من هم النواب المحتملون لترمب في انتخابات الرئاسة؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

من هم النواب المحتملون لترمب في انتخابات الرئاسة؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمس (السبت) إنه اختار مَن سيخوض الانتخابات الرئاسية معه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في منصب نائب الرئيس، ولكنه لم يفصح لأحد عن هويته.

وقبل أسابيع فقط من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، حيث من المتوقَّع أن يعلن الرئيس السابق عن هويه نائبه، أفصحت مصادر لشبكة «سي إن إن» الأميركية عن أسماء بعض النواب المحتملين الذين يفكر فيهم ترمب.

دوغ بورغوم

يشغل بورغوم منصب حاكم ولاية داكوتا الشمالية. وقد تحدى ترمب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، قبل أن يعلن انسحابه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وبورغوم، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة «مايكروسوفت»، له سجلّ محافظ. وقد سن حظراً شبه كامل على عمليات الإجهاض في الولاية.

دوغ بورغوم حاكم ولاية داكوتا الشمالية (أ.ب)

وقال تقرير نشره موقع «أكسيوس»، في أبريل (نيسان) الماضي، إن ترمب طرح اسم بورغوم بشكل متكرر خلال مناقشاته مع حلفائه في الأشهر الأخيرة.

ونقل التقرير عن مصادر قولها إن ترمب معجب بسياسة بورغوم وخبرته في منصب الحاكم، ويعتبر أن الرجل شخص جدير بالثقة.

ماركو روبيو

ومع قيام العديد من المطلعين على شؤون ترمب بتشجيع الرئيس السابق على التفكير في مرشح لمنصب نائب الرئيس ذي أصول لاتينية، فإن سيناتور فلوريدا ماركو روبيو - وهو ابن مهاجرين كوبيين - قد يكون خياراً جذاباً.

وترشح روبيو ضد ترمب في عام 2016، وقدم نفسه في ذلك الوقت باعتباره الشخص الوحيد الذي يمكنه مواجهته والانتصار عليه. لكن منذ ذلك الحين، تبنى روبيو النهج الترمبي، وأصبح يدافع بانتظام عن الرئيس السابق.

والسيناتور، الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2011، يساعد الرئيس السابق في الاستعداد لمناظرته المرتقبة خلال أيام ضد الرئيس جو بايدن من خلال المشاركة في بعض النقاشات السياسية معه.

سيناتور فلوريدا ماركو روبيو (أ.ف.ب)

لكنه يواجه عقبة محتملة؛ فروبيو وترمب كلاهما من سكان فلوريدا، ورغم عدم وجود قانون يمنع رئيس ونائب رئيس الولايات المتحدة من أن يكونا من نفس الولاية، فإن الدستور يمنع الناخبين من التصويت لشخصين من نفس الولاية.

ولم يستبعد بعض المحللين أن يغير روبيو مكان إقامته، إذا قرر ترمب اختياره نائباً له.

جي دي فانس

دخل سيناتور ولاية أوهايو جي دي فانس، «الكونغرس»، بمساعدة ترمب، حيث ساهم تأييده له في فوزه في سباق مثير للجدل عام 2022.

وكان فانس ينتقد ترمب في عام 2016. وبعد 6 سنوات، أهان ترمب فانس علناً، حتى بعد تأييده في انتخابات عام 2022.

سيناتور ولاية أوهايو جي دي فانس (رويترز)

ومع ذلك، فإن فانس مؤيد صريح لترمب في الكونغرس، وغالباً ما يصوت لصالح مصالح الرئيس السابق. وقد عارض مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، وتبنى انتقادات ترمب لتقديم المزيد من المساعدات. وهو أيضاً مقرب من نجل الرئيس السابق، دونالد ترمب جونيور.

تيم سكوت

قال ترمب إن تيم سكوت هو «الرجل الذي أنظر إليه» عندما سُئل في برنامج إذاعي بوقت سابق من هذا العام عما إذا كان سيناتور ساوث كارولينا هو المرشح الأوفر حظاً ليكون نائباً محتملاً له.

