نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

مسؤولون سابقون يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن سيناريو 2015

نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)
نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)
نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)

بينما تتخبّط الولايات المتحدة في أزماتها الداخلية غير المسبوقة بعد تنحّي رئيسها جو بايدن عن السباق الرئاسي، يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدخول في معترك الأزمة مع زيارته المقررة إلى واشنطن هذا الأسبوع.

فنتنياهو الذي لم يزر الولايات المتحدة منذ عام 2020 ليس غريباً عن الأزمات الحزبية الأميركية، على العكس فهو معروف بشغفه في تحريك الدفة لصالح طرف ضد آخر، وخير دليل على ذلك خطابه الشهير في عام 2015 أمام «الكونغرس»، حين وجّه انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأسبق باراك أوباما بسبب الاتفاق النووي الإيراني؛ ما أثار حفيظة الديمقراطيين الذين لم ينسوا هذه اللحظة حتى يومنا هذا.

بايدن ونتنياهو خلال زيارة الرئيس الأميركي لتل أبيب في 18 أكتوبر 2023 (أ.ب)

زيارة جدلية

ولهذا السبب، يقارن كثيرون ما بين تلك الزيارة التي طغت عليها رسائل تحدٍّ حزبية، والزيارة الأحدث في خضم أزمة ديمقراطية دفعت بالحزب إلى إعلان حالة التأهب القصوى ترقباً للمرحلة المقبلة مع اختيار كامالا هاريس بديلة لبايدن.

وينتقد براين كتوليس، كبير الباحثين في «معهد الشرق الأوسط»، توقيت زيارة نتنياهو، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «التوقيت في الحياة مهم، وقد اختار نتنياهو أسوأ توقيت ليزور واشنطن؛ لأن أميركا منهمكة في سياساتها الداخلية وانتخاباتها».

ويتابع كتوليس: «على عكس زيارته في عام 2015 وخطابه أمام (الكونغرس) حين سُلّطت الأضواء عليه ووقف الجمهوريون والديمقراطيون في المجلس ترحيباً بما قاله، هذه المرة سوف يحظى باهتمام أقل في وسائل الإعلام، ويواجه ردود فعل منقسمة في السياسة».

وبمواجهة هذه الأجواء المتشنجة، سعى نتنياهو إلى التخفيف من وطأة زيارته، فقال، قبل مغادرته على متن طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة، إن إسرائيل ستبقى حليف أميركا الأساسي في الشرق الأوسط «بغض النظر عمن سيختاره الأميركيون رئيساً».

تصريحات مشبعة بالمعاني المبطنة، يسعى من خلالها نتنياهو إلى رأب الصدع بينه وبين بايدن، في ظل تجاذب علني بينهما خيّم على أجواء العلاقة في الفترة الأخيرة.

وبينما ينتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي لقاءً وعده به بايدن في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، يرفض مايكل سينغ، المدير السابق لمكتب الشرق الأوسط وإيران في البيت الأبيض في عهد بوش الابن، المقاربة الداعية إلى تأجيل زيارة نتنياهو بسبب التجاذبات الداخلية، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «من المناسب لنتنياهو أن يزور واشنطن في الوقت الحالي، فعلينا أن نستكمل عملنا في مجال الأمن القومي رغم الأزمة السياسية الداخلية».

وتوقع سينغ أن زيارة من هذا النوع من شأنها أن «تصبّ في مصلحة بايدن»، وفسّر قائلاً: «أتوقع أن يرحّب الرئيس بايدن بهذه الزيارة، بوصفها فرصة لإظهار أنه لا يزال قادراً على ممارسة أعماله رئيساً رغم إنهاء حملته لولاية ثانية».

نتنياهو يتحدث أمام «الكونغرس» في 3 مارس 2015 (أ.ب)

عائلات الأسرى

وفي محاولة لإقناع الإدارة الأميركية بالامتناع عن استقباله، توجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» مباشرة إلى بايدن تطلب منه أن يقول لضيفه نتنياهو «Don't» (لا تفعل)، وهي الكلمة التي تفوّه بها بايدن تجاه إيران، محذراً من مغبة توسيع رقعة الحرب.

