أبطال البحرين جاهزون لـ«دورة الألعاب البارالمبية 2024»

حسين عبد العزيز علي (الشرق الأوسط)
حسين عبد العزيز علي (الشرق الأوسط)
TT

أبطال البحرين جاهزون لـ«دورة الألعاب البارالمبية 2024»

حسين عبد العزيز علي (الشرق الأوسط)
حسين عبد العزيز علي (الشرق الأوسط)

يستعد حسين عبد العزيز علي لـ«دورة الألعاب البارالمبية» في باريس 2024 بكل عزيمة، وهو صاحب الـ29 ربيعاً، ولاعب المنتخب البحريني لأصحاب الهمم «فئة المكفوفين». بدايته كانت قبل 3 سنوات، وعلى الرغم من أن بنيته الجسمانية لم تكن لتساعده في الجري، فإن المواظبة على التمارين صنعت منه عداء ناجحاً، وأُصيب بمرض إعتام عدسة العين في عام 2018، ما أدى إلى ضعف شديد في البصر.

ويتمرن حسين خمسة أيام في الأسبوع، ويقول إن عائلته كانت السند الأول له، لكي يصل إلى ما وصل له اليوم، إذ حقّق ثلاث ميداليات فضية في «بطولة غرب آسيا» التي أُقيمت في البحرين في 2022، ثم شارك في «ملتقى الشارقة» العام الحالي وخطف فيها ثلاثة ألقاب أيضاً، وتُوج بميدالية ذهبية في «ملتقى فزاع» الذي أُقيم في دبي، وأضاف إلى رصيده تتويجاً في المركز الرابع في بطولة العالم التي أُقيمت في اليابان 2024.

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» يتحدث حسين عن استعداداته لألعاب باريس: «نتمرن حالياً رغم أن الجو حار جداً؛ لكننا نمتلك الإرادة، وعلى الرغم من قصر فترة الاستعداد أيضاً فإن التمارين متواصلة والمشاركة في (دورة الألعاب البارالمبية) ليست فقط بغرض الحضور وإنما نطمح إلى المنافسة بقوة، وإن شاء الله نخرج بصورة تليق ببلدي البحرين ونحصل على أفضل النتائج».

يتمرن حسين رفقة مدربه ومساعده في الجري موسى حسن الذي يرى في حسين موهبة فذة، ويرى أن أمامه مستقبلاً يمكن أن يحقّق فيه كثيراً من الإنجازات ويقول: «بداية حسين لم تكن سهلة؛ لأنه أُصيب بشبكية العين، وعلى الرغم من أنه التحق معنا في مدة متأخرة وجسمه لم يكن ليساعده ولم تكفه لياقته ليشارك في سباقات الـ400 متر؛ فإن إصراره -ما شاء الله عليه- عجبني، هو يحاول دائماً أن يتقدم بأسرع صورة».

ربى العمري (الشرق الأوسط)

من جانبها، تتمرن ابنة بلاده ربى العمري، البالغة 33 عاماً، وبطلة ألعاب القوى، بكل تحدٍّ وعزيمة؛ لخوض المنافسات القادمة وتحقيق أفضل الإنجازات في رياضة رمي القرص. وُلدت ربى بإعاقة حركية؛ لكنها قررت عدم الاستسلام والخوض في غمار الرياضة، ومسيرتها بدأت في عام 2013، وشاركت في كثير من البطولات ودورتين سابقتين في الألعاب البارالمبية، وحصدت مركزاً سادساً في بار «أولمبياد ريو دي جانيرو» في البرازيل عام 2016، ولعبت في اليابان في نسخة عام 2020. وتقول ربى إن التأهل لباريس لم يكن سهلاً، وإنما جاء بعد مشاركات آسيوية، سواء في بطولة الصين التي خطفت فيها مركزاً ثالثاً في رياضة رمي الرمح، وسعت إلى حصد أكبر عدد من الأرقام التأهيلية من خلال المشاركة في بطولة العالم في اليابان لهذا العام 2024، وحلّت ضمن المراكز الأربعة الأولى.