ويشيد الرئيس الجمهوري السابق باستمرار بولاء الرجل الخمسيني، المنافس السابق على بطاقة الترشح للبيت الأبيض. وقال له مجدداً خلال اجتماع عُقِد مؤخراً: «أنت في نظري مرشح أفضل بكثير مما كنت عليه في نظر نفسك».

وأدار سكوت حملة تجنَّبت الانتقاد المفرط للرئيس السابق، وكثيراً ما أعرب عن دعمه للسياسات التي تم سنُّها خلال إدارة الرئيس السابق.

السيناتور الجمهوري تيم سكوت (أ.ف.ب)

إذا جعل تيم سكوت عضده اليمنى، يمكن لدونالد ترمب أن يأمل في الحصول على المزيد من أصوات الناخبين السود الذين فضلوا جو بايدن إلى حد كبير في انتخابات عام 2020.

لكن منتقدي السيناتور يرون أن حضوره باهت، خاصة خلال النقاشات مع خصومه.

إليز ستيفانيك

منذ فوز ترمب بالرئاسة في انتخابات 2016، برزت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري بمجلس النواب إليز ستيفانيك كواحدة من أكثر المؤيدين المتحمسين للرئيس السابق في الكونغرس.

وقدمت ستيفانيك دفاعاً قوياً عن ترمب خلال محاكمة عزله عام 2019، مما جعلها «نجمة جمهورية»، كما قال الرئيس السابق في ذلك الوقت.

إليز ستيفانيك (أ.ف.ب)

واعترضت ستيفانيك على فوز بايدن عام 2020 في مجلس النواب، وروجت لادعاءات تزوير الانتخابات التي أطلقها ترمب.

ومن خلال اختيارها لمنصب نائب الرئيس، يمكن لترمب أن يفوز بأصوات قسم من الناخبات اللاتي يتراجع تأييده بينهن وفقاً لاستطلاعات الرأي.

بن كارسون

تحدى وزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق بن كارسون ترمب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في عام 2016، إلا أنه دافع بقوة فيما بعد عن الرئيس السابق في عدة مواقف.

وقال كارسون، جراح الأعصاب المتقاعد، أثناء تعليق حملته الانتخابية: «الأشخاص الذين يعتقدون أن دونالد ترمب سيكون أسوأ شيء يحدث على الإطلاق للولايات المتحدة... يرتكبون خطأ كبيراً حقاً بمحاولة إحباط إرادة الشعب».

وبمجرد انتخاب ترمب، رفض كارسون عرض الرئيس المنتخب آنذاك ليكون وزير الصحة والخدمات الإنسانية. لكنه تولى، في نهاية المطاف، قيادة وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، رغم الانتقادات الموجَّهة إليه بأنه غير مؤهل للقيام بذلك.

وزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق بن كارسون (أ.ب)

وكارسون لا يتفق مع موقف ترمب بشأن قضية رئيسية واحدة، هي الإجهاض. وفي كتابه الجديد «الكفاح المحفوف بالمخاطر»، جادل كارسون لصالح تشريع «يضمن الحق في الحياة لجميع المواطنين الأميركيين، بما في ذلك أولئك الذين لا يزالون في الرحم». وقال ترمب إنه لن يوقع على قانون حظر الإجهاض الفيدرالي إذا عاد إلى منصبه.

بايرون دونالدز

النائب عن ولاية فلوريدا بايرون دونالدز هو من الموالين لترمب وأحد الأشخاص الذين يثق فيهم بشدة.

وقد كان دونالدز أحد داعمي مجموعة «الأميركيون السود من أجل ترمب» التي تهدف إلى استهداف الناخبين السود في الوقت الذي تسعى فيه حملة ترمب إلى كسب الناخبين من الكتلة الديمقراطية التقليدية.

النائب عن ولاية فلوريدا بايرون دونالدز (أ.ب)

وقال دونالدز إنه إذا تم اختياره نائباً للرئيس ترمب، فسيكون قادراً على تولي دور القائد الأعلى، إذا لزم الأمر، وقال إنه سيدعم ترمب كيفما يقرر.