ويريد أهالي الأسرى من الرئيس بايدن أن يوجه تحذيراً حازماً مماثلاً، ولكن هذه المرة إلى رئيس حكومتهم، نتنياهو، الذي يماطل في إقرار صفقة لوقف النار وتبادل الأسرى. ويقولون فيها إنهم يثقون بأن الرئيس الأميركي مخلص أكثر من رئيس حكومتهم لقضية الأسرى الإسرائيليين، وأنهم يثقون بصدق نياته أكثر مما يثقون بنتنياهو.

وعبّرت عن موقفهم البروفيسورة نوعا ليمونة، وهي محاضرة في الفلسفة، في مقال نشرته بصحيفة «هآرتس»، قائلة: «هذه دعوة يائسة للرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أعلن انسحابه من المنافسة على الرئاسة. في الحقيقة هذه هي أيامك الصعبة، وربما لا تكون إسرائيل على رأس اهتماماتك. ينشرون بأنك معزول ومهان. أيضاً أنك فحصت تأخير الإعلان إلى ما بعد زيارة نتنياهو في واشنطن. أنت لم ترغب في إعطائه هذه المتعة. ولكن، هناك طريقة أخرى تغزّ فيها الإبرة في بالون غطرسة نتنياهو».

متظاهرون يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» في تل أبيب الجمعة (إ.ب.أ)

وزادت الكاتبة الإسرائيلية مخاطبة بايدن: «أنت تعرف ما هو السيرك المتوقع أن يعرضه (أي نتنياهو) في الأيام المقبلة. هو سيلقي خطاباً في (الكونغرس)، وسيعبّر عن الشكر المنافق لأميركا على مساعدتنا، وسيعطي إشارات على أنه كان يمكنكم أن تفعلوا مزيداً، وسيحظى بالتصفيق من الجمهوريين، وربما حتى الوقوف (تقديراً) على حسابك. هو يأمل الالتقاء معك، وأكثر من ذلك مع دونالد ترمب، الذي تعوّل الحكومة الأكثر تهديداً في تاريخنا على عودته إلى البيت الأبيض».

وتعتقد الكاتبة أن الزيارة «يجري تسويقها هنا على أنها فرصة للتأثير في الشعب الأميركي ومنتخبيه من أجل مصالح إسرائيل، ولكن نحن نعرف أن جمهور الهدف الأساسي في هذا الاحتفال هو نحن، وأن الهدف هو تحسين صورته المهتزة، وعرضه زعيماً عالمياً له تأثير دولي».

رقم قياسي في «الكونغرس»

وبعد لقاء بايدن المرتقب، يتوجه نتنياهو إلى «الكونغرس» الأميركي لمواجهة تجاذبات من نوع آخر، إذ سيُلقي خطاباً أمام مجلسي «الكونغرس» يوم الأربعاء في تمام الساعة 2 بتوقيت واشنطن، ليصبح بذلك الزعيم الأجنبي الأول الذي يتحدث أمام غرفتي المجلس التشريعي 4 مرات؛ الأولى في عام 1996 في عهد الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، ثم في عامي 2011 و2015 خلال عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.

والقاسم المشترك المهم هنا هو ليس أن الخطاب حصل في عهد الرؤساء الديمقراطيين، بل إنه تم بدعوة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، إذ إن الخطابات الـ4 ستكون أمام مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون الذين لا يوفّرون مناسبة لتحدي الرؤساء الديمقراطيين.

ويسلّط كتوليس الضوء على هذه الانقسامات الحزبية، خصوصاً بعد الدعوة الشهيرة لزعيم الديمقراطيين في الشيوخ تشاك شومر، نتنياهو إلى التنحي، فيقول: «سوف يصفّق له الجمهوريون بحماسة، في حين سيتحفظ الديمقراطيون. بكل بساطة واقع الحال هو أن معظم الزعماء الأميركيين لا يحبون نتنياهو، ولا يثقون به، ولا يحترمونه في هذه المرحلة المتأخرة من مسيرته السياسية».

