ثلث النساء تعرضن لعنف جسدي في دول الاتحاد الأوروبي

دراسة لوكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي كشفت عن حقائق صادمة

ثلث النساء تعرضن لعنف جسدي في دول الاتحاد الأوروبي
TT

ثلث النساء تعرضن لعنف جسدي في دول الاتحاد الأوروبي

ثلث النساء تعرضن لعنف جسدي في دول الاتحاد الأوروبي

كشف تقرير لوكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي، أن ثلث النساء (قرابة 62 مليون سيدة) في دول الاتحاد تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي منذ عمر الخامسة عشرة.
وأبرزت الدراسة الأوروبية الموسعة عن مستويات مرتفعة من العنف ضد النساء في دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت جوانا جودي، كبيرة الباحثين بوكالة الحقوق الاساسية التابعة للاتحاد الأوروبي التي أجرت الدراسة، أن القضية لا تؤثر على أقلية، ولكن على نصف عدد السكان في دول الاتحاد، كما أعربت عن صدمتها إزاء المعدلات المرتفعة للتحرش الجنسي.
وسأل الاستطلاع النساء إن كن تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي في المنزل أو مكان العمل، بالإضافة لأي تجارب مثل المعاكسات الحادة، التحرش الجنسي أو العنف في الطفولة.
وتوصل التقرير إلى أن واحدة من بين كل عشر سيدات تعرضت لصورة من العنف الجنسي منذ سن الخامسة عشرة، وأن واحدة من بين كل عشرين تعرضت للاغتصاب، وأشار التقرير إلى أن 22 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة عانين من العنف الجسدي أو الجنسي من الشريك، بينما آثرت 67 في المائة من النساء عدم إبلاغ الشرطة بحوادث العنف المنزلي، وحسب التقرير فإن 55 في المائة من التحرش الجنسي، غالبًا كان في مكان العمل.
وكانت الدول التي شهدت أعلى نسب من العنف ضد النساء هي الدنمارك بنسبة 52 في المائة، وفنلندا بنسبة 47 في المائة، والسويد بنسبة 46 في المائة، بينما جاءت بريطانيا وفرنسا في المركز الخامس بنسبة 44 في المائة. فيما شهدت بولندا أدنى مستوى بنسبة 19 في المائة.
وحول ما إذا كان زعماء الاتحاد الاوروبي والمواطنون على وعي بهذه القضية مقارنة بالمضايقات التى تتم على أساس ديني أو عنصري، قالت جوانا لـوكالة الأنباء الألمانية "إنها مقارنة صعبة، ولكنني أعتقد معظم الوقت أن التركيز يكون له دوافع سياسية، وفيما يتعلق بقضية العنف ضد المرأة فإن الناس يقولون لقد تعاملنا بالفعل مع هذه القضية في الثمانينات من القرن الماضي، ولدينا تشريع للمساواة حاليا. فما المشكلة!؟ أعتقد أنه أمر لم تتم مواجهة مصدره. فنحن عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة، فإننا نتحدث عن نصف عدد السكان. فالقضية ليست متعلقة بأقلية".
ويدعو التقرير دول الاتحاد الأوروبي للتعامل مع العنف المنزلي باعتباره قضية عامة، وليست مشكلة فردية خاصة، وحث على ضرورة مراجعة القوانين الخاصة بالتحرش الجنسي، وناشد كافة دول الاتحاد بمواجهة المشكلة، من خلال مخاطبة الرجال كما النساء حتى يكونوا "مشاركين فاعلين" في حملات التوعية.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.