«الإطار التنسيقي» مصمم على تعديل قانون «الأحوال الشخصية» العراقي

رغم المعارضة لزواج القاصرات والانقسام السياسي حول القانون

صورة نشرتها منصات مقرَّبة من «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد
صورة نشرتها منصات مقرَّبة من «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد
TT

«الإطار التنسيقي» مصمم على تعديل قانون «الأحوال الشخصية» العراقي

صورة نشرتها منصات مقرَّبة من «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد
صورة نشرتها منصات مقرَّبة من «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد

أعاد التحالف الشيعي الحاكم تعديل قانون «الأحوال الشخصية» إلى الواجهة بالدعوة إلى تمريره خلال أول جلسة للبرلمان، الذي فشل في مناقشته، الأسبوع الماضي، دون مراجعة شركائه في تحالف «إدارة الدولة».

وكان البرلمان اضطر إلى تأجيل تعديل القانون إلى إشعار آخر بعد عاصفة انتقادات من ناشطين وقوى سياسية.

وقال مراقبون إن ضغوطاً مدنية وموجة انتقادات لم تهدأ منذ الثلاثاء الماضي، أجبرت البرلمان على عدم مناقشة التعديل.

وتفاعل آلاف الناشطين العراقيين مع حملة لمناهضة التعديل، واستخدموا وسم «#لا_لتعديل_قانون_الأحوال_الشخصية» لشرح مخاطر تشريعه.

ورغم ذلك، فاجأ «الإطار التنسيقي» بخطوة منفردة بالدعوة إلى إقرار تعديل القانون بعد اجتماع عقده، مساء الاثنين، لبحث قضايا مهمة، من بينها الموقف من الوجود الأميركي بعد مباحثات واشنطن والمواقف المتناقضة للفصائل المسلحة، ومسألة انتخاب رئيس جديد للبرلمان.

وأصدر الإطار بياناً صحافياً أكد فيه أن «مشروع القانون ينظم أموراً تتعلق بالأحوال الخاصة بكل مذهب أو دين ولا يلغي القانون النافذ».

وأشار «الإطار التنسيقي» إلى أن «التعديل المزمع لقانون الأحوال الشخصية ينسجم مع الدستور الذي ينص على أن العراقيين أحرار باختياراتهم، بما لا يتعارض مع ثوابت الشريعة وأسس الديمقراطية».

ويقترح التعديل الذي تتبناه قوى شيعية «إدراج مدونة الأحوال الشخصية» التي تتيح لكل عراقي ترويج معاملات الزواج والطلاق والميراث وفق المذهب الديني داخل المحكمة.

ويثار جدال وسجال واسعان حول التداعيات الاجتماعية والقانونية لزواج القاصرات وحرمان المرأة من حضانة الأطفال والنفقة، والزواج لمرة ثانية، إذا مرر البرلمان التعديل الجديد.

وحذر المحامي علاء عزيز المانع من «ترك الأمر للتحديد المذهبي؛ لأن العراق سيسجل عدداً هائلاً من زيجات القاصرين والقاصرات بعمر 9 سنوات وصعوداً، كما تقره بعض المذاهب الإسلامية».

قادة الكتل السياسية خلال أحد اجتماعات البرلمان العراقي (إعلام المجلس)

رسالة من حزب المالكي

بدوره، أعلن حزب «الدعوة» بزعامة نوري المالكي تأييده لإقرار القانون. وقال في بيان صحافي إن «الحرية هي سمة أساسية من سمات العهد السياسي الجديد، حيث لم يشهد تاريخ العراق الحديث مثيلاً لها، وهي وليدة تضحيات سخية للعراقيين الأحرار من المكونات كافة».

وأضاف الحزب أن «تعديل قانون الأحوال الشخصية جاء ليرسخ حرية الإنسان العراقي بمنحه الحق في تنظيم أحواله الشخصية، وفقاً لما يعتقد؛ إذ إنها جزء رئيسي من الأحكام الشرعية الإسلامية لدى جميع المذاهب بلا استثناء، مثلها مثل أحكام العبادات التي يحرص الإنسان على إبراء ذمته بالالتزام بها، فضلاً عن أن تشريع هذا التعديل يتفق مع السياقات الدستورية والديمقراطية المعمول بها في البلد».

وحث الحزب أعضاء وكتل مجلس النواب على «إنجاز هذا الاستحقاق، والمبادرة إلى تقديم التوضيحات السليمة حوله، بعيداً عن الدعايات المضادة التي تحمّل القانون شروحاً وأحكاماً لا علاقة له بها، بهدف خلط الأوراق وتشويش الرأي العام وخلق حالة مضادة لجهود تشريعه».

وكان النائب رائد المالكي، وهو من حزب «الدعوة» وصاحب مقترح التعديل، قد أشار إلى أن «أحكام المدونة الشرعية ستتضمن بابين؛ الأول للفقه الجعفري والآخر للفقه السني». وأوضح أن «مقترح القانون يحافظ على وحدة السلطة القضائية ولا يخلق ازدواجاً في المحاكم، وستكون هناك فقط أحكام القانون 188 وأحكام المدونة، وستطبق المحاكم الحالية كليهما حسب اختيار الشخص عند إبرام عقد زواجه».

وسبق لقوى شيعية أن تقدمت بطلب تشريع قانون جديد يتيح للمواطنين اللجوء إلى رجال الدين الشيعة والسُّنة للتقاضي في شؤون الزواج والطلاق والميراث، لكن معارضة مجتمعية أحبطت تلك المحاولات.

