الولايات المتحدة لتفادي خروج مبكر أمام الأوروغواي وبنما تتمسك بالأمل في مواجهة بوليفيا

الأرجنتين الى الدور الثاني لـ «كوبا أميركا» بالعلامة الكاملة ... وتوقع صراع ثلاثي بالمجموعة الثالثة

مارتينيز يسجل هدفه الثاني في مرمى بيرو ليقود الأرجنتين للدور الثاني بالعلامة الكاملة (ا ف ب)
مارتينيز يسجل هدفه الثاني في مرمى بيرو ليقود الأرجنتين للدور الثاني بالعلامة الكاملة (ا ف ب)
TT

الولايات المتحدة لتفادي خروج مبكر أمام الأوروغواي وبنما تتمسك بالأمل في مواجهة بوليفيا

مارتينيز يسجل هدفه الثاني في مرمى بيرو ليقود الأرجنتين للدور الثاني بالعلامة الكاملة (ا ف ب)
مارتينيز يسجل هدفه الثاني في مرمى بيرو ليقود الأرجنتين للدور الثاني بالعلامة الكاملة (ا ف ب)

تخوض المكسيك مباراة مصيرية ضد الإكوادور، اليوم، بختام مواجهات المجموعة الثانية لبطولة «كوبا أميركا»، بينما يلتقي منتخب الولايات المتحدة، المستضيف، منتخب الأوروغواي، وبنما ضد بوليفيا في مواجهتين حاسمتين بالمجموعة الثالثة.

في استاد «ستيت فارم» بولاية أريزونا، سيكون التعادل كافياً للإكوادور (3 نقاط) للعبور إلى الدور الثاني على حساب المكسيك التي تتساوى معها في النقاط، لكن الأولى تتفوق في فارق الأهداف.

وكان الفريقان مرشحَين للتأهل عن مجموعتهما، لكن أحدهما فقط سيحظى بفرصة الانتقال إلى الدور المقبل بعد خسارتيهما أمام فنزويلا في أول جولتين.

وساند الحظ فنزويلا في انتصاريها على الفريقين، إذ تلقى قائد الإكوادور إينر بالنسيا بطاقةَ طرد في وقت مبكر من مباراتهما التي انتهت بالهزيمة 1 – 2، وأهدر لاعب المكسيك أوربيلين بينيدا ركلة جزاء في خسارة فريقه صفر - 1. ورغم الضغوط المتزايدة عبّر مدرب المكسيك خايمي لوزانو، عن ثقته في الفوز، وقال: «نشعر بالهدوء والثقة من تحقيق نتيجة إيجابية. الظروف عاندتنا، لكني أثق في حالة الفريق وفي أدائه. إنهم (اللاعبون) أقوياء جداً، ويريدون تأكيد ذلك في مواجهة الإكوادور».

وتتمتع المكسيك بسجل تاريخي إيجابي في مواجهاتها أمام الإكوادور، إذ فازت 4 مرات، وتعادلت مرة، وخسرت مرة في المواجهات الرسمية السابقة بينهما. ومع ذلك تأمل الإكوادور في أن تعكس هذه المواجهة قوة الجيل الحالي من اللاعبين لديها. ومن المقرر أن يعود المخضرم بالنسيا، هداف الإكوادور التاريخي للتشكيلة بعد طرده في المباراة الأولى؛ بسبب الخشونة ضد لاعب فنزويلا خوسيه مارتينيز.

كما أن خط وسط الفريق قوي ويضم لاعبين مثل مويسيس كايسيدو لاعب تشيلسي الإنجليزي، وكيندري بايز (17 عاماً) الذي سجّل هدفاً من ركلة جزاء في فوز الإكوادور 3 - 1 على جامايكا، وهو سينضم إلى صفوف تشيلسي مع بداية فترة الإعداد للموسم المقبل.

وقال لوزانو عن الإكوادور: «إنه فريق قوي وشاب على مستوى جميع الخطوط والمراكز. المنافس يملك فريقاً متكاملاً وذكياً، يعرف كيف يلعب».

وفي المجموعة الثالثة تخشى الولايات المتحدة (3 نقاط) الخروج مبكراً من البطولة التي تقام على أراضيها عندما تلتقي الأوروغواي المتصدرة بـ6 نقاط، التي ضمنت إلى حد كبير العبور للدور الثاني، بينما تلتقي بنما (3 نقاط) بوليفيا (الأخيرة دون نقاط).

