الشابة كايليا نمور، لديها فكرة واحدة فقط في ذهنها: أن تصبح بطلة أولمبية. كان من الممكن أن يكون ذلك بألوان فرنسا في باريس، لكنه سيكون في نهاية المطاف مع الجزائر.

تتألق نمور المولودة عام 2006 في جهازها المفضل: العارضتين مختلفتَي الارتفاع. هو الجهاز الذي خوّلها نيل أول ميدالية كبرى لها في بطولة العالم لعام 2023 في مدينة أنتويرب البلجيكية، حيث تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

في عاصمة الأنوار، تألقت اللاعبة الفرنسية - الجزائرية الأحد بجمعها 15.600 نقطة، بفارق كبير عن رصيدها في بطولة العالم عندما جمعت 15.033 نقطة، وقبل كل شيء، أفضل نتيجة في مجموعتها التي ضمت الأميركيات بينهن النجمة سيمون بايلز.

في المسابقة العامة، حلّت خامسة على مقربة من البرونزية وتخوض الأحد مسابقتها المفضّلة. ربما لا تكون الميدالية الذهبية التي يمكن أن تفوز بها في الدور النهائي بعيدة جداً في العارضتين المختلفتَي الارتفاع.

قالت نمور بحماس خلال لقاء مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في مدينة ريميني الإيطالية على هامش بطولة أوروبا: «في السابعة عشرة من عمري، بدأت مسيرتي للتو!».

لقد تغيّر كل شيء منذ ثلاث سنوات بالنسبة لنمور. كان الخلل هو طفرة النمو التي تسبّبت في مشكلة في العظام (تسمى التهاب العظم والغضروف)، مما يتطلب إجراء عملية جراحية في كل ركبة.

أوضح مدربها في نادي أفوان-بومون الصغير (إندر-إي-لوار)، مارك شيريلسينكو، الذي يديره مع زوجته جينا، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنه أمر نادر إلى حد ما، لكنها كانت حساسة جداً تجاهه».

لمدة عام، اضطرت اللاعبة الواعدة إلى تعليق مسيرتها الرياضية.

في عام 2022، كانت تخطّط إلى العودة، لكنها شعرت بمنعها بسبب استشارة طبيب للاتحاد الفرنسي للجمباز.

قال طبيب الاتحاد بيار بيلار للصحافة الفرنسية: «لقد جمعت خبراء الطب الرياضي وخبراء الجراحة الذين اتخذوا قراراً طبياً يتضمّن قيوداً مؤقتة على الممارسة».

وأضاف: «قلنا لكايليا إنها يمكن أن تستأنف اللعب على العارضتين بشرط أن تسير الأمور بشكل جيد وأن تكون هناك متابعة. واعتماداً على التطور، مع القليل من الوقت، ربما نسمح لها باللعب أكثر قليلاً في أجهزة أخرى غير العارضتين حيث ستكون الركبتان محميتين تماماً».

اعترض المقربون من الواعدة نمور التي تحدثت عن «فيتو» من جانب الاتحاد الفرنسي للعبة على القرار، وبدأت معركة قانونية استمرت أشهراً عدة بين الطرفين، بموازاة نزاع بين ناديها والاتحاد الفرنسي للعبة.

قال شيريلسينكو: «استُبعدت كايليا من تشكيلة المنتخب الفرنسي. لذلك عندما رأينا أن الأمور تزداد سوءاً، اتصل الأهل بالاتحاد الجزائري. لم يحدث ذلك من قبيل الصدفة».

وهكذا وضعت كايليا نمور نفسها رهن إشارة الجزائر وشاركت باسمها في بطولة العالم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثم في باريس في الألعاب الأولمبية.

يقول مدرّبها الذي يتابعها منذ أن كانت صغيرة: «عادة ما أقول إن كايليا فرنسية، لكنها اختارت تمثيل الجزائر بسبب قناعاتها الرياضية. أعتقد أنها وجدت توازناً».

بدأت كايليا نمور ممارسة الجمباز عندما كانت صغيرة جداً، وانتظرت عائلة شيريلسينكو حتى بلغت 8-10 سنوات للانتقال إلى أشياء أكثر جدية.

قال المدرّب مازحاً: «في البداية، لم تكن لديها المورفولوجيا. كانت صغيرة وممتلئة بعض الشيء، وعندما كبرت أصبحت البطة القبيحة بجعة كبيرة، إذا جاز لي استخدام هذا التعبير».

نمور، التي يعمل والدها في المعلوماتية وأمها «تعمل طوال الوقت!» كما تقول هي نفسها، لديها جسم كبير مقارنة مع الممارسين والممارسات لرياضة الجمباز؛ أي 1.60 متر. يقدّمها مدرّبها على أنها «لاعبة جمباز أنيقة وجميلة ولديها الكثير من الليونة».

