مشاورات مصرية - أميركية لحلحلة الأزمة في السودان

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
TT

مشاورات مصرية - أميركية لحلحلة الأزمة في السودان

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريللو، في القاهرة، مساء الأربعاء، وبحث معه في تطورات الأزمة السودانية، والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب الداخلية.

وقال دبلوماسيون وسياسيون إن «المشاورات المصرية - الأميركية تستهدف حلحلة الأزمة السودانية، ودعم مبادرة الخارجية الأميركية لإجراء محادثات في جنيف بين طرفي الحرب؛ لوقف إطلاق النار». وأكّدوا أهمية «التنسيق بين القاهرة وواشنطن في مسار الحل السياسي الشامل لتلك الأزمة».

وتأتي مباحثات بيريللو، بعد أن بحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره المصري، تطورات الوضع في السودان، في اتصال هاتفي، الثلاثاء. وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تُسفر الجهود الدولية عن «حلحلة الأزمة، ووقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل، وإتاحة الفرصة لنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى السودانيين».

ودعت الخارجية الأميركية مؤخراً لمبادرة جديدة تجمع طرفي القتال: الجيش، و«قوات الدعم السريع»، في محادثات بسويسرا، منتصف أغسطس (آب)، بهدف العمل على إنهاء الحرب.

وأعلن قائد «الدعم» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قبوله المشاركة، في حين وافقت الحكومة السودانية على الدعوة (بشروط). وقالت وزارة الخارجية في بورتسودان، الثلاثاء، إن «أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني».

جانب من مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

وربط نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، صلاح حليمة، بين زيارة المبعوث الأميركي للقاهرة، ومفاوضات جنيف المرتقبة. وقال إن «واشنطن تسعى لإحداث حلحلة للأزمة السودانية، من خلال التنسيق مع دول الجوار والقوى الإقليمية قبل إجراء المشاورات بين طرفي الحرب». وأوضح حليمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة الأميركية تستهدف العمل لتنفيذ مخرجات مسار جدة لحل الأزمة السودانية».

واستضافت مدينة جدة بمبادرة سعودية - أميركية محادثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، ونص على «حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية».

وسبق أن شارك الطرفان في محادثات غير مباشرة، احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، بوساطة من الأمم المتحدة لبحث الأوضاع الإنسانية، لكنها «لم تتوصل إلى تقارب في الرؤى حول اتفاق مشترك بشأن إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين».

وقال حليمة إن «الجانب الأميركي بات يتحدث عن إشراك المجتمع السوداني في مسار الحل السياسي»، وأرجع ذلك «إلى مخرجات مبادرة مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي دعت له مصر، بحضور ممثلي الكتل السياسية الرئيسية في السودان».

واستضافت القاهرة مؤخراً فعاليات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية. وأكّد البيان الختامي للمؤتمر «ضرورة الوقف الفوري للحرب، والالتزام بإعلان جدة، والنظر في آليات تنفيذه».

قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو الماضي (الشرق الأوسط)

وقلّل الباحث السياسي في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، صلاح خليل، من تأثير التدخل الأميركي في الأزمة السودانية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدور الأميركي في وقف الحرب السودانية لا يحظى بثقة الجيش السوداني». وأرجع ذلك إلى «رفض قادة الجيش مساواة واشنطن للمؤسسة العسكرية بـ(الدعم السريع)، في مسارات التفاوض الخاصة بالحرب».

ورأى خليل أنه «لا يوجد أمل في إحداث تقدّم بمفاوضات وقف الحرب خلال اجتماعات جنيف المرتقبة»، بسبب «الشروط التعجيزية التي قدمتها الحكومة السودانية قبل الجلوس إلى مائدة التفاوض، وخصوصاً أن تُخلي عناصر (الدعم السريع) المنازل والمناطق التي تستولي عليها، إلى مناطق خارج الأحياء السكنية».


مقالات ذات صلة

مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل عسكري في اليمن

شمال افريقيا مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل في اليمن (الشرق الأوسط)

مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل عسكري في اليمن

نفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن «قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الاجتماع الوزاري لـ«اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بمصر» (الخارجية المصرية)

مصر تستعد لـ«مراجعة دورية» لملف حقوق الإنسان في جنيف

تستعد الحكومة المصرية لجلسة «المراجعة الدورية الشاملة» لملف حقوق الإنسان في البلاد، المقرر لها 28 يناير الحالي، في جنيف.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الري المصري يستعرض موقف مشروعات التعاون بين مصر ودول حوض النيل (وزارة الري المصرية)

مصر تُعزّز حضورها الأفريقي بالتوسع في مشروعات المياه

تعزز مصر حضورها الأفريقي بالتوسع في مشروعات المياه بدول القارة

عصام فضل (القاهرة )
شمال افريقيا مخاوف من تراجع جديد للجنيه أمام الدولار (تصوير: عبد الفتاح فرج)

سؤال 2025 الأبرز في مصر: أين سيذهب الدولار؟

«أين سيذهب الدولار؟» سؤال بات متكرراً في أوساط مصرية عدة، وسط مخاوف من تراجع جديد للجنيه أمام العملة الأميركية؛ ما ينذر بمزيد من الغلاء وارتفاع الأسعار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا في مثل هذا التوقيت من كل عام يتجدد جدل تهنئة المسيحيين بالأعياد (المركز الإعلامي للأزهر)

شيخ الأزهر يزور تواضروس وسط جدل متكرر حول «تهنئة المسيحيين» بالأعياد

زار شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، في مقر الكاتدرائية المرقسية الكبرى بحي العباسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
TT

اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)
الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)

أثرت الأوضاع الداخلية في الجزائر بتداعياتها في فرنسا، خصوصاً ما ارتبط بعلاقة السلطات بنشطاء الحراك المعارضين. ففي اليومين الأخيرين، اعتقلت الشرطة الفرنسية «مؤثرين» جزائريين لتحريضهما على قتل مواطنين لهما يقيمون بفرنسا، بحجة أنهم «يبحثون عن زرع الاضطرابات في الجزائر». كما تم التبليغ عن ثالث، حرَض على قتل ناشط بارز يعيش في الجزائر.

