إسرائيل تمدد تعليق التعليم بالعام الدراسي المقبل على حدود لبنان

السويد تحث رعاياها على مغادرة بيروت

رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
TT

إسرائيل تمدد تعليق التعليم بالعام الدراسي المقبل على حدود لبنان

رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)

أصدرت السلطات الإسرائيلية قراراً بإلغاء التعليم في المستوطنات والبلدات الحدودية مع لبنان للعام الدراسي المقبل، وأبلغت الطلاب بضرورة الالتحاق بمدارس أخرى، على وقع التصعيد المتواصل الذي يثير مخاوف أوروبية، ومن بينها السويد التي حثّ وزير خارجيتها مواطني بلاده على مغادرة لبنان.

وأخطر وزير التربية الإسرائيلي يوآف كيش رؤساء المستوطنات التي تم إخلاؤها على الحدود مع لبنان بإلغاء العام الدراسي المقبل في بلداتهم. وقال كيش لرؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الشمالية إن «الطلاب من المجتمعات الشمالية التي تم إجلاؤها بسبب الحرب لن يتمكنوا من العودة إلى المدارس في مسقط رأسهم في شهر سبتمبر (أيلول)، وسيواصلون بدلاً من ذلك الذهاب إلى المدارس في جميع أنحاء إسرائيل»، وأرجع ذلك إلى «التعقيدات الأمنية» في المنطقة، التي تتعرض لإطلاق صاروخي متواصل وهجمات بطائرات دون طيار من قبل «حزب الله».

ووصف كيش قرار عدم بدء العام الدراسي في البلدات الشمالية المتضررة بأنه «مؤسف»، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى «التحرك الآن وبقوة ضد دولة لبنان». واعتبر أنه «لا مفر من قرار شن حرب واسعة النطاق على لبنان من أجل استعادة السلام والاستقرار لسكان الشمال، ومن أجل مستقبل دولة إسرائيل».

وفي ظل التصعيد وتعثّر المبادرات الدولية لإنهاء القتال على حدود لبنان الجنوبية، وتبادل التهديدات بين إسرائيل و«حزب الله»، وزعت سفارة السويد في بيروت نص مقال لوزير خارجية بلادها توبياس بيلستروم نُشر في صحيفة «إكسبرسن» في الأسبوع الماضي، قال فيه إن «الوضع متوتر، ولا يمكن التنبؤ به، وفي وقت قصير جداً، يمكن أن يتصاعد الأمر إلى حرب شاملة». ولفت إلى وجود 2000 مواطن سويدي في لبنان، وقال إنه «من المتوقع أن يسافر 5000 سويدي إلى بيروت هذا الصيف على الرغم من أن وزارة الخارجية أصدرت النصائح الأكثر صرامة ضد السفر، وحثت جميع السويديين على مغادرة البلاد».

وقال إن «حقيقة وجود هذا العدد الكبير من السويديين في لبنان أو في طريقهم إليه أمر مقلق للغاية. ومن المثير للقلق بشكل خاص أن نرى الأهل يعرِّضون أطفالهم للمخاطر التي ينطوي عليها ذلك». وتابع: «لا يعد لبنان حالياً خياراً مناسباً كوجهة لقضاء العطلات، وهناك أسباب قوية وراء حث وزارة الخارجية السويديين على مغادرة البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

وذكر «جميع السويديين الموجودين في لبنان، أنه لا يزال من الممكن مغادرة لبنان على رحلات جوية مجدولة»، كما حثّ جميع السويديين في لبنان «على اغتنام هذه الفرصة».

«القبة الحديدية» تطلق صواريخ لاعتراض مقذوفات أُطلقت من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ويأتي هذا التحذير في ظل تبادل متواصل للقصف؛ إذ قُتل عنصر في «حزب الله» في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة شقرا في جنوب لبنان، قبل أن يردّ الحزب باستهداف قاعدة جبل نيريا، للمرة الأولى، وهو «مقر قيادي كتائبي تشغله قوات ‏من لواء غولاني»، وفق ما أعلن الحزب في بيان.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، صباح الثلاثاء، بتنفيذ مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفة حافلة صغيرة (فان) على طريق بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل، وتسبب الغارة بوقوع إصابات وباحتراق جزئي للفان. وتسبب القصف في مقتل عنصر في الحزب، نعاه في بيان، وقال إنه ينحدر من بلدة شقرا.