وتعرّض المنتخب الأميركي لخسارة مباغتة 1 - 2 أمام نظيره البنمي في الجولة الماضية، ليشتعل الصراع بين المنتخبات الثلاثة الأولى، التي قد تنهي دور المجموعات متساوية برصيد 6 نقاط.

منتخب الأوروغواي (المتصدر)، بقيادة المدرب الأرجنتيني الخبير مارسيلو بيلسا، يكفيه التعادل للعبور إلى الدور الثاني متصدراً المجموعة عقب فوزه في أول جولتين بنتيجة كبيرة 3 - 1 على بنما، و5 - صفر على بوليفيا، مؤكداً قوته الهجومية. وفي حال فوز المنتخب الأميركي على الأوروغواي وانتصار بنما على بوليفيا بالتوقيت نفسه سيتم اللجوء لمعيار فارق الأهداف لتحديد المنتخبَين صاحبَي المركزَين الأول والثاني، المتأهلَين للأدوار الإقصائية.

وكانت عودة غريغ بيرهالتر مديراً فنياً لمنتخب الولايات المتحدة مليئة بالتناقضات من مباراة لأخرى، وكانت الهزيمة أمام بنما هي الأولى التي يفشل فيها الفريق في «كوبا أميركا» عندما يفتتح التسجيل منذ أن استقبل 4 أهداف متتالية من منتخب الأرجنتين في نسخة عام 2007، التي انتهت بهزيمة منتخب أميركا 1 - 4 . وعلى المنتخب الأميركي خوض معركة شاقة أمام الأوروغواي للمرور إلى دور الـ8.

ويتمتع منتخب الولايات المتحدة بفارق أهداف (1+)، وهو ما منحه المركز الثاني، مقابل فارق أهداف (1-) لبنما، لكن الفريق الأميركي ربما يحتاج للفوز على الأوروغواي بأكثر من هدف، بالنظر إلى أن البوليفيين خسروا مواجهاتهم الـ4 الأخيرة في جميع المسابقات بفارق هدفين على الأقل.

وحافظ منتخب الولايات المتحدة على سجله خالياً من الهزائم في مواجهاته الـ4 الأخيرة مع الأوروغواي بجميع البطولات، وكان آخر لقاء بينهما انتهى بالتعادل دون أهداف ودياً عام 2022 في كانساس سيتي.

في المقابل، كشر منتخب الأوروغواي عن أنيابه مبكراً، ليبرهن أنه يخوض البطولة ساعياً للمنافسة على اللقب الذي يتقاسم الرقم القياسي في عدد مرات الفوز به مع نظيره الأرجنتيني، برصيد 15 لقباً لكل منهما، وهو ما جعله قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الـ8 للنسخة الثالثة على التوالي. لا يتصدر منتخب الأوروغواي الترتيب فحسب، بل لديه فارق أهداف كبير (+7)، يزيد بـ6 أهداف عن منتخب الولايات المتحدة، وهو ما يعزز فرصه في العبور لدور الـ8، حيث إن الفرصة الوحيدة لخروجه تتمثل في خسارته بعدد كبير من الأهداف أمام أصحاب الأرض، وفوز بنما على بوليفيا بفارق 5 أهداف.

نونييز مهاجم الأوروغواي واحد الاوراق الهامة في مواجهة أميركا (اب)cut out

لكن الأوروغواي تريد بدورها إنهاء دور المجموعات بالعلامة الكاملة. وخلال 7 لقاءات جرت بين المنتخبين، حققت الولايات المتحدة فوزَين، مقابل انتصار وحيد لأوروغواي في نسخة «كوبا أميركا» عام 1993، بينما تعادل المنتخبان 4 مرات.

وفي اللقاء الثاني بالمجموعة تحتاج بنما لنتيجة إيجابية في مباراتها أمام بوليفيا وبعض المساعدة من منتخب الأورغواي أمام الولايات المتحدة لبلوغ دور الـ8 لأول مرة في تاريخها.

وافتتح منتخب بنما مسيرته في المجموعة بالخسارة 1 - 3 أمام الأوروغواي، قبل أن يحقق فوزاً ثميناً 2 - 1 على الولايات المتحدة ، في حين خسرت بوليفيا أول مباراتين صفر - 2 أمام أميركا، وصفر - 5 أمام الأوروغواي.

