«حزب الله» يتوعد بردّ «من خارج المعادلات والضوابط»

إسرائيل تستعد.. وتُلوّح بتوغل بري في جنوب لبنان

امرأة تنتحب خلال تشييع أم وثلاثة أطفال من الجنسية السورية قُتلوا بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة شمع بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
امرأة تنتحب خلال تشييع أم وثلاثة أطفال من الجنسية السورية قُتلوا بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة شمع بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يتوعد بردّ «من خارج المعادلات والضوابط»

امرأة تنتحب خلال تشييع أم وثلاثة أطفال من الجنسية السورية قُتلوا بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة شمع بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
امرأة تنتحب خلال تشييع أم وثلاثة أطفال من الجنسية السورية قُتلوا بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة شمع بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

استأنف «حزب الله» عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، على وقع تأهب إسرائيلي، استعداداً لصد رد «حزب الله» المرتقب على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، تمثَّل في استنفار سلاح الجو الإسرائيلي الذي كثّف طلعاته في الأجواء اللبنانية.

وتوعّد «حزب الله» بردٍّ من خارج المعادلات. وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، الشيخ علي دعموش، إن «الاعتداء على الضاحية كان من خارج المعادلات والضوابط المعتمَدة، والرد عليه سيكون من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة في المعركة، وعلى العدو أن ينتظر العقاب الآتي».

عناصر من «حزب الله» يحملون نعش قائدهم العسكري فؤاد شكر خلال تشييعه في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

وتستعد الولايات المتحدة لإرسال طائرات مقاتِلة إضافية إلى الشرق الأوسط، «في أسرع وقت»؛ لمواجهة الهجوم المتوقَّع من إيران وحلفائها في المنطقة على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، يوم الأربعاء الماضي، في طهران، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، الجمعة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول عسكري أميركي، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، في ظل حديثه عن مسائل عملياتية، أن «القوات الأميركية في الشرق الأوسط تتخذ (التدابير اللازمة) لزيادة الجاهزية القتالية، وحماية القوات الأميركية وحلفائها ضد أي تهديدات من إيران أو الجماعات المسلَّحة المدعومة من إيران».

وذكرت «نيويورك تايمز» أن «العمل لا يزال جارياً» في واشنطن على تحديد عدد الطائرات التي سيجري إرسالها إلى المنطقة، وكذلك إصدار الموافقات النهائية من كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن.

تلويح بتدخل بري

وبموازاة الاستعدادات للتعامل مع الرد الإيراني وردّ «حزب الله»، الذي أكده أمين عام الحزب حسن نصر الله، يوم الخميس، لوَّحت إسرائيل بتوغل بري في جنوب لبنان، إذ ذهبت التسريبات الإسرائيلية إلى أقصى تهديد يتمثل في الكشف عن تأييد أعضاء في الكنيست مبدأ التوغل البري في لبنان. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن «خطة» للتوغل، لكن أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست وصفوا الخطة، في رسالة جرى توجيهها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنها «مغلوطة». وقال نواب بالكنيست، في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة، وليس إلى الحسم». وعدَّ أعضاء من الكنيست أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، بوصفها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتُكبت في العملية البرية بقطاع غزة».

الدمار اللاحق بمنشأة مدنية استهدفتها غارة إسرائيلية وأسفرت عن مقتل 3 أطفال وأمهم في شمع بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

عمليات «حزب الله»

على الضفة اللبنانية، استأنف «حزب الله» عملياته العسكرية المنفصلة عن الرد المتوقع، بدءاً من ليل الخميس، وذلك بعد تعليق العمليات لمدة 48 ساعة تَلَت اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر. وأعلن الحزب تنفيذ أربع عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية، تمثلت الأولى في استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في ‏موقع الضهيرة بالقذائف ‏المدفعية، واستهداف موقع السمّاقة في تلال ‏كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية، واستهداف موقع بياض بليدا بقذائف ‌‏المدفعية، فضلاً عن استهداف موقع المرج ‏بالأسلحة ‌‏الصاروخية، كما جاء في بيانات متتالية.

وكانت صفارات الإنذار قد دوَّت في عرب العرامشة، القريبة من القاعدة التي أعلن «حزب الله» أنه استهدفها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استهدف مطلِق النار من جنوب لبنان باتجاه عرب العرامشة».

في المقابل، أغارت طائرة مُسيّرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين، كما تعرضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي لقصف مدفعي إسرائيلي.

وشيَّع أهالي بلدة شمع في قضاء صور أربعة أشخاص من التابعية السورية هم أم وثلاثة من أطفالها، قُتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في البلدة، ليل الخميس.

