المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

مهاجرون على متن قارب صيد بعد عملية إنقاذ قبالة جزيرة كريت اليونانية عام 2022 (رويترز)
مهاجرون على متن قارب صيد بعد عملية إنقاذ قبالة جزيرة كريت اليونانية عام 2022 (رويترز)
TT

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

مهاجرون على متن قارب صيد بعد عملية إنقاذ قبالة جزيرة كريت اليونانية عام 2022 (رويترز)
مهاجرون على متن قارب صيد بعد عملية إنقاذ قبالة جزيرة كريت اليونانية عام 2022 (رويترز)

طالب حزب المعارضة الرئيسي في اليونان بفتح تحقيق شامل بعد تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يزعم أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن وفاة عشرات المهاجرين خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لشهود عيان.

وأشار التقرير إلى أن 9 مهاجرين جرى إلقاؤهم عمداً في البحر.

وقالت مسؤولة سياسة الهجرة في حزب «سيريزا»: «نطالب بتحقيق شامل وإجابات ومساءلة... والسبب هو أننا نهتم بكل حياة إنسانية، ولا يمكننا التعود على فقدان الأرواح البشرية».

وأكد المتحدث باسم الحزب اليساري، غورجوس بسيغوجيوس، أن حزبه كان يدعو للمساءلة عن تصرفات خفر السواحل منذ سنوات، مستشهداً بتقارير متعددة من مؤسسات ومنظمات دولية.

واتهم الحكومة بوصف حزبه بأنه ضد اليونان وعملاء إردوغان ومحرضون لطرح هذه الأسئلة.

من جانبه، أكد متحدث باسم الحكومة، بافلو ماريناكيس، أن مزاعم «بي بي سي» لم تثبت بعد، لكنه شدد على أن كل شكوى ستُفحص، وستُستخلص النتائج.

وقال ماريناكيس للصحافيين: «خفر السواحل ينقذ العشرات من الأرواح البشرية كل يوم، وأن استهدافهم خطأ».

وأظهرت «بي بي سي» لقطات سبق نشرها في صحيفة «نيويورك تايمز» لـ12 شخصاً يجري تحميلهم في قارب خفر السواحل اليوناني، ثم يُتركون في قارب مطاطي. وعندما عرضت هذه اللقطات على ضابط سابق في خفر السواحل، وصفها بأنها غير قانونية بشكل واضح وجريمة دولية.

واتُهمت الحكومة اليونانية منذ فترة طويلة بإعادة المهاجرين قسراً ودفعهم مرة أخرى نحو تركيا، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.

لكن هذه هي المرة الأولى التي تحسب فيها «بي بي سي» عدد الحوادث التي يُزعم أن الوفيات وقعت نتيجة لأعمال خفر السواحل اليوناني. ووفقاً لتحليل «الإذاعة البريطانية»، فالحوادث الـ15 التي جرى التحقيق فيها بين مايو (أيار) 2020 و2023، أسفرت عن وفاة 43 شخصاً. وكانت المصادر الأولية لهذه التقارير هي وسائل الإعلام المحلية، والمنظمات غير الحكومية، وخفر السواحل التركي.

في يونيو (حزيران) 2023، انقلب قارب صيد محمّل بشكل زائد أمام دورية لخفر السواحل اليوناني، ما أدى إلى وفاة أكثر من 600 شخص. وقد أثارت هذه الحادثة تساؤلات حول مسؤولية خفر السواحل.

ووصف مراقبو حقوق الإنسان نتائج «بي بي سي» بأنها إضافة مروعة بشكل خاص إلى الادعاءات المتنامية والمصدقة ضد السلطات اليونانية. ودعت المنظمة إلى تحقيق كامل لتقديم العدالة للضحايا، وكسر دائرة العنف، والإفلات من العقاب على حدود اليونان.

كما قال حزب المعارضة الديمقراطية الاجتماعية «باسوك» إن تقرير «الإذاعة البريطانية» يثير اهتماماً وقلقاً معقولين بشأن الأعمال غير القانونية المحتملة لخفر السواحل.

وأكد النائب، أثاناسيوس جلافيناس: «ننتظر ردود السلطات... وأن الاحترام للحياة البشرية والقيم غير قابل للتفاوض».

وأضاف المجلس اليوناني للاجئين أن عمليات الإعادة القسرية هي سياسة بحكم الواقع لليونان، وانضم إلى الدعوات للحكومة والاتحاد الأوروبي لبدء تحقيق.