وكان رئيس «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» الراحل عبد العزيز الحكيم، قد ألغى قانون الأحوال المدنية لسنة 1957، حين تسلم رئاسة «مجلس الحكم» نهاية عام 2003، قبل أن يعيد الحاكم الأميركي المدني بول بريمر العمل به سنة 2004.


مقالات ذات صلة

للمرة الثانية في أسبوع... تركيا تنفِّذ غارات في كردستان العراق

شؤون إقليمية تركيا صعَّدت من غاراتها الجوية في الأيام الأخيرة على مناطق في دهوك (إكس)

للمرة الثانية في أسبوع... تركيا تنفِّذ غارات في كردستان العراق

نفَّذت القوات التركية غارات جوية جديدة على مواقع لحزب «العمال الكردستاني» المحظور، في منطقتي كاره وهفتانين بمحافظة دهوك شمال العراق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عنصر في «الحشد الشعبي» يحرس بوابة عليها صورة أبو مهدي المهندس في بغداد (أ.ف.ب)

نائب عراقي يواجه المحاكمة بتهمة «الإساءة للحشد»

يواجه النائب المستقل والمحامي سجاد سالم تهمة «الإساءة» إلى هيئة «الحشد الشعبي» بعد تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، وطالب بدمج «هيئة الحشد» مع الجيش.

فاضل النشمي (بغداد)
العالم العربي عجلة مدرعة تابعة للداخلية العراقية ترابط في شارع فلسطين شرق بغداد بعد هجمات على مطاعم أميركية (أ.ف.ب)

الفصائل المسلحة العراقية تتهم طرفاً ثالثاً بمهاجمة القوات الأميركية

فصيل «كتائب سيد الشهداء»، أحد أكبر فصائل «المقاومة الإسلامية في العراق» يؤكد التزامه بالهدنة، نافياً معرفته بهوية الجهة التي تستهدف القوات الأميركية في الأنبار.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي لاهور الشيخ جنكي الطالباني (من مكتبه الإعلامي)

قلق شعبي بالسليمانية من تورّط قوات الأمن في أعمال عنف ضد المواطنين

في مشهد «قاسٍ يفتقر إلى الرحمة» أقدم عنصر كوماندوس تابع لحزب الاتحاد الوطني على قتل بائع خضار وسط سوق في السليمانية، ما أثار مشاعر الغضب والاستياء.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي 
السوداني خلال استقباله نواباً من كركوك يمثلون المكون التركماني (إعلام حكومي)

السوداني يتحرك لحل أزمة محافظ كركوك

تحرك رئيس الحكومة العراقية لحل أزمة انتخاب محافظ كركوك، بالتزامن مع هجوم بأسلحة خفيفة على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه مسعود بارزاني.

فاضل النشمي (بغداد)

من هو فؤاد شكر الرجل الثاني في «حزب الله»؟ 

آثار الدمار في موقع الغارة (أ.ف.ب)
آثار الدمار في موقع الغارة (أ.ف.ب)
TT

من هو فؤاد شكر الرجل الثاني في «حزب الله»؟ 

آثار الدمار في موقع الغارة (أ.ف.ب)
آثار الدمار في موقع الغارة (أ.ف.ب)

يبدو أن فؤاد شكر، القيادي الكبير في «حزب الله»، الذي استهدفته إسرائيل في عملية الاغتيال، مساء الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، رداً على هجوم مجدل شمس في الجولان الذي أدى لمقتل 12 طفلاً، هو هدف استراتيجي لواشنطن قبل أن يكون هدفاً لإسرائيل. إذ تعرض الولايات المتحدة الأميركية على موقع «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية مبلغ 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.

شكر الذي يرد في الموقع أنه من مواليد النبي شيت في بعلبك (شرق لبنان) في 15 أبريل (نيسان) 1961 معروف أيضاً بـ«الحاج محسن»، وهو مستشار كبير في الشؤون العسكرية لأمين عام الحزب نصر الله.

يعمل شكر، وفق المعلومات الواردة على الموقع الأميركي، في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، وهي «مجلس الجهاد»، ولقد ساعد مقاتلي الحزب والقوات المؤيدة لنظام سوريا في حملة الحزب العسكرية ضد قوات المعارضة بسوريا.

وكان شكر أحد المقربين من قائد «حزب الله» المتوفى عماد مغنية، وهو لعب، حسب واشنطن، «دوراً محوريّاً» في تفجير ثكنات المشاة البحرية الأمريكية ببيروت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1983؛ مما أسفر عن مصرع 241 فرداً عسكريّاً أميركيّاً، وإصابة 128 آخرين. وفي يوم 10 سبتمبر (أيلول) عام 2019، صنَّفت وزارة الخارجية الأميركية شكر بشكل خاص كـ«إرهابي عالمي» بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية صنفت شكر «إرهابياً» عام 2015 بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 نظراً لعمله لصالح «حزب الله»، أو بالنيابة عن الحزب. وكانت «القناة 12» الإسرائيلية أشارت مساء الثلاثاء إلى أن شكر واسمه الحركي «الحاج محسن»، هو المستهدف في الهجوم على ضاحية بيروت الجنوبية. وقالت إنه المستشار العسكري للسيد نصر الله، ويعتبره الإسرائيليون الرجل الثاني في «حزب الله».

وحسب بعض التقارير، فإن شكر تولى في عام 2016 موقع مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لـ«حزب الله»، بعد اغتياله في دمشق، إلا أنه لم يتم تأكيد هذه المعلومات.