نيكي هايلي

كانت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، نيكي هايلي، آخر معارضة لترمب بقيت في السباق الرئاسي للحزب الجمهوري.

وعندما سُئل عما إذا كان يفكر في تعيين هايلي نائبة له، قال ترمب في وقت سابق من هذا الشهر إنه «يشعر بخيبة أمل كبيرة في هايلي»، التي كانت سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة.

المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي (أ.ب)

ومن ثم فإن اختيار هايلي نائبة لترمب سيكون مفاجئاً. لكنه ليس مستحيلاً، حيث إنها تحظى بشعبية لدى الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، وهي أصوات قد يخسرها ترمب لصالح بايدن.

توم كوتون

أمضى سيناتور أركنساس، توم كوتون، أشهراً في استكشاف إمكانية الترشح للرئاسة في عام 2024، لكنه قرر في نهاية المطاف بعد الانتخابات النصفية لعام 2022 أنه لن ينضم إلى السباق.

سيناتور أركنساس توم كوتون (رويترز)

وتم انتخابه لأول مرة لعضوية مجلس النواب الأميركي، في عام 2012، ثم لمجلس الشيوخ في عام 2014، وقد أثبت المحارب القديم الذي شارك في حرب أفغانستان والعراق نفسه باعتباره من الصقور المحافظين.

تولسي غابارد

ترشحت النائبة السابقة عن هاواي، تولسي غابارد، مرشحةً رئاسيةً ديمقراطيةً في عام 2020، لكنها تركت الحزب لتصبح مستقلة في عام 2022، زاعمة أن حزبها السابق «تحت السيطرة الكاملة لعصابة نخبوية من دعاة الحرب».

وتم انتخاب غابارد، التي شاركت في حرب العراق، لأول مرة لعضوية الكونغرس في عام 2012، مما جعلها تدخل التاريخ كأول امرأة من ساموا الأميركية وأول عضو هندوسي في الكونغرس. وقد غادرت الكونغرس في عام 2021.

تولسي غابارد (أ.ف.ب)

وفي الأشهر الأخيرة، كثفت ثناءها ودفاعها عن الرئيس السابق، زاعمة في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في وقت سابق من هذا العام أن «النخبة الديمقراطية تستخدم نظامنا الإجرامي لمحاكمة ترمب وتقويض دعمه».

وفي عام 2016، رشح ترمب غابارد لوظائف في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والأمم المتحدة، حسبما قال مصدر لشبكة «سي إن إن».


مقالات ذات صلة

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

اتهم دونالد ترمب الجمعة محرك البحث غوغل بعرض "مقالات سيئة" فقط عنه، متعهدا بمقاضاة عملاق التكنولوجيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

الولايات المتحدة توجه اتهامات لـ 3 إيرانيين بالقرصنة والتدخل في الانتخابات

كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق 3 إيرانيين على خلفية القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (يسار) ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (أ.ب)

هاريس تدفع بسياسات ضبط الهجرة من الحدود مع المكسيك

تدفع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بسياساتها للحدّ من الهجرة غير القانونية، خلال زيارة تقوم بها إلى الحدود الأميركية - المكسيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)

ترمب يلتقي زيلينسكي وسط مخاوف أوكرانية من عدم استمرار الدعم الأميركي

زيلينسكي يلتقي ترمب في نيويورك صباح الجمعة، وخطة النصر التي قدمها زيلينسكي تعدّ خطة مبادئ رمزية أكثر من كونها استراتيجية.

هبة القدسي (واشنطن)

بايدن يعدّ مقتل نصر الله «معياراً للعدالة لضحاياه»

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مغادرته الطائرة الرئاسية التي أقلّته إلى ولاية ديلاوير أمس الجمعة (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مغادرته الطائرة الرئاسية التي أقلّته إلى ولاية ديلاوير أمس الجمعة (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعدّ مقتل نصر الله «معياراً للعدالة لضحاياه»

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مغادرته الطائرة الرئاسية التي أقلّته إلى ولاية ديلاوير أمس الجمعة (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مغادرته الطائرة الرئاسية التي أقلّته إلى ولاية ديلاوير أمس الجمعة (أ.ف.ب)

قال الرئيس جو بايدن أمس إن مقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في ضربة جوية إسرائيلية هو «معيار للعدالة لكثير من ضحاياه» ومنهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين، بحسب ما قال.

