​الأمير ويليام يرفض الكشف عن الضرائب التي يدفعها

القرار يُمثّل تحولاً ملحوظاً عن نهج الملك الذي نشر تفاصيل كاملة

الأمير البريطاني ويليام (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني ويليام (إ.ب.أ)
TT

​الأمير ويليام يرفض الكشف عن الضرائب التي يدفعها

الأمير البريطاني ويليام (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني ويليام (إ.ب.أ)

اختار الأمير البريطاني ويليام عدم الكشف عن مقدار الضريبة التي يدفعها على الدخل الخاص الذي يتلقاه من محفظته العقارية الضخمة، مما يُمثل تغييراً ملحوظاً في النهج، منذ أن كان والده وريث العرش.

حققت ملكية الأمير ويليام في دوقية كورنوال، وهي الإمبراطورية التجارية التي تبلغ قيمتها مليار جنيه إسترليني، والتي ورثها بعد وفاة جدته إليزابيث الثانية، أرباحاً بلغت 23.6 مليون جنيه إسترليني (أي نحو 30 مليون دولار) في السنة المالية الماضية؛ وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ومن المفهوم أنه يدفع ضريبة الدخل على كامل المبلغ، دون تكاليف الأسرة، التي لم يتم الكشف عنها أيضاً.

ويُستخدم الفائض لتمويل الحياة الخاصة لويليام وزوجته كيت ميدلتون وأبنائهما، بالإضافة إلى أعمالهما الرسمية والخيرية. عندما كان الملك تشارلز أميراً لويلز، نشر تحليلاً كاملاً لتكاليف الأسرة ومبلغ الضريبة التي دفعها سنوياً، والتي كانت للسنة المنتهية في 2021 ما يزيد قليلاً على 5 ملايين جنيه إسترليني، والعام المنتهي في 2022، 5.89 مليون جنيه إسترليني.

الأميرة كيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام (أ.ف.ب)

تتضمن المراجعة السنوية للملك تفاصيل دخله الواسع، وإنفاقه على أموال الدوقية، بالإضافة إلى تفاصيل عدد الخدم ومدبرة المنزل والمصممين والطهاة والبستانيين الذين وظفهم، بالإضافة إلى فاتورته الضريبية.

وأصر قصر كنسينغتون في لندن على أن الأمير يدفع المستوى «المناسب» من ضريبة الدخل، وهو ما تفهم صحيفة «التليغراف» أنه أكثر مما دفعه والده بسبب الدخل المرتفع.

وعندما سئلت المصادر عن سبب كون الأمير أقل شفافية، قالت إن هذه هي الطريقة التي اختار السير بها في الوقت الحالي، وتعكس «ما هو مطلوب».

تغيير تدريجي

يُعد التغيير في النهج واحداً من كثير من التغييرات التي تم تنفيذها تدريجياً منذ أن تولى الأمير مقاليد الدوقية.

وأوجز إيان باتريك، سكرتيره الخاص الجديد، عمل الأمير والأميرة على مدار الـ12 شهراً الماضية وطموحاتهما للمستقبل.

وقال باتريك: «النهج الذي يتبعانه في مساعيهما الخيرية هو تطور لكيفية عمل أفراد العائلة المالكة في الماضي... ويليام وكيت يرغبان في تركيز وقتهما على عدد أقل من الجمعيات التي تتوافق مع قيمهما، وتسمح لهما ببناء علاقات أعمق مع المنظمات، والمشاركة بطريقة بناءة وتعميق معرفتهما بالقضايا التي تدافع عنها هذه المنظمات».

على هذا النحو، تم الكشف عن أنه بعد مراجعة قصر باكنغهام للرعايات التي تولى فيها الملك نحو 300 جمعية خيرية جديدة، تولى الأمير ثلاث مؤسسات، ومن المقرر الإعلان عن المزيد في الخريف.

وأوضح باتريك أنه بالإضافة إلى هذه النشاطات، فإن الأمير والأميرة «يقومان بانتظام بأعمال خيرية خاصة».


مقالات ذات صلة

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

يوميات الشرق سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تقف كيت أميرة ويلز البريطانية على شرفة أثناء الخدمة الوطنية لإحياء الذكرى في النصب التذكاري بلندن (أ.ب)

الأميرة كيت تستضيف أول فعالية ضخمة بعد التشخيص بالسرطان

تعود كيت أميرة ويلز البريطانية بأبرز ظهور لها في الفعاليات الملكية، الشهر المقبل، في حين تتحسن حالة ملكة بريطانيا بعد عدوى في الصدر.