وتوقف أمل بوليفيا الضعيف، على الفوز بفارق يصل إلى 7 أهداف على بنما، وانتظار فوز الأوروغواي على الولايات المتحدة ، للصعود لدور الـ8، لكنه يبدو أمر بعيد المنال، لا سيما في ظل خسارة الفريق البوليفي مبارياته الـ13 الأخيرة بمرحلة المجموعات في «كوبا أميركا». وإذا فشلت بوليفيا في هزّ الشباك أمام بنما، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ نسخة عام 2001 التي ينهي فيها الفريق دور المجموعات دون تسجيل أي هدف.

من جانبه، أنعش منتخب بنما آماله في الصعود لمرحلة خروج المغلوب، وأصبح انتصاره على الولايات المتحدة مفتاحه لمواصلة الطريق بالبطولة.

مارتينيز يقود الأرجنتين للدور الثانيوفي المجموعة الأولى، احتفلت الأرجنتين بتأهلها إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة بعد أن قادها لاوتارو مارتينيز للفوز على بيرو 2 - صفر بتسجيله الهدفين.

وهزّ مارتينيز، الذي شارك في التشكيلة الأساسية لأول مرة في البطولة، الشباك في الدقيقتين 47 و86 ليسجل في المباراة الثالثة على التوالي.

وأنهى مهاجم إنتر ميلان الإيطالي هجمة سلسة في الدقيقة 47، إذ سدد الكرة بهدوء فوق حارس بيرو، بيدرو غاليسي، ثم كرر الأمر ذاته في الدقيقة 86 مسدداً الكرة مرة أخرى بالطريقة نفسها بعد تعثر دفاعي للفريق المنافس.

وقال مارتينيز، الذي تعرّض لانتقادات بسبب أدائه في كأس العالم 2022 التي فازت بها الأرجنتين: «أنا سعيد لأني تمكّنت من التسجيل في مباريات دور المجموعات الثلاث ولأني تمكّنت من مساعدة الفريق، وهذا هو المهم. أنا بخير، قضيت موسماً رائعاً مع فريقي، وأشعر بأني مستعد للتخلص من الغصة التي عانيت منها في كأس العالم... دعونا نواصل العمل».

ورفع نجم فريق إنتر ميلان الإيطالي رصيده إلى 4 أهداف في البطولة، ليتربع على صدارة هدافي البطولة بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه.

وكانت الأرجنتين قد تأهلت بالفعل لدور الـ8 قبل المباراة التي أُقيمت في ميامي بفوزها على كل من كندا وتشيلي في أول جولتين.

ومنح تأمين التأهل الأرجنتين فرصة لإراحة اللاعبين الأساسيين في مواجهة بيرو، ومن بينهم قائد الفريق ليونيل ميسي.

ويتعافى ميسي، الذي احتفل بعيد ميلاده الـ37 يوم الاثنين الماضي، من إصابة في الفخذ تعرّض لها خلال الفوز على تشيلي، الثلاثاء الماضي، لكن من المتوقع أن يعود لمباراة دور الـ8 يوم الخميس في هيوستون.

ورغم غياب مدربها ليونيل سكالوني، بسبب الإيقاف والغرامة على خلفية تأخر فريقه في العودة من غرفة تبديل الملابس قبل الشوط الثاني في مباراتيه السابقتين، والتغيير الكبير في التشكيلة الأساسية، لم تتعرّض الأرجنتين إلى حد كبير لأي تهديد من المنافس.

وأشاد والتر صامويل، المدرب المساعد للأرجنتين، الذي وقف على الخط في غياب سكالوني بصلابة مجموعته وتألق مارتينيز، وقال: «المنافسون القادمون مختلفون للغاية. لقد عرف الفريق كيفية التكيف مع كل شيء منذ المباراة الأولى في المسابقة».


مقالات ذات صلة

مدرب الإكوادور: مواجهة الأرجنتين صعبة رغم غياب ميسي

رياضة عالمية فيليكس سانشيز (رويترز)

مدرب الإكوادور: مواجهة الأرجنتين صعبة رغم غياب ميسي

قال الإسباني فيليكس سانشيز، المدير الفني لمنتخب الإكوادور، إنه من الشرف مواجهة المنتخب الأرجنتيني بقيادة مدربه ليونيل سكالوني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية برهالتر مدرب منتخب أميركا (د.ب.أ)

المقاعد الشاغرة في «كوبا أميركا» تثير مخاوف الولايات المتحدة قبل كأس العالم

مع دخول بطولة كوبا أميركا لكرة القدم مرحلة خروج المغلوب فإن الحضور الجماهيري الضعيف في كثير من مباريات المسابقة في الولايات المتحدة طغى على قوة الأداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية مارسيلو بييلسا أعاد البريق مرة أخرى لمنتخب أوروغواي (رويترز)

