وجد باحثون بجامعة الشارقة في دولة الإمارات أن طريقة طبيعية لتبريد المباني يمكنها تقليل الاعتماد على أجهزة التكييف التي تستهلك الكثير من الطاقة.
وأوضح الباحثون أن هذه الطريقة إذا دخلت في تصميم المنازل السكنية الجديدة يمكن أن تخفض درجة حرارة المباني بمقدار 0.7 درجة مئوية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في «دورية الهندسة المعمارية».
واختبر الباحثون تأثير أبراج الرياح أو «البراجيل»، وهو نظام طبيعي لتبريد المباني مستوحى من التراث الإماراتي، وكانت هذه الأبراج تُستخدم في الإمارات ومنطقة الخليج قبل انتشار أجهزة التكييف.
وتتميز أبراج «البراجيل» بتصميمها الفريد الذي يعتمد على استغلال الرياح الطبيعية؛ حيث تلتقط الرياح الباردة وتوجهها داخل المبنى من خلال فتحات متعددة، ويكون تصميمها عادة على شكل برج مرتفع مع فتحات تواجه اتجاهات الرياح المختلفة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، لا تزال أجهزة التكييف ضرورية لتبريد المباني حتى الآن.
وركّزت الدراسة على اختبار تقنيات التهوية الطبيعية مثل «البراجيل» التي تم تطبيقها على مبنى نموذجي في الإمارات. وقيّمت مدى السيطرة على اكتساب الحرارة وتبديدها داخل المبنى لتحسين درجة الحرارة الداخلية وتقليل استهلاك الطاقة، وهي عملية تُعرف بالتبريد السلبي.
ووجد الباحثون أن استراتيجيات التهوية الطبيعية مثل «البراجيل» أثبتت فاعليتها في خفض درجة الحرارة الداخلية للمبنى (بمقدار 0.7 درجة مئوية طوال اليوم).
ورغم أن التهوية الطبيعية لا يمكن أن تحل محل التكييف في الإمارات، لكنها يمكن أن تسهم في تقليل استخدامه خلال المواسم المعتدلة.
ووفق الباحثين، فإن مواد البناء مثل الخرسانة المسلحة والصلب والزجاج الكبير لا توفر عزلاً ضد الحرارة الشديدة في الخارج. ومع ذلك، يمكن إضافة هياكل تسمح بالتهوية الطبيعية مثل «البراجيل» للمباني السكنية، ولكن هذا يتطلب تعاون السكان لفتح وإغلاق فتحات المنزل.
وقال الدكتور فيتورينو بيلبولتي، الأستاذ المشارك في تصميم المباني الخضراء وتكنولوجيا الطاقة في جامعة الشارقة، والباحث الرئيسي للدراسة: «تسهم نتائج الدراسة في مساعدة التصميم في مراحله الأولى، مع التركيز على التبريد السلبي عبر التهوية الطبيعية، لتحقيق مبانٍ أكثر استدامة».
وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت»: «في الإمارات، لا يمكن للتهوية الطبيعية أن تحل محل التكييف، لكنها يمكن أن تسهم بشكل كبير في الحد من استخدامه لتحقيق مبانٍ أكثر استدامة في المناخات الحارة».
وأشار إلى أن هذه الدراسة جزء من برنامج بحثي وتعليمي بين جامعة الشارقة وجامعة فيرارا الإيطالية يسمى «The KNOW HOWse» يهدف إلى زيادة الوعي لمساعدة الناس على بناء منازل صديقة للبيئة.