تشييع امرأة وثلاثة أطفال قُتلوا في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

وردَّ «حزب الله» على القصف الإسرائيلي بإطلاق عشرات من صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا، كما أعلن «حزب الله» أن مُقاتليه في وحدات الدفاع الجوي «أطلقوا، ليل الخميس، صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود‏ اللبنانية مع فلسطين المحتلّة».

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد حلَّق، ليل الخميس، بكثافة فوق الجنوب، وخصوصاً فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وأطلق البالونات الحرارية، وشنّ عدداً من الغارات الوهمية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف عدد من البلدات في القطاع الأوسط، ولا سيما جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.


مقالات ذات صلة

رد «حزب الله» المرتقب على إسرائيل… تحت سقف الحرب الموسعة

تحليل إخباري عناصر في «حزب الله» يحملون نعش القيادي العسكري البارز فؤاد شكر خلال تشييعه بضاحية بيروت الجنوبية (د.ب.أ)

رد «حزب الله» المرتقب على إسرائيل… تحت سقف الحرب الموسعة

يخشى الطرفان من أن يؤدي رد كبير من قبل الحزب أو حتى رد مشترك موحد لمحور إيران إلى حرب موسعة في المنطقة من دون سقف.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية صورة تعبيرية لعلم تركيا على أحد المباني من بكسباي

إسرائيل تستدعي نائب سفير تركيا بسبب تنكيس علم السفارة حداداً على هنية

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية نائب السفير التركي، الجمعة، لتوبيخه بعد أن نكست السفارة التركية في تل أبيب علمها حداداً على إسماعيل هنية.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي نظام القبة الحديدة يعترض صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«القبة الحديدية» الإسرائيلية تعترض «وابلاً» من صواريخ «حزب الله»

أعلن «حزب الله» أنه أطلق وابلا من الصواريخ على شمال إسرائيل، الخميس، «ردا» على غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان، في أول هجوم يشنه بعد مقتل أحد قيادييه الكبار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)

تحليل إخباري إسرائيل تحاول «عبثاً» تحطيم «حماس» باغتيال هنية وتأكيد مقتل الضيف

يُجمع الخبراء الإسرائيليون على أن هذه العمليات تعدّ نجاحات تكتيكية ولكنها أيضاً قد تكون فشلاً استراتيجياً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي عناصر إغاثة لبنانيون يمشّطون المنطقة عقب قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان (أ.ف.ب)

4 قتلى سوريين في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أربعة سوريين على الأقل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، أوضح مصدر في هيئة صحية أنهم من أفراد عائلة نازحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية بلغ مستوى قياسياً في 2023

منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
TT

التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية بلغ مستوى قياسياً في 2023

منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)

شهد عام 2023 توسعاً قياسياً للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلّة هو الأكبر منذ توقيع اتفاقات أوسلو في تسعينات القرن الماضي، وفق تقرير لبعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، صدَرَ الجمعة.

وتوقعت البعثة، في منشور على منصة «إكس»، «تفاقم الأوضاع في 2024 بسبب التطورات الأخيرة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ووفق التقرير، منحت السلطات الإسرائيلية تراخيص لبناء 12 ألفاً و349 وحدة سكنية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ويُعدّ هذا الرقم قياسياً؛ إذ لم يجرِ بلوغه منذ توقيع اتفاقات أوسلو في عام 1993.

وفي القدس الشرقية، التي ضمّتها إسرائيل في عام 1967، مُنحت تراخيص لبناء 18 ألفاً و333 وحدة سكنية. وفي المجموع، جرت الموافقة على بناء 30 ألفاً و682 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عام 2023، وهو العدد الأكبر من التصاريح الممنوحة في عام واحد منذ 2012، وفق الاتحاد الأوروبي.

ويشير التقرير إلى تداعيات لهذه المشاريع على حل (قيام) دولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني «مبنيّ على أن القدس عاصمة للدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية.

وذكّر التقرير بأن الاتحاد الأوروبي طلب مراراً من إسرائيل عدم مواصلة مشاريعها في إطار سياستها الاستيطانية، ووضع حد لكل أنشطة الاستيطان. والأنشطة الاستيطانية لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية غير قانونية بنظر القانون الدولي، لكنها تواصلت في عهد كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1967.

وتدفع الأحزاب اليمينية المتطرفة المنضوية في الائتلاف الحاكم بإسرائيل حالياً لتسريع التوسع الاستيطاني. ويقيم نحو 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلّة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.

وفي الضفة الغربية أيضاً مستوطنات «عشوائية»؛ أي بُنيت دون ترخيص. وفي عام 2023، أقيمت 26 مستوطنة عشوائية، «وهو العدد الأكبر في عام واحد منذ 1991»، وفق التقرير الذي أوضح أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم تشريع 15 منها.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً لأعمال العنف، خصوصاً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة. وقُتل 594 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، و17 إسرائيلياً بينهم جنود، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».