وشدد بايدن على أن أميركا تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه «حزب الله» و«حماس» والحوثيين وأي «جماعات إرهابية أخرى» مدعومة من إيران. وقال إنه وجّه وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة، مشدداً على «أن هدفنا هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية». وقبل ذلك،

وقبل ذلك، عبّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، (السبت)، عن دعمه الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة «الجماعات الإرهابية» المدعومة من إيران.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن تحدّث مرتين، الجمعة، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن الأحداث في لبنان، موضحة أن الوزير الأميركي قال إن واشنطن مستعدة لحماية قواتها ومنشآتها في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل.

وصدر الموقف الأميركي بعد ساعات من تأكيد «حزب الله» مقتل أمينه العام حسن نصر الله، في الضربة الجوية التي نفّذتها إسرائيل، يوم الجمعة، على مقر القيادة المركزية للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.

مخاوف من توسّع الصراع

ونقلت محطة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم إن مقتل نصر الله أدى إلى تأجيج المخاوف بشكل كبير من نشوب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وهو الاحتمال الذي سعت إدارة الرئيس جو بايدن بشدة منذ أشهر لمنعه.

لكن مسؤولاً غربياً كبيراً، لم تفصح عن هويته، قال للمحطة: «لا أرى كيف لا يتسع نطاق هذا الأمر قريباً».

وحسب المسؤول الكبير السابق في الشرق الأوسط في وزارة الدفاع، ميك مولروي، كانت الضربة أيضاً إشارة واضحة إلى استعداد إسرائيل للمخاطرة بصراع أوسع نطاقاً، وأنها لم تكن قريبة من قبول اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، ومن غير المرجح الآن أن يكون «حزب الله» مهتماً بالمفاوضات.

زعيم «حزب الله» حسن نصر الله قُتل بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية الجمعة (أ.ف.ب)

إيران تشعر بالقلق

وقال مسؤول عسكري أميركي: «هناك بعض الدلائل على أن إيران قد شعرت بالقلق بالفعل بشأن درجة الضرر الذي ألحقته إسرائيل بـ(حزب الله)، أقوى الميليشيات التابعة لها وأكثرها قدرة في المنطقة». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك «خسارة (حزب الله)»، بعدما أدت التأثيرات المجمعة للعمليات الإسرائيلية ضده إلى إخراج مئات المقاتلين من ساحة المعركة. وأضافت «سي إن إن» أن المسؤولين الأميركيين قدّروا منذ فترة طويلة أن القيادة العليا لـ«حزب الله» أرادت تجنّب حرب شاملة مع إسرائيل، حتى مع اشتداد القتال في الأشهر الأخيرة، لكن مقتل نصر الله مختلف تماماً.

«حزب الله» سيرد

ووفقاً للمسؤول الاستخباراتي الكبير السابق، جوناثان بانيكوف، فإنه من المؤكد تقريباً أن «حزب الله» سيرد، ومن المرجح أن تلعب إيران دوراً. وقال بانيكوف: «من المرجح أن يكون الرد كبيراً بما يكفي لارتفاع احتمالات أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق». وأضاف أن قيادة «حزب الله» دأبت منذ مدة طويلة على التحريض على لعب دور أكبر في القتال ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهي الآن تخاطر بفقدان شرعيتها في أعين مقاتليها ومؤيديها إذا لم تقدم رداً قاسياً على مقتل زعيمها.

شنكر: لحظة أمل نادرة

وتعليقاً على مقتل زعيم «حزب الله»، قال ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، إن «نصر الله ورعاته الإيرانيين هم من طلبوا هذه الحرب ضد إسرائيل». وأضاف في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن نصرالله «كان بإمكانه أن ينهيها في أي وقت، لكنه اختار ألا يفعل ذلك. ومع موته فقد جر لبنان مرة أخرى إلى مواجهة مدمرة أخرى مع إسرائيل».