مقالات ذات صلة

غرق 20 مهاجراً في تحطم مركب قبالة سواحل تونس

شمال افريقيا مهاجرون على متن قارب (أرشيفية - رويترز)

غرق 20 مهاجراً في تحطم مركب قبالة سواحل تونس

لقي 20 مهاجراً على الأقل حتفهم إثر تحطم مركب قبالة مدينة صفاقس في شرق تونس.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)

اعتقال سوري في ألمانيا بعد حرائق وصدم محلين تجاريين

أعلنت الشرطة الألمانية اليوم (الأحد)، أنها اعتقلت رجلاً سورياً بعد اندلاع حرائق في مبنيين سكنيَّين، وصدم شاحنة صغيرة محلين تجاريَّين في مدينة إيسن بغرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا مهاجرون ينتظرون النزول من قارب مزدحم بعد رحلة استمرت ثلاثة عشر يوماً من ساحل السنغال في ميناء لا إستاكا بإسبانيا (أ.ب)

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

فُقد 20 مهاجراً بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط، قرب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وفق ما أعلن، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (روما)
شمال افريقيا دورية لخفر السواحل الجزائري في البحر المتوسط (وزارة الدفاع الجزائرية)

قلق في الجزائر بسبب تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف

وصول 160 مهاجراً جزائرياً إلى سواحل إسبانيا خلال الأسبوع الحالي، تزامناً مع قلق السلطات الجزائرية من تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

توجيه اتهامات بالقتل للمشتبه به في هجوم سوق عيد الميلاد بألمانيا

سيدة تضع زهوراً تكريماً لأرواح ضحايا هجوم الدهس بسيارة في سوق لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا (أ.ف.ب)
سيدة تضع زهوراً تكريماً لأرواح ضحايا هجوم الدهس بسيارة في سوق لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات بالقتل للمشتبه به في هجوم سوق عيد الميلاد بألمانيا

سيدة تضع زهوراً تكريماً لأرواح ضحايا هجوم الدهس بسيارة في سوق لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا (أ.ف.ب)
سيدة تضع زهوراً تكريماً لأرواح ضحايا هجوم الدهس بسيارة في سوق لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الألمانية، الأحد، إن المشتبه به في هجوم دهس بسيارة استهدف سوقاً لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا، وأسفر عن مقتل 5 على الأقل وإصابة العشرات، يواجه اتهامات بالقتل والشروع في القتل، بعد تمديد احتجازه احتياطياً.

وذكرت الشرطة في مدينة ماغدبورغ بوسط ألمانيا، حيث وقع الهجوم، يوم الجمعة، أن مناوشات وقعت خلال مظاهرة لليمين المتطرف شارك فيها نحو 2100 شخص، مساء السبت، بينما شارك سكان آخرون في فعاليات لتكريم وتأبين القتلى، وفقاً لوكالة «رويترز».

والمشتبه به طبيب هارب من السعودية حيث كان مطلوباً على ذمة قضايا جنائية، ومقيماً في ألمانيا منذ عقدين، ويبلغ من العمر (50 عاماً).

وأمر قاضٍ بالحبس الاحتياطي للمشتبه به لحين المحاكمة، بعد أن وجَّه إليه الادعاء اتهامات بقتل 5 أشخاص، وعدة تهم بالشروع في القتل والإيذاء الجسدي الخطير، وفقاً لبيان للشرطة.

وذكر بيان الشرطة أن القتلى هم طفل في التاسعة من عمره، وأربع نساء أعمارهن 52 و45 و75 و67 عاماً.

ولم تكشف السلطات الألمانية عن اسم المشتبه به الذي لديه إقامة دائمة في ألمانيا، ولا تكشف التقارير الإعلامية عن اسمه بالكامل تماشياً مع قوانين الخصوصية المحلية.

ووقعت مناوشات خلال الاحتجاج الذي شارك فيه نحو 2100 شخص، مساء السبت، بعد يوم من الهجوم. ووصف يمينيون التجمع، عبر تطبيق «تلغرام» بأنه «مظاهرة ضد الإرهاب».

وشوهد المحتجون يرتدون أقنعة سوداء، ويحملون لافتة كبيرة عليها كلمة «إعادة المهاجرين»، وهو مصطلح شائع بين أنصار اليمين المتطرف الذين يسعون إلى تطبيق ترحيل جماعي للمهاجرين والأشخاص الذين يعدونهم عِرقياً من غير الألمان.

ولا يزال الدافع وراء هجوم مساء يوم الجمعة غير معروف. ويبحث المحققون في انتقادات من المشتبه به لمعاملة السلطات الألمانية للاجئين، من بين أمور أخرى.