«الشرق الأوسط» (لندن )

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
TT

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

اختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا رسمياً، الاثنين، المستشار أولاف شولتس مرشحاً له للانتخابات المبكرة المقررة في فبراير (شباط) على رغم تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة بعد انهيار ائتلافه الحكومي.

وقال مصدر مقرب من الحزب اليساري الوسطي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن قيادته عبّرت «بالإجماع» عن تأييدها شولتس. وسيصادق أعضاء الحزب على الترشيح خلال مؤتمر في 11 يناير (كانون الثاني).

وكان شولتس (66 عاماً) قد أعلن رغبته في الترشح عن حزبه بعد انهيار ائتلافه الحكومي مع حزب الخضر والليبراليين في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وواجه ضغوطاً داخل حزبه لترك منصبه لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية.

وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (أ.ف.ب)

وقرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

وحصل ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض المحافظ على أكثر من ضعف هذه النسبة (33 في المائة)، كما يتقدم «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف على حزب شولتس حاصداً 18 في المائة من نوايا التصويت.

وكتبت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن أولاف شولتس هو «على الأرجح المرشح الأكثر ضعفاً وأقل شخصية مناسبة لتولي منصب المستشار رشحها الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الإطلاق».

انهار الائتلاف الحكومي الألماني بزعامة شولتس، الذي تولى السلطة منذ نهاية عام 2021، بعد إقالة المستشار وزير المال الليبرالي كريستيان ليندنر إثر خلافات عميقة حول الميزانية والسياسة الاقتصادية التي يجب اتباعها، في خضم معاناة أكبر اقتصاد في أوروبا من أزمة صناعية.

«مستشار السلام»

ويكرر شولتس الهادئ الطباع قناعته بقيادة حزبه إلى النصر مرة أخرى، مذكراً بفوزه في انتخابات عام 2021 بخلاف كل التوقعات؛ إذ استفاد إلى حد كبير من انقسامات في المعسكر المحافظ.

المستشار أولاف شولتس ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس بعد إعلان فوز الأول بترشيح الحزب ببرلين الاثنين (رويترز)

وتتمثل استراتيجيته هذه المرة، في تقديم نفسه على أنه رجل ضبط النفس في الدعم العسكري لأوكرانيا على أمل الاستفادة من النزعة إلى السلام المتجذرة لدى الألمان منذ الفظائع النازية، ومن أصوات المؤيدين لروسيا.

وأشار استطلاع حديث أجراه التلفزيون العام «آي آر دي» ARD، إلى أن 61 في المائة ممن شملهم يؤيدون قرار شولتس بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ «توروس» القادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.

ويتناقض هذا الموقف مع موقف حلفاء ألمانيا الرئيسين، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وفي السياق نفسه، أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه شولتس مؤخراً مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستياء خصوصاً في كييف.

كما اتهمته المعارضة في ألمانيا، بالمساهمة في الـ«دعاية» الروسية وبالقيام بمناورة انتخابية تقدمه على أنه «مستشار السلام» قبل انتخابات خطيرة.

«خبرة كبيرة»

ولا يخفي المحافظون ارتياحهم لترشيح المستشار. وقال النائب ماتياس ميدلبرغ إن القرار «جيد بالنسبة لنا»، مضيفاً أن «بيستوريوس كان سيسبب إزعاجاً أكبر لائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي» المعارض المحافظ.

لكن أظهر شولتس مرات عدة قدرته على تحدي التوقعات، وهو سياسي مخضرم شغل منصب رئيس بلدية مدينة هامبورغ (شمال)، ونائب المستشارة أنجيلا ميركل (2005 - 2021) في حكومتها الأخيرة متولياً حقيبة المال.

وفي 2021، فاز من خلال تقديم نفسه على أنه الوريث الحقيقي للمستشارة المحافظة.

وينوي هذه المرة أيضاً أن يطمئن الناخبين من خلال تجربته، في خضم سياق جيوسياسي عالمي متوتر وغارق في المجهول بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وشددت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إسكين في تصريحات للإذاعة البافارية، الاثنين، على أن شولتس يتمتع بـ«خبرة كبيرة جداً، وبقدرة على المناورة، لا سيما على المستوى الدولي».