المدرسة الأرجنتينية التدريبية تخطف الأضواء في «كوبا أميركا»

سكالوني وبييلسا وباتيستا قادوا منتخباتهم لمرحلة خروج المغلوب بعدما حققت منتخباتهم العلامة الكاملة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية لوكاس باكيتا (أ.ف.ب)

وست هام يرفض إعارة باكيتا لفلامنغو

أكد نادي وست هام يونايتد أنه لا ينوي إعارة لوكاس باكيتا إلى ناديه الأصلي فلامنغو.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية ميسي خلال تدريبات الأرجنتين فجر الخميس (أ.ب)

سكالوني: مشاركة ميسي أمام الإكوادور «ليست مؤكدة»

قال ليونيل سكالوني مدرب منتخب الأرجنتين إن الشكوك لا تزال تحوم حول مشاركة القائد ليونيل ميسي أمام الإكوادور في دور الثمانية لكأس كوبا أميركا.

«الشرق الأوسط» (هيوستون)

نهائي ألماني ــ إسباني مبكّر... وقمة فرنسية ــ برتغالية «ملتهبة»

موسيالا نجم ألمانيا الواعد (يسار) بجانب المخضرم روديجر خلال التدريبات  (د ب ا)
موسيالا نجم ألمانيا الواعد (يسار) بجانب المخضرم روديجر خلال التدريبات (د ب ا)
TT

نهائي ألماني ــ إسباني مبكّر... وقمة فرنسية ــ برتغالية «ملتهبة»

موسيالا نجم ألمانيا الواعد (يسار) بجانب المخضرم روديجر خلال التدريبات  (د ب ا)
موسيالا نجم ألمانيا الواعد (يسار) بجانب المخضرم روديجر خلال التدريبات (د ب ا)

تدخل بطولة كأس أوروبا لكرة القدم مراحلها الحاسمة بمواجهتين من العيار الثقيل، حيث تصطدم ألمانيا المستضيفة مع إسبانيا المتألقة في قمة نارية، بينما يتواجه النجمان الفرنسي كيليان مبابي والبرتغالي كريستيانو رونالدو في لقاء آخر لا يقل إثارة في ربع النهائي.

في شتوتغارت ستكون ألمانيا صاحبة الأرض أمام الاختبار الأصعب عندما تواجه إسبانيا الوحيدة التي حققت أربعة انتصارات حتى الآن.

وبعد فوزها على كرواتيا وإيطاليا وألبانيا في دور المجموعات، واصلت إسبانيا عروضها القوية بانتصار على الوافدة الجديدة جورجيا 4-1 في ثمن النهائي.

في المقابل، حققت ألمانيا بداية قوية أمام أسكوتلندا بالفوز (5-1) مع الموهوبين جمال موسيالا وفلوريان فيرتز، ثم تغلبت على المجر 2-0، قبل أن ينقذها نيكلاس فولكروغ في الوقت القاتل أمام النمسا بهدف التعادل 1-1. وصحيح أنها فازت على الدنمارك 2-0 في ثمن النهائي، إلا أن ألمانيا واجهت متاعب كثيرة أمام الفريق الاسكندنافي. ويملك الفريقان الإسباني والألماني أقوى هجوم في البطولة، وهما الأفضل في دقة التمرير وتلقت شباكهما مجموع ثلاثة أهداف فقط، ما جعل المباراة بينهما تبدو وكأنها «نهائي قبل الأوان».

وتوقع قائد ألمانيا إيلكاي غوندوغان المحترف في برشلونة مباراة قوية متكافئة، وقال: «ستكون بالتأكيد مباراة متساوية. المنتخبان يملكان الأسلحة الكافية لتحقيق الفوز».

وتعول الجماهير الألمانية على تشكيلة المدرّب الشاب يوليان ناغلسمان، بديل هانزي فليك المقال من منصبه قبل نهاية العام الماضي، لمحو خيبة آخر مونديالين عندما ودّع المنتخب من دور المجموعات، فيما أقصي من ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة أمام إنجلترا (0-2).

وبينما يسعى كل من المنتخبين لفض شراكة الألقاب الثلاثة القياسية في البطولة، قال صانع ألعاب ألمانيا توني كروس: «هدفنا الفوز بالبطولة».

