«سينما كارافان» في مناطق لبنان... ثقافة وانفتاح على مدى شهر

أفلام تُعرَض مجاناً وتصلح لجميع أفراد العائلة

فيلم «ميا والأسد الأبيض» يُعرض في مهرجان «سينما كارافان» (المركز الثقافي الفرنسي)
فيلم «ميا والأسد الأبيض» يُعرض في مهرجان «سينما كارافان» (المركز الثقافي الفرنسي)
TT

«سينما كارافان» في مناطق لبنان... ثقافة وانفتاح على مدى شهر

فيلم «ميا والأسد الأبيض» يُعرض في مهرجان «سينما كارافان» (المركز الثقافي الفرنسي)
فيلم «ميا والأسد الأبيض» يُعرض في مهرجان «سينما كارافان» (المركز الثقافي الفرنسي)

منذ 2009، والمركز الثقافي الفرنسي يواصل تنظيم «سينما كارافان». فالحدث يُعدّ واحداً من المهرجانات السنوية التي ينتظرها اللبنانيون في جميع المناطق. الهدف من هذه الفسحة الثقافية توفير لحظات من التسلية لروّادها، وإفساح المجال أمام الشباب اللبناني للاستفادة من العروض.

هذا العام، ينطلق «سينما كارافان» في 1 أغسطس (آب) من بلدة أميون الشمالية، ويستمر في جولاته حتى 31 منه. ومن المناطق التي يحطّ فيها، بلدات حمات ولبعة وشرتون وريفون وعاليه والباروك وزحلة وغيرها، ليختتم فعالياته في بلدة جباع الشوفية بعرض فيلم «أستريكس وأوبليكس - الإمبراطورية الوسطى».

5 أسابيع مليئة بلحظات تختزل الثقافة والتبادل والانفتاح، تنتظر هواة العروض السينمائية في الهواء الطلق. بين 15 بلدة لبنانية، ستتنقَّل هذه الأفلام، وبعضها يُعرَض للمرّة الأولى، وتتألّف من «كنز نيكولا الصغير»، و«الذئب والأسد»، و«أستيريكس وأوبليكس - الإمبراطورية الوسطى». كذلك ستُعرض أفلام «رحلة الأمير»، و«ديفرتيمنتو»، و«ميا والأسد الأبيض». تبدأ العروض في الثامنة مساء، وتفتح أبوابها مجاناً أمام روّادها ليتابعوها باللغة الفرنسية مع ترجمة إلى العربية والإنجليزية.

من «كنز نيكولا الصغير» الذي يستهلّ العروض في أميون (المركز الثقافي الفرنسي)

وهي تُقدَّم بالتعاون بين المركز الثقافي الفرنسي والبلديات والجمعيات المحلّية. ومعظم الأفلام المعروضة تصلح لجميع أفراد العائلة؛ من بينها ما يتوجَّه مباشرة إلى الأطفال والمراهقين.

ففيلم «ديفرتيمينتو» يروي قصة التوأمين «زاهية» و«فطومة» من أصل جزائري، المقيمتَيْن في منطقة سان دنيس بضواحي باريس، والحالمتَيْن بالعمل في مجال الموسيقى الكلاسيكية. «زاهية» تطمح لأن تصبح قائدة أوركسترا، و«فطومة» تحبّ العزف على الكمان. وفي رحلة أحلامهما، تتعرّض الأولى إلى فشل في مسابقة تتقدّم إليها، لكن أصدقاءها يعدُّون لها مفاجأة تُعدِّل مزاجها، وبذلك تخرج من عزلتها لتقود فرقتهم الموسيقية.

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تقول جويل عبيد في بلدية أميون: «نوفّر هذا النوع من النشاطات بشكل دائم لأبناء بلدتنا. ويجمعنا منذ 24 عاماً تعاون فعّال مع المركز الثقافي الفرنسي، فننظّم عروضاً سينمائية ونشاطات أخرى تجذب جميع أعمار سكان البلدة». هذا النوع من النشاطات الثقافية تصفه عبيد بالتجارب الرائعة. وتتابع: «لا أستطيع نسيان ما حقّقته هذه العروض في العام الماضي. فقد استضفنا (سينما كارافان) من خلال فيلم (بيكاسين). تفاعل الأولاد مع العرض بشكل لافت. كان الصمت يعمّ أجواء الحديقة العامة المُستضيفة للحدث. وبلغ عدد الحضور نحو 250 شخصاً. هذا العام، عرض علينا المركز أسماء أفلام عدّة، فاخترنا منها (كنز نيكولا الصغير). فالمهرجان ينطلق من بلدتنا ونحن متحمّسون جداً لذلك».