وردّ «حزب الله» على عملية الاغتيال، معلناً استهدافه، في بيانات متتالية، ‏موقع المرج بصاروخ بركان وثكنة راميم، كما أعلن عن تنفيذ هجوم «بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة جبل نيريا»، مستهدفاً «مقر قيادي تشغله حالياً قوات ‏من لواء غولاني»، حسبما قال الحزب في بيان. وأشار الحزب في بيانه إلى أن «قاعدة جبل نيريا تستهدف للمرة الأولى، وهي تقع شمال غربي قاعدة ميرون الجوية في الجليل الغربي» وتبعد مسافة 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.

وفي جنوب لبنان، استهدف القصف الإسرائيلي بلدات عدة، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن المدفعية أطلقت قذيفتين على أطراف بلدة قبريخا، الأمر الذي تسبب باندلاع حريق في المكان، واستهدف القصف بلدات: مركبا، حولا، طلوسة، بني حيان، وادي السلوقي ورب ثلاثين بالقذائف المدفعية، وحرج مركبا بالقذائف الفوسفورية؛ ما تسبب باندلاع النيران فيه.


مقالات ذات صلة

إصابات بغارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان

المشرق العربي طائرة مقاتلة إسرائيلية (أرشيفية - رويترز)

إصابات بغارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان

أفاد تقرير لبناني، اليوم (الثلاثاء)، بسقوط إصابات في قصف إسرائيلي استهدف سيارة في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوات أميركية بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«التحالف الدولي» يستقدم معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا

يعج شرق سوريا بنشاط عسكري في الفترة الأخيرة. يستقدم «التحالف الدولي» معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا، والميليشيات الموالية لإيران تستقطب عناصر محلية بإغراءات.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
شؤون إقليمية يحيى السنوار قائد «حماس» في غزة في صورة تعود إلى 13 أبريل 2022 (أ.ب)

هل أرسل السنوار رسالة لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر؟

أرسل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار، رسالة تحذير سرية إلى إسرائيل قبل أسابيع من شن هجوم 7 أكتوبر، وتساءل تقرير في القناة «12» عن سبب عدم تفسيرها بشكل صحيح!!

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية موظفة في قسم السايبر في الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - حساب الناطق)

برمجة إيرانية أتاحت لـ«حماس» معلومات عن آلاف الجنود الإسرائيليين

كشف خبراء سايبر في تقارير نُشرت في ثلاث صحف كبرى عن برمجة إيرانية أتاحت لـ«حماس» نشر معلومات شخصية عن جنود في الشبكات الاجتماعية تشكل مصدر تهديد لهم ولعوائلهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي لقطة من فيديو متداول للنيران المشتعلة نتيجة الغارة على عدلون

بلدات في جنوب لبنان تختبر أقسى أيام الحرب

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائرات حربية أغارت على مستودعيْن للأسلحة بمنطقة جنوب لبنان وبداخلها قذائف صاروخية ووسائل أخرى

«الشرق الأوسط» (عدلون (جنوب لبنان))

الأردن: قرار وشيك بحلّ مجلس النواب ومصير الحكومة معلق بإرادة الملك

الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
TT

الأردن: قرار وشيك بحلّ مجلس النواب ومصير الحكومة معلق بإرادة الملك

الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)

من المرجح أن يصدر مرسوم ملكي يقضي بحلّ مجلس النواب الأردني، قبل نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بالتزامن مع نشر الجداول النهائية للناخبين، الأربعاء، تمهيداً لبدء مرحلة الترشح لانتخابات مجلس النواب العشرين، الثلاثاء المقبل.

وفيما أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن يصدر القرار الملكي بحلّ مجلس النواب، بالتزامن مع عودة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى البلاد، الأربعاء، فإن القرار الوشيك يؤذن ببدء الحراك الانتخابي على مستوى المملكة، تحت عنوان مسار «التحديث السياسي».

وانتُخب مجلس النواب الحالي في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، ويأتي قرار حلّ المجلس ضمن المدد الدستورية التي نصّت على حلّ المجلس قبل 4 أشهر من انتهاء عمره المحدد بـ4 سنوات.

د. بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني

وذهب المصدر، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن إرجاء القرار الملكي بحلّ المجلس تأخر عن السادس عشر من الشهر الحالي، لضمان استمرار الحكومة الحالية، برئاسة بشر الخصاونة إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2024، إذ سمح الدستور للحكومة التي تنسب بحلّ مجلس النواب خلال المدة الدستورية بالبقاء، في حين لو نسبت الحكومة بحلّ المجلس قبل السادس عشر من الشهر الحالي، فيتوجب عليها الاستقالة خلال أسبوع من تاريخ التنسيب بحلّ المجلس.

