العثور على المواطن الصيني الذي اختفى في السويداء

إعلام محلّي تحدّث عن تسليمه لسفارة بلاده لترحيله رسمياً

وفد سياحي إلى دمشق القديمة (سانا)
وفد سياحي إلى دمشق القديمة (سانا)
TT

العثور على المواطن الصيني الذي اختفى في السويداء

وفد سياحي إلى دمشق القديمة (سانا)
وفد سياحي إلى دمشق القديمة (سانا)

بعد أيام من اختفاء المواطن الصيني «هان مينجي» في محافظة السويداء جنوب سوريا، كشفت مصادر إعلامية محلية، أنه كان محتجَزاً لدى إحدى الجهات الأمنية السورية، وجرى تسليمه لسفارة بلاده ليجري ترحيله إلى الصين.

وأفادت شبكة (الراصد) الإعلامية المحلية، أنه كان «مراقَباً من قِبل السلطات المحلية»، بوصفه مواطناً أجنبياً لم تتّضح أسباب زيارته، وجرى احتجازه، وبعد انتشار نبأ اختفائه في السويداء سُلّم للسفارة الصينية بدمشق بشكل رسمي كي يُرحّل خارج سوريا.

ولم تصدر توضيحات رسمية لما تم تداوله حول اختفاء المواطن الصيني في سوريا، أو تسليمه وترحيله رسمياً.

محادثة واتس أب بين هان مينجي وصديقه الصيني يبلغه فيها أنه وصل للسويداء

وكانت شبكة (السويداء 24) قد نشرت نبأ اختفاء مينجي، وآخر الرسائل بينه وبين صديقه الصيني في دمشق، التي أكّد فيها وصوله للسويداء، واصفاً الجو بـ«الجميل والمريح»، لينقطع بعدها الاتصال معه، وفق ما ذكره ناشطون في السويداء، قالوا إن «هان مينجي» وصل إلى السويداء، الاثنين الماضي، 15 يوليو (تموز)، ثم اختفى.

بدت قصة تنقّل المواطن الصيني الذي قيل إنه «سائح» غريبة جداً؛ كون حركة السياح في سوريا محدودة جداً؛ نظراً للأوضاع الأمنية في البلاد، حيث الحركة ضمن مجموعات سياحية بعد نيل الموافقات الأمنية اللازمة في كل منطقة يزورونها.

صورة من تأشيرة السائح الصيني المفقود في السويداء (شبكة السويداء 24)

أما حركة السياح الفردية فتكاد تكون معدومة، وهو ما أثار الاستغراب في زيارة الصيني مينجي لدمشق وجنوب سوريا، حيث كان يخطّط لزيارة محافظتي السويداء ودرعا، اللتين تشهدان حوادث أمنية، وحالة من عدم الاستقرار.

متظاهرون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء مايو الماضي (السويداء 24)

ونشرت شبكة «السويداء 24» المحلية صورة لتأشيرة دخول الصيني إلى سوريا، وعليها بياناته الشخصية، وقالت إن الاتصال انقطع معه بعد وصوله السويداء، ولا معلومات عنه، وأوضحت أن «السائح الصيني من مواليد 2003، نزل في فندق بدمشق يملكه رجلٌ صيني، وبقي على اتصال معه، ويوم الاثنين الماضي غادر السائح الفندق، وقال إن وجهته إلى محافظة درعا».

لكن بعد ساعات على خروجه من دمشق، أبلغ صديقه الصيني صاحب الفندق أنه وصل إلى السويداء، ولفتت الشبكة إلى أنها تواصلت مع مصدر من الأجهزة الأمنية في السويداء، وأكّد «أنه لم يعلم بأي بلاغٍ عن فقدان سائح صيني في السويداء أو درعا حتى هذه الساعة»، مشيراً إلى أن «السياح يتنقّلون عادةً ضمن مجموعات سياحية، وتحت مراقبة أمنية».

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال، في وقت سابق، إن «الاتصال انقطع مع سائح من الجنسية الصينية في مدينة السويداء، وإن السفارة الصينية بدمشق تلقّت بلاغاً باختفاء السائح أثناء خروجه من العاصمة باتجاه جنوب سوريا».

وتنتشر في مدن الجنوب السوري عصابات مسلحة رغم وجود الحواجز الأمنية، ما أدى إلى توقف حركة السياحة بشكل شبه تام جنوب سوريا، حتى السياحة الداخلية.