يروي «كنز نيكولا الصغير» للفرنسي جوليان رابونو قصة شيّقة تدور في أجواء كوميدية. فيضطر «نيكولا» لمغادرة بلدته مع أهله بعدما جرت ترقية والده في عمله، مما يولّد لديه قلقاً يتعلّق بكيفية الانسلاخ عن أشيائه وأصدقائه منذ الطفولة.

مشهد من فيلم «الذئب والأسد» (المركز الثقافي الفرنسي)

ويشير جوزف خليل من قرية لبعة الجنوبية إلى أهمية عدّ بلدته محطة يمرُّ فيها المهرجان. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «في بلدتنا نقيم مهرجاناً فنياً بأغسطس كل عام، يبدأ هذه السنة من 1 حتى 16 منه. (سينما كارافان) من ضمن النشاطات التي نشهدها، فأهالي لبعة والمغتربون منهم يهتمون كثيراً بهذه الأحداث الترفيهية لإسهامها في لمّ الشمل وتنظيم لقاءات مختلفة. أتوقّع لفيلم (أستريكس وأوبليكس - الإمبراطورية الوسطى)، المعروض في المركز الشبابي بلبعة، النجاح الكبير؛ فهذا الحدث لا يقتصر على أهالي القرية، بل يدفع بكثيرين من أهالي جزين والمنطقة لارتياده، كما يشكّل متنفَّساً ترفيهياً لأهالي صيدا وضواحيها».

ويُعدّ الفيلم من الإنتاجات السينمائية الفرنسية الحديثة، ويشكّل الجزء الخامس من هذه السلسلة. والمعروف أنّ هذين البطلين بدأت شهرتهما عبر سلسلة من الكتب المصوَّرة للكاتب الفرنسي رينيه جوسيني، فيما تولّى ألبير أوديرزو مهمَّة رسمهما. وظهرت هذه السلسلة للمرّة الأولى عام 1959، ولاقت انتشاراً واسعاً لا يزال مستمراً، وتحوَّل مؤخراً إلى أفلام سينمائية.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

استحوذت «البطولات النسائية» التي تنوعت موضوعاتها ما بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي على صدارة إيرادات دور العرض السينمائي بـ«موسم الخريف» في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلم السعودي القصير «ملكة» (البحر الأحمر)

«مهرجان البحر الأحمر» بانوراما للسينما العربية والعالمية

تشهد الدورة المقبلة لـ«مهرجان البحر الأحمر» في جدة، بالمملكة العربية السعودية، تطوّراً إيجابياً مهمّاً في عداد تحويل المهرجان إلى بيت للسينما العربية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)

أميركا... السجن 50 عاماً لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة متحللة في شقة

دورية شرطة أميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
دورية شرطة أميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

أميركا... السجن 50 عاماً لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة متحللة في شقة

دورية شرطة أميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
دورية شرطة أميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

قضت محكمة، يوم الثلاثاء، بسجن امرأة لمدة 50 عاماً؛ لإجبارها ثلاثة من أطفالها على العيش مع جثة شقيقهم (8 سنوات) المتحللة في شقة متسخة مليئة بالصراصير بمنطقة هيوستن الأميركية، لأكثر من عام.

وأعربت جلوريا ويليامز (38 عاماً) عن ندمها الشديد قبل صدور الحكم، وفق ما أفادت صحيفة «هيوستن كرونيكل».

وصدر الحكم بعد أن اعترفت ويليامز، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتهمتين تتعلقان بإيذاء طفل، في قضية تضمنت إساءة معاملة الطفل كيندريك لي (8 سنوات) الذي تعرّض للضرب حتى الموت على يد صديق والدته، وطفل آخر، وفقاً للصحيفة.

وعندما اكتشفت السلطات جثة الطفل، في أكتوبر 2021، قال قائد شرطة مقاطعة هاريس، إد جونزاليس، إن العديد من الضباط أشاروا إلى أن المشهد كان الأكثر إزعاجاً في حياتهم المهنية، وأنه «يبدو مرعباً بشكل يفوق التصديق».