السويد: براءة ضابط سوري سابق من تهمة ارتكاب جرائم حرب

محكمة استوكهولم حيث عقدت جلسة محاكمة ضابط سوري سابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب 20 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
محكمة استوكهولم حيث عقدت جلسة محاكمة ضابط سوري سابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب 20 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
TT

السويد: براءة ضابط سوري سابق من تهمة ارتكاب جرائم حرب

محكمة استوكهولم حيث عقدت جلسة محاكمة ضابط سوري سابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب 20 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
محكمة استوكهولم حيث عقدت جلسة محاكمة ضابط سوري سابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب 20 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

برّأت محكمة في استوكهولم الخميس ضابطاً سورياً سابقاً من تهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا عام 2012، معتبرة أنّ الأدلّة بشأن ضلوعه غير كافية.

وكان محمد حمو (65 عاماً) الذي يعيش في السويد، قد أُدين في الربيع بتهمة «التواطؤ» في جرائم حرب بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) 2012.

غير أنّ المحكمة قالت في بيان الخميس إنّ الجيش السوري ارتكب بالفعل «هجمات عشوائية، تتنافى مع القانون الدولي» في إحدى مناطق حمص (وسط) وفي مدينة الرستن في عام 2012، ولكن لم يتمّ تقديم «أيّ دليل» لإثبات أنّ الفرقة 11 التي كان يقودها الضابط السابق «شاركت في هذه الهجمات».

حمو (وسط) كما بدا عند انشقاقه في فيديو بثته قناة «سوريا اليوم»

كذلك، رأى القضاة أنّه «ليس من المؤكّد» أنّ محمد حمو «كان مسؤولاً عن تسليح الوحدات العسكرية» التي ربما شاركت في هجمات تعتبر جرائم حرب.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كذلك، شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

وكانت لائحة الاتهام اعتبرت أنّ حمو ساهم عبر «تقديم المشورة والعمل» في معارك خاضها الجيش السوري «وتضمّنت بشكل منهجي هجمات نُفذت في انتهاك لمبادئ التمييز والحذر والتناسب».

وقالت القاضية كارارينا فابيان في بيان المحكمة إنّ «المسائل الرئيسية كانت تتعلّق بما إذا كانت الفرقة 11 في الجيش السوري قد شاركت في هجمات عشوائية في مناطق معيّنة وما إذا كان المتهم قد شارك في تسليح الفرقة في إطار هذه الهجمات».

ولكن فابيان أشارت إلى أنّه بحسب المحكمة، «لا يوجد أيّ دليل يوضح هذه المسائل. لذلك فإنّ الأدلّة التي قدّمتها النيابة لا تعتبر كافية لإدانة المتهم بجريمة جنائية».

محكمة استوكهولم حيث عقدت جلسة محاكمة ضابط سوري سابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب 20 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

وأفادت لائحة الاتهام بأنّ المعارك التي خاضتها القوات الموالية للأسد تسبّبت بدمار «على نطاق غير متناسب مع المكاسب العسكرية العامة الملموسة والفورية التي يمكن توقع تحقيقها».

وقالت المدعية العامة كارولينا فيسلاندر إنّ محمد حمو الذي كان يشرف على فرقة معنيّة بالتسليح، يُتّهم بالمساعدة في عمليات التنسيق وتسليح الوحدات القتالية.

وقالت محامية حمو ماري كيلمان أمام المحكمة إنّ موكلها نفى ارتكاب جرائم.

ودفعت كيلمان بأنه لا يمكن تحميل الضابط المسؤولية عن أفعاله «لأنه تصرف في سياق عسكري وكان عليه تنفيذ الأوامر».

من جهتها، قالت كبيرة المستشارين القانونيين في منظمة المدافعين عن الحقوق المدنية عايدة سماني، إنّ «اللافت في هذه القضية، أنّها المحاكمة الأولى المتعلّقة بالحرب التي خاضها الجيش السوري، أيّ بالطريقة التي دارت من خلالها الحرب»، مؤكدة أنّه لم يسبق لأيّ محكمة أوروبية أن قامت بذلك أو تناولت تأثير هذه المسألة على حياة المدنيين والمنشآت.

وفي نهاية مايو (أيار)، حُكم على ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري بالسجن مدى الحياة إثر محاكمتهم غيابياً في فرنسا بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.

ومن بين هؤلاء الثلاثة، أدانت المحكمة جميل حسن المدير السابق للاستخبارات الجوية.

ويعدّ محمد حمو أعلى مسؤول سوري يحاكم في أوروبا.


مقالات ذات صلة

إردوغان يتوعد «قسد» بـ«دفنهم أحياء»

المشرق العربي 
عضو تابع للسلطة الجديدة يدمر مخدرات عُثر عليها في دمشق، فيما تبدو لافتة عليها صورة للأسد أمام النار أمس (أ.ب)

إردوغان يتوعد «قسد» بـ«دفنهم أحياء»

توعّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مسلحي «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، بـ«دفنهم أحياء» في حال عدم تسليم أسلحتهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي جنود يوقفون سيارة عند نقطة تفتيش بعد السيطرة على ميناء طرطوس في وقت سابق هذا الشهر (أ.ف.ب)

17 قتيلا في اشتباكات بطرطوس خلال محاولة توقيف ضابط سابق

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل تسعة أشخاص، الأربعاء، في اشتباكات بمحافظة طرطوس.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري السابق بشار الأسد وزوجته أسماء عام 2010 (أ.ف.ب)

تقرير: أسماء الأسد «مريضة بشدة ومعزولة» بعد عودة اللوكيميا

ذكرت صحيفة «تلغراف» أن أسماء الأسد تعاني من إعياء شديد بسبب اللوكيميا، مشيرة إلى أنها معزولة بأوامر الأطباء، الذين قدروا فرصة نجاتها من المرض بـ50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي انتشار عناصر الأمن في شوارع حمص بعد مظاهرات احتجاجاً على «هجوم على مزار ديني» (سانا) play-circle 01:14

قتيل برصاص قوات الأمن خلال تفريق مظاهرات في حمص

أعلنت السلطات السورية، اليوم الأربعاء، فرض حظر ليلي للتجول في حمص بين السادسة مساء والثامنة صباحاً بعد مظاهرات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوماً واسعاً شنته القوات الروسية على شبكة الطاقة، أمس (الأربعاء)، وعدَّه «غير إنساني» لأنه جاء صبيحة الاحتفالات بعيد الميلاد.

وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «اختار عيد الميلاد عمداً لشنّ الهجوم. ما الذي قد يكون لاإنسانياً أكثر من ذلك؟». وأضاف أن «أكثر من 70 صاروخاً، وأكثر من 100 مسيّرة» شاركت في الهجوم، مشيراً إلى أن «الهدف كان نظامنا للطاقة».

وتحدثت مجموعة «DTEK»، أبرز مورّدي الطاقة من القطاع الخاص في البلاد، عن «أضرار بالغة» طالت تجهيزاتها جراء الهجوم. وأشارت إلى أن «هذا هو الهجوم الكبير الثالث عشر الذي يستهدف نظام الطاقة في أوكرانيا العام الحالي».

في سياق متصل، انتقد الكرملين، أمس، إرسال الولايات المتحدة مبلغ مليار دولار إلى أوكرانيا عبر البنك الدولي الذي تمت تغطيته بأرباح الأصول الروسية المجمدة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «سُرقت هذه الأموال منا. والاحتياطات التي جُمّدت؛ جُمدت أيضاً بشكل غير قانوني تماماً. وهذا يتعارض مع جميع القواعد والأعراف».