وأوضح المدرب مبتهجاً أنها نشأت في وسط عائلة مكوّنة من خمسة أشقاء؛ ولدين و3 فتيات، أصغرهن هي إيلينا التي يمكن أن تشارك في الألعاب الأولمبية في عام 2032.

شغوفة بالحلويات؛ تصنع بنفسها الكعك في كل فرصة، وتأمل أن تفتح مختبرها يوماً ما، ومدمنة للرومانسية الجديدة على الجانب الأدبي، تعيش كايليا اليوم فقط من أجل الميدالية الأولمبية.

تكرّر دائماً مثل تعويذة: «أتمنى حقاً أن أحصل على هذا، وسأفعل كل شيء من أجله».


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية الكندي داميان وارنر أخفق في القفز بالزانة (إ.ب.أ)

«أولمبياد باريس - قوى»: نهاية مسيرة الكندي وارنر في الدفاع عن لقبه في العشاري

توقفت مسيرة الكندي داميان وارنر في الدفاع عن لقبه الأولمبي في مسابقة العشاري، السبت، بعد توقف منافسات القفز بالزانة بالنسبة له.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية السباح الآيرلندي دانييل ويفن (أ.ب)

السباح الآيرلندي ويفن: أشعر وكأنني سيمون بايلز

لم يكن دانييل ويفن معتاداً على الشهرة التي تصاحب الفوز بلقب أولمبي، وذلك بعد أن أصبح أول آيرلندي يفوز بميدالية ذهبية في منافسات السباحة بالأولمبياد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية السويدي أرمان دوبلانتيس حامل اللقب الأولمبي في القفز بالزانة (رويترز)

«أولمبياد باريس - قوى»: دوبلانتيس يتأهل إلى نهائي القفز بالزانة

تأهل أرمان دوبلانتيس حامل اللقب الأولمبي في القفز بالزانة إلى نهائي المسابقة السبت في استاد فرنسا ضمن منافسات ألعاب القوى بأولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية السعودي حسين عاصم آل حزام (الشرق الأوسط)

أولمبياد باريس - قوى: إخفاقات عربية بالجملة

خرج السعودي حسين عاصم آل حزام السبت من الدور الأول لمسابقة القفز بالزانة في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب الأولمبية في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس - سباحة»: السويدية شيوستروم تضع الرقم القياسي في 50 متراً نصب عينيها

السباحة السويدية سارة شيوستروم (رويترز)
السباحة السويدية سارة شيوستروم (رويترز)
TT

«أولمبياد باريس - سباحة»: السويدية شيوستروم تضع الرقم القياسي في 50 متراً نصب عينيها

السباحة السويدية سارة شيوستروم (رويترز)
السباحة السويدية سارة شيوستروم (رويترز)

تفكر السويدية سارة شيوستروم في رقمها القياسي العالمي في سباق 50 متراً (حرة) بعد تسجيل أسرع زمن في التصفيات في أولمبياد باريس الصيفي السبت.

وسجلت شيوستروم صاحبة الميدالية الفضية في ألعاب طوكيو في عام 2021 زمناً قدره 23.85 ثانية أي أبطأ بواقع 0.04 فقط عن الرقم القياسي الأولمبي الذي سجلته الأسترالية إيما ماكيون في طوكيو.

وحققت السباحة السويدية الرقم القياسي العالمي البالغ 23.61 ثانية في بطولة العالم في فوكوكا باليابان العام الماضي.

وقالت شيوستروم (30 عاماً) للصحافيين: «لم يسبق أن كنت بهذه السرعة في التصفيات في هذا النوع من المسابقات مثل الألعاب الأولمبية أو بطولات العالم لذا أشعر بالرضا. بالنسبة للخمسين متراً، عادة ما أحتاج إلى خوض بضعة سباقات قبل الوصول إلى السرعة الإضافية. أعتقد بالتأكيد أنني سأكون أسرع قليلاً بمجرد خوض غماره».

وفازت شيوستروم بذهبية سباق 100 متر (حرة)، يوم الأربعاء الماضي، وتسعى لتحقيق ثنائية سباقي السرعة في الدورة.

وشهدت منافسات السباحة في الدورة تسجيل رقم قياسي عالمي واحد فقط حتى الآن رغم تحطيم الكثير من الأرقام القياسية الأولمبية.

وتقام منافسات قبل النهائي في سباق 50 متراً مساء السبت على أن يقام النهائي الأحد.

وتشارك شيوستروم أيضاً مع منتخب السويد في سباق التتابع المتنوع 4 في 100 متر وسيقام هذا السباق الأحد وبه تختتم منافسات السباحة في الدورة.