مقالات ذات صلة

مجموعة أوروبية تدعو إلى مراجعة سياسة التكتل نحو سوريا

المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)

مجموعة أوروبية تدعو إلى مراجعة سياسة التكتل نحو سوريا

دعت مجموعة مكونة من ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في علاقات التكتل مع سوريا بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين التي تتدفق من البلاد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
المشرق العربي متداولة لطريق ريف دمشق الغربي المؤدي إلى بلدة كناكر

«الرفض» العنوان الأبرز للتسوية في كناكر بريف دمشق

لا يزال الرفض هو العنوان الأبرز للتسوية التي تسعى السلطات السورية، بالتعاون مع جهات محلية، إلى فرضها في بلدة كناكر بريف دمشق الغربي قريباً من محافظة القنيطرة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي خريطة انتشار القوات الخارجية في سوريا منتصف 2023 - 2024 (مركز «جسور»)

إيران لا تزال صاحبة النفوذ الأكبر على الأرض السورية

شهدت خريطة انتشار الوجود العسكري الأجنبي في سوريا «انخفاضاً محدوداً» بين منتصف عامَيْ 2023 و2024، حسب التحديث السنوي لمركز «جسور للدراسات».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي قوات إسرائيلية تغلق طريقاً في الجولان السوري المحتل بعد سقوط صواريخ «حزب الله» (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل الأراضي السورية ويعتقل مواطناً بريف القنيطرة

توغلت القوات الإسرائيلية في ريف القنيطرة بجنوب سوريا، واعتقلت مواطناً من قرية ملاصقة للمنطقة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1973، وفق ما أعلن «المرصد السوري».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي اللجنة القضائية العليا تعلن نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري (وكالة سانا)

مرشحون يشكون من عمليات تزوير ضخمة في الانتخابات البرلمانية السورية

كشفت مصادر واكبت انتخابات مجلس الشعب في دمشق أن «عمليات تزوير ضخمة» حصلت خلال عملية الاقتراع في معظمها لصالح قائمة مدعومة من إيران في ظل غياب روسي عن المشهد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الأردن: قرار وشيك بحلّ مجلس النواب ومصير الحكومة معلق بإرادة الملك

الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
TT

الأردن: قرار وشيك بحلّ مجلس النواب ومصير الحكومة معلق بإرادة الملك

الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الثلاثاء حيث بحثا ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (الديوان الملكي)

من المرجح أن يصدر مرسوم ملكي يقضي بحلّ مجلس النواب الأردني، قبل نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بالتزامن مع نشر الجداول النهائية للناخبين، الأربعاء، تمهيداً لبدء مرحلة الترشح لانتخابات مجلس النواب العشرين، الثلاثاء المقبل.

وفيما أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن يصدر القرار الملكي بحلّ مجلس النواب، بالتزامن مع عودة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى البلاد، الأربعاء، فإن القرار الوشيك يؤذن ببدء الحراك الانتخابي على مستوى المملكة، تحت عنوان مسار «التحديث السياسي».

وانتُخب مجلس النواب الحالي في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، ويأتي قرار حلّ المجلس ضمن المدد الدستورية التي نصّت على حلّ المجلس قبل 4 أشهر من انتهاء عمره المحدد بـ4 سنوات.

د. بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني

وذهب المصدر، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن إرجاء القرار الملكي بحلّ المجلس تأخر عن السادس عشر من الشهر الحالي، لضمان استمرار الحكومة الحالية، برئاسة بشر الخصاونة إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2024، إذ سمح الدستور للحكومة التي تنسب بحلّ مجلس النواب خلال المدة الدستورية بالبقاء، في حين لو نسبت الحكومة بحلّ المجلس قبل السادس عشر من الشهر الحالي، فيتوجب عليها الاستقالة خلال أسبوع من تاريخ التنسيب بحلّ المجلس.

جلسة في «النواب الأردني» (أرشيفية - موقع المجلس)

ويترقب متابعون عودة الملك عبد الله الثاني إلى البلاد، في ظل حديث غير مؤكد عن تغييرات مُحتملة على مستوى المناصب الرفيعة في مواقع مختلفة، غير أن إشارات واضحة صدرت عن مقربين من مراكز القرار، قالت إن التغييرات المرتقبة لن تكون قبل الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات النيابية المقررة في 10 سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك يضمن بقاء الحكومة إلى شهر سبتمبر المقبل.