واعتقلت الشرطة في مدينة برست بشمال غرب فرنسا، الجمعة، مؤثراً يستخدم منصة «تيك توك»، اسمه «يوسف زازو»، بشبهة «التحريض على القتل، وتنفيذ هجمات فوق التراب الفرنسي»، حسب صحف فرنسية. كما تم اعتقال شخص في المدينة نفسها، يُشتبه في كونه شريكه.

محمد تاجديت ضحية تحريض بالقتل من مؤثر جزائري مقيم بفرنسا (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

ويبلغ «زازو» من العمر 25 سنة، ويتحدر من غرب الجزائر، وهو تحت أمر إداري بالطرد من فرنسا بعد أن رفضت سلطات برست تجديد التصريح له بالإقامة. ووصل «المؤثر» إلى فرنسا عام 2020، في إطار «لَمّ الشمل العائلي»، لزواجه من فرنسية، حسب الإعلام الفرنسي. وله أكثر من 400 ألف متابع على «تيك توك»، ويتوجه عادة إلى المهاجرين، عبر حسابه.

وبث يوسف عشية السنة الجديدة، فيديو تناول فيه دعوات إلى تنظيم مظاهرات في فرنسا مطلع 2025، من طرف معارضين للتعبير عن التذمر من «سوء الأوضاع في الجزائر»، وبأن النظام القائم «يمارس التضييق على الناشطين المعارضين في البلاد». وقال «زازو» إن من يقف وراء هذه الدعوات «لا يحبون الخير للبلاد»، وحرَض على «تصفيتهم». كما شجع على «تنفيذ هجمات في فرنسا إذا وفرت حكومتها الحماية لهم».

ونقلت «وكالة الأنباء الفرنسية»، عن بيان للمدعية العامة ببرست، كامي ميانسوني، بأن يوسف تم احتجازه احتياطياً، الجمعة، في السجن المحلي، وأنه سيمثُل أمام المحكمة في 24 فبراير (شباط) المقبل، بتهمة «الدعوة علناً إلى ارتكاب عمل إرهابي».

ويواجه يوسف، في حال إدانته، عقوبة بالسجن تصل إلى 7 سنوات، ودفع غرامة قدرها 100 ألف يورو، وفق بيان المدعية العامة. وأكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو في منشور، الجمعة، أن «زازو يوسف يجب أن يُحاسب على أفعاله أمام القضاء»، مشيراً إلى أن «الرسالة واضحة: لا تساهل في مثل هذه الأمور».

منشور وزير الداخلية الفرنسية حول اعتقال المؤثر الجزائري يوسف

وفي اليوم نفسه، اعتقلت شرطة مدينة غرونوبل (جنوبي شرق)، جزائرياً يملك آلاف المتابعين بـ«تيك توك»، يسمى «عماد تن تن»، بسبب فيديوهات بثها تدعو إلى «الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية»، بحق نشطاء جزائريين مناهضين لحكومة بلادهم.

وأوضحت السلطات القضائية المحلية، السبت، أنه تم تمديد احتجاز عماد (31 سنة) لدى الشرطة، وأعيد تصنيف الواقعة على أنها «تحريض مباشر على عمل إرهابي، عن طريق خدمة اتصال عمومية عبر الإنترنت»، فيما بدا من نبرة حديث «تن تن»، أنه يتحدر من الشرق الجزائري.

ونشر وزير الداخلية تغريدة جاء فيها: «الليلة، المؤثر الجزائري عماد تن تن في الحجز الاحتياطي. يجب عليه أيضاً الإجابة عن التصريحات المشينة التي أدلى بها على (تيك توك)، أمام القضاء. يجب عدم السماح لأي شيء بالمرور». وشكر روتايو القضاة والقوات الأمنية «الذين مكنونا من هذه الاعتقالات. يجب ألا نترك أي شيء يمر».

التيكتوكر يوسف الذي اعتُقل في فرنسا بسبب التحريض على قتل معارضين للسلطة في الجزائر (متداولة)

وفيما يبدو أن هناك تنسيقاً بخصوص إطلاق «حملة التحريض على الناشطين المعارضين»، ذكرت صحف فرنسية صادرة، الأحد، أن عمدة مونبلييه (جنوب) مايكل دولافوس، أخطر النيابة المحلية بوجود فيديو لـ«مؤثر» جزائري يسمى بوعلام، حرَّض فيه على «تعذيب وقتل» الناشط البارز محمد تاجديت، المقيم بالجزائر والذي سُجن مرات عدة على أساس تهم «تقويض الأمن في البلاد، والتحريض على الفوضى والإساءة إلى رموز الدولة». ونشر تاجديت خطاب «المؤثر» ضده، على حسابه بـ«فيس بوك»، على سبيل الاستنكار.