وتابع كتوليس لـ«الشرق الأوسط»: «السياسيون لن يتحدثوا عن هذه المشاعر علناً، لكنهم سيذكّرون نتنياهو على أنه الشخص الذي حوّل العلاقة الأميركية - الإسرائيلية إلى شرخ حزبي في السياسة الأميركية».

من ناحيته، يستبعد سينغ في هذا الإطار أي مقارنة مع خطاب عام 2015، حين وجّه نتنياهو انتقادات لاذعة إلى أوباما من منصة «الكونغرس»، ما أثار حفيظة البيت الأبيض، وبعض الديمقراطيين.

ويقول سينغ: «في ذلك الوقت، كانت هناك اختلافات جذرية بين أميركا وإسرائيل حول الاتفاق النووي مع إيران. اليوم هناك توافق أفضل بين الطرفين بشأن طهران. ورغم وجود اختلافات بشأن غزة فإن إدارة بايدن كانت داعمة بشكل واسع لسياسة إسرائيل، رغم الانتقادات الدولية الشديدة».

ترمب ونتنياهو في القدس في 23 مايو 2017 (أ.ب)

بين 3 مسؤولين

عندما يلقي نتنياهو خطابه أمام مجلسي «الكونغرس»، ستجلس نائبة بايدن، كامالا هاريس، وراءه بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ. وسيكون أمام نتنياهو مهمة صعبة في التودد لهاريس التي وعلى الرغم من دعمها لإسرائيل، فإنها تحدثت بلهجة أكثر ودية من بايدن مع المعارضين لتل أبيب في ظل حرب غزة التي ستُلقي بظلالها أيضاً على الخطاب، إذ أعلن نحو 100 مُشرّع ديمقراطي نيتهم مقاطعة الخطاب.

وبينما يتوقع أن يلتقي نتنياهو مع هاريس، خلال زيارته، يخيّم شبح الرئيس السابق دونالد ترمب على هذه الزيارة. فالعلاقة الودية التي جمعت بين الرجلين في عهد الرئيس السابق، تبدّدت بعد أن هنّأ نتنياهو بايدن بفوزه على ترمب في الانتخابات الرئاسية في عام 2020؛ ما أثار حفيظة الرئيس السابق المعروف بحبه للولاء.

ويسعى نتنياهو إلى إعادة العلاقات إلى مجاريها، فعمد إلى تسجيل شريط فيديو يدين فيه محاولة اغتيال ترمب، وعلى الرغم من أن الرئيس السابق أعاد نشر تصريحات نتنياهو على حسابه الخاص في «تروث سوشيال»، فإن هذا لم يضمن لرئيس الوزراء بعد لقاء ثنائياً يجمع بينهما لإعادة إحياء شعلة العلاقة.


مقالات ذات صلة

تقرير: نتنياهو لن يوجه انتقادات لبايدن في خطابه أمام الكونغرس

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - د.ب.أ)

تقرير: نتنياهو لن يوجه انتقادات لبايدن في خطابه أمام الكونغرس

أبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الإدارة الأميركية بأن الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس لن يتضمن انتقادات لبايدن

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
شؤون إقليمية وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ف.ب)

وزير إسرائيلي يتوقع صفقة خلال أسبوعين... وحاخامات يهددون

في الوقت الذي أعلن فيه وزير إسرائيلي أنه يتوقع إنجاز صفقة تهدئة خلال أسبوعين، خرج حاخامات «الصهيونية الدينية» ببيان، الاثنين، يعلنون به معارضتهم الشديدة للخطوة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو مستقبلاً بايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (رويترز)

نتنياهو: إسرائيل ستكون حليفاً قوياً لأميركا بغض النظر عن الرئيس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إن إسرائيل ستكون أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ بنيامين نتنياهو وهو يتحدث أمام اجتماع مشترك للكونغرس في مارس 2015 (أ.ب)