وعن التمارين فتقول: «الجو الحار لا يساعدنا كثيراً، نحن نتمرن 10 دقائق؛ لكننا نشعر أن التمرين يأخذ أكثر من نصف ساعة، لكن هناك فترة إعداد لأقل من شهر تقريباً وسنكون جاهزين، والأوزان التي أتمرن عليها ثقيلة نوعاً ما، لكن كل هذا تحت إشراف المدرب». ومن المقرر أن تُعقد «دورة الألعاب البارالمبية» في باريس في المدة من 28 أغسطس (آب) حتى الثامن من سبتمبر (أيلول).


مقالات ذات صلة

أولمبياد باريس: غياب السلوفيني بوغاتشار حامل لقب طواف فرنسا

رياضة عالمية السلوفيني تادي بوغاتشار لن يشارك في أولمبياد باريس (أ.ب)

أولمبياد باريس: غياب السلوفيني بوغاتشار حامل لقب طواف فرنسا

انسحب السلوفيني تادي بوغاتشار، المتوَّج لتوّه بطواف فرنسا للدراجات الهوائية للمرة الثالثة في مسيرته، من أولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية صالح الشهري ينضم للاتحاد رسمياً (نادي الاتحاد)

الاتحاد يعزز هجومه بصالح الشهري بـ18 مليون ريال 

أعلن نادي الاتحاد رسمياً التعاقد مع  صالح الشهري المهاجم القادم من نادي الهلال في صفقة انتقال حر لـ3 مواسم مقبلة.

علي العمري (جدة)
رياضة عالمية آنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام والمرشح لتدريب إنجلترا (رويترز)

3 مدربين مرشحين لخلافة ساوثغيت في تدريب إنجلترا

يجري الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم محاولاته من أجل إيجاد مدرب جديد للمنتخب خلفاً لغاريث ساوثغيت. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (أ.ب)

باخ يصف الرياضيين الأولمبيين بسفراء السلام

دعا الرياضيون الأولمبيون إلى السلام، الاثنين، وذلك خلال افتتاح جدارية الهدنة الأولمبية قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس. 

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبة التنس التشيكية ماركيتا فوندروسوفا (أ.ف.ب)

أولمبياد باريس: فوندروسوفا تنسحب من منافسات التنس

قالت لاعبة التنس التشيكية ماركيتا فوندروسوفا الاثنين إنها انسحبت من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس بسبب إصابة في اليد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رياضيون فلسطينيون: مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)

السباحة الفلسطينية فاليري ترزي خلال حفل افتتاح الأولمبياد في باريس (أ.ب)
السباحة الفلسطينية فاليري ترزي خلال حفل افتتاح الأولمبياد في باريس (أ.ب)
TT

رياضيون فلسطينيون: مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)

السباحة الفلسطينية فاليري ترزي خلال حفل افتتاح الأولمبياد في باريس (أ.ب)
السباحة الفلسطينية فاليري ترزي خلال حفل افتتاح الأولمبياد في باريس (أ.ب)

قال رياضيون فلسطينيون إن مجرد مشاركتهم في أولمبياد باريس 2024 انتصار لبلدهم في ظل الصراع في الشرق الأوسط.

ومعظم الرياضيين الذين يمثلون فلسطين في أولمبياد باريس وُلدوا في أماكن أخرى، ومع ذلك فإنهم يهتمون بشدة بالسياسة في وطن آبائهم وأجدادهم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقال رياضيون فلسطينيون إنهم متحمسون للمنافسة، ولكنهم يقولون إن وجودهم في الألعاب لا يقتصر على الرياضة فقط، أو حتى في المقام الأول. ومع الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف في غزة، فإن هؤلاء الرياضيين - اثنان منهم من الضفة الغربية - يتحملون أعباءً أكبر.

وقال يزن البواب، وهو سباح يبلغ من العمر 24 عاماً وُلد في المملكة العربية السعودية، ويعيش في دبي، إنه لا يتوقع التقدير لأدائه في السباحة. وقال إنه يعد السباحة وسيلة للتعبير عن القضية الفلسطينية، وتابع لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لم يسألني أحد قط عن سباقاتي. لا أحد يهتم. سأكون واضحاً وصادقاً: فرنسا لا تعترف بفلسطين دولةً، لكنني هناك، أرفع العلم. هذا هو دوري».