لامين جمال موهوب إسبانيا يتوسط زملائه في التدريب قبل موقعة المانيا الحاسمة (ا ف ب)

وأضاف نجم خط الوسط المخضرم والمتوج بدوري الأبطال مع ريال مدريد في مايو (أيار) الماضي والفائز بمونديال 2014: «لا أعتقد أن هذه المباراة ستكون الأخيرة لي بالبطولة. أتوقع أننا سنرى بعضنا بعضا مرة أخرى، هدفنا الوصول للنهائي والتتويج باللقب».

وتابع كروس الذي سيعتزل نهائيا بعد هذه البطولة: «كانت هناك شكوك كبيرة حولنا قبل أن تبدأ كأس أوروبا. هذا أمر طبيعي بعد نتائجنا المحبطة في البطولات السابقة. أعتقد أننا حققنا الحد الأدنى من الأهداف ومهما كانت النتيجة فلن نتحدث عن كارثة، لكننا عازمون على تكملة المشوار وتحقيق البطولة ونحن مقتنعون بأننا نستطيع القيام بذلك».

وخاض اللاعب المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا ست مرات مباراته الأولى على المستوى الاحترافي مع بايرن ميونيخ عام 2007، في العام عينه الذي وُلد فيه لاعب منتخب إسبانيا الحالي لامين جمال (16 عاماً).

قال مدرّب إسبانيا لويس دي لا فوينتي: «ألمانيا فريق رائع، منظّم ومنضبط. لكنهم سيواجهون فريقاً يشبههم... التفاصيل الصغيرة ستحسم هذه المباراة».

وستعيد هذه المباراة ذكريات نهائي 2008 عندما فازت إسبانيا بهدف فرناندو توريس، ثم كرّرت هذا الإنجاز بعد سنتين في نصف نهائي مونديال 2010 بهدف كارليس بويول في طريقها إلى لقبها الوحيد في كأس العالم.

وقبل مواجهتهما الأخيرة في دور المجموعات لمونديال قطر (1-1)، سحقت إسبانيا ألمانيا بنصف دستة أهداف رهيبة في دوري الأمم الأوروبية.

وتحول أسلوب لعب المنتخب الإسباني من «تيكي تاكا» القائم على الاستحواذ، إلى هجوم شرس من كافة الجوانب خلال حقبة دي لا فوينتي التي بدأت قبل أكثر من عام.

وربما تفاجأ كثير من المشجعين بهذا التحول، لكن لاعبين مثل نجم خط الوسط ميكل ميرينو توقع ذلك مثله مثل كثير من زملائه، وأوضح: «نعرف بعضنا بعضا منذ فترة طويلة. ربما تكون هذه التشكيلة هي الأكثر بين نظيراتها التي لعبت معا لفترة... وأعتقد أن قوتنا الحقيقية هي الأخوة وروح الفريق».

وأضاف: «نركز جميعا على الهدف الرئيسي وهو الفوز بالبطولة، لا أحد هنا لديه شعور بالأنانية. نريد جميعا أن ينجح الفريق».

ويعد الأداء المهيمن لإسبانيا في البطولة نتاجا لمشروع طويل الأمد عمل عليه دي لا فوينتي لمدة عقد من الزمن كمدرب لمنتخبات الناشئين قبل أن يتولى مسؤولية الفريق الأول.

وقال ميرينو: «دي لا فوينتي يعرفنا جميعا. الشيء المحوري هو أننا نعرفه. ونعرف ما يريده، ونعرف أسلوب كرة القدم الذي يرغب في تقديمه».

وفي المواجهة الثانية التي تجمع بين فرنسا والبرتغال اللذين كانا من أبرز المنتخبات التي صبّت الترشيحات في صالحهما للمنافسة على اللقب، لكنهما لم يُقنعا تماماً حتى الآن، بات على أحدهما الإطاحة بالآخر من أجل مواصلة الحلم باللقب.

وتأهلت فرنسا إلى ربع النهائي للمرّة السادسة في آخر سبع بطولات كبرى، رغم عدم تسجيل لاعبيها أي هدف من اللعب المفتوح. سجّلت ثلاثة أهداف فقط في أربع مباريات، أحدها من ركلة جزاء نفّذها مبابي والآخران بنيران صديقة، بما في ذلك هدف يان فيرتونغن (مدافع بلجيكا) الذي سمح لهم الخروج فائزين في ثمن النهائي.