جلسة في «النواب الأردني» (أرشيفية - موقع المجلس)

ويترقب متابعون عودة الملك عبد الله الثاني إلى البلاد، في ظل حديث غير مؤكد عن تغييرات مُحتملة على مستوى المناصب الرفيعة في مواقع مختلفة، غير أن إشارات واضحة صدرت عن مقربين من مراكز القرار، قالت إن التغييرات المرتقبة لن تكون قبل الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات النيابية المقررة في 10 سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك يضمن بقاء الحكومة إلى شهر سبتمبر المقبل.

حراك حزبي لتحفيز المشاركة الشعبية

نصّ قانون الانتخاب الأردني النافذ، الذي أُقرّ مطلع عام 2022، على تخصيص 41 مقعداً للأحزاب من أصل 138 مقعداً للمجلس، وسيتنافس على تلك المقاعد 38 حزباً، أعلنوا مشاركتهم في الانتخابات المقبلة، منهم حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد.

ودفع تخصيص المقاعد النيابية للأحزاب بنسبة 30 في المائة من مقاعد مجلس النواب المقبل، إلى توفر شروط المنافسة الحزبية في السباق نحو مقاعد السلطة التشريعية، في ظل مهمة ليست سهلة في استقطاب الناخبين نحو صناديق الاقتراع، بعد فراغ حزبي استمر لعقود، ومخاوف من فشل الأحزاب في استعادة ثقة الشارع، أمام فقر البرامج الانتخابية والتردد في نشرها مبكراً.

صورة لداخل مجلس النواب الأردني (الديوان الملكي)

وعلى الرغم من تحالف 19 حزباً ضمن 6 تحالفات سُجلت تمهيداً لإعلان قوائمها للترشح، فإن مهمة الأحزاب الـ19 المتبقية لا تبدو سهلة بعد تأخر عدد كبير منها في الإعلان عن قوائم المرشحين عنها، باستثناء عدد محدود من الأحزاب.

18 دائرة انتخابية محلية

قسّم قانون الانتخاب المملكة إلى 18 دائرة انتخابية، خصّص لها 97 مقعداً، ودائرة واحدة عامة مخصصة للأحزاب بواقع 41 مقعداً، فإن الأحزاب تتسابق كذلك على الفرص المتاحة لها في الدوائر المحلية ليتسنى لها حجز كتل برلمانية وازنة تستطيع من خلالها التأثير في القرار التشريعي والرقابي على الحكومة.

العاصمة الأردنية عمان (أرشيفية - بترا)

وأعلن عدد من الأحزاب قوائمه المرشحة في عدد من الدوائر المحلية، في حين قد تحظى قوائم حزب «جبهة العمل الإسلامي» بنصيب وافر منها، وينافسها في ذلك ما أعلنه حزب الميثاق القريب من الخط الرسمي، من ترشيحه عدداً من القوائم في مختلف دوائر المملكة.

في وقت ذكر محللون عن تراجع فرص أحد الأحزاب، بعدما أحالت الهيئة المستقلة للانتخاب للنائب العام أوراقاً لقضية متعلقة بشبهة شراء مقعد على قائمة الحزب. ما يعيد الحديث عن المنافسة غير العادلة بين المرشحين، ولا يسمح بشراء الأصوات وحسب، بل شراء مقاعد متقدمة على القوائم الحزبية التي ستنتخب وفق نظام القائمة النسبية المغلقة.

وفي سباق التنافس نحو قبة البرلمان، فإن تحالف الأحزاب اليسارية والقومية وتحالف الأحزاب المدنية يسعى لتجاوز عتبة الفوز في الانتخابات المقبلة، في مطمح لإضافة تيار جديد فاعل في مواجهة اليمين الإسلامي، لكن مخاوف من تصدعات داخل التحالفات، من شأنها إحباط التجربة.

وتحالفت أحزاب «الشيوعي» مع «البعث الاشتراكي» و«الشعب الديمقراطي» (حشد) في قائمة واحدة، غير أن التوافق على ترتيب أسماء المرشحين عن التحالف سبّب تحدياً أمام تلك الأحزاب، في حين أن تحالف حزبي «الديمقراطي الاجتماعي» و«الحزب المدني الديمقراطي» غير مستقر في تثبيت مواقع الأسماء بين الحزبين. لتبقى 4 تحالفات لأحزاب وسطية غير واضحة، قبل دخول موعد الترشح للانتخابات المقبلة.

ويحق لأكثر من 5 ملايين أردني التصويت في الانتخابات المقبلة، وما زالت نسبة المشاركة تشكل تحدياً لمراكز القرار، في وقت تمثل أزمات جوار الأردن تحديات بالغة الخطورة، وسط أجواء محلية متأثرة باستمرار الحرب على قطاع غزة، ومخاوف من اشتعال الضفة الغربية والقدس، وهو ما تعدّه عمّان خطراً يهدد مصالحها العليا.