السباح الفلسطيني يزن البواب (أ.ب)

وتتألف البعثة الفلسطينية المشاركة في الأولمبياد، التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، من 6 رياضيين يشاركون في منافسات الملاكمة والجودو والتايكوندو والرماية والسباحة دون آمال كبرى في الفوز بميدالية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 39000 فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقبل الأولمبياد، حصل الرياضيون الفلسطينيون على دعم من دول عربية بينها الكويت وقطر وليبيا ومصر، للسماح لهم بالتدرب.

وقال مسؤولو الرياضة الفلسطينيون إن أكثر من 300 رياضي وحكم ومسؤول رياضي قُتلوا في الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإن كل المنشآت الرياضية في غزة دُمرت.

عمر إسماعيل، الذي وُلد في دبي لأبوين ينحدران من مدينة جنين بالضفة الغربية، لديه طموحات رياضية أسمى، وبعد وقت قصير من حصوله على مكانه في الفريق في بطولة تصفيات التايكوندو في الصين، قال اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً لوكالة «أسوشييتد برس» إنه يهدف إلى الفوز بميدالية ذهبية في باريس.

لاعب التايكوندو الفلسطيني عمر إسماعيل خلال التدريبات في الإمارات (أ.ب)

وقالت السباحة فاليري ترزي: «قلت ذلك سابقاً، لكنني واحدة من أوفر الناس حظاً في العالم. تتسنى لي فرصة المنافسة لصالح بلدي، وأن أرفع علم بلدي».

السباحة الفلسطينية فاليري ترزي ترسم على أظافرها دوائر الأولمبياد وعلم فلسطين والشال الفلسطيني (أ.ب)

وتتابع لوكالة «رويترز» للأنباء: «قلبي معهم. في كل مرة أسبح فيها، أفكر في شعب فلسطين ومعاناته. وأريد أن أمثلهم على أفضل نحو ممكن».

السباحة الفلسطينية فاليري ترزي (رويترز)

مواجهة محتملة مع إسرائيليين

وقد يواجه الرياضيون الفلسطينيون الرياضيين الإسرائيليين في باريس. وقالت اللجنة الأولمبية الإسرائيلية إنها سترسل 88 رياضياً إلى باريس، وإنهم سيتنافسون ضد رياضيين من أي مكان.

وقال نادر الجيوسي المدير الفني للفريق: «كانت لدينا آمال كبيرة للغاية في أن نذهب إلى باريس 2024 مع رياضيين مؤهلين. لقد فقدنا كثيراً من هذه الفرص بسبب التوقف الكامل لكل نشاط في البلاد». ورفض الجيوسي القول ما إذا كان قد تم إصدار مبادئ توجيهية واضحة للرياضيين الفلسطينيين حول ما إذا كان من المتوقع منهم - كشكل من أشكال الاحتجاج ضد الحرب في غزة - أن ينسحبوا من المنافسة بدلاً من مواجهة الإسرائيليين. وقال: «دعونا نرى ما الذي ستضعه القرعة أمام رياضيينا. نحن نعرف ما نريد القيام به، ولكن ليس علينا أن نقول كل ما نريد القيام به».

أحد المرشحين الأولمبيين الذين لم يتأهلوا هو لاعب رفع الأثقال المولود في غزة محمد حمادة، وهو حامل علم أولمبياد طوكيو 2021. عندما بدأت الحرب، انتقل الحمادة إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وتدرب 25 يوماً، لكن بسبب نقص الغذاء، خسر حمادة - الذي تنافس في فئة وزن 102 كيلوغرام (225 رطلاً) - تدريجياً نحو 18 كيلوغراماً (40 رطلاً).

حصل الحمادة في النهاية على تأشيرة لمغادرة غزة، وانتقل إلى قطر لمواصلة تدريبه. لكن الجيوسي قال إنه لم يتمكن من إعادة جسده إلى المستوى الأولمبي.

وقال الجيوسي إن الفوز بالميداليات ليس على رأس أولويات الرياضيين الذين وصلوا إلى باريس. (لم يفز أي رياضي فلسطيني بميدالية أولمبية على الإطلاق)، وتابع: «نحن ذاهبون إلى هناك لإظهار فلسطينيتنا». وأضاف: «نحن نركز على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة، وهو ما كنا نقوم به كأمة منذ 80 عاماً».