في المقابل لعب ديوغو كوستا، حارس مرمى بورتو، دورا محوريا في تأهل البرتغال لدور الثمانية بعد تألقه في ركلات الجزاء الترجيحية أمام سلوفينيا، إثر إهدار كريستيانو رونالدو ضربة جزاء في الوقت الإضافي للمباراة، لتنهمر دموعه بعدها، لكنه صحح خطأه ونفذ بنجاح ركلة الترجيح الأولى لبلاده.

مبابي بالقناع يحمل أمال فرنسا رونالدو قائد البرتغال يأمل فك صيامه عن التهديف (ا ف ب)cut out

وستكون هذه المواجهة الأولى بين فرنسا والبرتغال منذ يورو 2020 حينما تعادلا 2 -2 وجاءت ثلاثة أهداف من الأربعة من ضربات جزاء على ملعب «بوشكاش أرينا»، كما أنه سيكون تكرارا لسيناريو مواجهتهما في نهائي يورو 2016 حين فازت البرتغال بهدف دون رد في باريس، لتحصد اللقب القاري الأول بتاريخها. لكن المنتخب الفرنسي بقيادة المدير الفني ديدييه ديشامب يمتلك أفضلية كبيرة على نظيره البرتغالي، حيث خسر أمامه مرة واحدة فقط في 14 مواجهة، مقابل 11 انتصارا وتعادلين، لكن هذه الخسارة كانت باهظة الثمن، إذ جاءت في نهائي «يورو 2016».

ويأمل المدير الفني الإسباني روبرتو مارتينيز الذي تولى قيادة البرتغال بعد مونديال 2022، أن يحقق إنجازا في اختباره الأول بمعترك أوروبي كبير مع فريق متخم بالمواهب.

وتمكنت المنتخبات التي أطاحت بفرنسا من دور الثمانية بالبطولات الكبرى، وواجه مارتينيز انتقادات عدة لإصراره على الدفع برونالدو البالغ من العمر 39 عاما منذ البداية في المواجهات السابقة، حيث لم ينجح هداف النصر السعودي في هز الشباك، رغم أنه اللاعب الأكثر تسديدا بين جميع أقرانه، بإجمالي 20 تسديدة. ورغم الانتقادات، واصل المدرب الإسباني الدفاع عن لاعبه المخضرم قائلا: «هو لا يحتاج إلى الاكتراث كثيرا، ولهذا السبب أشكره على كونه على ما هو عليه».

وتشهد المواجهة صراعا خاصا بين رونالدو وكيليان مبابي، حيث يعتبر القائد البرتغالي ملهما لمهاجم فرنسا الشاب، الذي كان يعلق صورته على حائط غرفة نومه وهو طفل. وكان مبابي قد أكد في تغريده على الإنترنت أن رونالدو قدوته، ونشر صورة له عندما كان في الـ13 من عمره بملعب ريال مدريد عام 2012 بجانب رونالدو.

وعلق رونالدو على مواجهة مبابي ورفاقه، بالقول: «لنذهب إلى الحرب». وأكد: «لدي حماس كبير وأتمنى إسعاد الجماهير، هذا ما يحركني، حماسي خلال المباريات، حماس رؤية جماهيري وعائلتي وتأثير الناس علي».

أما مبابي، الذي عانى من كسر في الأنف خلال مباراة فرنسا الافتتاحية ضد النمسا (1-0)، أجبره على الغياب عن مباراة هولندا التي انتهت بالتعادل السلبي، وأثر عليه كثيرا في البطولة، فقد نجح في التسجيل مرة واحدة من ضربة جزاء أمام بولندا، لكن جماهير بلاده تنتظر منه الكثير أمام البرتغال.

وقال مساعد مدرب فرنسا غي ستيفان أمس: «ليس من السهل اللعب بالقناع، لكن كيليان لا يزال كيليان».

ويتعين على ديشامب مدرب فرنسا إيجاد البديل لأدريان رابيو الغائب بداعي الإيقاف.

وللمفارقة، عندما يتواجه المنتخبان الفرنسي والبرتغالي في الأدوار الإقصائية، يحرز الفائز منهما دائماً اللقب، وحدث هذا الأمر في نهائي 2016 عندما توّجت البرتغال ضد فرنسا 1-0 في الوقت الإضافي في باريس، وقبلها في نصف نهائي 1984 حين سجل قائد فرنسا الملهم ميشيل بلاتيني هدف الفوز في نهاية الوقت الإضافي (3-2) في طريقه إلى منح فرنسا باكورة ألقابها، ثم عندما سجّل زين الدين زيدان هدفاً ذهبياً من ركلة جزاء (2-1) في نصف نهائي عام 2000.