وحول لبنان، قال شنكر «إنها لحظة أمل نادرة، الأمل في أن تتمكن النخبة السياسية من اغتنام الفرصة لإعادة تنشيط الدولة وإعادة التوازن إلى السياسة بعيداً عن هيمنة حزب الله المستمرة منذ عقود. لكن بالنسبة لإيران، فهذه ضربة هائلة. خلال العام الماضي، شهدت وكيلها الفلسطيني، «حماس» في غزة، يشن حرباً ويخسرها أمام إسرائيل، مما تسبب في معاناة إنسانية هائلة للفلسطينيين. والآن، شهدت الجمهورية الإسلامية تدهور جوهرة التاج لوكلائها. لقد فقدت إيران مستشارها الجهادي الرئيسي. وكان نصر الله، فعلياً، بديلاً لقاسم سليماني».

المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي (د.ب.أ)

آرون ديفيد ميللر

إلى ذلك، قال آرون ديفيد ميللر، الباحث البارز ونائب رئيس معهد كارنيغي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية «توضح لي من حيث المبدأ أن جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو استنتجا أن التهديد الاستراتيجي الحقيقي لا يتمثل في حماس في الجنوب، لكنه يكمن في الشمال (مع لبنان). وأعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي توصل إلى هذا الاستنتاج واستغل أن الكنيست في عطلة، وأن الانتخابات الأميركية أمامها أسابيع، ولذلك فإن قدرة الولايات المتحدة على فرض عقوبات أو تقييد قدرات إسرائيل أو وضع شروط على المساعدات العسكرية الأميركية قد تثير انزعاجاً كبيراً، وهذا ما يعطي نتنياهو فرصة للمناورة من الآن وحتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)»، موعد الانتخابات الأميركية.

ويضيف الباحث البارز الذي عمل مفاوضاً في إدارات أميركية عدة، أن الانتخابات الأميركية تحتل مكانة بارزة في حسابات نتنياهو وهي أيضاً تحتل مساحة بارزة ومفهومة في حسابات إدارة بايدن، و«أسوأ شيء بالنسبة لهذه الإدارة وللمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس هو اندلاع حرب شاملة الآن وحصول تصعيد إسرائيلي ضد (حزب الله). من السهل تخيّل أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى هذه الحرب، ولذا فإن الأمر محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية». ويرى ميللر أن اغتيال حسن نصر الله لن يكون نهاية فصل أو بداية قصة جديدة، لأن إسرائيل تواجه حالياً ثلاث جبهات وحرب استنزاف، واحدة مع حماس وهي الأقل في الأهمية الاستراتيجية، والثانية مع «حزب الله» التي ستستمر بشكل ما، أما الثالثة فهي مع إيران و«من ثمّ لن تنتهي هذه الحروب في وقت قريب ولا توجد نهايات دبلوماسية لها». ويقول: «لقد أصدر حزب الله تهديدات كثيرة باستهداف إسرائيل. والسؤال الآن هل سيتراجعون عن القيام برد فعل انتقامي هائل؟ ويجب أيضاً أخذ الرأي العام اللبناني في الاعتبار لأنه المتأثر بالضربات الإسرائيلية، وفي اعتقادي أن حزب الله سيلجأ بمرور الوقت إلى استخدام القوة الناعمة».

وحول رد الفعل الإيراني، يضيف ميللر: «الإيرانيون في مأزق، فهم لا يريدون أن يروا وكيلهم الرئيسي في الصراع العربي الإسرائيلي يُغتال بهذه الطريقة، وفي الوقت نفسه لا يريدون أن ينجروا إلى مواجهة مستمرة مع إسرائيل - وهذا يتضمن أيضاً الولايات المتحدة - بما يؤدي إلى ضربات على الجيش الإيراني وربما على منشآتهم النووية».