ناشطون يعتزمون تنظيم احتجاجات تزامناً مع خطاب نتنياهو أمام الكونغرس

يعتزم نشطاء معارضون للحرب الإسرائيلية تنظيم احتجاجات في مبنى الكابيتول الأميركي يوم الأربعاء المقبل تزامناً مع زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو: إرسال وفد لإجراء محادثات بشأن الرهائن يوم الخميس

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن نتنياهو أمر بإرسال وفد مكلف بالتفاوض مع حركة «حماس» للتوصل إلى اتفاق بخصوص الرهائن يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (القدس)

تقرير: ترمب وابنته إيفانكا تبرعا بأموال لكامالا هاريس منذ سنوات

دونالد ترمب (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب وابنته إيفانكا تبرعا بأموال لكامالا هاريس منذ سنوات

دونالد ترمب (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، الاثنين، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سبق وأن تبرع بأموال لصالح كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن الذي أعلن ترشيحه لها للسباق الرئاسي بعد انسحابه.

وقالت الصحيفة إن التبرعات لم تقتصر فقط على ترمب، بل ابنته إيفانكا أيضاً، حيث قدّم الرئيس السابق تبرعاً بقيمة 5 آلاف دولار لصالح حملة إعادة انتخاب هاريس لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا.

وفي أعقاب إعلان بايدن عن قراره التاريخي بالانسحاب من الانتخابات، وظهور معركة جديدة محتملة بين ترمب وهاريس، عاد تبرع ترمب إلى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث نشر جاريد موسكوفيتش، عضو الكونغرس الديمقراطي، صورة للشيك على حسابه بمنصة «إكس» مع عبارة «لقد كان استثماراً حكيماً».

وذكر مايكل ستيل، الرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الجمهوري: «عندما كتب ترمب هذا الشيك لإعادة انتخاب كامالا هاريس في عام 2011، أراهن أنه لم يكن يعتقد أنها ستصرفه في عام 2024».

وأوضحت الصحيفة أن هذا التبرع كان من ضمن هدايا قدمتها عائلة ترمب لهاريس في الوقت الذي كانت تعمل فيه مدعياً عاماً في كاليفورنيا.

وتشير السجلات التي تحتفظ بها ولاية كاليفورنيا إلى هذا التبرع وكذلك شيك إضافي بقيمة ألف دولار من ترمب إلى هاريس في 2013 قُدم مع بداية حملة إعادة انتخابها لمنصب المدعي العام للولاية، وكذلك منحت ابنة ترمب، إيفانكا، هاريس 2000 دولار لإعادة انتخابها في 2014.

وذكرت «الغارديان» أن أموال ترمب التي ذهبت إلى خزائن هاريس قد تطارده في مسار الحملة الانتخابية، تماماً كما حدث خلال الحملة الرئاسية 2020 عندما كانت نائبة بايدن.

وكانت قناة «فوكس نيوز» قد كشفت عن تفاصيل تبرع ترمب لهاريس، حيث نقلت عن سجلات المحكمة أن ترمب دفع المبلغ بناءً على طلب المدعي العام في نيويورك آنذاك، إريك شنايدرمان، الذي نظم حملة لجمع التبرعات لهاريس في 2011، وتم إقناع ترمب بشراء تذكرة بمبلغ التبرع بحضور إيفانكا.

ووقتها، أصرّ ترمب على أن قيامه بهذا المعروف لشنايدرمان، الذي اتُّهم بالاعتداء الجسدي على العديد من النساء، لا علاقة له بالتحقيق الذي كان جارياً في ذلك الوقت في جامعة ترمب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس ما قاله ستيل على وسائل التواصل الاجتماعي، لن تتمكن هاريس من إنفاق مبلغ التبرع على حملتها الرئاسية، إذا حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وذكرت صحيفة «ساكرامنتو بي» في عام 2020 أن كامالا هاريس تنازلت عن أموال ترمب، وتركتها لمنظمة غير ربحية للحقوق المدنية.