حراك حزبي لتحفيز المشاركة الشعبية

نصّ قانون الانتخاب الأردني النافذ، الذي أُقرّ مطلع عام 2022، على تخصيص 41 مقعداً للأحزاب من أصل 138 مقعداً للمجلس، وسيتنافس على تلك المقاعد 38 حزباً، أعلنوا مشاركتهم في الانتخابات المقبلة، منهم حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد.

ودفع تخصيص المقاعد النيابية للأحزاب بنسبة 30 في المائة من مقاعد مجلس النواب المقبل، إلى توفر شروط المنافسة الحزبية في السباق نحو مقاعد السلطة التشريعية، في ظل مهمة ليست سهلة في استقطاب الناخبين نحو صناديق الاقتراع، بعد فراغ حزبي استمر لعقود، ومخاوف من فشل الأحزاب في استعادة ثقة الشارع، أمام فقر البرامج الانتخابية والتردد في نشرها مبكراً.

صورة لداخل مجلس النواب الأردني (الديوان الملكي)

وعلى الرغم من تحالف 19 حزباً ضمن 6 تحالفات سُجلت تمهيداً لإعلان قوائمها للترشح، فإن مهمة الأحزاب الـ19 المتبقية لا تبدو سهلة بعد تأخر عدد كبير منها في الإعلان عن قوائم المرشحين عنها، باستثناء عدد محدود من الأحزاب.

18 دائرة انتخابية محلية

قسّم قانون الانتخاب المملكة إلى 18 دائرة انتخابية، خصّص لها 97 مقعداً، ودائرة واحدة عامة مخصصة للأحزاب بواقع 41 مقعداً، فإن الأحزاب تتسابق كذلك على الفرص المتاحة لها في الدوائر المحلية ليتسنى لها حجز كتل برلمانية وازنة تستطيع من خلالها التأثير في القرار التشريعي والرقابي على الحكومة.

العاصمة الأردنية عمان (أرشيفية - بترا)

وأعلن عدد من الأحزاب قوائمه المرشحة في عدد من الدوائر المحلية، في حين قد تحظى قوائم حزب «جبهة العمل الإسلامي» بنصيب وافر منها، وينافسها في ذلك ما أعلنه حزب الميثاق القريب من الخط الرسمي، من ترشيحه عدداً من القوائم في مختلف دوائر المملكة.

في وقت ذكر محللون عن تراجع فرص أحد الأحزاب، بعدما أحالت الهيئة المستقلة للانتخاب للنائب العام أوراقاً لقضية متعلقة بشبهة شراء مقعد على قائمة الحزب. ما يعيد الحديث عن المنافسة غير العادلة بين المرشحين، ولا يسمح بشراء الأصوات وحسب، بل شراء مقاعد متقدمة على القوائم الحزبية التي ستنتخب وفق نظام القائمة النسبية المغلقة.

وفي سباق التنافس نحو قبة البرلمان، فإن تحالف الأحزاب اليسارية والقومية وتحالف الأحزاب المدنية يسعى لتجاوز عتبة الفوز في الانتخابات المقبلة، في مطمح لإضافة تيار جديد فاعل في مواجهة اليمين الإسلامي، لكن مخاوف من تصدعات داخل التحالفات، من شأنها إحباط التجربة.

وتحالفت أحزاب «الشيوعي» مع «البعث الاشتراكي» و«الشعب الديمقراطي» (حشد) في قائمة واحدة، غير أن التوافق على ترتيب أسماء المرشحين عن التحالف سبّب تحدياً أمام تلك الأحزاب، في حين أن تحالف حزبي «الديمقراطي الاجتماعي» و«الحزب المدني الديمقراطي» غير مستقر في تثبيت مواقع الأسماء بين الحزبين. لتبقى 4 تحالفات لأحزاب وسطية غير واضحة، قبل دخول موعد الترشح للانتخابات المقبلة.

ويحق لأكثر من 5 ملايين أردني التصويت في الانتخابات المقبلة، وما زالت نسبة المشاركة تشكل تحدياً لمراكز القرار، في وقت تمثل أزمات جوار الأردن تحديات بالغة الخطورة، وسط أجواء محلية متأثرة باستمرار الحرب على قطاع غزة، ومخاوف من اشتعال الضفة الغربية والقدس، وهو ما تعدّه عمّان خطراً يهدد مصالحها العليا.