غروسي: تجب العودة إلى الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية

قال إن اتفاق 2015 «حبر على ورق»

غروسي ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات بأصفهان يوم 7 مايو الحالي (إ.ب.أ)
غروسي ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات بأصفهان يوم 7 مايو الحالي (إ.ب.أ)
TT

غروسي: تجب العودة إلى الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية

غروسي ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات بأصفهان يوم 7 مايو الحالي (إ.ب.أ)
غروسي ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات بأصفهان يوم 7 مايو الحالي (إ.ب.أ)

قال مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، إنه من الضروري العودة إلى الدبلوماسية لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

وأوضح غروسي، في مقابلة نشرتها صحيفة «إزفستيا» الروسية، الاثنين، أن «خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)» لم تعد تعني شيئاً في الوقت الحالي. وقال: «إنها حبر على الورق فقط. لا أحد يطبقها أو يلتزم بها».

ولفت غروسي إلى أن محاولات إحياء الاتفاق النووي في فيينا «باءت بالفشل لأسباب غير معروفة، رغم أنها كانت قريبة نسبياً من النجاح»، مشيراً إلى تبادل الاتهامات بالفشل بين الأطراف المعنية، خصوصاً الولايات المتحدة وإيران، بشأن المسار الدبلوماسي الذي لم تكن «الوكالة الدولية» طرفاً فيه.

وشدد غروسي على أهمية توفير الحد الأدنى من الوصول لـ«الوكالة»؛ للمساعدة في العودة إلى النسخة الثانية من الاتفاق النووي أو أي اتفاق آخر. وأشار إلى «ضرورة عدم تكرار سيناريو كوريا الشمالية؛ حيث باءت كل الجهود والمفاوضات بالفشل على مدى عقود».

وأوضح أن هذه المسؤولية مشتركة، وأن روسيا تلعب دوراً مهماً في هذه الدبلوماسية، لمحاولة إبقاء البرنامج الإيراني «ضمن إطار يمكن التنبؤ به وسلمي». لكنه أكد أن كل شيء «يجب أن يكون تحت السيطرة»، وأنه إذا لم تتمكن «الوكالة» من التحقق من كل شيء، فإنه لا يمكنها تقديم الضمانات التي يتوقعها المجتمع الدولي.

وعند سؤاله عن رضا الوكالة التابعة للأمم المتحدة عن مستوى الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية، أقر غروسي بوجود مشكلات. وأوضح أن التعاون مع إيران مستمر، وأن إيران أكثر دولة تخضع للتفتيش في العالم، «لكن هذا ليس كافياً».

وأشار غروسي إلى أن برنامج إيران النووي توسع بشكل كبير منذ توقيع الاتفاق في عام 2015، وأنها «قادرة على إنتاج أجهزة طرد مركزي من الجيل الأخير، وتبني مواقع جديدة... وكثير من الأمور الأخرى».

وأكد غروسي على ضرورة اعتراف الإيرانيين بحقيقة أن الثقة الدولية بهم ليست كاملة، مضيفاً: «أقول لهم إن عليهم أن يعترفوا بحقيقة أنه على المستوى الدولي؛ لا توجد ثقة كاملة بهم. العالم يشك. لذلك يجب علينا، ونريد، أن نساعد».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر «مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، المؤلف من 35 دولة، قراراً يدعو إيران إلى تعزيز التعاون مع «الوكالة» والتراجع عن الحظر الذي فرضته في الآونة الأخيرة على دخول المفتشين.

وردت إيران سريعاً بتركيب أجهزة طرد مركزي إضافية لتخصيب اليورانيوم في موقع «فوردو»، وبدأت تركيب أجهزة أخرى، وفقاً لتقرير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وحذرت «مجموعة السبع»، يوم الجمعة، إيران من المضي قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وقالت إنها على استعداد لفرض إجراءات جديدة إذا نقلت طهران صواريخ باليستية إلى روسيا. بدورها، نددت وزارات خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك، باتخاذ إيران «إجراءات إضافية لإفراغ الاتفاق النووي من محتواه».

وحذرت بأنّ «هذا القرار يشكّل تصعيداً إضافياً للبرنامج النووي الإيراني، الذي ينطوي على مخاطر كبيرة للانتشار»، مشيرين إلى قرار إيران «المثير للقلق بشكل خاص» عبر «زيادة طاقتها الإنتاجية بشكل كبير في منشأة (فوردو) الموجودة تحت الأرض».

وأضاف البيان الثلاثي: «يعدّ هذا القرار توسعاً في برنامج إيران النووي الذي ينطوي على مخاطر انتشار كبيرة»، وقالت إنها لا تزال «ملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي يمنع إيران من تطوير سلاح نووي».

مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان (أ.ف.ب)

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، «مجموعة السبع»، أمس الأحد، إلى النأي بنفسها عن «سياسات الماضي التدميرية» في إشارة إلى بيان «المجموعة» الذي ندد بتكثيف إيران أنشطتها النووية في الآونة الأخيرة. وأضاف كنعاني أن طهران ستستمر في «تواصلها البناء وتعاونها الفني» مع «الوكالة»، لكنه وصف قرارها بأنه «متحيز سياسياً».

وأضاف غروسي أن «الوكالة الدولية» لا تتبع مساراً معادياً لإيران؛ «بل تسعى إلى ضمان أن الوصول الضروري إلى المواقع النووية سيكون مفيداً للطرفين».

وقال: «نحن لا نقول إن إيران يجب ألا تستخدم مهاراتها التقنية وقدراتها. على الإطلاق. نحن فقط نقول إن الوصول الضروري إلى المواقع سيعود بالنفع على كلا الطرفين».

وزار غروسي الشهر الماضي إيران بهدف التوصل إلى حل؛ خصوصاً تنشيط اتفاق الجانبين في مارس (آذار) العام الماضي، حول حل القضايا العالقة.

وتقول «الوكالة» إن إيران تعمل حالياً على تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء قد تصل إلى 60 في المائة، لتقترب من نسبة 90 في المائة اللازمة لصنع الأسلحة. وذكرت أن طهران لديها ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى التي إن تم تخصيبها بدرجة أعلى؛ فإنها يمكن أن تصنع 3 أسلحة نووية، وفقاً لمقاييس «الوكالة».


مقالات ذات صلة

غروسي «يلمس» رغبة إيرانية كبرى لمحادثات النووي

شؤون إقليمية رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)

غروسي «يلمس» رغبة إيرانية كبرى لمحادثات النووي

أبدت إيران «رغبة كبرى» للعودة إلى محادثات الملف النووي، وفقاً لتصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر توسعاً في منشأة نطنز النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

«طريق مفتوح» لهجمات إسرائيلية على النووي الإيراني

يذهب خبراء إلى أن إسرائيل تخلق من التصعيد في جنوب لبنان ظرفاً لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، بالتزامن مع تعثر صفقة وقف الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ. ف. ب)

الرئيس الإيراني: مستعدون للعمل مع القوى العالمية لحل الأزمة النووية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية بزشكيان يتحدّث إلى ممثّلي وسائل الإعلام الأميركية في نيويورك (الرئاسة الإيرانية)

بزشكيان: «حزب الله» لا يمكنه البقاء بمفرده في وجه إسرائيل

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، إن حليفه «حزب الله» لا يمكنه البقاء بمفرده في مواجهة إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك)
شؤون إقليمية عراقجي يلتقي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون في نيويورك السبت (الخارجية الإيرانية)

عراقجي: هجمات «البيجر» نابعة عن اليأس ولن نقع في فخ إسرائيل

قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده «لن تقع في فخ» إسرائيل، عاداً تفجيرات أجهزة الاتصال بلبنان بأنها «قد تكون مهمة من الناحية الاستخباراتية لكنها نابعة عن يأس».

«الشرق الأوسط» (لندن)

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، إن القضاء على الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية حسن نصر الله يُمثل نقطة تحوُّل تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، لكنه حذّر في الوقت ذاته من «أيام صعبة» مقبلة.

وأضاف نتنياهو، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «القضاء على نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وتغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة».

وأكد نتنياهو أن إسرائيل «صفّت الحساب» باغتيال نصر الله. وصرّح في فيديو: «لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يُحصى من الإسرائيليين، وعدد من مواطني الدول الأخرى، من بينهم مئات الأميركيين وعشرات الفرنسيين».

وعَدّ أن «نصر الله لم يكن مجرد إرهابي آخر، بل كان الإرهاب. لقد كان محرك محور الشر الإيراني». وأضاف: «ما دام بقي نصر الله على قيد الحياة، فسوف يستعيد بسرعة قدرات (حزب الله) التي تآكلت»، و«لذلك، أعطيت الأمر... ونصر الله لم يعد معنا».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ اغتيال نصر الله، سيسرّع إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وقال إنّ «تصفيته... تُعزّز (فرص) عودة أسرانا في الجنوب. وكلما رأى (زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار) أنّ (حزب الله) لن يأتي لمساعدته بعد الآن، زادت فرص إعادة أسرانا»، مضيفاً أن إسرائيل «مصمّمة على مواصلة» ضرب أعدائها.

وقتلت إسرائيل نصر الله في غارة جوية كبيرة على بيروت، ما وجّه ضربة قاصمة للجماعة المدعومة من إيران، في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة متصاعدة من الهجمات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل نصر الله في الغارة التي استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. وأكد «حزب الله» مقتل نصر الله دون الإفصاح عن أي تفاصيل.

ولا يُمثل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لـ«حزب الله» فحسب بل لإيران أيضاً؛ إذ أطاحت الغارة الجوية بحليف قوي لها، ساعد في أن يكون «حزب الله» في طليعة الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.